د. سعيد شلبي: قهرت فيروس "سي" بالنباتات

توفي أبوه بمرض التهاب الكبد فوهب حياته لا كتشاف علا ج له
05:37 صباحا
قراءة 4 دقائق

لا يشعر بالألم إلا من قاسى أوجاعه، ولا يشعر بالعجز إلا من وقف ذات يوم غير قادر على أن يفعل شيئا لأقرب الناس إلى قلبه .

لم ينس الدكتور سعيد شلبي هذا اليوم، والمرجح أنه لن ينساه طوال حياته، فقد وقف عاجزا لمرتين وهو الطبيب الذي تقوم مهنته على التخفيف من آلام الناس، وهو يشاهد ذلك الفيروس اللعين يلتهم كبد أبيه ثم أمه من بعده بسنوات قليلة .

فيروس سي ذلك الوحش الكاسر الذي يلتهم

أكباد المصريين من دون رحمة، هو ذلك العدو الأكبر الذي وضعه الدكتور سعيد شلبي نصب عينيه، وعكف لسنوات طويلة في معمله، حتى يتوصل إلى العقار الذي يتمكن بواسطته من القضاء على هذا الوحش . لم يكن الأمر ينحصر بالنسبة للدكتور سعيد شلبي في مجرد اكتشاف علاج للكبد الفيروسي، وإنما أن يكون العقار الجديد من مواد طبيعية ليس لها أضرار صحية في ما بعد، والأهم أن يكون في متناول الجميع، فقراء وميسورين على حد سواء .

منذ عام 1994 عكف الدكتور سعيد شلبي وفريق البحث العلمي التابع لمركز البحوث المصري للعمل على فيروس سي ومحاولة اكتشاف علاج قوي وفعال من الأعشاب الطبيعية . يحكي الدكتور سعيد تجربته قائلا: استمر العمل لسنوات طويلة من دون فائدة حتى إن الفريق بكامله أو الغالبية العظمى منه توقفت عن العمل بينما اتجهت أنا لإنجاز فكرة أخرى قضيت خلالها سنوات عاكفا على إجراء الأبحاث الخاصة بي التي تثبت وجهة نظري، وذلك بالاستعانة بفريق بحث كامل متنوع من كل التخصصات .

كانت المسألة معقدة جداً ولا يمكن لشخص بمفرده القيام بها بل إن خطوات البحث كانت تعتمد بشكل رئيسي على القيام بتجارب مشتركة ومتخصصة يقوم بها متخصصون في كل فرع من فروع العمل . . ويقول الدكتور سعيد شلبي: كان يتعين في كل مرحلة من مراحل البحث والاختيار الاستعانة بمتخصص في الفيروسات لعمل التجارب وتحديد المضادات الفيروسية والتأكيد أن العلاج المكتشف له تأثيره الفعال ضد الفيروسات، كما كان يتعين وجود متخصص لفحص الأنسجة لدراسة التأثيرات المختلفة في أنسجة الجسم، ومتخصص آخر في علم السموم للتأكد من أن العلاج خال من التأثيرات السامة في صحة الإنسان .

قبل ما يزيد على أربع سنوات كللت جهود الدكتور سعيد بالنجاح عندما توصل إلى ما يصفه بالعلاج السحري لفيروس سي مع فريق البحث من خلال استخدام بعض النباتات الطبية الشائعة والمتوفرة بكثرة في الأراضي المصرية ويقول الدكتور سعيد: كانت فرحتنا غامرة فتقدمنا لتسجيل الاختراع وحصلنا بالفعل على براءة اختراع أمريكية لهذا العلاج الذي أثبتت التجارب أنه مفيد جدا لمرضى الكبد عامة وفيروس سي خاصة، لكن الفرحة لم تكتمل . . ويضيف الدكتور سعيد: وقفت أمامنا عقبة كبيرة وهي عقبة الإنتاج وقد عرضنا الأمر على المسؤولين في وزارة الصحة المصرية، لكن حتى الآن لم تتقدم أية شركة وطنية للحصول على تركيبة الدواء والبدء في خطوات إنتاجه ليتم تداوله بين الأفراد ليستفيدوا منه خاصة أن تكاليف إنتاجه زهيدة جدا تمكن المواطن البسيط من تناولها من دون أن تثقل على ميزانيته المادية، مقارنة بالأدوية الكيميائية التقليدية .

الدكتور سعيد يؤكد أن هذا التعطيل متعمد ويشير صراحة إلى بعض المستفيدين من إنتاج وتوزيع حقن الانترفيرون ويقول إنهم يقفون عقبة أمام تحقيق حلم المرضى مسلوبي الإرادة وينظرون بعين تجارية فقط .

ويرجع الدكتور سعيد شلبي الزيادة الكبيرة في نسب الإصابة بفيروسات الكبد بين المصريين إلى ما يصفه بتراكمات الزمن وأخطاء غير مقصودة بالماضي، مثل بعض العادات الطبية الخاطئة من استخدام الحقن الزجاجية وعمليات التعقيم البدائية في العمليات الجراحية والمناظير وعيادات الأسنان ويقول عن هذه العمليات لم تكن بالدرجة الكافية لمنع انتقال المرض نظرا لقلة وعي الأطباء بهذه المشكلة، الأمر الذي أدى لزيادة نسبة الإصابة بشكل مروع .

ويقول الدكتور سعيد شلبي إن العقار الجديد سوف يساهم بشكل كبير في انخفاض نسب الإصابة في الأجيال القادمة، نظرا لزيادة الرعاية الطبية المتميزة وانتشار الوعي الصحي والاهتمام بالتعقيم وتجنب الأطباء لأخطاء الماضي .

وعن طرق عدوى فيروسات الكبد يقول الدكتور سعيد شلبي: فيروس (إيه) الكبدي الوبائي يصاب به الشخص عن طريق الفم عن طريق تناول مياه ملوثة أو أغذية غير صحية، خاصة أن العمر الزمني له تأخر جدا، فبعد أن كان يصيب الأطفال أصبح الآن يصيب الأفراد ما فوق 21 سنة أي في سن الشباب لتناولهم الأطعمة والوجبات الجاهزة، إضافة إلى عامل مهم جدا وهو النظافة الشخصية والاهتمام بالأدوات الشخصية، فمن الممكن أن تكون أداة لنقل المرض الذي ينتقل خلال الحياة اليومية العادية وهذا النوع من الفيروس له علاج فعال وقوي وبمجرد الشفاء منه يستحيل الإصابة به مرة أخرى أما فيروس (بي) فينتقل عن طريق نقل الدم أو من خلال العمليات الجراحية والمناظير بأنواعها وأدوات عيادات الأسنان، وقد اكتشف له علاج كيميائي وتم صرفه للمرضى بالفعل ولكن لا يعلم أحد مدى تأثيره على المدى الطويل فمثل هذه الأدوية يتم تناولها مدى الحياة وإلا فسوف ينشط الفيروس مرة أخرى .

ولا ينتقل الفيروس سي من شخص مصاب إلى شخص عادي إلا عن طريق نقل الدم، ولم يكتشف له علاج إلا ما توصل له الدكتور سعيد شلبي ورفاقه، لكنه لم ينتج بعد بسبب مافيا الإنترفيرون الدولية .

في غرفة مكتبه الصغيرة في المجلس القومي للبحوث، يتابع الدكتور سعيد كل يوم نتائج مفاوضاته لإنتاج العقار، ويضحك كثيرا عندما يسمع أو يقرأ تصريحات البعض للهجوم عليه، فما حصل عليه من جوائز رسمية يغنيه عن الرد بداية من جائزة التشجيع العلمي في العام ،1988 وجائزة الدولة التشجيعية في العام 1989 ونوط الامتياز من الطبقة الأولى في العام ،1995 إضافة لجائزة كبار العلماء في الطب لسنة 2008 وترشيحه من قبل المركز القومي للبحوث لجائزة الملك فيصل العام 2008 وترشيحه لجائزة العالم الإسلامي للعام الحالي .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"