التوأم يوري وماري: الإمارات حاضنة لقيم التعايش

دونتا كتاباً عن حقيقة الإسلام والثقافة العربية
04:08 صباحا
قراءة 3 دقائق
الشارقة: هند مكاوي

الإمارات أرض التسامح والمحبة؛ حيث يعيش تحت سمائها أكثر من 200 جنسية في تناغم وسلام كل منهم يأخذ من ثقافة الآخر، بما يتماشى معه، كما تتميز بنهجها المعتدل، وتقبل الآخر، وإعلاء قيمة التعددية الثقافية، ومن بين الإجراءات الفريدة التي قامت بها الدولة لترسيخ تلك المفاهيم؛ هو إصدار قانون لمكافحة العنف والكراهية؛ لتثبت للعالم أن الأقوال تقرن بالأعمال، وتطبق على أرض الواقع؛ لنشر الرحمة والمحبة والألفة بين الشعوب، ونتاجاً لهذا النهج الحكيم جعلت كل الشعوب تعشق أرض الإمارات والعيش فيها.
ومن ضمن القصص التي تؤكد حب الشعوب المختلفة للإمارات ممن لمسوا التسامح بأنفسهم، وليس مجرد شعارات قصة لفتاتين يابانيتين التوأم يوري وماري إيزوكوميكاوا، اللتين دونتا كتاباً تحت عنوان: «الكعكة المعجزة. الكنز المفقود» باللغتين العربية واليابانية عن الثقافة الإسلامية والعربية ومجتمع دولة الإمارات، التي تتجلى فيها أبهى صور التعايش المشترك. التوأم تم تكريمهما من قبل الدكتور عبد الله الكرم رئيس مجلس المديرين ومدير عام هيئة المعرفة والتنمية البشرية بدبي؛ نتيجة لجهودهما بإصدار هذه الكتاب باللغتين العربية واليابانية؛ لتوضيح الصورة الحقيقة للدين والثقافة العربية والتعايش السلمي في الإمارات.
الفتاتان تدرسان في الصف الثالث عشر بمدرسة ريبتون دبي تقول ماري: علمنا قبل خمسة أعوام أننا سننتقل للعيش في منطقة الشرق الأوسط، وكنا لا نعرف عنها الكثير، وكل ما نسمعه هو الأخبار المتعلقة بالصراعات والمشاهد المخيفة، التي تتبادر إلى ذهن عدد من الناس ممن لا يعرفون الوجه الحقيقي للإسلام والمسلمين؛ ولكن تفاجأنا باختلاف تام في المشهد العام؛ عندما وصلنا أرض الإمارات، والتحقنا بالمدرسة؛ حيث وجدنا فيها طلبة من أكثر من 170 جنسية من مختلف دول العالم ومن أعراق وديانات مختلفة، يتشاركون قيماً ومبادئ واحدة؛ أهمها احترام البلد الذي يعيشون فيه، والالتزام بقوانينه.
تتابع ماري: ما لمسناه بأم أعيننا جعلنا نغير فكرتنا تماماً، وأثر ذلك المشهد فينا وجعلنا نفكر أكثر، ونتعرف إلى الثقافة الإماراتية والإسلامية والعربية بعدما أدركنا أن الدولة تعد حاضنة لعدد من القيم الإنسانية على رأسها التسامح والتعددية والسلم.
تلتقط طرف الحديث شقيقتها فتقول يوري: من هنا قررنا حضور حصص التربية الإسلامية في المدرسة، وهذا ما أثار استغراب الكثيرين من حولنا؛ إذ كنا الطالبتين الوحيدتين غير المسلمتين في المدرسة كلها اللتين تحضران معهم، حتى تخيل البعض أننا في الطريق للتحول للإسلام، ولكننا في الواقع كانت لدينا رغبة في التعرف إلى الدين الحنيف، والتعرف إلى المجتمع الإماراتي عن كثب.
تضيف يوري: الاختلاف الشاسع بين الحضارتين اليابانية والعربية الإسلامية والأحكام المسبقة التي يطلقها الكثيرون حول الإسلام والمسلمين تسبب في انتشار الصورة السلبية عنهم في بعض دول العالم؛ لذا أردنا أن ننقل للعالم الصفات الإنسانية الكثيرة، التي يتمتع بها المسلمون وعلى رأسها التراحم والتعاطف ومساعدة الآخرين والوقوف إلى جانبهم، إضافة إلى الصدق والأمانة؛ لننقل صورة حية بدون رتوش عن قيم التسامح ونبذ العنف والكراهية، ليس هذا فحسب؛ بل أكثر من ذلك وهو التنبيه إلى خطورة إطلاق الأحكام المطلقة والثابتة على عموم شعب أو دين معين والتي تكون عادة منحازة وغير منصفة. وأن البشرية يمكنها أن تعمل معاً وتتعاون إذا أرادت ذلك وتتشارك معاً في «كعكة» واحدة ليخرج الجميع منتصراً.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"