تورم الساقين يفسد حياة المريض

00:45 صباحا
قراءة 6 دقائق
يضطر الكثير من العاملين في بعض المهن إلى الوقوف فترات طويلة، ومنهم مندوبو المبيعات المختلفة، وعمال البناء، ومصففو الشعر، وغيرهم ممن يمارسون الوظائف الشاقة، وبسبب طول الوقوف يصابون بانتفاخ أو تورم في الساقين، ويعتبر تورم الساقين مشكلة كبيرة تؤثر في الحالة العامة للمصاب بها، وهو ما يلقي بظلاله على إنتاجيته وأدائه في أعماله المكلف بها.
تزيد هذه المشكلة من شعور المصاب بالثقل وعدم القدرة على الحركة، إضافة إلى الشعور بالألم المستمر لمدة طويلة، ومن أجل هذا يحتاج المصاب بانتفاخ الساق إلى رعاية خاصة؛ لتخفيف هذه الأعراض.
ويحدث انتفاخ الساقين في أماكن مختلفة، مثل حدوثه في القدمين والكاحلين، وربما في الساق والفخذين، ويكون الانتفاخ في الخلف على وجه الخصوص، ويمكن أن يكون سبب المشكلة احتباس السوائل في الجسم، أو نتيجة الإصابة بالتهاب في الأنسجة، أو بسبب إصابة المفاصل، ويجب التعرف إلى سبب التورم؛ حتى يتم تحديد العلاج وأسلوبه.
وعامة فإن علاج انتفاخ الساقين يعتبر أمراً سهلاً، وتوجد أساليب كثيرة طبية وطبيعية لهذا الغرض، ولكن الصعب هو تحديد السبب وراء هذه الإصابة، حتى يتسنّى وضع حد للإزعاج الذي يسببه، ومنع حدوث مضاعفات في حالة تأخر العلاج.
وفي هذا الموضوع سوف نقدم الأسباب والعوامل المختلفة التي تقود إلى مشكلة تورم الساقين، وكذلك نوضح طرق الوقاية الممكنة، وأساليب العلاج المقترحة والفعالة.

مشكلة أخطر

تعتبر الكثير من أسباب تورم الساقين ليست مؤذية بشكل نسبي، وذلك على المدى الطويل، غير أن التورم يمكن أن يشير إلى مشكلة أخطر، مثل الإصابة بمرض ومشاكل في القلب.
ويلاحظ أنه عند إصابة ساق واحدة بالتورم وسلامة الساق الأخرى، فيعني أن هناك مشكلة مرتبطة بالساق المصابة فقط، وليس مشكلة صحية عامة مثل مشاكل القلب أو الكلى.
ولكن في حالة إصابة الساقين معاً فيمكن أن يكون الأمر غير مرتبط بالساقين، كأن يكون السبب الوقوف أو الجلوس فترات طويلة، وفي حال ارتبط تورم الساقين بشعور المريض بضيق التنفس أو ضيق في الصدر، فجائز أن يعود السبب إلى مشاكل في القلب.
أما في حال ظهور ألم مفاجئ في الساق مع شعور المصاب ببرودة فيها وشحوب لونها، فيمكن أن يكون السبب الإصابة بجلطة دموية مفاجئة، وفي العادة يصاحب الجلطة ألم عميق وموجع في الفخذ الداخلي أو ربلة الساق.
وأيضاً من مسببات الورم الإجهاد المفاجئ؛ نتيجة تأدية بعض الأعمال الشاقة، أو نتيجة ممارسة للتمارين الشديدة بعد فترات راحة طويلة.

الوذمة الطرفية

تحافظ أجهزة الجسم على التوازن المناسب للسوائل، بما فيها أنظمة الدورة الدموية والكلى والجهاز الليمفاوي، وعند حدوث خلل في أحد هذه الأنظمة يمكن أن يؤدي إلى تراكم ملحوظ في هذه السوائل.
وتسهم الجاذبية الأرضية في زيادة المشكلة، خاصة عند الجلوس والوقوف فترات طويلة.
ويعرف تورم القدمين بسبب تراكم السوائل في أنسجة الساق بالوذمة الطرفية، ويمكن أن تؤدي إلى تراكم السوائل بالساقين عدة عوامل منها، فشل القلب واعتلال عضلة القلب، والفشل الكلوي المزمن أو الحاد، وكذلك القصور الوريدي، والعلاج الهرموني والعقاقير المضادة للالتهابات غير السيترويدية، والمتلازمة المرضية الكلوية، وهي ضرر في الأوعية الدموية الدقيقة المسؤولة عن الترشيح، والتهاب التامور، وهو تورم في غشاء القلب المحيط به، وكذلك يمكن أن يحدث التورم أو الانتفاخ في الساق كأحد الآثار الجانبية لبعض الأدوية، وعلى سبيل المثال أدوية ارتفاع ضغط الدم، وعلاج الاكتئاب، وداء السكري، كما تزيد السوائل في ساق السيدات الحوامل بشكل ملحوظ، وأيضاً التهاب الوريد الخثاري، وعادة ما يحدث في الساق.
وكذلك الإصابة بالوذمة الوعائية العصبية، وهي اضطراب وراثي، يؤدي إلى تجمع السوائل في أعضاء الجسم المختلفة، ومنها اليدان والساقان.

رد فعل مناعي

يمكن أن يكون تورم الساقين ردَّ فعلٍ صادراً عن الجهاز المناعي، وهو ما يؤدي إلى حدوث التهاب في أنسجة الساق، ويمكن أن يكون الالتهاب نتيجة للإصابة أو المرض.
كما يمكن أن يكون بسبب اضطرابات التهابية مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، وفي العادة فإن تورم الساق المرتبط بالالتهابات يصبح مصحوباً بالألم، ومن العوامل التي تؤدي إلى التهاب الساق الإصابة أيضاً بمشكلة هشاشة العظام، والتهاب جراب الركبة، وعدوى أو جرح في الساق، وتمزق وتر أخيل-العرقوب، وكسر في القدم أو الكاحل.
وكذلك التواء الكاحل، والتهاب المفاصل المرتبط بزيادة حمض اليوريك، وإصابة الرباط الصليبي الأمامي في الركبة، وكذلك كيسة بيكر، وهي تورم حميد يقع خلف الركبة.
ويجب طلب المساعدة الطبية في حالة حدوث عدد من الحالات، منها أن يكون هناك شك في أن التورم يعود لجرح أو إصابة، وعند شعور المريض بألم غير مبرر في الساقين أو القدمين، وكذلك إذا أصبحت الساق متورمة وساخنة وحمراء وملتهبة، وعند شعور المصاب بألم في الصدر يدوم أكثر من بضع دقائق، وفي حالة الشعور بالإغماء أو الدوار.
ويعتمد تشخيص انتفاخ الساقين على فحص البول وتحليلات الأملاح والكلى، وفحوصات عوامل التخثر في الدم، ويمكن أن يلجأ الطبيب المعالج إلى التصوير باستخدام الأشعة السينية، والموجات فوق الصوتية، وكذلك التصوير المقطعي المحوسب.
كما يجري الطبيب تخطيطاً كهربائياً للقلب وفحص دوبلر، ويمكن في كثير من الحالات أن يتم أخذ عينة من العقدة اللمفية، مع عمل الإجراء المناسب لها الذي يساعد في التشخيص.

تخلص من الوزن الزائد

يعتمد علاج انتفاخ الساقين على حالة المريض العامة، وكذلك الأسباب التي كانت وراء الإصابة بالانتفاخ، وتعتبر أول خطوة في العلاج هي اتباع الشخص المريض نوعاً من النظام الغذائي الصحي، والذي يقرره الطبيب المختص، وذلك حتى يتخلص المصاب من الوزن الزائد الذي يمكن أن يكون عاملاً مساعداً على استمرار هذا التورم مع مسببات أخرى.
يجب تقليل كمية الملح في الطعام بشكل عام، مع تجنب الأطعمة المملحة مثل الأسماك المملحة والجبن، ومن النصائح المفيدة كذلك التي يجب على المصاب بانتفاخ الساقين اتباعها هي تجنب الوقوف أو الجلوس فترات طويلة.
وبالنسبة للمشي يكون بشكل منتظم مع تمديد الساقين حال الجلوس لفترة، ومن الضروري أثناء فترة العلاج ارتداء الجوارب الضاغطة أثناء السفر أو الوقوف ساعات طويلة.
وتعتبر الجوارب النصفية فعالة تماماً مثل الجوارب الطويلة، مع ملاحظة ضرورة تغييرها بعد مرور 6 أشهر، ويستخدم المريض الجاذبية في تحريك السائل في اتجاه القلب، وذلك من خلال رفع الساقين فوق مستوى القلب لمدة 20 دقيقة كل عدة ساعات.
ويعتبر هذا الإجراء مفيداً لتخفيف حدة الانتفاخ، وأيضاً ممارسة الرياضة بشكل يومي مثل السباحة، وركوب الدراجات، والمشي، والجري، والتصريف الليمفاوي اليدوي، ويقوم بهذا الإجراء المعالج الفيزيائي، خاصة في الطقس الحار، وعندما يكون المريض غير قادر على ارتداء الجوارب الضاغطة، والتصريف الليمفاوي الميكانيكي باستخدام تقنيات مفيدة للدورة الدموية والدورة الليمفاوية.
هذه التقنيات معروفة من وقت طويل، وتوفر فوائد للمريض والطبيب، مثل توفير الفعالية والوقت وتوحيد النهج العلاجي.
ويمثل التدخل الجراحي الخيار الأخير للمريض، وفيه يتم اشتفاف الدهون في حالة الوذمات الكبيرة المزعجة، والتي لم تفلح معها الأساليب والطرق السابقة.

الكرفس والبقدونس

تشير بعض الدراسات الحديثة إلى أنه يمكن الاستفادة من بعض الطرق الطبيعية والوصفات المنزلية في علاج وتخفيف تورم الساقين بصورة جيدة، ومنها استخدام الحمّام الدافئ في تقليل تورم القدمين.
يمكن وضع القليل من زيت الجريب فروت في هذا الماء، وكذلك خلطة مع زيوت أخرى مثل زيت اللوز وزيت الزيتون وتدليك القدم بها، وأيضاً نقع القدمين في ماء مالح له مفعول سحري في علاج مشكلة تورم القدمين وتحقيق استرخاء العضلات، وذلك بإضافة كمية من الملح ونقع القدمين لمدة 15 دقيقة، وتدليك القدمين يفيد للغاية في علاج هذا الانتفاخ، ورفع القدمين عن الأرض قليلاً من خلال الوسائد أو الكرسي.
وهناك بعض الأعشاب التي لها تأثير إيجابي كبير في التخلص من تورم القدمين، مثل بذور الكرفس التي تستخدم كمدر للبول، وبالتالي يساعد الجسم في التخلص من السوائل الزائدة، وأثبتت البحوث العلمية تأثير بذور الكرفس في تحسين حالة القدم المتورم.
غير أنه لا ينصح بها في حالة الحمل أو عند تناول مدرات البول قبل الحصول على استشارة طبية، وكذلك يفيد البقدونس في علاج تورم القدمين والساقين بسبب احتباس السوائل في الجسم، لأنه يحفز على إنتاج البول ويعمل كنوع من المنشط للكلى، وهو مفيد إذا أكل نيئاً أو مع السلطة أو مجففاً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/2y3hc658

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"