أصابع اليد وإصاباتها

22:58 مساء
قراءة 4 دقائق
تشكل اليد أداة مهمة للإنسان، فبها يقوم بأعماله المختلفة من تناوله الطعام والشراب إلى تنفيذ أعماله ومهامه اليومية .
كما أنها تساعد الناس على الاتصال ببعضهم، كما هي الحال في لغة الإشارة .
وتحتوي كل يد على خمس أصابع تسمح بتحسس الأشياء ولمسها والإمساك بها .
بلغ عدد عظام الأصابع تقريباً نصف عدد عظام اليد البالغ عددها 27 عظمة، منها 8 عظمات في الرسغ، و5 عظمات في مشط اليد (راحة اليد)، و14 عظمة تدعى "السلاميات" للأصابع .
وتفصل هذه العظام عن بعضها بعضاً بواسطة مفاصل خاصة، حيث تقوم العضلات بتحريك هذه العظام على مفاصلها .
ويستطيع الإنسان القبض على الأشياء بواسطة اليد بفضل العضلات الموجودة في الساعد . وتتألف كل عضلة من جزأين: الجزء اللحمي من العضلة الذي يتقلّص ويولّد القوة التي تحرّك العضلة . والجزء الوتري من العضلة الذي يمتد إلى اليد ويرتبط بعظام الأصابع .
وترتبط العضلات بعظام الساعد عند الجزء اللحمي منها . فتضيق العضلات من الأسفل، وتتحول إلى أوتار تمتد عبر المعصم إلى العظام، حيث ترتبط مع عظام الأصابع . وعندما يتقلص الجزء اللحمي من العضلة، ينسحب الوتر باتجاه الساعد مثل الحبل، ما يؤدي إلى انثناء الأصابع .
وتُغطّى بعض الأوتار بأنابيب خاصة تحتوي على سائل مزلِّق يجعل حركة الأوتار سهلة وغير مؤلمة . وتتثبّت الأوتار والأنابيب التي تغطّيها في مكانها بواسطة غلاف خاص يسمّى الغمد . وتُغطّى جميع عضلات وأوتار راحة اليد بغطاء سميك من الأنسجة يسمى "اللفافة الراحية" .
وبذلك، فإنه لولا الأصابع لما كان سهلاً الكتابة، ولا مسك الأشياء ولا الطباعة .
وتسمى أصابع اليد وفقاً لترتيبها من الأصغر والذي يسمى الخنصر، يليه البنصر، ثم الأوسط، فالسبابة، وهو من أشهر الأصابع يستخدم في الإشارة والسب، ولذا جاء التسمية، ثم الإبهام، وهو الإصبع الكبيرة والأهم لتنفيذ شتى الأعمال .
ويستخدم المرء أصابع يديه وإبهامي اليدين للقيام بأمور كثيرة، فمن مسك الأشياء إلى الكتابة على لوحة المفاتيح وغيرها . وعند وجود خلل ما في الأصابع أو في اليدين، فقد تصبح حياة المرء صعبة .

إصابات الأصابع وأعراضها

غالباً ما تكون الأصابع هي الأكثر عرضة للإصابات والكسور، لأنها متصلة بشكل مباشر بالأعمال الحرفية مثل النجارة والخياطة والرياضة مثل كرة اليد وكرة الطائرة .
وتشتمل المشكلات الشائعة على ما يلي:
* الإصابات الناتجة عن الكسور والخلوع وتمزّق الأربطة .
* الفصال العظمي (خشونة المفاصل) . التلف والاهتراء اللذان يحدثان في التهاب المفاصل . ومن الممكن أيضاً أن يسبّب تشوهاً للمفاصل .
* التهاب الأوتار . وهو تهيّج الأوتار .
* تقلص دوبويتران . وهو تسمّك رواثي للنسج المتينة التي تقع تحت جلد راحة الكف مباشرة . وتسبب هذه الحالة تيبس الأصابع وانثناءها .
* الإصبع الزنادية . وهو تهيّج في الغِمد المحيط بالأوتار القابضة . ومن الممكن أن تؤدي هذه الحالة إلى جعل الوتر "يعلق"، ثم ينطلق مثل الزناد .
وتكون أعراض كثير من إصابات الأصابع واضطراباتها متشابهة . والعرض الرئيسي هو الألم في الإصبع أو في المنطقة المحيطة .
ومن الأعراض الشائعة الأخرى لإصابات الأصابع واضطراباتها:
* التكدّم، (أي ظهور كدمات على الإصبع المصابة) .
* صعوبة تحريك الإصبع المصابة .
* وجود كتلة صغيرة، أو أكثر من كتلة، تحت الجلد .
* تورّم أو ضعف في الرسغ أو الإصبع .
* صعوبة في مسك الأشياء، سواء بالأصابع أم براحة اليد .
ومن الممكن لبعض إصابات الأصابع واضطراباتها أن تسبب ما يلي أيضاً:
* اعوجاج الأصابع .
* احمرار أو إيلام عند المفصل .
* تيبّس المفاصل وألمها .
* تشوه مرئي في الإصبع .

العلاج

تعتمد معالجة إصابات الأصابع واضطراباتها على أسبابها . واكتشاف السبب في وقت مبكر يجعل المعالجة أكثر سهولة في معظم الحالات .
وقد تشتمل المعالجة على تناول الأدوية أو المعالجة الفيزيائية أو الجراحة، أو معالجات أخرى .
وقديماً، كانت إصابات الأصابع تعالج بالعلاج التحفظي، واللاجراحي، مثل الدهان والجبيرة، ولذلك كانت نسب نجاح العلاج والشفاء ضعيفة .
أما في الوقت الحالي، ومع التقدم العلمي وتطور الحياة، فقد أصبح لكل إصابة أو كسر طريقة علاج مختلفة حسب نوع الإصابة أو الكسر أو الإصبع المصابة . وفي حالات الكسور، تعتمد المعالجة على شدة الإصابة، فإذا كانت العظام باقية في مكانها، وإذا كان من المرجح أن تظل كذلك، فقد يوضع الإصبع في جبيرة قاسية أو طرية . وقد تكون الجراحة ضرورية من أجل معالجة الكسور الأكثر شدة . وقد يحدث ذلك عندما يصبح المفصل غير مستقر، أو عندما يخرج العظم عبر الجلد .
وقد يجرى استخدام الدبابيس أو المسامير أو الأسلاك من أجل تثبيت العظام المكسورة في أماكنها . وقد يحتاج المريض إلى معالجة فيزيائية تستمر أسابيع عدة، أو أكثر، للمساعدة على استعادة قوة الإصبع المصابة وحركتها . والخلوع هي إصابات تلحق بالمفاصل، وتؤدي إلى خروج العظام عن وضعها السليم . ويحدث خلع الإصبع عندما ينزلق أي عظم من عظام السلاميات فيخرج عن وضعه السليم . تحدث خلوع الأصابع إذا تعرّض الإصبع لصدمة شديدة أو لانثناء قسري شديد . كما يمكن أن يحدث الخلع في حال محاولة ثني الإصبع إلى الخلف . تتورّم المفاصل المخلوعة وتسبب ألماً عادة، إضافة إلى أن تشوهها يكون ظاهراً، وقد يعجز المرء عن تحريكها .
وتعدّ حالة خلع المفصل حالة طبية إسعافية، فإذا ظنّ المرء أنه مصاب بخلع عليه أن يطلب الإسعاف، وقد تشتمل معالجة خلع الإصبع على ما يلي:
* وضع جبيرة .
* إعادة العظم إلى موضعه .
* تناول الأدوية .
* إعادة التأهيل .
وعند إعادة العظم إلى موضعه بشكل صحيح، فإن المفصل يصبح قادراً على العمل والحركة على نحو طبيعي من جديد .
وحالياً، أصبحت زراعة الأصابع متطورة وناجحة بالاعتماد على الجراحة الدقيقة والاستعانة بالأجهزة المتقدمة، وتكون نسب نجاح العلاج والشفاء كبيرة ومبهرة في أغلب الأحيان .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"