قراءات

02:20 صباحا
قراءة دقيقة واحدة
إعداد: محمد صالح القرق

خصوم الرشيد وأصدقاؤه اتفقوا على أنه كان أرق الخلفاء وجهاً، وأكثرهم حياء، وأخشعهم قلباً، وأغزرهم دمعاً عند سماع الموعظة الحسنة، وكثيراً ما كان يسمع بواعظ زاهد، فيعمل على اللقاء معه، فيرسل إليه، فإن لم يحضر ذهب إليه بنفسه، ليسمع منه ما يبكيه بين يديه.
سمع مرة بالفضيل بن عياض، فاشتاق إلى مقابلته ليسمع منه. فقيل له: إنه لا يخرج من بيته. فتوجه إليه ومعه فقيه بغداد، عبدالله بن المبارك. فلما قرب من منزل الفضيل قال ابن المبارك للرشيد: يا أمير المؤمنين، إن الفضيل بن عياض إذا عرفك وعرف مكانك، لم يأذن لك عليه، ولم يرغب في مقابلتك، قال الرشيد: تستأذن أنت عليه، وتخفي مكاني عنه، حتى يأذن بالدخول، فدخلا عنده فقال ابن المبارك: أتدري من هذا؟! قال: لا أدري. قال: هذا هارون الرشيد أمير المؤمنين فنظر إليه الفضيل ثم قال: هذا الوجه الجميل، يسأل غداً عن أمة محمد صلى الله عليه وسلم، ويؤاخذ عليها.. لئن كان العفو والغفران يسعك مع ما أنت فيه إن هذا لهو الفضل المبين. ثم جعل الفضيل يعظه ويذكره، حتى رق هارون، وفاضت عيناه.
من كتاب «أباطيل يجب أن تمحى من التاريخ» - د. إبراهيم علي شعوط

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"