إهمال علاج التهاب العين.. خطر على النظر

00:47 صباحا
قراءة 6 دقائق
تعد الالتهابات من الأمراض الشائعة التي تصيب العين، وغالباً ما تنجم عن عدوى فيروسية بسبب جرثومة أو كائنات دقيقة أخرى، والالتهاب معدٍ للغاية حيث ينتقل من شخص لآخر عن طريق إفرازات العين، التي تحتوي على الفيروس أو الجرثومة المسببة للتلوث، وتنتشر بسهولة من شخص لآخر عن طريق اللمس.
ويمكن أن يحدث الالتهاب بسبب حادث، كما أن الأشخاص الذين يستخدمون العدسات اللاصقة دون تعقيم يكونون عرضة للإصابة بالتهاب العين، وكذلك الإفراط في التدخين.
ويكون الالتهاب على هيئة احمرار شديد في العين وانتفاخ وحكة، مع غزارة في دموع العين وآلام وأعراض إضافية تكون مزعجة للمصاب، ويمكن أن يصيب مقلة العين بأكملها أو المنطقة المحيطة بها.
وعامة فإن التهاب العين لا يشكل خطرا، لكن إهمال العلاج يمكن أن يؤدي إلى انتشار العدوى، ويسبب ضررا للعين دائما يمكن أن يصل لفقد القدرة على الإبصار، وفي هذا الموضوع سوف نقدم أسباب حدوث الالتهابات، وكذلك طرق الوقاية والعلاج من هذه الظاهرة.

أنواع عديدة

توجد العديد من أنواع الالتهابات التي تصيب العين، ومع تعدد هذه الأنواع تتعدد بالتالي الأسباب التي تؤدي للإصابة بهذه المشكلة، ويمكن تقسيم الالتهاب بحسب نوع العدوى.
توجد العدوى البكتيرية بالمكورة المعوية، والبكتيريا العنقودية الذهبية وبكتيريا العصوية الشمعية، ويعد التهاب ملتحمة العين أو باطن الجفن من أكثر أنواع التهابات العيون شيوعا، وتتسبب فيه بكتيريا أو فيروس، وهذا الالتهاب معدٍ للغاية، وفي الغالب فإنه يصيب الأطفال في المدارس أو الأماكن التي يسهل فيها انتقاله من طفل لآخر. كما أن هناك أنواعا أخرى من الالتهابات التي تسببها فيروسات التهاب القرنية الفيروسي، ومنها هربس العين الذي يسببه فيروس هربس البسيط، ويمكن أن تحدث الإصابة بالتهابات العين الفطرية، بسبب إصابة نفاذة تتيح للفطريات التسلل إلى منطقة العين.
كما تسبب التهاب العين الشعيرة، وهي تلوث غدد الدهن الصغيرة التي تتواجد على أطراف الجفن على كل محيط عين، ويمكن أن يختفي هذا الالتهاب بعد عدة أيام دون الحاجة إلى علاج، غير أن هناك حالات نادرة تتطلب الحصول على استشارة طبية، بسبب المضاعفات التي تنتج عن هذا الالتهاب.

التهاب بكتيري

يؤثر على باطن العين التهاب بكتيري يسمى التهاب باطن المقلة، ويحدث بسبب إصابة أو في حالات نادرة للغاية بعد الخضوع لجراحة في العين، ويمكن أن يسبب فقدان البصر عند غياب العلاج الفوري والفعال بالمضادات الحيوية.
وهناك نوع نادر من العفن يمكن أن يسبب هذا الالتهاب، ويسبب التهاب كيس العين الذي يصيب قنوات الدمع تهيجا وانسدادا في نظام تصريف الدموع في العين، ومن أنواع الالتهاب الخطيرة التهاب النسيج الخلوي لمدار العين، وهو يهاجم النسيج الطري المحيط بالجفن.
ويعتبر من الحالات الطارئة التي تستدعي العلاج الفوري منعاً لانتشاره، وهناك بعض الأمراض التي تزيد من فرص الإصابة بالتهاب العين، مثل مرض بهجت والتصلب المتعدد والتهاب المفاصل والتهاب المفاصل الروماتويدي، وداء المقوسات ومرض السل والتهاب القولون التقرحي.
والأشخاص الذين يستخدمون العدسات اللاصقة عرضة للإصابة بالالتهابات التي تسببها كائنات طفيلية، ومن الجائز أن يهدد هذا الالتهاب سلامة الإبصار.
ولذلك يجب أخذ الاحتياطات اللازمة عند استخدام العدسات، لضمان سلامتها وتنظيفها بصورة جيدة، يرافق الإصابة بالرمد الحبيبي تكرار الالتهاب وهو ما يستدعي من المصاب به الالتزام بممارسات النظافة الشخصية والحصول على العلاج.

تسبب إزعاجاً شديداً

تختلف أعراض التهاب العين بحسب مكان الإصابة، وهناك عدد كبير من الأعراض المشتركة والتي تسبب للمصاب إزعاجا شديدا، وبالنسبة لأعراض التهاب العين العامة فتشمل احمرار العين، ويشعر المصاب بالالتهاب بحكة دائمة ومزعجة، وإحساس بوجود رمال في العين أو وجود جسم غريب يؤدي للحكة ولا يستطيع المريض تحديد مكانه بدقة.
كذلك يحدث في بعض الحالات تقشر وانتفاخ الجفون، وهو ما يؤثر على الرؤية فتصبح مشوشة، وتفرز العين المصابة الدموع بغزارة، ويمكن أن يكون هناك إفراز متقيح، وفي حالة إصابة اللحمية بالالتهاب الناتج عن مصدر جرثومي تكون الأعراض حكة في العيون، وإحساسا بالاهتياج فيها، مع إفراز مفرط للسوائل والدموع.
ويمكن أن تنتفخ الجفون بصورة كبيرة وهو ما يجعل فتح العيون صعبا بشكل بسيط، ومن المهم التنبيه على المريض في هذه الحالة بعدم محاولة فتح العين بواسطة الأصابع، عند التصاق الجفون نتيجة الإفرازات، حيث إن هذا الأمر يسبب ضررا بالغا للعين.
ويمكن أن يكون التهاب العين ناتجا عن التهاب الجفون، وفي هذه الحالة تكون الأعراض احمرارا وانتفاخا وعينا حارقة، مع وخز حاد، وحساسية للضوء وخشونة بالعين، وتصبح الأعراض في هذه الحالة أصعب عند الاستيقاظ من النوم، بسبب أن العين أثناء النوم لا يتم تهويتها بشكل جيد.

قطرات للعين

تختفي معظم الالتهابات الفيروسية التي تصيب العين دون الحاجة للحصول على علاج، وبالنسبة للالتهابات البكتيرية فإن غالبيتها يمكن أن تشفى في حالة التشخيص المبكر والحصول على العلاج المناسب.
ويعتمد الطبيب المعالج في تشخيص حالة المصاب بالتهاب العيون على الفحص السريري للعين، كما يمكن أن يجري فحصا مخبريا لمسحة من إفرازات العين، للكشف عن البكتيريا التي تسبب الالتهاب.
ويشمل العلاج الذي يصفه عددا من التدابير التي تعتمد على العامل المسبب، ويكون العلاج على هيئة مضادات حيوية على شكل قطرات، توضع داخل العين في حال أن الالتهاب بسبب العدوى البكتيرية، وكذلك يصف الطبيب قطرات للتخفيف من حدة التهاب واحمرار العين.
وتوجد عدد من الطرق المنزلية يمكن أن تفيد في علاج وتخفيف آثار بعض الحالات البسيطة من التهاب العيون، ومنها الكمادات الدافئة، فتعتبر من أكثر العلاجات فعالية، وذلك لأن الحرارة تزيد من الدورة الدموية في منطقة العين وبالتالي تعزز من الشفاء. كما أنها تساعد على تخفيف الألم والتورم وتمنع المزيد من العدوى، ويجب ملاحظة استخدام كمادات منفصلة لكل عين في حالة إصابة كلتا العينين، ويستخدم هذا العلاج عدة مرات يوميا حتى يشعر المصاب بالتحسن. ويمكن استخدام محلول الملح للتخلص من التهاب العين، ومحلول الملح تشطف به العين ويكون جيدا للسيطرة على الالتهاب والعدوى، عن طريق إزالة الحطام الموجود في العين وبالتالي نضمن ألا تنتشر العدوى، ويمكن استخدام الماء المقطر بدلاً من ماء الصنبور الذي يمكن أن يحتوي على مواد كيميائية وشوائب، ومن العلاجات المنزلية المفيدة العسل حيث يحتوي على خصائص مضادة للجراثيم، والتي يمكن أن تقتل البكتيريا الضارة في العين والتي تسبب التهاب العين.

نصائح مهمة

يقدم الأطباء والمتخصصون للوقاية من الإصابة بالتهاب العين عددا من النصائح، ومنها غسل اليدين قبل لمس العين بعناية، ويفضل في حال الإصابة بالتهاب العين أن يكون غسل اليدين قبل العلاج بقطرة العين أو المرهم وبعده.
وكذلك عند وضع العدسات اللاصقة، ويمنع فرك العين المصابة، كما يجب تعقيم كل قطعة ثياب كالمفارش والمناشف التي لامست العين المصابة بالالتهاب قبل أن يستعملها شخص آخر.
ويجب الامتناع عن ملامسة مياه ملوثة أو مجهولة المصدر، وعلى مستخدمي العدسات اللاصقة المحافظة على نظافة العدسة واستخدام مواد التعقيم التي تناسبها، وينصح الخبراء السيدات بتجنب استعمال عينات تجربة مستحضرات التجميل الخاصة بالعيون في المتاجر العامة.
ويجب التأكد من أن نوعية مستحضرات التجميل التي تستخدم نوعية جيدة، وكذلك في حالة الإصابة بالالتهاب يفضل عدم وضع مساحيق التجميل حتى يتم الشفاء، لئلا يحدث تلوث وتهيج إضافي للعين، وفي حالة كان تطور الالتهاب بسبب استعمال مستحضرات التجميل، فالأفضل الامتناع عن استخدامها مرة أخرى.
وعلى المدخنين التوقف عن التدخين عند الإصابة بالتهاب العين، وكذلك ينصح بالابتعاد عن الأطعمة التي تزيد من التهاب العين واحمرارها مثل الأطعمة الحارة.

العدسات اللاصقة

كشفت دراسة طبية حديثة أن حوالي 40% من إصابات الالتهابات الميكروبية التي تصيب قرنية العين تكون بين مستخدمي العدسات اللاصقة، حيث إن هناك علاقة طردية بين إساءة استعمال العدسات اللاصقة والإصابة بهذا النوع من الالتهابات.
وبينت الدراسة أن 54% من الالتهابات التي تصيب العيون، وراءها جرثومة السيدوموناس أو الزائفة الخطيرة، وفي 90% من مجموع حالات المبحوثين انتهت الإصابة بندبات مستديمة على القرنية، وهو ما أثر في الإبصار، واحتاجت بعض الحالات للعلاج الجراحي بزرع قرنية.
وحذرت دراسة حديثة من أن وضع كحل العين أو ما يعرف بمحدد العين داخل خط السوط، وذلك لأنه يتسبب في تلوث والتهابات في العين، وبحسب الدراسة فإن حوالي من 15 إلى 30% من التهابات العين وانتقال جسيمات سامة إلى منطقة العين والعدسات اللاصقة مرده إلى وضع الفتيات للكحل داخل سوط العين.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"