ألم أسفل البطن.. الأسباب والوقاية

23:43 مساء
قراءة 6 دقائق
يعاني بعض الرجال من مهاجمة بعض نوبات الألم في منطقة أسفل البطن وهذا الألم لا يقتصر على الرجال دون الإناث، ولكنه طبيعي إلى درجة كبيرة عند السيدات بسبب التغيرات التي تحدث أثناء الدورة الشهرية، مثل مشكلات التبويض أو أعراض الحمل أو بعض الالتهابات التي تصيب الرحم، ولكن هذا الألم لدى الرجال غير طبيعي ويدل على وجود أسباب مختلفة ومتعددة، ولذلك ينتشر بصورة واسعة في قطاعات عريضة من المجتمع الذكوري.

لا يكون الأمر خطيراً في غالبية الحالات التي تصاب بهذا الألم، ولكن أيضاً يمكن أن تكون هذه الأوجاع مؤشراً على وجود مرض جسيم، ولا شك أن كل واحد منا شعر بهذه الحالة ومرت عليه، فالجميع يعاني من ألم أو مغص أسفل البطن كل فترة، ولا يجب ان نتجاهل هذه الأوجاع، فيمكن أن تكون إنذاراً من الجسم لوجود اضطراب وخلل في بدايته ويمكن معالجته، ومنطقة أسفل البطن حساسة لأي مؤثر أو مشكلة صحية، وتتكرر في هذه المنطقة نوبات الألم، التي يمكن أن تكون ناتجة عن خلل في أحد أعضاء البطن الداخلية، مثل البنكرياس والطحال والكلى، أو ناجمة عن مشكلة في الكبد أو الجهاز الهضمي، ويمكن أن يكون السبب حدوث التهابات في الزائدة الدودية أدى إلى الإحساس بألم شديد، وفي هذا الموضوع سوف نتناول معظم الأسباب التي تقود إلى هذه الحالة، ونحاول أن نقدم حلاً أو علاجاً لتخفيف حدة الألم.
الحليب والفيروسات والأدوية
يهاجم الألم أسفل البطن أيضاً في حالة عدم تحمل اللاكتوز، وتصدر الأوجاع بسبب عدم القدرة على هضم اللاكتوز وخاصة الموجود في اللبن ومنتجاته، فالكثير من الأشخاص يصاب بهذه الأوجاع بعد تناول الحليب أو الزبادي أو الأجبان، فهي حالة طبيعية لعدم قدرة الجسم على تحمل اللاكتوز، والسبب هو نقص انزيم اللاكتاز في الجسم الذي يساعد على هضم اللاكتوز، وهذه الحالة منتشرة وليست خطيرة وتصحبها أعراض الإسهال والانتفاخ، والعدوى الفيروسية من أكثر الأسباب التي تؤدي إلى حدوث ألم أسفل البطن، وغالباً ما تسبب هذه العدوى حدوث تقيؤ وإسهال وارتفاع درجة الحرارة، وفي الغالب يشفى المريض من تلقاء نفسه بعد 4 أيام ويختفي ألم البطن، بواسطة الجهاز المناعي الذي يواجه الفيروسات ويقضي عليها، وليس هناك حاجة لتناول المضادات الحيوية لأنها ليست فعالة مع الفيروسات، كما أن بعض الأدوية يمكن أن تسبب الإصابة بألم أسفل البطن، كنوع من الآثار الجانبية لها مثل بعض أدوية المسكنات والمضادات الحيوية والستروئيدات، ويمكن معرفة ذلك بقراءة النشرة الداخلية للدواء وسوف تشير إلى حدوث ألم البطن كتأثير جانبي.
القولون والحالات الخطرة
تنتج معظم حالات الألم أسفل البطن نتيجة حدوث اضطرابات في الجهاز الهضمي وخاصة الأمعاء، بسبب الإصابة بأنواع أمراض القولون، الذي يسبب انبعاث ألم متفاوت من شخص إلى آخر، ويمكن أن يلاحظ الشخص ذلك بنفسه في حالة مهاجمة نوبة الألم له عقب تناول وجبة دسمة وكميات كبيرة من الطعام، والتهاب القولون التقرحي يصيب الأمعاء الغليظة، ويكون الألم في الجهة اليمنى من أسفل البطن، وتظهر بعض الأعراض بجانب الألم مثل حدوث انخفاض في الوزن للمصاب بشكل ملحوظ، وأيضاً القولون العصبي أحد العوامل لأنه يؤدي إلى حدوث بعض التقلصات والتشنجات المتكررة في عضلات الأمعاء الدقيقة والغليظة، ويمكن أن يسبب الألم مع الإسهال والإمساك، كما يمكن أن يكون الألم بسبب المعاناة من أمراض مزمنة مثل التهاب المسالك البولية وأمراض الجهاز الهضمي، أما الحالات الخطيرة لمشكلة الألم أسفل البطن عند الرجال فتكون عند تكرار الألم الشديد، وفي حالة إذا كان هناك حالة من التقيؤ بجانب الألم، أو وجود دم في الفضلات وتغير لونها أو مصاحبة الألم لنزيف شرجي، أو مصاحبة الألم لضيق وصعوبة التنفس، أو تزايد الألم في هذه المنطقة رغم العلاج، فذلك يدل على وجود أورام سرطانية.
حصى الكلى والمرارة
تسبب حصوات الكلى إصابة الرجال بألم أسفل البطن، بجانب شعور المصاب بألم وحرقان أثناء التبول وألم أسفل الظهر، والإحساس برغبة مستمرة بدخول الحمام، وألم أسفل البطن في هذه الحالة عند الرجال يبدأ من أسفل البطن، ويمتد إلى جذور الفخذ، وتصبح نوبات الألم الحاد ووخز في الخصر وتحت الضلوع، وأثناء محاولة مرور الحصى من الكلية إلى قناة المثانة يظهر الألم أسفل البطن، وفي هذه الحالة لابد من التوجه إلى الطبيب لتلقي العلاج اللازم لتفتيت الحصى والتخلص من الألم، وأيضاً في حالة إصابة الرجل بمشكلة حصى المرارة يظهر ألم أسفل البطن، ولكنه يكون شديداً في الجانب الأيمن العلوي من البطن، وتتكون حصى المرارة ببطء، وتصل إلى القناة الصفراوية لتؤدي إلى انسدادها بشكل جزئي أو كلي، مما يصدر عنه ألم في البطن وبعض الأعراض الأخرى، وهي من الحالات التي تحتاج إلى طبيب متخصص لإجراء الفحوصات وتحديد خطة العلاج.
التسمم الغذائي والتهابات المثانة
يؤدي التسمم الغذائي إلى الإصابة بألم أسفل البطن، وينتج هذا التسمم بعد تناول طعام أو شراب ملوث بالفيروسات والبكتيريا والجراثيم أو المواد الكيميائية، وفي الغالب تظهر أعراض التسمم الغذائي بعض مرور 7 إلى 11 ساعة من تناول الأطعمة المسممة ومنها الشعور بألم حاد أسفل البطن مع حالة من التقيؤ والغثيان والإسهال، ومن الأطعمة المشهورة في حدوث حالات التسمم هي الأسماك واللحوم، ومن العوامل التي تساعد على الإصابة بألم أسفل البطن لدى الرجال هي حدوث التهابات المثانة، نتيجة التعرض لمهاجمة الجراثيم، ومن الأعراض المصاحبة حرقان عند التبول ورائحته كريهة مع كثرة دخول الحمام، ومن الأسباب كذلك حدوث تلوث في القنوات البولية، تؤدي إلى الإصابة بالتهاب في المسالك، يصدر عنها الألم أسفل البطن، مع حدوث سلس البول وظهور دم وارتفاع درجة حرارة الشخص، ولابد من العلاج السريع لهذه الحالة أيضاً، للتخلص من الألم والمضاعفات الأخرى، كما أن الإمساك أحد عوامل الإصابة بهذا الألم عند الرجال، لأنه يسبب شد عضلات جدار الأمعاء وألم في هذه العضلات مع زيادة الضغط حولها.
كراون والقرحة
يصاب الرجال أيضاً بألم أسفل البطن عند حدوث انفتال الخصية، وهي من الأسباب الرئيسية لهذه الحالة، والانفتال هو حدوث التواء في الخصية، يسبب ألماً شديداً أسفل البطن مع التقيؤ والغثيان وألم الخصية ويستمر الألم بحدة في حالة عدم العلاج، ومرض الفتاق الذي يصيب الكثير من الرجال أحد مسببات الألم أسفل البطن الذي يمتد إلى أعلى الفخذ، وكذلك مرض كراون الذي يسبب التهاب بطانة الجهاز الهضمي، مع الألم أسفل البطن والإسهال والانتفاخ في الجانب الأيمن من البطن، ويكون الانتفاخ في حجم البرتقالة والضغط عليه يسبب ألماً شديداً أسفل البطن، ومن عوامل الإصابة بألم أسفل البطن للرجال حدوث قرحة المعدة والاثني عشر، وتكون في الجزء الأول من القولون، نتيجة عدوى ببكتيريا الملوية البوابية، وتحدث ألماً قوياً مع حرقة في الجزء العلوي من البطن بعد تناول الوجبات ليلاً، والعلاج عموماً لحالة الألم أسفل البطن عن طريق المضادات الحيوية للقضاء على التهابات المثانة التي تسببها الجراثيم، مع تناول بعض المسكنات إذا كان الألم حاداً، ومعرفة سبب الألم وعلاجه للقضاء على المسبب والتماثل للشفاء كما يمكن التدخل الجراحي في حالة التهاب الزائدة الدودية أو التخلص من حصوات الكلى، ومن الطرق الطبيعية لعلاج هذه المشكلة تناول عصير الليمون والشاي بالنعناع والزنجبيل، والمحافظة على تناول كميات كافية من السوائل، وتجنب الأطعمة الدسمة والدهون والحمضيات والمشروبات الغازية، واستخدام كمادات دافئة لتقليل حدة الألم.

منتجات الألبان والصلصة

تشير دراسة حديثة إلى أن 100% من الرجال يعانون نوبات الألم في منطقة أسفل البطن، ولكنها تتنوع بين درجات طفيفة وحادة، ولها العديد من المسببات والعوامل. وغالبية هذه الحالات تختفي وتتلاشى دون اللجوء إلى الأدوية والعلاج.
ويعتمد عدد كبير من الرجال على طرق العلاج الطبيعية واستخدام الأعشاب لتخفيف درجة الألم، وحوالي 78% من الرجال يُهملون هذه المشكلة الصحية ولا يفكرون في معرفة مسبباتها، ولا يتناولون أي نوع من العلاج، على الرغم من أن بعض حالات الألم يمكن أن تكون مؤشراً خطيراً على مشاكل صحية.
وينصح الأطباء في الحالة بالذهاب إلى الطبيب، في حالة ما إذا كان الألم حاداً، ومصدره الجانب الأيمن من أسفل البطن أو الحوض. ويفيد تحديد مكان صدور الألم في معرفة السبب الأساسي لنشوء هذا الألم، والمساعدة على تقديم العلاج السليم للتخلص منه.
وتكشف الأبحاث أن الرجال معرضون للإصابة بالتهاب الزائدة الدودية بين عمر 10 إلى 45 عاماً، مما يسبب حدوث الألم في أسفل البطن، الذي يمتد إلى السرة إلى أن يستقر في الجهة اليمنى أسفل البطن.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"