منارات

03:59 صباحا
قراءة 3 دقائق
 
وسائل إصلاح النشوز
}} ماذا أفعل مع زوجتي التي لم تعد تسمع لي كلمة ولا تطيعني في أهم حقوقي الزوجية؟
(ي.ف - الشارقة)
- تقول د. عبلة الكحلاوي، أستاذة الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر: واجب الزوج شرعاً أن يتعامل برقي مع زوجته، وأن يفي بحقوقها على الوجه الأكمل، فهذا ما أمره به الإسلام، فإذا حدث منها تمرد وعصيان ونشوز بعد ذلك فعليه أن يعالج ذلك بما قرره الإسلام لعلاج نشوز الزوجة، وهو علاج مثالي وموضوعي ويبدأ بالوعظ.. أي بالنصيحة المخلصة، والوعظ يأتي دائماً بنتيجة إيجابية مع كل زوجة لديها وازع ديني ووعي اجتماعي بخطورة غضب زوجها ونفوره منها، فالزوجة التي تعرف دينها وتسعى إلى مرضاة ربها تعرف قدر الإثم الذي يلحق بها في حالة عصيانها وعدم طاعتها لزوجها، وخصوصا لو كان الزوج محباً لها، راغباً في صحبتها ساعياً إلى مرضاتها.
وإذا ما فشل الوعظ ينتقل الزوج إلى وسيلة عقابية أولى تتمثل في الهجر في المضاجع، وهي وسيلة رادعة لكل امرأة لديها إحساس وتبقى في نفسها ارتباط عاطفي ووجداني بزوجها، وبعض النساء يفضلن الضرب على الهجر.
وهجر الزوجة لا يعني ظلمها وقهرها والإساءة إليها نفسياً، فما أقسى على المرأة المحبة لزوجها أن يهجرها في الفراش، وعلى الزوج الحريص على استمرار علاقته بزوجته ألا يبالغ في الهجر وألا يستخدمه سلاحاً يواجه به زوجته في كل وقت.. كما ينبغي على الزوجة أن تكون هي الأخرى مدركة وواعية بأن التمنع عن الزوج من دون عذر شرعي يخلق الجفاء والقسوة ويعكر دائما صفو العلاقة بين الزوجين. أيضاً ضرب الزوجة إحدى وسائل التأديب والتهذيب وعلاج النشوز من جانب الزوجة وقد أقرها الإسلام وفق ضوابط وحدود، والضرب ليس وسيلة انتقام وإيذاء بدني وليس وسيلة صالحة مع كل النساء، بل هو وسيلة مناسبة للتعامل مع نوعية خاصة من النساء لا يرتدعن إلا بهذا الأسلوب. 
وهنا لا بد أن نوضح أن الزوج الذي يبادر بضرب زوجته من دون مبرر شرعي هو زوج آثم، فالضرب بشروطه وضوابطه الشرعية مرحلة يجب أن تسبقها مراحل، ولا يجوز للزوج أن يبادر بضرب زوجته إذا ما فعلت شيئا يغضبه، بل الضرب لا يكون إلا في حالة تكرار المعصية وإصرارها عليها، فالزوج الذي يرى في سلوك زوجته ما يغضبه يبدأ بوعظها أولاً، وإذا استمرت على سلوكها المنفر وتصرفها الشاذ بعد الوعظ والنصيحة هجرها في الفراش، وإذا استمرت بعد ذلك جاز له ضربها، وهذا الترتيب المنطقي العادل هو الذي قرره الخالق عز وجل في قوله تعالى: «واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن».
المرأة.. وقراءة القرآن
}} هل يجوز للمرأة أن تقرأ القرآن بصوت مرتفع يسمعه الرجال؟
(ل.ت - أم القيوين)
- يقول د. عبد الرحمن، أستاذ الشريعة الإسلامية، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر: لا مانع شرعًا من أن تقرأ المرأة القرآن الكريم بالصوت الذي منحها الله إياه وسط أمثالها من النساء أو الصبيان الذين لم يبلغوا الحلم، لأنه لم يرد في شريعتنا ما يمنعها من ذلك بشرط أن تلتزم في قراءة القرآن بما تتطلبه من أحكام وقواعد. والإسلام في ذلك لا يسد في وجه المرأة باباً من أبواب الخير، بل يحثها على أن تستعمل كل مواهبها التي وهبها الله إياها، شريطة أن تقف عند حدود الدين والأخلاق، ولا يحرم قراءتها أمام الرجال أو إظهار صوتها إن كان محققاً لهذا الغرض الشرعي إن كان مع محرم لها ومع أمن الفتنة، بشرط ألا تتكسر في كلامها وألا تستثير الرجال بالمد والترخيم، إلى ذلك مما هو خارج عن حدود النطق السليم ويدعو إلى الإثارة لدى السامعين لقوله تعالى مخاطباً نساء النبي خاصة ونساء المؤمنين عامة: «يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولاً معروفاً».. ومن هذا النصح الكريم يتضح أن الله سبحانه وتعالى يحذر أمهات المؤمنين– وهن الطاهرات المطهرات– من الخضوع بالقول حتى يكن في ذلك عبرة وعظة لغيرهن في كل زمان ومكان.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"