"صير بو نعير" منجم الثروات الطبيعية

محمية تضم صخوراً وأسماكاً وطيوراً نادرة
12:22 مساء
قراءة 5 دقائق

على بعد 110كم شمالاً من الشارقة، تقع جزيرة صير أبو نعير أو صير القواسم، أحدى الجزر الإماراتية الخلابة، التي تبلغ مساحتها ميلين ونصف كيلو متر مربع . وتحولت إلى محمية طبيعية بموجب المرسوم الأميري رقم (25) لسنة ،2000 لتصبح من المحميات المهمة ضمن شبكة المحميات الطبيعية في الشارقة .

تتمتع الجزيرة بنظام بيئي متميز، حيث تهب عليها رياح مختلفة طوال أيام السنة . مثل رياح المزر، والغياضة، واليولات، والكوس، والثرية، ورياح الشمال، والحيمر، وشمال الثمانين، وأربعين المريعي، والغربي، والمطلعي، والسهيلي . كذلك تحتوي الجزيرة على بيئات مختلفة غنية بتنوعها البيولوجي، حيث تشكل بيئة خاصة، وملجأ مهماً للطيور البحرية التي تزورها في معظم فصول السنة، ويمكن للزائر مشاهدة طيور الخرشنة، مثل الغواي، والخشاش، والصر، والباشق، والتعادلي، وغراب البحر اللوه، وأم صنين . وفي الشتاء طيور النورس مثل الحصيني، والصلال، والحريش، والذجير، وبوزط . كما تلجأ إليها بعض الطيور البرية مثل الاصرد، والحمام البري، وبوسليح، والورقاء، والقوبع، إضافة إلى الطيور الجارحة مثل الصقر، والشرياص، والشاهين .

الجزيرة التي زرناها مع أحد الوفود البيئية على ظهر طائرة تابعة للقوات المسلحة، يشعر من تطأ قدماه عليها للمرة الأولى أنه في حضرة الطبيعة البكر الخلابة، التي لم تطاولها يد الإنسان بالتدمير والتلوث بعد . تستحق أن تكون محمية طبيعية لما تضمه من ثروات وهبات طبيعية، خص بها الخالق هذا المكان الرائع .

تضم الجزيرة بجانب الثروات الطبيعية المتعددة الأنواع، قصصاً وشواهد على عمق الارتباط التاريخي للغواصين بها، لا تزال باقية تحاكي ذلك التاريخ البعيد، حيث يمكنك أن تصادف في طريقك إلى ساحل الجزيرة، الشجرة التي كان يستظل بها الغواصون، وبجوارها بئر عميقة كان يشرب منها الغواصون الماء العذب .

وللآبار قصص أخرى ترتبط بحياة وذكريات الغواصين، لأن لمياهها فوائد علاجية، يمكن الاستفادة منها في علاج عسر الهضم وتنظيف المعدة، وحسب ما ذكره بعض الغواصين، فإن ماءها شديد المرارة، وبمجرد أن يشرب المرء قليلاً منه يتعرض للإسهال الشديد، يساعده على الاستشفاء من أمراض المعدة والجهاز الهضمي . كما كان نواخذة الغوص يستخدمون الرمال المحاذية لها في العلاج الطبيعي للقروح، عن طريق دفنهم في الرمال لفترة، وتشفى خلال ستة أو سبعة أيام، يعاودون بعدها ممارسة نشاطاتهم وعملهم .

كما كانت الجزيرة مركزاً رئيساً لسفن الغوص، باستخدام مرسى أو بندر للسفن، وملجأ في الحالات الاستثنائية مثل العواصف الطبيعية .

يلفت نظر الزائر للجزيرة طبيعة رمالها التي تميل إلى اللون الأحمر، والتي تشير إلى أن أرضها تحتوي على كميات هائلة من المعادن مثل أكسيد الحديد والكبريت، والتي تم استغلالها بكثافة في السابق، حيث كانت تستخدم لأغراض التعدين .

وعندما يغوص المرء في قاع البحر يشاهد أسماكاً مختلفة الأنواع تسبح بالقرب من الشاطئ، ويشاهد عشرات القوارب التي تبحر بالقرب من شواطئ الجزيرة، كما يمكن لهواة الصيد الاستمتاع بممارسة الصيد، إلى جانب النشاطات الرياضية البحرية المختلفة، وهو ما يبرز أهمية في ممارسة السياحة البيئية والعلاجية والهوايات الرياضية المختلفة، كما تشكل موقعاً مهماً للراحة والاستجمام .

تحتوي محمية صير بو نعير أنواعاً مختلفة من الأسماك المحلية، كالهامور، والشعري، والجنعد، والقباب، والزريدي، والقرفة، وأسماك العومة أو السردين، وغيرها إلى جانب الكثير من الأحياء البحرية مثل القشريات، والقباقب، والربيان .

ولبعد الجزيرة عن اليابسة، تلجأ إليها السلاحف البحرية لتضع بيوضها، ومنها سلاحف منقار الصقر، والسلاحف الخضراء . كما يستطيع الزائر أن يتعرف إلى السلاحف ذوات منقار الصقر، التي توجد بنسبة أكبر من السلاحف الأخرى، وتقوم تلك السلاحف بالتزاوج بالقرب من شاطئ الجزيرة، وتضع بيضها في الفترة من شهري مارس/ آذار إلى يونيو/ حزيران من كل عام، حيث تخرج في هذه الفترة على مرحلتين تضع خلالهما البيض، ويكون البطن الأول عادة سبعين بيضة والبطن الثاني خمسين بيضة تقريباً .

كما يستطيع المتحول على سواحل الجزيرة مشاهدة تجمعات الأسماك، لا سيما القرش، التي تتجمع على شاطئ الجزيرة للتكاثر خلال أشهر الشتاء .

ويستمتع الزائر برؤية قطيع الغزلان المجتمع لأكل العشب الأخضر، الذي تنبته الأمطار خلال الشتاء .

تقام على الجزيرة فعاليات بيئية وبحرية، منها مهرجان سباق السفن الشراعية المعروف بالقفال، الذي تهدف إقامته إلى إحياء تراث الغوص،

كجزء مهم من تاريخ الحياة البحرية للدولة، حيث تجتمع سفن الغواصين في نهاية كل موسم، وتنطلق من قبالة شواطئ صير بونعير في سباق حر .

ترافق فعاليات مهرجان القفال طقوس مشابهة لتلك التي كانت دائمة الحضور في رحلات الغواصين وجلسات السفر، التي كانت تمثل وسيلة مهمة للترفيه عن تعب النهار ومرارة الفراق، حيث يستمع المشاركون إلى أصوات البحارة والنهام وإيقاعات الطبول في الليل، ممتزجة مع سيمفونية أمواج البحر، مكونة لوحة فنية رائعة البراعة والجمال، وتعيد تلك المشاهد الدرامية والسمعية الزائر إلى أعماق التاريخ، التي سجلتها رمال ومياه شواطئ الجزيرة .

وبحسب هناء السويدي مديرة هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة، فإن الجزيرة تحتوي على أنظمة بيئية متنوعة لها أهميتها الاقتصادية والثقافية والرياضية والصحية، فهي تتميز بشواطئها الجميلة، التي يمكن الاستفادة منها في ممارسة السياحة البيئية والهوايات الرياضية المختلفة، كما تشكل موقعاً مهماً للراحة والاستجمام، إلى جانب إمكانية استخدامها للسياحة العلاجية .

ولمياه الجزيرة أهمية خاصة إذ تحوي داخلها أنواعاً مختلفة من الأسماك كالهامور، والشعري، والجنعد، والقباب، والزريدي، والقرفة، وأسماك العومة السردين، وغيرها . إلى جانب الكثير من الأحياء البحرية مثل القشريات، والقباقب، والربيان . ونتيجة لبعد الجزيرة عن اليابسة، تلجأ إليها السلاحف البحرية، مثل سلاحف منقار الصقر، والسلاحف الخضراء، وتشاهد السلاحف ذوات منقار الصقر بنسبة أكبر من السلاحف الأخرى .

وتتزاوج تلك السلاحف بالقرب من شاطئ الجزيرة، وتضع بيضها في الفترة من شهري مارس/ آذار إلى يونيو/ حزيران من كل عام، حيث تخرج في هذه الفترة على مرحلتين تضع خلالهما البيض . ويكون البطن الأول عادة سبعين بيضة والبطن الثاني خمسين بيضة تقريباً . وتعيش هذه السلاحف متباعدة عن بعضها بعضاً، والمسافة بين الواحدة والأخرى ما بين ثلاثة إلى أربعة كيلومترات تقريباً، وتتقارب في موسم التزاوج فقط، وعلى الرغم من أن تلك السلاحف تتنفس الهواء من الأعلى إلا أنها تقضي 80% من حياتها تحت سطح البحر، غير أنها تكثر من خروجها إلى سطح ماء البحر في مرحلة التزاوج ووضع البيض، وتتغذى هذه السلاحف على الأعشاب البحرية، وقناديل البحر، وبعض القشريات .

تتمثل الأهمية البيئية للجزيرة بحسب السويدي، في ما يحيط بها من الأنواع المختلفة من الشعاب المرجانية التي تحدد بنحو عشرين نوعاً مثل مرجان المخ، وخلية النحل، والشجيري، وقرون الغزال، الحجري، والكاسي والمروحي، إلى جانب النباتات البحرية، حيث توجد أنواع مختلفة من الأعشاب والطحالب البحرية وتسمى محلياً، المشعورة، والشبا البني، والشبا الأخضر، والخبيز وغيرها . وتنتشر حول الجزيرة مغاصات اللؤلؤ المشهورة مثل أبو الفنايل، وإريله، ونيوة المنصب، ونيوة المزاريع، ونيوة خلفان، وغيرها من المغاصات التاريخية المهمة .

وتضيف مديرة هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة، ان المميزات البيئية والطبيعة الخاصة للجزيرة تركت انطباعاً خاصاً لدى الخبراء والزوار الذين يأتون إليها من كل أنحاء العالم، ما دفعهم إلى تأكيد ضرورة العمل على وضع نظام إداري يرتكز على المقاييس العلمية لإدارة المحميات لصون التنوع الحيوي الذي يكتنزه النظام البيئي للجزيرة .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"