محمد دحام الشمري: فلينافسوني في “ملعب” الإخراج

يرفض الرقابة ومنزعج من مطلقي الشائعات
03:48 صباحا
قراءة 5 دقائق

يبدأ المخرج محمد دحام الشمري تصوير مسلسله الدرامي التاريخي "الأعماق" للروائي هيثم بودي الذي قدم له سابقاً مسلسل "الهدامة" وحقق نجاحاً جماهيرياً ونقدياً، وكشف دحام في لقائه مع "الخليج" سبب تغييره أبطال المسلسل، وتحدث عن تجربته في جمع العملاقين عبد الحسين عبد الرضا وناصر القصبي في مسلسل "أبو الملايين" الذي عرض في شهر رمضان الماضي، معتبراً أن الموسم المنصرم كان من أصعب المواسم على الدراما الكويتية، وطالب من يطلقون عليه الإشاعات و"يضربون تحت الحزام" مواجهته في الملعب وهو "الإخراج" والمزيد في هذا الحوار:
* لماذا تأخرت في تنفيذ مسلسل "الأعماق"؟
- كان من المفترض تصويرالمسلسل عام 2011 ولكن بسبب انشغالي بأعمال درامية أخرى قررت تأجيله حتى هذا الوقت، وذلك لضخامة إنتاجه لأنه يتناول مراحل زمنية من تاريخ الكويت والخليج العربي، وهو من بطولة الفنان القدير جاسم النبهان وتدور أحداثه في قالب تاريخي درامي جنباً إلى جنب مع قصة عشق رومانسية تجمع بين بطلي العمل محمد صفر وصمود .
* وهل تأخر التنفيذ بسبب تغيير أبطاله أيضاً؟
- كان مفترضاً أن يقوم ببطولة المسلسل الممثل السعودي عبدالمحسن النمر وهيا عبدالسلام، وهذا التصور كان موجوداً عندما قررت أن أصور العمل عام ،2011 ولكن بعد تأجيل التصوير إلى هذا الوقت استعنت بأبطال آخرين يتماشون مع أحداث المسلسل، وكنت أتمنى وجود الممثلة هيا عبدالسلام ولكن ارتباطها بأعمال أخرى حال دون الاتفاق معها، خصوصا أنها هذا العام ستمثل وتعمل في الإخراج، ففضلت الاستعانة بفنانين آخرين وهما محمد صفر وصمود، وهما من الفنانين الشباب وقد حققا العديد من النجاحات خلال الأعوام الماضية، كما أن وجود الفنان القدير جاسم النبهان في هذا المسلسل سيعطيه قوة .
* وأين ستصور المسلسل؟
- في الكويت لأنها أفضل مكان لتصوير أعمال درامية بأريحية تامة لسهولة الحصول على التصاريح اللازمة، وسيكون التصوير في موقع خارجي تم تخصيصه لتصوير مشاهد المسلسل برؤية إخراجية جديدة، وأتمنى أن ينال إعجاب المشاهدين حين عرضه في رمضان المقبل على إحدى القنوات التي لم يتحدد اسمها حتى الآن .
* ما هو تقييمك للموسم الدرامي الحالي؟
- أعتبره من أصعب المواسم على الدراما الكويتية والخليجية لأسباب كثيرة، أهمها الرقابة التي جعلت منه مسلسلاً واحداً لأن الأعمال كلها أصبحت تدور في فلك واحد، بل إن الكثير من النصوص عندما تقرؤها تشعر بأنك قدمت أفضل منها، كذلك تكرار ال "جروبات" والأفكار وحتى مديري التصوير جعل الكثير من الأعمال نسخاً مكرورة وأسهم في سقوطها، وشخصياً أستغرب استثمار نجاح الآخرين وإصرار العديد من المنتجين والكتاب والمخرجين أن يأخذوا الصور نفسها التي قدمت من قبل وأصبحوا يبحثون فقط عن جمع الأموال في أسرع وقت، لذلك أدعو دائماً إلى تقديم وجوه جديدة من الموجودين في المعهد العالي للفنون المسرحية والذين يحتاجون إلى فرصة، كما قدمت أنا 80 في المئة من النجوم الشباب .
* وماذا عن مسلسلك "أبو الملايين"؟
- فخور بإخراجه لأن اجتماع عوامل النجاح تعد عامل إغراء لأي مخرج، فضلاً عن اجتماع عملاقي الكوميديا في الخليج الفنان عبدالحسين عبدالرضا وناصر قصبي . إضافة إلى النص الممتاز والإمكانات الإنتاجية العالية شكلت مجتمعة خلطة فنية ناجحة، واختيارنا للممثلين جاء دقيقاً، فإلى جانب نجمي العمل يأتي الفنان حسن البلام وهو من الذين أثبتوا مكانتهم في الكوميديا الخليجية وقدم دوراً جميلاً على الرغم من أنه لم يجتمع مع عبدالرضا وقصبي في أعمال سابقة، وقدم الفنان أحمد العونان دوراً رائعاً، فهو فنان جميل ونجح في تقديم الشخصية البسيطة الساذجة بحرفية عالية، أما الدور النسائي الأول في العمل فكان من نصيب أمل العوضي، وقد وقع الاختيار عليها كونها من الفنانات القليلات في الخليج اللواتي نجحن في تقديم الكوميديا البسيطة غير المبالغ فيه، وأوضح أنني لم أقدم صورة عصرية وأفضل مما ظهرت في المسلسل، احتراماً لوجود عبدالرضا والقصبي، فقدمت ألواناً تتماشى مع تاريخهما حتى تكون أكثر قبولاً لدى الجمهور .
* هل يمكن أن نعود إلى البدايات لنقف أمام أهم الصعوبات التي واجهتك؟
- مررت بعثرات كثيرة في عملي بسبب عدم وجود بنية تحتية لصناعة الدراما، وما زلت أساهم في بناء "اللوكيشن" واختيار الأزياء والإكسسوارات، وأبدي الرأي في تعديل الماكياج رغم أن هذه الاختصاصات تدرّس في المعهد العالي للفنون المسرحية، إلا أنها غير موجودة إلا في المسرح فقط، وأتذكر أنني صوّرت مشهد المطر في مسلسل "الهدامة" لأربعة أسابيع لعدم وجود محترفين، وعدم العمل بمهنية جعل الكثيرين يتعاملون مع الإخراج بلا ثقافة، والدليل أننا شاهدنا عدداً من المخرجين الذين اعتمدوا على مديري تصوير في إخراج العديد من الأعمال الدرامية وجلسوا في الكواليس يتفرجون عليهم، والمهم أيضاً الفكرة والموضوع .
* لماذا يحدث صدام بين المخرج وبطل العمل كما تكرر أكثر من مرة في الموسم الأخير؟
- الأمر يعتمد على خبرة المخرج وثقته في نفسه وتصرفه، فحينما يشعر النجم بأن هناك مخرجاً يعمل بشكل مهني سيترك له إدارة الأمور إذا ما وضع في الاعتبار أن نجماً بحجم عبد الحسين لديه ذكاء وخبرة ومثله حياة الفهد وسعاد العبدالله . حدثت مواجهات ومشاكل عدة لي أثناء العمل، وأعتقد أنها ضريبة النجاح، وتعودت على تلك الأمور مع أنني في السابق كنت أستغرب الهجوم، واكتشفت أن محمد دحام يثير توتراً وقلقاً للآخرين لدرجة المحاربة التي أعتبرها "غبية"، ومن عنده شيء ضدي فليواجهني في "ملعب الإخراج"، ومن يريد ذلك فليقدم عملاً أفضل ويحرجني بدل الضرب من تحت الحزام .
* ولماذا تتهم دائماً بالاستعانة بفنانين غير كويتيين؟
- ليست المرة الأولى التي تطرح فيها هذه المسألة، فالكويت بلد محافظ لا يتقبل معظم أهله أن يعمل أبناؤهم في الوسط الفني، لأنهم يعدونه نوعاً من التحرر الزائد، ولا يمكن أن ننسى ما قدمه الفنانون من جنسيات أخرى للوسط الفني المحلي، ولم يتم الحديث من قبل في هذه الموضوعات إلا أخيراً، فبتنا نسمع التمييز بين الناس وفق الديانات والطوائف والجنسيات، والتي لم أسمعها طوال سنين عمري، وهذا الكلام نوع من الحروب النفسية التي يمارسها بعضهم على الناجحين، ولا ينكر عليّ أحد إحساسي العالي بهذه الأرض، وتناولت تاريخ الكويت في أعمال عدة من قبل مثل مسلسلات "التنديل"، و"الهدامة"، و"ساهر الليل"، ومثل هذه الأقاويل لا أهتم بها .
* وماذا عن اتهامك باحتكار الإخراج في شركتك "هارموني"؟
- قررنا عند تأسيس الشركة ألا أقوم بالإخراج بمفردي حتى يكون هناك نوع من التنوع،و وأيضاً تكون هناك فرصة للمخرجين، لأن ليس همنا إخراج وإبراز الممثلين، وهذا الأمر ليس جديداً بل تراودني تلك الفكرة منذ فترة، وخير دليل على كلامي من كانوا مخرجين منفذين وأصبحوا يخرجون أعمالاً ومنهم جمعان الرويعي ومنير الزعبي وسلطان خسروه وكذلك هيا عبدالسلام في طريقها للإخراج .
* ما سبب اصطدامك الدائم مع الرقابة؟
- هذا ليس صحيحاً، لكنني أناشد لجنة إجازة النصوص أن تزيد من مساحة الحرية في الموضوعات المطروحة، لا سيما إذا كانت ملتزمة بالمحاذير المعروفة حتى لا تهاجر الدراما إلى خارج الكويت، ومن أجل أن يكون هناك طرح حقيقي لبعض المشكلات، لا سيما أن الكثير من الأعمال تنفذ خارج الكويت ويشاهدها الجميع على القنوات، وشخصياً أعتبر الرقابة "أمر مزعج"، وأطالب وزارة الإعلام بمراعاة التطور الحادث في العالم في ظل ثورة المعلومات والإنترنت، علماً أن الرقابة بدأت في حل بعض الأمور ومنها آلية التوقيت، وبدأنا فعلاً نحس بأن الموافقة على النصوص تأتي بسرعة، مع مطالبتنا بأن يكون هناك سيطرة قوية من وزارة الإعلام على نقابة الفنانين، لأن المخرج إذا لم يكن مهيئاً ودارساً ومثقفاً سوف يؤثر في الذوق العام، فالإخراج من المهن القيادية، وبعض المخرجين لا يملك شهادة الثانوية العامة، وهذه إشكالية بينما إذا أردت أن أصور في مصر أو سوريا أول شيء يطلبونه شهادتي .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"