ورم نادر بالغدة الكظرية أصاب أربعينية في أبوظبي

13:48 مساء
قراءة 4 دقائق

فيوكروموسيتوما هو اسم لورم نادر غالباً ما يوجد في الغدة الكظرية الموجودة فوق الكلى وهو نادر جدا حيث إن 05 . 0% فقط من مرضى ضغط الدم مصابون بهذا الورم الذي يصيب واحداً في المليون من عامة الناس .

ورغم ندرة هذا الورم إلا أنه أصاب سيدة في عقدها الرابع في مدينة أبوظبي، وتوصل الطبيب وائل كرامة الذي يعمل في إحدى عيادات طب الأسرة التابعة لمدينة الشيخ خليفة الطبية في أبوظبي إلى اكتشافه .

يقول الدكتور وائل كرامة عندما عاينت المريضة للمرة الأولى كانت تشكو من ارتفاع متقلب في ضغط الدم علماً بأنها في بداية الأربعين من عمرها وقد ترددت قبل ذلك على عدة عيادات حيث شخص بعض الأطباء حالتها بأنها إصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم بينما أرجع آخرون هذا التقلب إلى التوتر النفسي .

ويضيف نظراً لطبيعة ضغط دمها المتقلبة وفئتها العمرية المتوسطة كان من الضروري التأكد من عدم وجود أي سبب عضوي مباشر وراء ارتفاعه، حيث من المعروف أن حوالي 90- 95% من حالات ارتفاع ضغط الدم تحدث من دون سبب معين وهي الحالات التي يعاني منها معظم مرضى الضغط وتكون وراثية في الغالب، ولكن هناك نحو 5-10% من حالات ارتفاع ضغط الدم تكون نتيجة لسبب مباشر، فإذا تم علاجه بطريقة صحيحة بالأدوية أو الجراحة فإن المريض يشفى تماماً منه ويعود ضغط دمه طبيعيا جدا .

وقال الدكتور وائل إن المريضة عانت من أعراض أخرى تختلف عن أعراض الضغط العادية مثل خفقان القلب وآلام الرأس والهبات الحارة في وجهها والتعرق الزائد وضيق التنفس مع الجهد، وحينها توقعت احتمالية وجود ورم يسبب ارتفاع ضغط الدم ومعظم الأعراض التي تعاني منها .

وأوضح أن هذا الورم يعرف باسم فيوكروموسيتوما، وهو غالباً ما يوجد في الغدة الكظرية الموجودة فوق الكلى وهو نادر جدا حيث إن 05 . 0% فقط من مرضى ضغط الدم مصابون بهذا الورم كما يصيب واحداً في المليون من عامة الناس . وقد تأكدت من وجوده بعد قياس كمية الهرمونات المفرزة من هذا الورم في البول خلال 24 ساعة حيث أجرينا كل الفحوصات المخبرية اللازمة التي أظهرت نتائجها ارتفاعاً في معدلي السكر والكوليسترول في الدم وهذا إما نتيجة للإصابة بهذين المرضين معاً بما يعرف بالمتلازمة الأيضية أو قد يكون السبب وجود ورم فيوكروموسيتوما .

وتابع قائلا ظهرت نتيجة الهرمونات المفرزة في البول خلال الأسبوع الثاني وكانت مرتفعة بنسبة كبيرة جداً تجاوزت 34 ضعفاً للمعدل الطبيعي، وهكذا تم التشخيص المخبري للورم بعد التوقع السريري، وتم تحديد موقع الورم الذي بلغ 5 سنتمترات في الغدة الكظرية اليمنى الموجودة فوق الكلية اليمنى بالتصوير المقطعي، كما بينت الصورة المقطعية أن الورم يحشر إلى حد ما الوريد الأجوف الأدنى الذي يعيد الدم من الساقين نحو القلب .

وعن كيف تم علاج المريضة قال إنه جرى تحويلها إلى مستشفى مايو كلينيك في الولايات المتحدة الأمريكية حيث خضعت لعملية جراحة بالمنظار لاستئصال الورم كاملاً وبشكل ناجح وخرجت المريضة بعد يومين وبصحة جيدة جدا، واختفت كل الأعراض التي كان يسببها الورم مباشرة بعد العملية .

وأوضح الدكتور وائل كرامة أن الورم كان حميدا، علما أن ما يقرب من 10% من هذه الأورام خبيثة وتنتشر في الغدد اللمفاوية الموجودة في الرقبة والصدر والبطن، وعلى الرغم من أن هذا النوع من الأورام نادر جداً إلا أنه بالغ الخطورة حيث يسبب ارتفاع ضغط الدم والذي من الممكن أن يؤدي مع الوقت إلى قصور في القلب ومن ثم الوفاة، وفي معظم الأحيان تكمن خطورته إن لم يكتشف وخضع المريض إلى أي عملية جراحية في البطن لأي سبب آخر كاستئصال الزائدة الدودية مثلا أوعملية قيصرية عند الحوامل، وتم تحريك هذا الورم خلال العمل الجراحي فإنه من المرجح جداً أن يموت المريض على الفور نتيجة افرازات الهرمونات من قبل هذا الورم بكميات كبيرة، ولكن في المقابل إن تم اكتشاف الورم فإن علاجه جراحياً يشفى بنسبة 100% .

وقال إنه كتب عن هذه الحالة بحثاً علمياً عندما كان في زيارة لمستشفى مايوكلينيك، حيث مكث هناك حوالي شهر تقريباً وقام بمراجعة كافة المراجع حتى مايو/أيار ،2010 وسوف ينشر بحثه بالتعاون مع أشهر طبيب في العالم مختص في الغدة الكظرية مع الغدة الصنوبرية في أهم مجلة طبية هناك .

ويرى الدكتور وائل كرامة أن طب العائلة في دولة الإمارات وفي الخليج عامة يطبق كأساس للرعاية الصحية، وهذا غير موجود في دول عربية أخرى مثل لبنان ومصر والأردن والمغرب العربي، وقد تم عمل اختصاص طب العائلة منذ 35 سنة في أمريكا ويعتبر اختصاصاً جديداً وجد ليشخص حالة المريض، ويعتبر طبيب العائلة هو المرجع الصحي لكل مريض مهما كان عمر هذا المريض، بدأ بالأطفال وحتى المسنين فهو يعالج العائلة بأكملها .

وأضاف أن وظيفة طبيب العائلة كأساس للرعاية الصحية الأولية تكمن في اختصاصه مدة أربع سنوات بعد دراسته للطب العام، كما تكمن في تمرسه الجيد في كافة الحالات الطبية ومعرفة تشخيصها وعدم اكتفائه باستشارة الاختصاصيين وترك الأمر لهم في محاولة تفسير ما يعاني منه المريض ووضعه في إطار تشخيصي معين مشيراً إلى إن السلسلة الذهبية للعمل الصحي الجيد تبدأ من طبيب العائلة إلى الاختصاصي ومن ثم إلى الجراح، وإذا اتخذ اللاعب الأول في هذه السلسلة الوجهة الصحيحة في التشخيص الصائب يكون قد فتح الطريق واسعاً أمام بقية اللاعبين من أجل مصلحة المريض ورخاء المجتمع .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"