دراسة نفسية للعقيدة اليهودية

يفند مفاهيم خاطئة شوهت الحقائق
13:05 مساء
قراءة 5 دقائق
ما الجوانب النفسية للعقيدة اليهودية؟ وما الدوافع الاجتماعية والتاريخية لسياقها؟ وما المشاعر التي تلازمها؟ كتاب دراسة نفسية للعقيدة اليهودية تأليف ندرة اليازجي، إصدار دار الفكر، يجيب عن هذه الأسئلة ويسعى إلى معرفة المفاهيم اليهودية الخاطئة التي شوهت الحقائق والوقائع النفسية والتاريخية والاجتماعية والعقائدية لخدمة العنصرية ضد حضارات أمم وشعوب.

وقدم المؤلف قراءة فكرية للتوراة والتلمود وتحدث عن مفهوم السامية واللاسامية عند اليهود كما تحدث عن الطوائف التوراتية المقهورة والمغزى الحقيقي لخروج اليهود من مصر من خلال دراسة الوثائق والبرديات.

الكتاب بقلم مؤلف متخصص في موضوعه يتحدث فيه عن الجوانب السيكولوجية والدوافع الاجتماعية والتاريخية لسياق العقيدة اليهودية الخاطئة التي شوهت الحقائق والوقائع النفسية والتاريخية والاجتماعية والعقائدية لخدمة العقيدة اليهودية العرقية العنصرية من أجل الدفاع عن حضارات الأمم والشعوب ومبادئها وثقافاتها.

ينقسم الكتاب إلى أربعة فصول، درس المؤلف في الفصل الأول كتابي التوراة والتلمود من خلال قراءتهما قراءة فكرية وبين ما في كل منهما ومكانتهما عند اليهود وصورة اليهود فيهما.

وتناول في الفصل الثاني مفهوم السامية واللاسامية بين العنصرية والتاريخ فعالجهما من خلال مفهومين: المفهوم العنصري والمفهوم الحضاري وخصص فصلا للطوائف التوراتية المتهودة أوضح فيه السبيل إلى فهمها من خلال التوراة والتلمود وبحث في الفصل الرابع الأخير المغزى الحقيقي لخروج الإسرائيليين من مصر من خلال دراسة الوثائق والبرديات وقدم خلال ذلك أفكارا وتصورات اعتمدت على تلك الدراسة.

يقول الكاتب: لما كانت البحوث الإنسانية والاجتماعية والحضارية والتاريخية قد أهملت أو قللت من أهمية دراسة الجانب النفسي للأفراد والشعوب والحركات الجماعية وتغاضت عن معرفة السبب أو الأسباب التي تتأصل فيها العوامل الأساسية لتكوين البنية النفسية الخاصة بالأفراد والبنية النفسية الخاصة بالشعوب والتي تعد بدورها المحرض أو الحافز أو الدافع الرئيسي وغير المباشر لتفعيل السلوك الذي يتميز به فرد معين أو شعب معين ويجعل منه شعارا فاعلا في لاوعيه ويتبناه عقيدة سيكولوجية او سلوكا سيكولوجيا يطغى على لاوعيه ويفعله على نحو لاواع ومن ثم يشكل عقدة العظمة الطاغية التي يحتمل أن تبلغ حد جنون العظمة فقد هدفت أن أجعل من دراستي بحثا معمقا للجانب النفسي الملازم للعقيدة اليهودية والحق أني لم أغفل في هذه الدراسة السيكولوجية الدوافع الاجتماعية والتاريخية الأخرى الناتجة عن هذه العقدة النفسية والملازمة لها.

وفي هذا السياق يقف الشعب اليهودي من الشعوب الأخرى موقفا عدائيا أو موقفا متصلبا ويصعب عليه أن يدرك حقيقة أو واقع الدوافع اللاواعية التي تثيره أو يتخلى عنها أو يعدلها لصالح السلام العالمي. لقد حمل اليهودي في لا وعيه إرهاصات وعقدا عديدة وسعى إلى إقحامها في لاوعي الأفراد والشعوب الأخرى وتثبيتها في صميم عقائدها أو اتجاهاتها الفكرية لتكون حقائق أو وقائع يقينية لا تقبل النقض أو الرفض وهكذا أدخل اليهود في اللاوعي الجماعي المهيمن على عقول الأفراد والشعوب مفاهيم خاطئة صاغت تكوينهم النفسي وأفسدتهم بتحليلات سيكولوجية وتاريخية زائفة غرست في اللاوعي الجماعي للأفراد والشعوب وسيطرت جزئيا أو كليا على بنيتهم النفسية على نحو لاشعوري وتحكمت في سلوكهم العقائدي.

ويحاول الكاتب في هذه الدراسة التعرف إلى المفاهيم اليهودية الخاطئة التي شوهت الحقائق والوقائع النفسية والتاريخية والاجتماعية والعقائدية لخدمة العقيدة اليهودية العرقية والعنصرية.

ويأسف لأن تشويه أو تزييف الوقائع والحقائق من قبل اليهود أصبح حقيقة أو واقعا مقبولا أو مؤكدا أو معترفا به لدى بعض الشعوب التي حملت في لاوعيها حرفية النص أو الحدث.

ويقول إنه أراد أن تكون هذه الدراسة دفاعا عن حضارة وثقافة الأمم والشعوب وعن مبادئها الإنسانية والروحية التي تأثرت على نحو انفعالي ولاواع بتلك الوقائع والحقائق الزائفة وبالمثل هدفت هذه الدراسة لأن تكون دعوة إلى تصحيح أو تعديل مسارها الثقافي والحضاري والروحي وخلاصا من الضياع في متاهة المفاهيم الخاطئة التي زرعت في لاوعيها ويرى الكاتب أن هذه الشعوب لن تكون قادرة ومهيأة للقيام بدور حضاري وثقافي وإنساني ما لم تتخلص من لاوعيها المكبوت.

ويبحث الكاتب في الاسباب التي تجعل من اليهود شعبا عنصريا وعرقيا يقف من الأمم والشعوب موقف العداء ويجردهم من القيم الإنسانية، ويقول إن الموقف العدائي لا ينتهي إلا بمعرفة الحقيقة التي رفضها هذا الشعب منذ ألفي عام والسعي إلى تأمل المبدأ الإلهي والإنساني الذي بشرهم به المسيح فدعاهم إلى التحرر من مركزية الأنا التجمعية ليكونوا شعبا فاعلا للخير والمحبة والسلام.

ويبين من خلال الدراسات المقارنة أن التوراة والتلمود في مجلديه البابلي والأورشليمي يؤلفان كتابا واحدا وأن مضمونهما يشكل القضية الأساسية المستعصية التي يسعى إلى تكريسها أحبار اليهود وزعماءهم السياسيين وهي أفضلية الشعب اليهودي على كل الشعوب.

وفي هذين الكتابين نجد الدعوة المزعومة التي تؤكد اختيار الله لليهود إضافة إلى أننا نجد أن تاريخهم حافل بالمغالطات والادعاءات على الذات الإلهية.

وفي باب الطوائف التوراتية المتهودة يقول المؤلف إن الباحث في هذا الموضوع يجب أن يكون على يقين من معرفة حقيقة الصهيونية التي تعود بأصولها إلى اليهود عبر تطورها منذ تأسيسها حتى العصر الحديث ومن ثم لا يستطيع الباحث أن يتعمق في فهم العلاقة الوثيقة بين اليهودية والصهيونية والطوائف التوراتية المتهودة التي تؤرق كل من يسعى إلى معرفتها إلا بالرجوع إلى الأصول التوراتية الأولى انطلاقا من سفر التكوين والانتقال إلى سفر الخروج ومنه إلى ما ذكر في ما دعي ب العهد القديم وإلى المدة الزمنية التي وجد فيها المسيح بين اليهود والإسرائيليين في فلسطين وإلى حركة الإصلاح في القرن السادس عشر، وأخيرا إلى الصهيونية الحديثة التي وجدت لها ملجأ وملاذا في الطوائف التوراتية المتهودة في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية ويضيف في سفر التكوين تبدأ قضية الشعب المختار الذي هو المحور الأساسي الذي تستند إليه الصهيونية في سفر التكوين من التوراة فقد زعم كاتب أو كتبة التوراة المعتمدة أن اليهود هم شعب الله المختار وبرروا زعمهم أو معتقدهم هذا باعتمادهم مفهومين عنصريين: المفهوم الديني والمفهوم العنصري والعرقي.

وفي المفهوم الديني تنص الشريعة اليهودية التوراتية كما تنص التفاسير التي اجتهد فيها أحبار اليهود سواء في التوراة أم في التلمود على وجود نوعين من تطور بني الإنسان: تطور هابط من السماء وتطور صاعد من الأدنى من الأرض أي من التراب. وفي المفهوم العرقي والعنصري يتضح هذا المفهوم في السؤال التالي: كيف تندمج الصهيونية مع اليهودية في التوراة والتلمود؟ ويتصل هذا السؤال بسؤال آخر هو: ماذا تعني كلمة صهيون؟ إنها تعني جبل الرب الذي تجتمع فيه محافل الملائكة.

ويعتقد اليهود أن واجبهم يقضي بعبادة الرب على جبل صهيون وهكذا يعد جبل صهيون مقدسا من وجهة النظر اليهودية ويعتقد اليهود أن أورشليم ابنة صهيون هي المدينة الخاصة واللائقة بسكناهم هي مدينة داوود ومقر الهيكل المزعوم. هكذا تكون الصهيونية قائمة في العقيدة اليهودية وماثلة فيها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"