ملتقى دبي للشعر الشعبي الأبرز في منطقة الخليج العربي

حمدان بن محمد بن راشد يوليه دعماً مباشراً
12:24 مساء
قراءة 7 دقائق

ملتقى دبي للشعر الشعبي مهرجان سنوي للشعر ينظمه المكتب الإعلامي لسمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي بالتعاون مع دائرة السياحة والتسويق التجاري ضمن فعاليات مهرجان دبي للتسوق، بناء على توجيهات ورعاية مباشرة من سمو ولي العهد، وقد أعطى هذا الملتقى للتجربة الشعريّة الشعبيّة في دولة الإمارات بشكل خاص ودول مجلس التعاون الخليجي، حافزاً قوياً للنمو والتطور بفتحه المجال للتجارب الشعرية المختلفة ليحتك بعضها ببعض، وسلط الضوء على تلك التجارب حين أتاح لها فرصة الانتشار عبر وسائل الإعلام المرئيّة والمسموعة والمقروءة .

جاء اهتمام سمو الشيخ حمدان بن محمد بهذا الجانب الإبداعي اللصيق بالذات الخليجية لما لمسه من تميز في التجارب الإبداعيّة النبطية يستحق الاهتمام والتنمية، ولأنه يحرص أكثر ما يحرص على الاحتفاء بالتجديد الحاصل في القصيدة النبطية التي أصبحت مرجعا اليوم في كثير من الأمور، ويدرك أن القصيدة النبطية بدأت تأخذ موقعها بين جميع الفنون الأدبية الأخرى، وتلقى رواجا لدى كافة فئات المجتمع حتى الصفوة الذين كان يظن أنها لبعض الوقت أنها لا تخاطبهم، فقد ارتقت لتصل إلى أذواقهم وتقرع أسماعهم بما حملته من نضج في الأدوات وعمق في التجربة، وباتت قادرة على الإبحار في كل الميادين حتى أضحت تجاري القصيدة الفصيحة، بل وتتفوق عليها في التراكيب والصور والالتقاطات في بعض القصائد، وذلك بما يمتلكه شعراؤها من وعي وخبرة بأعماق المجتمع الذي تتولد فيه تلك القصيدة .

وأعطى الحضور الدائم لسمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ومشاركته الشعراء أحياناً بإلقائه شيئاً من شعره أعطى لأمسيات الملتقى طابعاً جدياً وللشعراء دعماً معنوياً، فأصبحوا يحسون أنهم ينشدون في منبر على أعلى المستويات، كما أن استقطاب المهرجان لأسماء شعرية كبيرة في سماء الشعر الخليجي المعاصر أحله في قمة المهرجانات الخليجية، وجعل المنافسة للوصول إليه شديدة، حتى أصبحت المشاركة فيه بمثابة بطاقة الإجادة الشعرية كما يقول ماجد عبدالرحمن مدير المكتب الإعلامي لسمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ورئيس اللجنة المنظمة للملتقى: لقد أصبح ملتقى دبي للشعر الشعبي من أشهر الملتقيات على مستوى الخليج بما احتضنه من أسماء كبيرة، وأصبح صداه يصل إلى كل مكان في المنطقة ويتطلع الشعراء الشعبيون للمشاركة فيه، وهذا ما كان يطمح إليه راعي الملتقى سمو الشيخ حمدان ولي عهد دبي، وهو ما تطمح إليه اللجنة المنظمة، لقد أصبح المهرجان يقرب بين التجارب في دول مجلس التعاون ويفتح الباب للمنافسة بين الشعراء في تقديم أفضل ما عندهم، لأنهم على يقين تام بأن المنافسة شديدة وأن المنبر كبير، ومن أظهر فيه تميزا سيكون له صيت واسع في المنطقة .

وقد كان تقرر أن يحتفي الملتقى في كل سنة بأحد الشعراء الإماراتيين الكبار الذين كانت لهم بصمة مميزة وتأثير واضح في الساحة الشعرية الإماراتية وكانت البداية مع الشاعر الكبير الماجدي بن ظاهر الذي خلّد الملتقى الأول 2001 ذكراه .

الملتقى الثاني 2002 فقد خلد ذكرى الشاعر مبارك بن حمد العقيلي الذي عاش في دبي وتوفي فيها عام 1374 ه وكان مستشاراً لحكامها وكان له مجلس شعري معروف يرتاده الشعراء والأعيان من كل الإمارات . وعرف بأسلوبه الشعري المميز وتغنيه بمكارم الأخلاق . وفي الملتقى الثالث 2003 م تم تخليد ذكرى الشاعر محمد بن زنيد السويدي الذي ولد في دبي سنة 1888م وتوفي سنة 1980 وتميز شعره بسلاسة العبارة وعمق المعنى .

احتفى الملتقى الرابع 2004م بذكرى الأديب الشاعر الراحل حمد بن خليفة أبو شهاب الذي هو أحد آباء النهضة الأدبية عموما ونهضة الشعر الشعبي خصوصاً في الإمارات، وذلك لما أسداه للشعر الشعبي من خدمة بدأت ببرنامجه الشهير في تلفزيون دبي شعراء القبائل الذي دام سنوات طويلة واستقطب أجيالا من الشعراء الشعبيين تساجلوا وتنافسوا على طاولته، وقدموا رؤاهم النقدية ونظراتهم الخاصة للإبداع ولكيفية تطوير الشعر، فكان برنامجه مدرسة تربى فيها أغلب الشعراء الإماراتيين المعاصرين، ومن هذه الخدمة كذلك قيامه على طبع دواوين الكثير من الشعراء ورفد المكتبة الوطنية الإماراتية بها، وأما الملتقى الخامس 2005م فقد حمل اسم الشاعر محمد بن سوقات الفلاسي الذي ولد في دبي سنة 1928 وكان أبوه عالما فأخذ عنه علوم الأدب وتعلم منه الشعر، وقد ترك شعراً جيداً فيه سليقة جميلة وطبع سلس، وقد طرق جميع الأغراض الشعرية التقليدية، وكانت في شعره مسحة كوميدية، وهو أول من أدخل الأسلوب الحواري في القصيدة الشعبية، وقد ترك ديواناً مطبوعاً . وعلى مدى دوراته المختلفة استقطب الملتقى أسماء لا معة في الشعر النبطي . . يوسف العصيمي ومحمد بن فطيس ومحمد بن الذيب ومحمد المر بالعبد وضيدان بن قضعان وسعد علوش وناصر الفراعنة وهزاع الشريف تركي الميزاني وعلي المري ومحمد جار الله السهيلي وعلي بن حمري وسالم العرجاني وغيرهم، ومن بين الأمسيات التاريخية في المهرجان أمسية الأمسية الكبرى في الدورة السابعة 2008 والتي جمعت الشاعرين الشابين سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم رئيس مجلس إدارة مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم وسمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة في ليلة شعرية مشهودة غصت فيها قاعة الملتقى بالمتابعين، وقدم فيها الشاعران أجمل ما عندهما وعبرا فيها عن الحب والإخلاص الذي يكنانه لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وسمو ولي العهد حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، يقول الشيخ ناصر آل خليفة في قصيدته المرفوعة إلى مقام الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم:

تحية يا بلاد الخير وأهل العز وأهل الجود

تحية من صميم القلب والأشعار نهديها

بريح المسك والجوري وريحان ودهن العود

قصايد في معانيها تحليني واحلّيها

تحية من يحب وحبه الطاغي بدون حدود

بأشواقه يصبِّحها . . بأشواقه يمسّيها

صباح العز يا ديرة تقفَّاها القلوب السود

صباح كل ما يصبح قِرَن اسمه بطاريها

صباح العز يا ديرة جدودي والمقام العود

ورايه ظلها المكتوم من يقدر يوطّيها

وفي هذه الليلة كان لأغراض مختلفة حظ من قصائد الشيخين، ومما قاله سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد من الغزل:

اكشف سنا خدك ونوِّر به الليل

وغطى بظلام الليل خصر معزل

وابسم بثغر نسمته نفحة الهيل

فيه البرد من ردم سحبه منزل

لون اللهب في وجنتك ويل والويل

لا من حرقني قمت فيه أتغزل

نعس العيون اللي هدبها مظاليل

أموت فيها وارتعد وأتزلزل

دايم من رهاف الشفايف مباليل

ترياق سم الشوق منها تبزَّل

الملتقى الثامن 2009 هو الآخر حظي بليلة من هذه الليالي الكبيرة حين اجتمع في أمسيته الختامية ستة من كبار الشعراء في الخليج هم يوسف العصيمي ومحمد بن فطيس ومحمد بن الذيب ومحمد المر بالعبد وضيدان بن قضعان وسعد علوش في تجربة أراد منها المنظمون دفع الشعراء إلى التألق عبر المنافسة الإبداعية .

أمّا عن دورة هذا العام 2010 م، والتي اختتمت يوم الخميس 18 فبراير/ شباط تميزت بإقامة قبة خاصة للأمسيات تتسع لألفي شخص، وذلك بعد أن ضاقت القاعات التقليدية عن جمهور الملتقى، وفي هذا دلالة على الشعبية المتزايدة التي يحظى بها هذا الملتقى، بالإضافة إلى عروض الفرق الشعبية المصاحبة له والتي أضفت عليه جواً فلوكلورياً، كما شهدت ليلة الافتتاح أمسية القمة التي جمعت بين شاعري الخليج المقدمين السعودي ناصر الفراعنة والقطري محمد بن الذيب، وقد تباريا في امتاع الجمهور بأجمل ما عندهما، فكانا فعلا كما قال حمد الذيب في قصيدة الاستهلال الطريفة البديعة التي بدأ بها إلقاءه:

هذا الليله معنا جن بسم الله الرحمن

تعوذ من الشيطان والنيه . . النيه

عن إذنك عن إذنك يا طويل العمر حمدان

ترى في الصدر كلمه ولاهِ بمخفيّه

ترى الرجل الذي صبوله ملوك الجان

أبغ أمسكه ذ الليلة خط النعيريه

لو يجر صوته ناصر بأعذب الألحان

ويغن معاه مليون جني وجنية

أبغ أسفره من الإمارات بالمجان

على أول تريلاه رايحة السعودية

أنا مهلهل المعنى وأنا عنتر القيفان

أنا الشاعر الفلته أنا الشاعر الصيه

وهو ساحر الأفكار وامروض الكهان

علاقته ويا الجن ماه طبيعيه

لكن الوفا والطيب والعز والإحسان

يجيبه لك من هناك وأنا من هنيه

ترانا مثل الأخوان وأكثر من الأخوان

وعلى المرجلة والمقدرة نراها حيه

وأما الفراعنة فنوع وأبدع ومزج بين الاستخدامات الفصيحة والعامية، بأسلوبه المتصبب الغزير كعادته وصوره المشبعة بثقافة راسخة، ومما قرأه قصيدته المثلثة التي حاكى فيها مثلث قطرب، كما قرأ قصيدتين الأولى في صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، يذكر فيها فرادته وعبقريته:

ممكن نجد شيخ يتوفق على شيخ

لكن على هذا الشيخ يا زيد بدري

تاريخ ابن راشد ماه بأي تاريخ

تاريخ أمه كاملة وانت تدري

له شيختن ماهي بشيخت طخاطيخ

أليا مدحته طار قدره بقدري

أسد أسد ماهمته نبحة الذيخ

وضربت يمينه ترجع الحر كدري

ستر العذارى والحرود المصاليخ

والبين غربانه على كل جذري

يلوذ به لا طق صيخ على صيخ

حتى الحمام غل على غصون سدري

باسم ابن راشد صحت بأعلى الشماريخ

أصيح باسمه كل ما ضاق صدري

والثانية في مآثر سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، يقول فيها:

لو يقول الله ياصاحبي للجود كن

كان حمدان ومن غير حمدان يكون

ولو أراد الله للجود أن يسكن بدن

كال أبي حمدان أو دعني بدون

في وجود الشيخ حمدان في هذا الزمن

رحمة للخلق لكنهم لا يعقلون

لم يزل حمدان عندي أنا حتى وإن

آية تتلى فيا ليت قومي يعلمون

الكرم إن لم يكن هو حمدان فمن

ويحكم من غيره أفلا تستغفرون

إن يكن حمدان أصغر شيوخ العصر سنَّاً

فهو أكبرهم اصحونن وأوسعهم أطعون

مدرسة

المهرجان أصبح مدرسة شعرية يتعلم فيها الشعراء أساليب مختفلة في قرض الشعر، فحتى الشعراء الذين تكون تجربتهم قد نضجت تجدهم يغيرون تجاربهم من دورة إلى أخرى، كما أننا نعمل أيضا على اكتشاف وإظهار الشعراء الشباب المميزين الذين يثبتون جدارتهم بالمشاركة، وبكلمة واحدة يمكن أن نقول مطمئنين إن ملتقى دبي للشعر الشعبي هو اليوم أبرز مهرجان للشعر في دول مجلس التعاون الخليجي، وذلك بفضل ما يلقاه من دعم ومتابعة مباشرة من سمو ولي عهد دبي .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"