ميلاد حامد: أحرص على مزج الحضارات في الأزياء

05:33 صباحا
قراءة 4 دقائق
بغداد زيدان الربيعي:

يحرص مصمم الأزياء العراقي ميلاد حامد على زج الحضارات العراقية في الأزياء التي يصممها والتي حصل من خلالها على لقب أفضل مصمم أزياء في الوطن العربي في مسابقة دولية أقيمت في لندن العام الماضي.
ويقول ميلاد حامد، إن امتداد الزي العراقي للحضارة العراقية يعطيه تميزاً خاصاً، لأن الحضارات السومرية، والأكدية، والآشورية، والبابلية تمتد لآلاف السنين، لذلك أعتقد أن الزي العراقي امتداد لتلك الحضارة العريقة التي علّمت الكتابة لكل العالم، متمنياً تحويل المركز الموجود في دار الأزياء العراقية الخاص بالتصميم إلى أكاديمية عراقية كبيرة حتى ترفد البلد بطاقات شابة في مختلف المجالات وليس في عالم الأزياء فقط.
} حدثنا عن مشاركتك الأخيرة في بطولة كأس العالم لتصميم الأزياء في لندن.

فزت بلقب بطولة كأس العالم كأفضل مصمم أزياء عربي في العالم في المسابقة التي أقامتها دائرة الملوك، التي تعد أهم شركة منظمة للجوائز الإبداعية حول العالم في قلب العاصمة البريطانية لندن في عام 2014.
وأنا فخور بهذا اللقب، لأنني اخترت الأفضل من بين جميع مصممي الأزياء في الوطن العربي، وهذا الفوز أهديته إلى بلدي العراق، علماً أن هذا الفوز ليس الأول للعراق، إنما العراق ولود بالمبدعين في كافة المجالات.

} هل تخصصت في نوع معين في تصميم الأزياء؟

كلا، فأنا مصمم محترف للأزياء في جميع الأنواع، وخضت اختبارات من قبل الخبراء ومصممي الموضة في العالم في بريطانيا، وكان بينهم خبراء عرب وأجانب، ومررت بمراحل متعددة، بدأت بالاختبار الأولي ثم قبولي كمرشح وبعد ذلك فوزي في الاستفتاء الشعبي الكبير في العراق والوطن العربي وبعد ذلك جاء فوزي من قبل لجنة تحكيم البطولة في بريطانيا.

} هل كنت واثقاً من الفوز؟

المنافسة كانت صعبة، علماً أن وقت الاستفتاء تزامن مع ظروف صعبة للغاية مرت على العراق تمثلت بانقطاع خدمة الإنترنت في العراق لمدة شهر ونصف الشهر، ولكن مع ذلك حصلت على الأصوات التي أهلتني لتحقيق الفوز من قبل العراقيين والعرب، علماً أني كنت واثقاً من قدراتي في عالم التصميم.

} ما مميزات الزي العراقي؟

امتداد الزي للحضارة العراقية يعطيه تميزاً خاصاً، لأن الحضارات العراقية تمتد لآلاف السنين، لذلك أعتقد أن الزي امتداد لتلك الحضارة العريقة التي علّمت الكتابة لكل العالم، وعليه فإن بروز الزي العراقي يستند إلى موروث كبير ناجم عن التعددية الدينية والإثنية في العراق، أضف إلى ذلك أن البيئة مختلفة فيما بينها وهذا الاختلاف أدى إلى ضرورة تواجد أزياء مختلفة، لأن المنطقة الشمالية في العراق جبلية باردة في الشتاء، بينما في الوسط والجنوب بيئة أخرى تختلف جذرياً عن بيئة الشمال، فيما تتميز المحافظات الغربية في العراق بمميزات خاصة وهذا الاختلاف في البيئة أضاف لي كفنان متخصص بعالم الأزياء أفكاراً واسعة لجعل الزي العراقي متميزاً، لأن الفنان دائماً ما يتأثر بالبيئة والواقع.
وعليه فإن الأزياء العراقية تعكس بيئتها حتى في بغداد نجد هناك اختلافاً في الزي ما بين منطقة وأخرى من خلال لفة الرأس البغدادية وكل لفة توضع على رأس الرجل ترمز إلى منطقة معينة في بغداد، لذلك فإن عبق تاريخ العراق كانت له هوية خاصة.

} وماذا عن العباءة العراقية؟

أصلها عراقي بحت والتاريخ يؤكد ذلك، حيث يشير إلى أن عرب بغداد كانوا يرتدون العباءة، لذلك فهناك اختلاف في نوعية العباءة يدلل على النسيج العراقي الذي يؤخذ من الأغنام العراقية التي لا يوجد لها مثيل في أي مكان آخر في العالم ، وهذا التميز ناجم من نوعية الغذاء التي تتغذى منها الأغنام العراقية، لذلك تميزت العباءة، علماً أني أصمم العباءة العراقية ولكن ليس بالشكل التقليدي السائد الذي يصنعه الحرفيون المختصون بمهنة خياطة العباءة الرجالية، إنما أضع نقشات خاصة أضيفها حتى تكون عباءة فنية جميلة من خلال الزخارف التي أعملها للعباءة.

} هل تقوم بتصميم أزياء حسب الطلب؟

نعم تأتيني طلبات لتصميم أزياء خاصة لأصحاب تلك الطلبات من المشاهير والملكات وملكات الجمال أيضاً، لذلك في كل عرض أطرح أفكاري التي تتمثل بزج الحضارة العراقية في الأزياء التي أقوم بتصميمها، حيث أحاول إبراز تاريخي من خلال القطعة الفنية التي أصممها ولكن أجعلها تحاكي روح العصر الحالي الذي نعيشه، لأنني لا أركز على التراث البحت فقط، إذ على الفنان استثمار التاريخ العميق حتى تكون له هوية في الزي تحاكي الحياة المعاصرة مع الحفاظ على الموروث.

} من أبرز النجوم الذين قمت بتصميم الأزياء لهم؟

هناك أسماء كثيرة من المشاهير منهم الملكة نور، وكذلك صممت لمطربات عربيات كثيرات، أيضاً لديَّ عرض أزياء للجمال العراقي اللبناني في بغداد، وسيرافقه حفل غنائي، كذلك صممت أزياء لمطربات ومخرجات عالميات كثيرات.

} هل هناك شخصية معينة تتمنى أن تصمم لها؟

أتمنى أن أصمم زياً جميلاً لكل امرأة عراقية وأتوجها بتاج الملكة، لأن المرأة العراقية مرت بظروف قاسية لم تمر بها أي امرأة أخرى في العالم نتيجة الحروب التي تسببت بفقدان أولادها وزوجها.

} هل حاولت تدريب شباب وشابات على تصميم الأزياء؟

قمت بتأسيس دار للأزياء العراقية عام 2003، لكن الظرف الطارئ الذي مر على البلد جعلني أسافر إلى الأردن وعملت هناك لمدة أربع سنوات في دار مع مديرة أعمال، وتم افتتاح شركة لتصميم الأزياء حسب الطلب للنخبة وفي بلدان مختلفة منها فرنسا، بريطانيا، الإمارات.
وفي عام 2006 عدت مرةً أخرى إلى العراق للعمل في دار الأزياء العراقية من جديد، والآن أقوم بتدريب مجموعة من الشباب والشابات على فنون التصميم، علماً بأني قدمت برنامجاً من إعدادي وتقديمي على شاشات مجموعة من الفضائيات العراقية ومنها «العراقية، البغدادية، الحرية» يستهدف تعليم الجمهور الراغب في تصميم الأزياء على الأسس والفنون التي تتطلبها هذه المهنة.

} ما طموحاتك؟

أطمح بتحويل المركز الموجود في دار الأزياء العراقية الخاص بالتصميم إلى أكاديمية كبيرة حتى ترفد البلد بطاقات شابة في مختلف المجالات وليس في عالم الأزياء فقط.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"