عرق النسا.. مرض يُؤلم أطراف الجنسين

21:01 مساء
قراءة 6 دقائق
يعد مرض عرق النسا أو ألم العصب الوركي من أكثر الأمراض التي تنتشر بين قطاع عريض في المجتمع، وهو يرتبط بشدة الآلام أثناء الحركة ووجع حاد في الظهر، وهو مرض يصيب الرجال والنساء، فليس معنى أن اسمه عرق النسا أنه يصيب النساء فقط، والعصب الوركي الذي يصاب بهذا الألم هو من أكبر الأعصاب في جسم الإنسان، حيث يمتد بطول الفخذ من الجذور العصبية الموجودة داخل الحبل الشوكي أسفل الظهر بالفقرات القطنية، ويمر بالأرداف ويمتد إلى الفخذ وينزل إلى الأقدام والأصابع.

الألم الذي يصيب الكثير من الأشخاص ويسمى عرق النسا، يكون بسبب العصب الوركي وتفرعاته، وأصل هذا المرض يكون في الفقرات القطنية الموجودة بالعمود الفقري في أسفل الظهر، إلا أن الألم ينتشر ويسمع في الأطراف السفلى من جسم الشخص المصاب، ووظيفة عرق النسا هي إرسال النهايات العصبية إلى أسفل الأطراف، وسوف نتناول هذا المرض بالتفاصيل مع تقديم الأسباب التي تساعد على ظهوره والأعراض التي تظهر، كما نستعرض طرق الوقاية الضرورية لمنع الإصابة بهذا المرض، والوسائل المتاحة لعلاجه والنصائح التي يقدمها المتخصصون في هذا الشأن.
انزلاق غضروفي
ينتج مرض عرق النسا عن انزلاق في الغضاريف القطنية، وتتبعه حالة من الهيجان في العصب الوركي، ويصاب الشخص بألم حاد يبدأ من الظهر عند منطقة الفقرات القطنية ويمتد إلى الفخذ وأسفل الركبة، وغالباً ما يشعر الشخص بالتنميل والخدران والوهن والوخز في عضلات الأطراف المصابة، وفي معظم الحالات يكون الألم شديداً ويزداد أثناء الجلوس، ويشعر به المريض أكثر عند العطس والسعال، وفي المعتاد يؤثر عرق النسا في جانب واحد من الجسم، ويوجد الكثير من الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بمرض عرق النسا، بالإضافة إلى الانزلاق الغضروفي، وانزلاق الفقرات وحدوث نزيف داخلي، وأيضاً تعرض العصب الوركي لصدمة شديدة، وعند تآكل الغضروف الموجود أسفل العمود الفقري، ما يسبب حدوث ضغط على جزء من الأعصاب، وبالتالي الإصابة بالالتهابات والألم، ويحدث مرض عرق النسا عند إصابة جذور العصب الوركي بالالتهابات أو الضغط، وأيضاً عند تضيق في فتحات العمود الفقري التي تخرج منها الأعصاب التي تكوّن العصب الوركي، وكذلك بسبب ضيق القناة الشوكية.
الوراثة والجلوس والانحناء
يرجع سبب الإصابة بمرض عرق النسا أيضاً إلى العوامل الوراثية، مثل توارث حالات الضعف في غضاريف الفقرات القطنية، وبالتالي من السهل إصابة الشخص بالانزلاق الغضروفي، ومن الأسباب كذلك الجلوس لفترات طويلة على المكتب لأداء بعض الأعمال، خاصة الأشخاص الذين تتطلب ظروف عملهم كثرة الجلوس، كما أن الجلوس على الأرض في أوضاع غير سليمة يزيد من احتمالات الإصابة بهذه الحالة المرضية، وأيضاً الانحناء المتكرر لفترة طويلة، ومن الأسباب حدوث انزلاق الفقار البرزخي، وينتج عند حدوث كسر ضاغط في الأطراف، ما يؤدي إلى حدوث انزلاق في الفقرات، أو حدوث تضخم في الأوتار المتواجدة في القناة الفقارية تضغط على العصب الوركي، ويحدث مرض عرق النسا كعرض للإصابة بمرض المتلازمة الكمثرية، وهذا المرض يسبب تهيجاً حاداً للعصب الوركي بسبب مروره أسفل العضلة الكمثرية الضاغطة عليه، ومن الأسباب أيضاً التي تؤدي إلى الإصابة بعرق النسا حدوث اضطراب وخلل وظيفي في المفصل العجزي الحرقفي، وطبيعي أن هذا الخلل سوف يؤدي إلى إصابة المنطقة كلها بالتهيج، وبالتالي حدوث ألم عرق النسا.
ألم حاد في الأطراف
تظهر بعض الأعراض لمرض عرق النسا، ومن مميزات هذه الأعراض أنها تكشف فوراً أن هذا الشخص مصاب بهذه الحالة المرضية بصورة أكثر وضوحاً، فمن الأعراض أولاً الشعور بألم حاد أسفل الظهر، والإحساس بألم شديد أسفل الحوض، وأيضاً ألم كبير في الجزء الخلفي للرجل ويتضح الألم ويزيد عند الحركة والمشي والعطس والسعال والانحناء للركوع مثلاً أو لأي غرض آخر، ويصاب الشخص بحالة من الضعف في القدم ولا يستطيع تحريكها عند الألم، وفي بعض الحالات تصل درجة الألم إلى أن الشخص لا يستطيع أن يقف ويصلب طوله، ويشعر المريض بالتنميل والوخز في الساق والقدم المصابة، وألم يشبه صعقة الكهرباء في الفخذ والساق، وفي حالة تطور المرض نتيجة الإهمال وعدم العلاج، فيحدث ضمور للعضلات التي يغذيها العصب الوركي، وتصاب بالشلل الجزئي، ويصعب معها تحريك القدم إلى أعلى وأسفل.
خلل جهاز الإخراج
تحدث مضاعفات كبيرة وتظهر أعراض أكثر في حالة الإصابة بالانزلاق الغضروفي الحاد والشديد، حيث يضغط على أجزاء كثيرة من الأعصاب الخارجة والتي تمر أسفل الظهر، ما يقود إلى الإصابة باختلال وظيفي في أداء المثانة البولية، ويمكن أن يمتد هذا الخلل إلى وظائف جهاز إخراج الفضلات، وفي بعض الحالات يحدث احتباس البول لفترات طويلة، وفقدان القدرة على تنظيم إخراج الفضلات وهذه من الأعراض الشديدة والخطيرة والتي تتطلب سرعة الذهاب إلى الطبيب، وهي عدم القدرة على ضبط والتحكم في عمليات التبول وإخراج الفضلات، وأيضاً إذا هاجمت الشخص نوبة من الألم المفاجئ والذي لا يطاق أفقدته القدرة على الحركة، وكذلك عدم العلاج بشكل صحيح يمكن أن يؤدي إلى ضعف وضمور العضلات التي تعتمد في غذائها على تفريعات العصب الوركي، وجميع الأعراض السابقة يمكن أن تحدث بشكل مفاجئ وشديد من لحظة الإصابة بالمرض، ويمكن أن تكون بسيطة وتأتي على نوبات كل فترة، وتزيد حدتها مع مرور الوقت، والذي يصل إلى شهور في بعض الحالات وسنوات في حالات أخرى، إلى أن يصل المرض والألم لدرجة شديدة وحادة للشخص المريض.
الأحمال الثقيلة والتمارين
توجد بعض الطرق التي يمكن اتباعها للوقاية من مرض عرق النسا، ومنها عدم حمل أشياء ثقيلة ومجهدة، لأن الأحمال الثقيلة تعمل على تحريك الأنسجة الغضروفية، ما يسبب حدوث الانزلاق الغضروفي، وعدم الحركة والانحناء بطريقة مفاجئة وخاطئة، وعدم الجلوس لفترات طويلة سواء على المكتب أو على الأرض، ويمكن للذين تتطلب أعملهم الجلوس أن يقطعوا فترة الجلوس كل ساعة بالمشي لمدة 5 دقائق والعودة للجلوس والعمل، ويجب أن يحرص الأشخاص على ممارسة أية أنواع من الرياضة، وخاصة التمارين التي تقوي عضلات الظهر والعمود الفقري، ومنها المشي لفترة يومياً أو السباحة، وعند الشعور بأي ألم أسفل الظهر يجب الإسراع في معالجة هذا الألم حتى لا يتفاقم ويصل الأمر إلى الإصابة بمرض عرق النسا.
المسكنات والعلاج النفسي
يوجد الكثير من الطرق لعلاج أعراض مرض عرق النسا، فهناك الأدوية والعقاقير المسكنة والمراهم التي تعمل على تخفيف حدة الألم، وأيضاً الأدوية المضادة للالتهابات مثل الايبوبروفين، وكذلك الأدوية التي تعمل على إرخاء العضلات، وتتوافر في الصيدليات بعض المسكنات مثل النابروكسين وله تأثير جيد في تخفيف ألم العصب الوركي، ومن الضروري أن يعلم الشخص المصاب أنه يجب أن يحصل على راحة تامة ولا يبذل مجهوداً يزيد من تأثير ضغط العمود الفقري على العصب الوركي فيزيد الألم، ويمكن عمل كمادات من الثلج أو الكمادات الجاهزة على المنطقة التي يصدر منها الألم وتستمر هذه الكمادات إلى 25 دقيقة، ويوجد علاج تأهيلي وبدني وهو برنامج يضعه المعالج الطبيعي ليساعد على تقوية عضلات الظهر، ومنع الإصابة بهذه الحالة في المستقبل، ويمكن استخدام حقن الكورتيزون في بعض الحالات، ويتم حقنها حول جذور الأعصاب حيث تعمل على تقليل الألم عن طريق تهدئة الالتهاب حول العصب المهيج، وتختفي الأعراض في بضعة أشهر، وفي حالة ارتفاع حدة الألم يمكن استخدام بخاخ المخدر الموضعي ورشه على الجزء المصاب، ويمكن اللجوء إلى الجراحة في الحالات الشديدة، وثبت أن العمليات الجراحية تعمل على التخلص من الألم بصورة أسرع من العلاج الطبي، وكشفت بعض الدراسات أن معظم الأشخاص المصابين يتماثلون للشفاء دون تناول الأدوية، وذلك يرجع إلى العامل النفسي الضروري في هذه الحالة.

الرجال أكثر

تشير الدراسات الحديثة إلى أن 90% من الشباب الذين يصابون بمرض عرق النسا يكون السبب الرئيسي لهذه الحالة هو حدوث انزلاق غضروفي في الفقرات القطنية يضغط على الأعصاب ويسبب هذه الآلام، ويكون الألم في هذه المرحلة شديدا، أما في حالة إصابة فئة كبار السن، فالسبب الرئيسي لهذه الحالة هو إصابة الفقرات بالخشونة، مما يسبب ظهور بروز عظمية بعد فترة، وهذه البروز والزوائد العظمية تضغط على العصب وتسبب عرق النسا، ولكن الأعراض تكون أقل حدة وتظهر واضحة عند المشي والوقوف وتزول أثناء الجلوس، وعلى الرغم من أن هذا المرض يسمى عرق النسا إلا انه يهاجم الرجال بصورة أكثر من السيدات، وكشفت الأبحاث أن مرض عرق النسا منتشر بصورة أكبر في المجتمعات التي لا تهتم باللياقة البدنية، وبين الأشخاص الذين يهملون في طريقة الغذاء ولا يسيطرون على أوزانهم التي تزيد بشكل مضر وغير صحي .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"