أسترالية في الخمسين تحمل وتنجب طبيعياً

صيام زوجها حرّك ما خمد في جسمه
06:50 صباحا
قراءة 5 دقائق

ربما تكون الأسترالية أنتيا نيكولاس أول من يدخل التاريخ بصفتها أكبر امرأة أسترالية تحمل طبيعياً وتنجب طفلها البكر بصحة جيدة بالرغم من أنها في ال50 من العمر . وكانت أنيتا نيكولاس (50 سنة) التي تعمل وكيلة عقارات في مدينة كوينزلاند قد وضعت جانباً الأمل بإنجاب طفل منذ زمن بعيد، وكانت تفكر بالتقاعد عندما حدثت المعجزة .

عندما تحدق الآن بحب وحنان إلى الطفل الذي أنجبته حديثاً، فإنها بصعوبة تصدق نفسها بأنها أصبحت أماً بعد كل هذا العمر .

ومن وجهة نظر أطبائها فإن ردة فعلها هذه بعد الولادة مسألة مفهومة لامرأة في الخمسين، وفي اعتقادهم أن هذه المرأة هي بالتأكيد أكبر امرأة أسترالية تحمل وتنجب أول طفل لها وهي في الخمسين من عمرها، حيث كان لديها احتمال واحد من عدة ملايين في الحمل الطبيعي من دون الخضوع لتلقيح اصطناعي، وكانت فرص إجهاضها الجنين تقدر بنحو 70% . ومن جهتها قالت أنيتا نيكولاس لمجلة المرأة الأسترالية الأسبوعية إنها لم تفكر أبداً بأنها ستحمل، حتى إنها ظنت أن عوارض الحمل مثل الغثيان والدوار هي عوارض انقطاع الطمث ليس أكثر، لكن زوجها بيتر بيرن هو من لفت انتباهها واقترح عليها إجراء اختبار حمل، والمفاجأة أن النتيجة كانت إيجابية .

وأضافت أنه عندما تأكد الحمل أصيبت بردة فعل من الخوف والرعب، وأخذت تفكر بموقف الناس عندما سيقولون لها إنها كبيرة بالسن حتى تكون أماً جديدة . وقالت للمجلة كنت أعرف أن غرابة الأمر بالنسبة إلينا سوف تكون رهيبة .

وأضافت كنت أعيش في رعب كبير، ولا توجد كلمة غير ذلك تصف حالتي .

لكن خوف أنيتا نيكولاس وزوجها اختفى بعد ولادة الطفل الذي أسمياه نيكولاس جونيور بصحة جيدة .

وقد أبصر هذا الطفل النور في الخامس عشر من يونيو/ حزيران الماضي في مستشفى بيندارا في كوينزلاند وكان يزن 6,2 كجم وطوله 47 سنتمتراً ليحقق بذلك رغبة طالما اعتبرتها أنيتا وزوجها بيتر بأنها الحلم المستحيل .

ومع ذلك قالت أنيتا للمجلة إنها ما كانت تعتقد بأنها وزوجها أصبحا كبيرين جداً ليصبحا والدين، موضحة قد تكون مسناً في العشرين وشاباً في السبعين، الأمر يعتمد على حالتك وصحتك .

وقالت أنيتا إن الأمر استغرق وقتا للتفكير بأنها أصبحت أماً من جديد . مضيفة في العام الماضي أبلغني الطبيب بأنني أصبحت في سن اليأس، والآن لديّ طفل أحمله بين ذراعي، وهو رائع وليس مشوهاً .

وتابعت عندما تكون في مثل هذا العمر يكون الأمر مثل طلقة واحدة من الأفضل أن تكون صائبة .

وكانت أنيتا قد تزوجت أول مرة في العشرينات من عمرها، ثم تطلقت وهي في الثلاثينات، وبعد ذلك تزوجت رجلاً لديه طفلان لمدة 12 عاماً دون أن تنجب منه، وتقول إنها لذلك وضعت أحلامها بإنجاب طفل يوماً ما على الرف منذ 15 عاماً .

وقالت لقد أغلقت باب أن أكون أماً عندما أصبحت في الخامسة والثلاثين، ولم أكن أتصور بأن الأمومة ستحدث معي أبداً لذا رميت نفسي في الوظيفة وكنت سعيدة جداً .

وقد التقت أنيتا مع بيتر من خلال العمل قبل خمس سنوات وكان لديه طفل، وقد فكرا في أن ينجبا معاً طفلاً آخر .

وقال بيتر طالما تمنيت لو أني التقيت أنيتا قبل ذلك بوقت طويل لأنها ستكون أماً رائعة .

وفي عام 2007 أعطاهما طبيبهما فرصاً محدودة لحدوث الحمل .

وقالت أنيتا كان عمري 46 عاماً، وكانت فرص أن أحمل ضعيفة جداً وعوامل الخطورة للطفل لو حدث الحمل كانت بائنة . لكن الطبيب قال إن الحيوانات المنوية لبيتر - الذي كان عمره نحو 50 عاماً - خامدة لا تتحرك، ولذلك وضعنا أحلامنا بإنجاب طفل على جانب، وقيل لنا أن نفكر بتبني طفل، وتم تدريبنا على كيفية تربية طفل متبنى، وربينا شقيقين لمدة عامين .

وأثناء ذلك باعت أنيتا مكتب عملها العقاري على أمل أن تعيد وبيتر ترميم وإصلاح منزلهما، ويجدا وقتاً للسفر في أنحاء البلاد .

ثم حدثت الأزمة المالية العالمية، ووجد بيتر، وهو مطور عقاري، نفسه يواجه تحديات مالية كبيرة، وتدهورت صحته، وفقد من وزنه 15 كجم، وأصيب بالصداع النصفي المسبب للعمى، وتضخم خطر في الكبد .

ومن البحث في الإنترنت، اقتنع بيتر بأنه يستطيع بوسائل طبيعية خفض الكوليسترول، والشحوم الثلاثية على الكبد، ولذلك بدأ صوماً عن غير الخضار وعصير الفواكه فقط لمدة سبعة أيام كان يتناول خلالها الجزر والتفاح وكمية صغيرة من الكرفس فقط .

وبعد عدة أشهر اعتاد ببطء على تناول النيء من البروكولي والسبانخ والقرنبيط والطماطم والفليفلة والخيار، وزيت بذور الكتان ووجبات صغيرة تحتوي على البروتينات . وكان يشرب 6,1 لتر من المياه يومياً، وتوقف عن تناول كافة انواع الملح والسكر والكحول، وبدأ يمشي يومياً .

وقال بيتر عدت للطبيب وكنت قد نقصت 11 كجم، وأظهرت النتائج أنني نجحت في التغلب على كافة مشكلاتي الصحية .

ومن دون أن يدري، فإنه أعطى حيواناته المنوية الكسولة قوة من النشاط كي تتحرك .

ومن جهته وصف طبيب النساء والولادة أندرو كاري الذي أشرف على عملية التوليد هذه الحالة بالمعجزة، وقال للمجلة إن الولادة كانت أعجوبة، لأن نيكولاس كانت تشكو من وضع صحي يجعل من الحمل والولادة أمراً خطراً إن لم يكن مستحيلاً في أي عمر .

وقال حتى الآن وحسب ما أرى، وبعد أن أجريت بعض الأبحاث، فإن هذه الحالة يجب أن تكون أول حالة حمل وولادة تتم بصورة طبيعية لدى امرأة كبيرة في السن . إنها حالة مدهشة حقاً .

وأضاف إن فرص حمل أنيتا كانت واحد بين عدة ملايين، ثم يسير كل شيء كما سار معها، ولهذا فأنا أصف حصولنا على طفل بصحة جيدة معجزة بالتأكيد .

أما رئيسة تحرير مجلة المرأة الاسترالية هيلين ماكابي فقالت إنها لم تكن قادرة على تأكيد أن أنيتا نيكولاس سجلت الرقم القياسي بكونها أكبر أم تلد طبيعياً في أستراليا . وقالت نعتقد بأن هناك أمهات أخريات في الخمسين لديهن أطفال، ولكن حالتها هي الموجودة بين أيدينا الآن ولديها صدى عالمي .

يشار إلى أنه في العام الماضي أنجبت امرأة أسترالية من بيرث عمرها 57 عاماً توأماً بالإخصاب الصناعي (الأنابيب) ويعتقد بأنها أكبر أم أسترالية أنجبت بهذه الطريقة .

وفي عام 2007 أنجبت أم أسترالية أخرى طفلاً بالأنابيب وكان عمرها 56 عاماً .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"