أزياء صديقة للبيئة

تميزت باستخدام أقمشة من ألياف نباتية
03:18 صباحا
قراءة 5 دقائق
أبوظبي - فدوى إبراهيم:
اتسعت الجهود البيئية الساعية للسيطرة على الأنشطة الضارة بها، وشملت الصناعة والزراعة والطاقة، ولكن لم يدر بخلد أحد أن تمتد هذه الجهود إلى مجال تصميم الأزياء، حيث استضافت منصة عروض مركز أبوظبي للتسوق خلال الفترة بين 9 - 12 إبريل/نيسان أول عرض أزياء لملابس مصنوعة من مواد طبيعية .
انطلقت العروض ضمن فعاليات مهرجان الإمارات الأخضر الذي انطلق 16 مارس/آذار ويختتم 16 إبريل/نيسان، تحت شعار "لنحيَ، نتعلم ونستمتع في بيئة مستدامة"، ولتتيح للعموم المشاركة في هذا الحدث، وتوفر نوعاً من الوعي والمعرفة حول طرق وأساليب الحياة المستدامة بين الجمهور، وبمشاركة مجموعة من مصممي الأزياء من داخل الدولة وخارجها كانت العروض التي تميزت باستخدامها أقمشة مصنعة من ألياف نباتية وأقمشة طبيعية خالية من الصبغات الكيميائية ومواد معاد تدويرها، معتمداً بعضها على الجهود اليدوية مقللاً من استخدام الطاقة الكهربائية، و باستخدام آلات وأجهزة موفرة للطاقة .
تقول فاطمة الحمادي، الرئيس التنفيذي للعمليات، إن المهرجان يسعى إلى تغطية جميع أساليب الحياة التي تساهم في تغيير حياة المجتمع إلى الأفضل بوساطة بعض الأساليب البيئية التي تسهم في التغيير، وتعتبر الأزياء جزءاً لا يتجزأ من حياة كل فرد، ولذلك فإن عروض الأزياء الصديقة للبيئة فعالية تهدف إلى زيادة الوعي بنوعية الملابس التي يجب أن نرتديها، والتي تخدم الحفاظ على البيئة، وتعمل بعد حين على تغيير الوعي لدى الناس ليتبنوا سلوكيات جديدة في اقتنائهم للأزياء الصديقة للبيئة .
وتضيف حول ما إذا كان المجتمع متفهماً وواعياً لأهمية الأزياء الصديقة للبيئة: صناعة الأزياء الصديقة للبيئة متوفرة حالياً في السوق لكن ليست بالشكل الكبير، لكننا بحاجة لبعض الوقت والجهد لنستطيع ترسيخها في أذهان المجتمع وسلوكياته، فتأثير هذه الأزياء الإيجابي في صحة الفرد من الممكن أن يكون أحد العوامل التي تسهم في تبنيه لها ومن ذلك عدم احتواء هذه الأزياء على مواد كيميائية من الممكن أن تؤثر في صحة الإنسان وخاصة ذوي البشرة الحساسة، أو المصابين بأمراض جلدية معينة، وأتوقع أن صناعة هذا النوع من الأزياء ستتطور، لأن المصممين بدأوا يعون أهميتها ويصممونها، وهذا ما سيدعم ممارستها كسلوكيات في المجتمع"، وحول ما إذا كانت هذه العروض ستستمر بشكل سنوي خلال المهرجان أو على مدى أقصر أشارت الحمادي إلى أن المهرجان يجري دراسة استطلاعية تكشف عن أهمية هذه العروض في تغيير سلوكيات الناس أو على الأقل وعيهم، خاصة أن هذا العرض هو الأول من نوعه على مستوى الشرق الأوسط .
تشير جوزيان خليل من دار "دانتيلا" إلى المشاركة في عروض الأزياء الصديقة للبيئة قائلة: "تعتبر الأزياء الصديقة للبيئة جزءاً من الحياة العامة للفرد، فكل منا يحرص على التحلي بأجمل إطلالة لكن القليل من يحرصون على اقتناء وارتداء ما يتمتع بتلك الميزة والهدف من تصميم أزياء من هذا النوع من قبل "دانتيلا" هو تشجيع النساء على ارتدائها، لذلك عملنا على تصميم 30 عباءة تعرض لأول مرة من خلال "مهرجان الإمارات الأخضر" .
إذ صممت من مواد طبيعية مئة في المئة، استغرق تصميمها عاماً ويتكون قماشها من مواد طبيعية صنعت من الخيزران ومواد أخرى، وهذا النوع من القماش غير متوافر في الدولة، استوردناه خصيصاً من إنجلترا، لنكون الأوَل في منطقة الخليج والدولة من يقدم العباءات الصديقة للبيئة، وتشير خليل إلى أن هذه الأزياء لا تهدف فقط إلى إبراز مدى الاهتمام بالبيئة إنما هدفها أيضاً راحة المرأة وصحتها فهي أكثر ملاءمة للبشرة الحساسة، كما أنها مريحة وملائمة لفصل الصيف، لتكون بذلك المرأة العربية صاحبة رسالة كغيرها لتروج لهذا النوع من الأزياء، مشيرة إلى أن ما قدمته دار دانتيلا من أزياء طبيعي بكل تفاصيله بدءاً من الأقمشة وليس انتهاء بالخيوط والألوان التي لم تدخل فيها أي مكونات كيميائية، إلا أنها تحتاج إلى مواصفات خاصة في تنظيفها ولا يمكن التعامل معها كقطع الملابس الأخرى وأشارت إلى أن الدار ترغب بتجديد العباءة الخليجية والإماراتية بالصناعة الطبيعية، وتم استخدام 5 أنواع من الأقمشة الطبيعية والأصباغ والالتزام باللون الأسود للعباءة، مع إدخال بعض الألوان إلى العباءات كالأخضر والأزرق والزهري والبرتقالي والأصفر .
ومن دار "أنمار كتيور" تقول نورة باروني، مديرة فروع الدار، إن المجموعة المقدمة والمكونة من 13 قطعة للمصممة أديب الخان، صديقة للبيئة، أي لا تحتوي على صبغات كيميائية، وهي المرة الأولى التي تقدم فيها الدار تصميمات صديقة للبيئة، وتضيف قائلة: "تقدم الدار مجموعة من الأزياء مختلفة الثقافات، فمنها الخليجية والهندية والمغربية، وفي أحيان كثيرة تمزج هذه الثقافات في ثوب واحد مع لمسة بحرينية، ولعل تناسق الألوان، أكثر ميزة تتميز فيها الدار، خاصة أن هذه الألوان ربما لا تكون متلائمة مع بعضها بشكل عام، إلا أن استخدام درجات معينة منها ينتج أزياءً أنيقة المظهر، ومن ذلك دمج درجة من الأخضر (الفستقي) مع الأحمر الفاتح، وتشير باروني إلى أن المجموعة تكونت من أزياء مصنوعة من أقمشة الحرير الطبيعي والفلفيت والشيفون، وعادة تستخدم أجود أنواع الأقمشة، وتعتمد على العمل اليدوي في الكثير من القطع للوصول إلى الجودة والفخامة والتقليل من استهلاك الطاقة الكهربائية .
ومن دار "ايلا لونا" الفرنسية يقول محمد سعد إن الدار تتميز بطرحها التصميمات الشرقية والعربية لتناسب ذوق المنطقة، وتستخدم فيها نوعية الأقمشة الطبيعية كالحرير والشيفون والقطن، كما يتم استخدام العمل اليدوي بشكل أساسي، سواء في الشك أو التطريز أو تركيب القطع، وتعتمد الدار على نوع القماش الخام قبل أن تبدأ بوضع التصميم والموديل، لأن القماش هو أساس العمل مع الحرص على محافظة الأقمشة على صحة البشرة وامتصاص حرارة الطقس، وعرض 14 طقماً من الفساتين والتنانير والبنطلونات والقمصان المقدمة للمرأة والمتماشية مع ألوان الموضة العالمية، كالبرتقالي والأخضر الفستقي وألوان أخرى، كالأزرق الداكن والأسود والوردي، وحول أسعار الأزياء الصديقة للبيئة وما إذا كانت الأعلى سعراً مقارنة مع الأزياء التقليدية أشار سعد إلى أن أسعار القماش الخام الطبيعية أغلى من الأقمشة التي تدخل فيها المواد الكيميائية بنسبة 70% وهذا ما يجعل الأزياء الصديقة للبيئة أعلى سعراً، مؤكدا أن المجتمع ما زال يهتم بالأطعمة والمأكولات الصحية أو العضوية، لكن من دون أن يعي أهمية ارتدائه للملابس الصحية والصديقة للبيئة، فيما يأتي مهرجان الإمارات الأخضر بعروض الأزياء الصديقة للبيئة ليشكل الوعي لدى العامة عن أهميتها للمجتمع .
ومن شركة "فيوتشر فاشن" أو أزياء المستقبل تقول عائشة صديقي المصممة والمديرة الإبداعية للشركة، إن الشّركة تضم عدداً من العلامات التجارية المتعدّدة من ماركات الأزياء المستدامة في جميع أنحاء العالم، وتعتمد على ثورة من الأزياء الصديقة للبيئة، وتقدم من خلال دور الأزياء المشاركة مجموعة من التصميمات المقدمة للنساء والأطفال والرجال، ولا تسعى فقط لتقديم أزياء صديقة للبيئة فحسب إنما لتضع معايير بيئية لعشاق الموضة في منطقة الشرق الأوسط من خلال مشاركاتها ومنها المهرجان .
وتقول عائشة: "قدمنا مجموعة الأزياء المصنعة من مواد صديقة للبيئة، بدءاً بالعباءات والأثواب ذات التصميم العالمي والمُصنّعة من أجود خامات الألياف النباتية، ومروراً بالفساتين من تصميم "جويس بيلرسكي" والمزيّنة بالأحجار الطبيعيّة وبمجوهرات الكريستال والأزهار والدانتيل المطرّز، والتصميمات المُفصّلة لجان لوران ذات الألوان الجريئة والأنماط الباهرة، والمُصنّعة من المواد الطبيعيّة"، وللأطفال نصيب من الأزياء المستدامة، من خلال مجموعة "دنيا الخيال" وهي العلامة التجاريّة الأكثر شعبيّة في اسكندنافيا لملابس الأطفال والألعاب المصنوعة من المواد الطبيعيّة والعضويّة والمُعاد تدويرها .
وتشير إلى أن التطور المستمر في الحياة بشكل عام يتشكل أيضاً في الأزياء التي تعبر عن جانب من المشهد الثقافي، ولذلك سعت الشركة أن تكون جزءاً من المشهد المتطور والساعي للاستدامة في الدولة، بمشاركتها بموضة المستقبل في مهرجان الإمارات الأخضر، فالدولة أصبحت اليوم وجهة خضراء تعمل على رفع مستوى نوعيّة الحياة لمقيميها وزوارها .
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"