قراءات

02:21 صباحا
قراءة دقيقة واحدة
إعداد: محمد صالح القرق

لما تولى أبوبكر الخلافة، كان أول عمل قام به، أنه أرسل منادياً ينادي، ليتم بعث أسامة، ألا لا يبقين بالمدينة أحداً من جند أسامة، إلا خرج إلى عسكره بالجرف.
خرج الصديق وشيع الجيش ماشياً وأسامة راكب، وعبدالرحمن بن عوف يقود دابة أبي بكر، فقال له أسامة: يا خليفة رسول الله والله لتركبن أو لأنزلن! فقال الصديق: والله لا تنزل ووالله لا أركب! وما علي أن أغبر قدمي في سبيل الله ساعة؟ ثم وقف الصديق يحدد بكلمات واضحة خالدة إنسانية حروب أمتنا، فكأنه وضع دستوراً للحروب هذه الأمة، أصبح نهجاً نفخر به؛ إذ إن هذا الفكر، لم تصل إليه الدول حتى في أيامنا الحاضرة، قال الصديق: «يا أيها الناس قفوا أوصيكم بعشر فاحفظوها عني: لا تخونوا ولا تغلوا (من غل: أي خان) ولا تغدروا ولا تمثلوا، ولا تقتلوا طفلاً صغيراً، ولا شيخاً كبيراً ولا امرأة، ولا تعقروا نخلاً ولا تحرقوه، ولا تقطعوا شجرة مثمرة، ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيراً إلا لمأكلة، وسوف تمرون بأقوام قد فرغوا أنفسهم في الصوامع، فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له، وسوف تقدمون على قوم يأتونكم بآنية فيها ألوان الطعام، فإذا أكلتم منها شيئاً بعد شيء فاذكروا اسم الله عليها».

من كتاب «اليرموك بقيادة خالد بن الوليد» لشوقي أبو خليل
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"