توضع التحذيرات على موقع الجامعة عندما تبلغ نسبة الغياب 10%، وعند بلوغ النسبة الحد الأقصى يحرم الطالب من الامتحان في المادة ويرسب، إذ تؤكد سياسة الجامعات على التزام الطالب بحضور المحاضرات في موعدها، وفي حال غيابه لابد له من إحضار تقرير أو ورقة يقدمها لأستاذ المساق لتبرير عدم حضوره حتى لا يسجل غائباً . ورغم أن النظام يفرض على الطلاب الحضور، إلا أن هناك البعض منهم يتسربون من المحاضرات ويختلقون قصصاً لإقناع الأستاذ باضطرارهم لذلك، ثم يبررون غيابهم فيما بينهم بطبيعة المادة وأسلوب الأستاذ الممل، وتساهل بعض الأساتذة مع الطلبة من خلال عدم التزامهم بتعليمات أخذ الحضور والغياب، الأمر الذي يساعد على زيادة نسبة التغيب في صفوف طلاب الجامعة .
عامر عيضة تقنية معلومات، كلية الخوارزمي أشار إلى أن نسبة الغياب عندما تصل إلى 30% يحرم الطالب من المادة الدراسية .
ويقول: التزم الحضور، وغيابي يكون بأعذار، والتزامي سببه رغبة في الاستفادة من المنهج وفي الوقت نفسه خوف من الحصول على الحرمان، وأؤيد تسجيل الغياب والحضور لأن ذلك يعود الطالب على الانضباط والالتزام وبالتالي يقدر قيمة المحاضرة والجامعة، إضافة إلى ذلك ففي العمل يسجل الموظف حضوره، فعملية التسجيل مهمة كونها تشيع الانضباط في أيه مؤسسة . ويوضح أن أغلب الأساتذة حريصون على تسجيل الحضور والغياب بشكل يومي، وهناك فئة من الطلبة قد يسجلون أسماء زملائهم الغائبين ولكن مراقبة الأستاذ ومتابعته تمنعان ذلك . مؤكداً في أن الغياب له آثار سلبية الطالب لأنه يؤدي إلى ضعف التحصيل الدراسي لديه، وتعويده على اللامبالاة وعدم التقيد بالقوانين والأنظمة وهذا قد يؤثر في حياته العملية مستقبلاً .
إسماعيل الحوسني تقنية المعلومات، جامعة الغرير أشار إلى أنه غير ملتزم بالحضور بشكل كبير، كونه مرتبطاً بعمل صباحي .
ويقول: يختلف الدوام الصباحي عن المسائي، حيث يراعي الثاني ظروف الطالب والتزاماته، ولكن مع ذلك هناك لائحة لابد من الالتزام بها وتطبيقها . وبعض الأساتذة يعتمدون على الموقع الالكتروني لتسجيل الحضور والغياب، والبعض الآخر يعتمد على الورقة .
ويرى أنه لا داعي لتسجيل الغياب والحضور في الفترة المسائية، لأن الطالب مدرك لأهمية الحضور والاستفادة من شرح الأستاذ، إضافة إلى أنه لديه مهمات كثير كونه مرتبطاً بالعمل وبالحياة الزوجية . ويؤكد أن هناك طلاباً لا يهتمون بحضور المحاضرات، ولكنهم مبدعون في إعداد التقارير والبحوث، ومستواهم جيد في الامتحانات، ومن المؤسف أن يحرم أحدهم من المادة بسبب الغياب رغم أنه يعوض ذلك في الجوانب الأخرى . ويؤكد أنه مهما كان الطالب غير مبالٍ سيضطر إلى الالتزام في الجامعة بحكم النسبة المحددة المسموح بها للغياب ومن يتجاوزها يعتبر راسباً، وبالتالي سيؤثر في معدله الأكاديمي .
وتقول حصة الملا موارد بشرية: أنا كثيرة الغياب، لأني أرى أن الجامعة أكثر تحرراً من المدرسة، وأقضي وقتاً ممتعاً مع زميلاتي سواء من خلال المشاركة في الأنشطة الطلابية، أو الجلوس لساعات طوال في المطاعم نتبادل الأحاديث من دون أن نشعر بالوقت، وبالتالي أضطر لتأليف الأعذار والقصص للأستاذ لإقناعه بعدم تسجيل الغياب وحرماني من المساق، وبالفعل في هذا الفصل كنت على وشك الحصول على حرمان في جميع المواد، وبالتالي أصبحت ملتزمة بالحضور .
حمد بن أحمد المظلوم إعلام، جامعة زايد أشار إلى أنه حريص على الحضور ولكنه يضطر للتأخير كونه يعمل في الشارقة والجامعة في دبي .
ويقول: لم أرسب بسبب غيابي، وأرى أن تسجيل الحضور لمصلحة الطالب، لأن الجامعة حريصة على استفادته من المحاضرات وبالأخص في السنة الأولى له، وتعويده على النظام والانضباط، ولكن هناك بعض الأساتذة يتساهلون وبالتالي يستغل الطالب هذا ولا يلتزم بالحضور، ومعظم الأساتذة يقدرون ظروف الطلبة .
ويشير إلى أنه لو لم يكن هناك عملية تسجيل الحضور والغياب، لن يلتزم الطالب، ولكن في فترة الامتحانات سوف يدرك مدى خطورة ذلك، وبالتالي يحرص على الحضور لاحقاً .
وعن آلية تسجيل الحضور، يقول: الأستاذ يمرر ورقة ويسجل الطالب اسمه، ولا يستطيع وضع اسم زميله كون الأستاذ يحسب عدد الطلبة في الفصل، وفي حال تأخر الطالب أكثر من 3 مرات يحسب غياباً مرة واحدة .
وأشارت فاطمة علي جامعة الإمارات إلى أنه عند غياب الطالبات يحرص الأساتذة على تسجيل الحضور والغياب، وعند حضور أغلب الطالبات لا يكترثون بذلك . وتقول: ما الفائدة من الحضور وعدم الانتباه لشرح الأستاذ؟ لذا عندما اشعر بأني غير قادرة على الاستماع للشرح وليست لدي الرغبة في الحضور أتغيب عن المحاضرة . وتؤكد أنها ضد عملية تخصيص درجات للحضور، لأن هذا الأمر يؤثر بشكل سلبي في تقدير الطالب رغم تفوقه في الامتحانات والبحوث، مشيرة إلى أنه لو كان الأستاذ متميزاً بأسلوب رائع ومشوق ومميز في الشرح يحرص جميع الطلبة على الالتزام بالحضور .
محمد علي السويدي الموارد البشرية، جامعة زايد أشار إلى أنه رسب في إحدى المواد بسبب غيابه المستمر بسبب ظروف صحية .
ويقول: أنا مع تسجيل الحضور والغياب، ولكن الجامعة صارمة جداً في هذا الشأن، ولو أنها تسهل إجراءات التسجيل والغياب لخفف العبء على الطالب، والتسجيل يجعل الطالب ملتزماً، ولكنه في الوقت نفسه حريص على دراسته، وبتسجيل الغياب يشعر أنه ما زال في المدرسة .
أحمد إسماعيل الهاشمي ماجستير علوم بيئة، جامعة الإمارات يقول: التزامي بالحضور كامل إلا لظروف طارئة، وكثيراً ما نرى في أول أسبوعين عدد الغياب يزيد بسبب تحجج الطلبة بأسبوع السحب والإضافة، ولكن أحرص على الحضور، لأن الأستاذ يقيم مدى التزام الطالب من خلال حرصه على الاستفادة من جميع المحاضرات، وفرصة للتعرف إلى الأستاذ والطلبة الجدد، كما أن الطالب يدرك أن من حقه غياب 5 مرات وبعدها يحرم من المادة، وبالتالي يحرص على الغياب خمس مرات حتى لو لم يكن له عذر .
ويشير إلى أن الأساتذة نوعان: متشددون ويعتبرون مسألة الحضور والغياب من الأمور المهمة والتي تجري متابعتها في بداية الحصة الدراسية، والبعض الآخر يكون غير حريص على تسجيل الغياب ويترك الحرية للطالب كونه يدرك مصلحته، فالأستاذ يلعب دوراً كبيراً في عملية التزام الطالب بالحضور، إضافة إلى أن ترك عملية تسجيل الحضور للطالب فيه نوع من التسيب .
ويرى أنه من المهم تسجيل الحضور في فترة البكالوريس كون الطالب في بداية حياته الجامعية، ولكن في مرحلة الماجستير يعتقد أنه من غير الضروري تدوين الحضور كون الطالب أصبح أكثر وعياً ونضجاً، وأكثر رغبة في إكمال تعليمه وبالتالي يكون حريصاً على محاضراته، ومن لديه هدف وعزيمة ويعرف مصلحته فسيلتزم حتى وإن كان لا يحب الانضباط أو المقرر الذي يدرسه .
فهد الزرعوني كلية المعلومات والإعلام والعلوم الإنسانية، جامعة عجمان أشار إلى أن الطالب يحرص على الحضور من أجل تحقيق الاستفادة والإلمام بالمنهج العلمي، مؤكداً على أهمية تسجيل الحضور والغياب لأنه لو لم يطبق سيحدث نوع من اللامبالاة والكسل بالنسبة للطلبة .
ويقول: تسجيل الحضور والغياب ورقي، وبالتالي إذ قدم الطالب عذراً مقنعاً بسبب حالته الصحية أو وفاة يقبل العذر . والتسجيل يغرس مبدأ الانضباط لدى الطلبة ليكونوا منضبطين مستقبلاً .
ويشير الطالب محمد الحمادي جامعة الإمارات إلى أنه حصل على الحرمان في أكثر من مساق بسبب غيابه المستمر، رغم أنه يحاول إحضار أعذار مقنعة معه، كإلاجازات المرضية وإتمام بعض المعاملات وحادث سير وغيرها من الأعذار التي يتفنن في اختراعها وادعائها . ويوضح أن طول المناهج وأسلوب الأستاذ في التعاطي معهم واعتماده على زملائه دفعه للتغيب عن بعض المحاضرات .
ويشير إلى أن بعض أعضاء هيئة التدريس لا يلتزمون بتسجيل الحضور والغياب الأمر الذي يساعد في زيادة نسبة التغيب عند الطلبة، إضافة إلى أن البعض منهم يتساهل كثيراً في تقبل أعذار الطلبة، مما يدفع الطالب إلى التغيب والتفنن في تأليف حجة لغيابه .
تعارض خولة محمد جامعة الشارقة تسجيل الغياب والحضور، لأن الطالب بمجرد وصوله للمرحلة الجامعية يدرك مستقبله وأهمية فهم المادة العلمية، وبالتالي ليس بحاجة لإجباره على الحضور، ولا ينبغي معاملته معاملة طلبة المدارس .
وتقول: في الأسبوع الأول من الفصل الدراسي لا نلتزم الحضور بسبب انشغالنا بسحب وإضافة المقررات الدراسية، وللأسف بعض الأساتذة يسجلون الحضور ولا يراعون الطلبة .
وتشير إلى أنها تغيبت عن الكثير من المحاضرات بسبب أسلوب الأستاذ الذي تصفه بالملل وجديته في التعامل، وعدم تفاعله معهن، موضحة أنها تقدم أعذاراً غير مقبولة للأستاذ، وبالتالي لا تقبل وتحرم من المادة، ولكنها مؤخراً لجأت لادعاء المرض وإحضار شهادات طبية، لإقناع الأستاذ وعدم تسجيل الغياب .
ليست ظاهرة
د . فادي أحمد العلول أستاذ مشارك في هندسة كمبيوتر في الجامعة الأمريكية في الشارقة لا يرى أن مسألة تسرب الطلاب عن محاضراتهم ظاهرة، في ظل وجود قوانين تحكم عملية الحضور ويقول: يفرض على الطالب حضور ما لا يقل عن 85% من محاضرات المقرر الواحد، وإن تجاوزت أيام غياب الطالب ال 15% فسيتم التبليغ عنه ليُحذف من المقرر، وبمجرد أن يتجاوز الطالب 10% من الغياب يتم تحذيره حتى لا نضطر لحرمانه بعد أن يتجاوز الحد المسموح له . وتختلف أعذار الطلبة في الغياب، منها الأعذار الصحية، وإتمام المعاملات الشخصية، والحوادث وغيرها، ولكن لابد أن يرفق الطالب عذره بورقة رسمية من الجهة المعنية حتى لا يحسب غائباً .
وحول أهمية تسجيل الحضور، يقول: من المهم حضور الطالب المحاضرة، لأن اعتماده على الكتاب لا يكفيه لاستيعاب المادة بشكل جيد، إضافة إلى أن وجود الطالب داخل الفصل والتفاعل مع الأستاذ يساعدانه على فهم المادة وتكوين شخصيته، إضافة إلى كسب مهارة احترام الوقت والانضباط . ويوضح أن أستاذ المادة يحدد درجات خاصة للحضور، وبالتالي يحرص الطالب على الالتزام .
