خفقان القلب.. ليس دائماً مرضاً خطيراً

03:19 صباحا
قراءة 6 دقائق
شعور بضيق في التنفس، وثقل وبطء في الحركة حتى في مرحلة الشباب، مع التنفس السريع أثناء صعود الدرج، وتستمر لعدة دقائق ثم تختفي، وتزيد مع صعود الدرج أو مع بذل أي مجهود زائد، هذه الأعراض يمكن أن تزيد لدرجة تعيق أداء النشاط اليومي، فإذا كنت تشعر بأي من العلامات السابقة فأنت من الذين تُصيبهم حالة خفقان القلب، ولها كثير من الأسباب سوف نشرحها بالتفاصيل، منها ما يتعلق بمشاكل بالقلب، ومنها ما يكون حالة طارئة لأسباب عديدة، وأحياناً يكون مع هذه العلامات شعور بالدوار والدوخة، دون الوصول إلى مرحلة فقدان الوعي، وسوف نقدم هذه الحالة بالتفاصيل مع الأعراض والمضاعفات وطرق الوقاية والعلاج.
نبض غير طبيعي
يحدث خفقان القلب عندما يشعر الشخص بسرعة في نبضات القلب بصورة غير طبيعية، سواء كان هذا النبض من النوع السريع أو البطيء، لدرجة التوقف أو حتى في حالة النبض غير المنتظم، والخفقان ليس بالضرورة دليلاً وجود مرض بعينه، ولكن ربما يكون دليلاً على حدوث إجهاد كبير للجسم، أو بعد حدوث توتر وانفعال وتعصب شديد، وأحياناً يكون بسبب التعرض لحالة ترويع وخوف مفاجأة، ولذلك ينصح الأطباء بعدم ترويع الصغار أو الكبار أيضاً؛ لأن حالات الترويع تسبب خفقاناً شديداً بالقلب، يمكن أن يسبب بعض المشاكل للشخص، ويمكن أن يكون الخفقان إشارة إلى بداية أمراض القلب، أو له علاقة بمؤشرات الإصابة ببعض الأمراض الأخرى، التي لا علاقة لها بالقلب. وحالة الخفقان تؤدي إلى اتساع الشرايين الطرفية، وارتفاع درجات حرارة الجسم، وتؤدي أيضاً إلى انخفاض ضغط الدم، ومن أكثر أنواع خفقان القلب انتشاراً، هو حدوث ضربات القلب السريعة، ثم تأتي فترة يسكن فيها القلب لفترة قصيرة، حيث يشعر الشخص وكأن القلب توقف عن العمل، وبعد هذه الفترة يعود القلب للعمل الطبيعي المعتاد، وفيها يشعر الشخص بإحساس الهبوط من المصعد بسرعة وبصورة مفاجأة.
الهلع والليل والكافيين
ويحدث خفقان القلب نتيجة الإصابة بالتوتر والقلق والخوف والإثارة والإجهاد والترويع، ويمكن أن تكون نوبات الهلع المخيفة سبباً كبيراً لحدوث الخفقان، ولكن دون ضرر على القلب، فهي حالة طارئة تزول بعد زوال الهلع، وكذلك عند الاضطجاع على الجانب الأيسر. وأثبتت بعض الدراسات أن حالة خفقان القلب تزيد إلى الضعف لدى العاملين ليلاً، نتيجة تعرضهم لضغوط العمل في الليل، وعدم راحة الجسم والأعضاء الداخلية في المواعيد الطبيعية لها؛ بل إن دراسات أخرى بيّنت أن الأشخاص الذين يعملون في الليل أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب، بسبب الاضطراب في مواعيد العمل والسهر لفترات طويلة، والتغيرات الطارئة في السلوك، ومن عوامل الإصابة بالخفقان كثرة تناول المشروبات التي تحتوي على مادة الكافيين بكميات كبيرة، مثل الشاي والقهوة ومشروبات الطاقة، والمشروبات الغازية، ونقص المواد الغذائية مثل الحديد والأرجينين والتورين، والتدخين الذي يحدث خللاً في توزيع الأكسجين في الجسم، والخمور والمخدرات مثل الكوكايين، والخلل في معدلات الأملاح داخل الدم، ومنها الصوديوم والبوتاسيوم، والكالسيوم والماغنسيوم، والفوسفات والكلور، والقيام ببعض الأعمال الجسمانية الشاقة، التي تزيد من عمل القلب وسرعته، وكذلك في الحركات المفاجئة مثل الانحناء بسرعة أو الوقوف بسرعة، وفي حالة عدم انتظام عملية ضخ الدم بين حجرتي القلب العليا والسفلى، ويكن للأطعمة الدسمة أن تسبب حالة الخفقان، والأطعمة الغنية بالبهارات والتوابل الحارقة، ويمكن أن يحدث الخفقان نتيجة التغيرات الهرمونية بسبب الدورة الشهرية، وفي فترات الحمل، وأيضاً عند الوصول إلى سن اليأس، وهذه الحالات طارئة ولا تدعو للقلق.
الأنيميا والغدة والقلب
وتوجد أسباب أخرى كثيرة للإصابة بحالة خفقان القلب، ومن هذه الأسباب الإصابة بالأنيميا أو فقر الدم الشديد، الناجم عن نقص الحديد في الجسم، وتزول حالة الخفقان وضيق النفس بعد تناول العلاج اللازم لعلاج الأنيميا، كما أن الإصابة أيضاً بأمراض مثل مرض فرط نشاط الغدة الدرقية، يسبب الخفقان، ومرض القلب التاجي، وأمراض عضلة القلب مثل اعتلال العضلة، ويحدث أيضاً في حالة التأثير على الإشارات الكهربائية المتحكّمة في تنظيم نبضات القلب، مثل الخلل في نسيج القلب الناتج عن عيوب خلقية أو مرض، وبالتالي يؤثر ذلك على نقل الإشارات العصبية الكهربائية، وكذلك مرض اعتلال الكلية. ومرض الربو والانسداد الرئوي المزمن، يسببان نقص الأكسجين في الدم، وحدوث هذا الخفقان. وفي حالات فقدان الدم بسبب الحوادث أو بسبب نقل الدم، أو أي سبب آخر، وحالات الألم الشديد، وأثناء انخفاض نسب السيروتونين في الدماغ، وكذلك انخفاض مستوى السكر بالدم يسبب الخفقان، مثل بعض أنواع انخفاض ضغط الدم، وأيضاً ارتفاع ضغط الدم الذي يسبب ارتفاع الضغط داخل الشرايين، وزيادة تدفق الدم تؤدي إلى زيادة خفقان القلب والإصابة بالجفاف، وارتفاع درجات حرارة الجسم، كما أن بعض الأدوية المنشطة وأدوية الاكتئاب تسبب الخفقان، وأيضاً أقراص علاج الغدة الدرقية وأجهزة الاستنشاق لعلاج الربو.
ضيق التنفّس والدوخة
توجد بعض حالات خفقان القلب دون أعراض ملحوظة، وتمر على المصاب مرور الكرام، وهناك بعض حالات الخفقان التي تصاحبها بعض الأعراض، مثل ضيق التنفس، وفيها يشعر المصاب بانقطاع في التنفس فجأة، فيضطر للتنفّس السريع لتعويض الأكسجين الناقص، على الرغم من عدم بذل أي مجهود يستدعي هذا التنفس السريع، ويشعر الشخص بألم في عضلات الصدر كنوع من نقل ألم عضلة القلب، ويشبه إلى حد بعيد ألم النوبة القلبية، ويشعر المصاب بالدوخة وفقدان التوازن وعدم السيطرة على الجسم، والإحساس بأن الأرض تدور من حوله، نتيجة توقف القلب فجأة. وبالتالي تتوقف معظم أعضاء الجسم معه، ولا يصل دم كافٍ إلى الدماغ الذي يسيطر على توازن الجسم فتحدث الدوخة، ويُفرز جسم الشخص عرقاً غزيراً، ويصاب بالصداع وضعف العضلات، ويصل الأمر إلى حدوث حالة الإغماء لدى بعض الحالات، حيث تنخفض درجة الوعي بصورة مؤقتة، بسبب قلة الدم الواصل إلى الدماغ. والإغماء عموماً يحدث في الحالات المصابة بمشاكل في القلب، أما مضاعفات حالة خفقان القلب، فيمكن أن تصل إلى حدوث السكتات القلبية والدماغية، بسبب قلة الدم الواصل إلى القلب والدماغ، ويصل الأمر إلى حدوث الموت المفاجئ.
معالجة السبب
تجنّب تناول المشروبات التي تحتوي على نسب عالية من الكافيين، من أساليب الوقاية من الإصابة بحالة خفقان القلب، وأيضاً ممارسة بعض التمارين مقابل رياضة المشي، ورفع اللياقة البدنية للحد من الخفقان، والاسترخاء عند الشعور بالتعب والإجهاد، وتجنّب العقاقير المنشطة. أما علاج حالات خفقان القلب فيبدأ بالراحة والبعد عن المجهود، ومعالجة السبب الرئيسي الذي أدى لظهور الخفقان، ومدّ الدم بكفايته من الأكسجين، وعمل توازن في تركيز الأملاح بالجسم، وتناول الخضروات والفواكه، وشرب الكثير من الماء لإزالة السموم والكافيين والأملاح من الجسم، والجلوس عند الإصابة بالخفقان، والتنفس بهدوء وتجنّب التدخين، واستشارة الطبيب المختص فوراً، وإن كان سبب الخفقان بعض الأمراض فيجب اتباع الأدوية المقرّرة لهذه الأمراض ليختفي الخفقان كأحد أعراض هذه الأمراض.

خلل الإشارات الكهربائية

تشير الدراسات الحديثة إلى أن حالة خفقان القلب تأتي بشكل مفاجئ، وغالباً لا يعلم الشخص المصاب شيئاً عن حالة قلبه الصحية، وتزيد عدد نبضات القلب من المستوى الطبيعي وهو متوسط 72 نبضة في الدقيقة ويصل في الخفقان إلى 125 إلى 185 بل وتصل إلى 220 نبضة في الدقيقة، وفي بعض الحالات تزيد سرعة التنفس مع النبض، ويصاب الشخص بالتعرق والخوف وحالة من الغثيان، وليس بالضرورة أن يكون ناجماً عن خلل بالقلب، ويمكن أن يكون خفقان القلب مستمراً لدى البعض أو متقطعاً عند آخرين، وأحياناً يكون لمدة متغيرة، ويحدث الخفقان عند الإصابة بخلل في نسب إنتاج الإشارات الكهربائية التي تنظم النبض، ويمكن أن تكون حالة الخفقان عارضة وليس لها ضرر ولا أعراض مؤثرة، وفي بعض الأحيان تؤثر في القلب وتزيد من فرص الإصابة بالجلطات القلبية، والسكتات الدماغية، وهناك أنواع من خفقان القلب، منها خفقان القلب السريع وخفقان القلب البطيء وخفقان قلب بطيني وخفقان قلب أذيني، ويسبب الخفقان قلق وإزعاج المصاب، ولكنه في معظم الحالات غير مضر وليس منه مشكلة على القلب، ويجب الذهاب إلى الطبيب المختص لمعرفة الأسباب والاطمئنان على القلب عموماً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"