دوالي الساقين: العلاج المبكر يجنبك التعقيدات

15:57 مساء
قراءة 13 دقيقة

دوالي الساقين من الاضطرابات الوعائية التي ترتبط بالأمراض المهنية بشكل أساسي والتي تعكر صفو المزاج وتؤثر بشكل سلبي في الشخص المصاب بها، ليس بسبب الأعراض الجسمية التي تنجم عنها فحسب، وإنما بسبب تأثيراتها النفسية أيضاً، إذ إن الدوالي تعيق المصاب بها عن القيام ببعض الأنشطة والهوايات وتضطره لارتداء الألبسة الطويلة التي تخفي الساقين . وإذا كانت مشكلة دوالي الساقين تزعج الرجل فإنها تسبب الكثير من الإحراج للمرأة .

تعتبر دوالي الساقين أحد أكثر الأمراض شيوعاً، حيث إن نحو نصف البشر يعانون أحد أشكال الدوالي .

وتؤثر الأوردة الدالية تؤثر في حوالي 15 - 25% في كل البالغين وحوالي 50% من ذوي الأعمار فوق ال 50 سنة (60% عند النساء و40% لدى الرجال) .

وتكون الدوالي أكثر شيوعا عند النساء لأسباب هرمونية خاصة متعلقة بهرمون البروجسترون الذي يرتفع أثناء الحمل ويؤدي إلى ارتخاء كافة الأنسجة الليفية، ومنها الصمامات الوريدية، فيجسم الحامل . أما هرمون الاستروجين فهو يلعب دوراً مسبباً في الأوردة العنكبوتية التييزداد انتشارها لدى السيدات اللاتي يستعملن حبوب منع الحمل .

وفي هذا الاطار حاورت الصحة والطب الدكتور توفيق طبارة استشاري جراحة عامة البورد الأمريكي في الجراحة بجامعة الشارقة .

ما هي الدوالي؟

الدوالي هي عبارة عن توسع في أجزاء من الأوردة السطحية للساقين، وبشكل طبيعي، فإنه في حالة السير تنضغط الأوردة الدموية الموجودة في أخمص القدمين، وبذلك يندفع الدم بطريقة ميكانيكية نحو القلب، وفي الوقت نفسه فإن تقلص عضلات الساقين يلعب دور المضخة التي تساعد على صعود الدم باتجاه القلب، وهذه العملية لا تتم بصورة فعالة إلا إذا كانت الدورة الدموية في حالة جيدة . كما أن عملية التنفس من شهيق وزفير تلعب دوراً مهماً في دوران الدم باتجاه القلب . والجدران الداخلية للأوردة مبطنة بطيات تسمى الدسامات أو حواجز تمنع عودة الدم وتسمح له بالصعود إلى القلب وعندما تتعطل هذه الدسامات فإن الدم سوف يعود إلى الأسفل ويتراكم ويؤدي إلى حدوث توسعات في الأوردة وبالتالي تشكل الدوالي .

ما أنواع الدوالي؟

من الممكن تصنيف الدوالي بعدة طرق، وذلك تبعا للآلية المسببة، أو تبعا لحجم الأوردة المصابة .

بالنسبة للآليات المسببة للدوالي، فإن هناك:

1- الدوالي البدائية التي تظهر من دون سبب واضح وتلعب الوراثة عاملاً مهماً في حدوثها .

2- الدوالي الثانوية والتي تظهر بعد حالات حدوث خثار(تجلّط) في الأوردة العميقة .

3- هناك نوع ثالث، غير شائع، من الدوالي هو النوع الخلقي والذي يظهر منذ الطفولة وهو نوع خاص وعلاجه يجب أن يتم بحذر ودقة بعد دراسة وافية للدورة الدموية الوريدية والشريانية في الطرف المصاب .

أما تبعاً لحجم الأوردة المصابة فإن الدوالي تقسم إلى:

1- تحت سريرية قبل ظهور أي أعراض ويتم تشخيص وجود الدوالي فقط بالأمواج الفوق صوتية .

2- دوالي سريرية منها الكبيرة المعتادة أو الشعرية (العنكبوتية Spider veins أو الخيطية Reticular Veins):

- الأوردة الدالية الكبيرة Varicose Veins هي عبارة عن أوردة كبيرة تشبه عروق العنب أو الحبال عادةً قطرها 4-6 مم فما فوق والتي تكبر وتزداد وتتعرج مع الزمن وتؤدي إلى الألم والاختلاطات الأخرى قي حال عدم علاجها .

- الأوردة العنكبوتية هي عبارة عن عروق صغيرة شعرية زرقاء أو وردية اللون توجد عادةً على سطح الجلد، والعديد من الأشخاص يطلبون المساعدة لعلاج هذه الأوردة غالباً لسبب تجميلي، ولكنها قد تؤدي لظهور أعراض مزعجة بغض النظر عن المظهر فقط .

ما العوامل المؤهبة لتشكل الدوالي؟

هناك عدة عوامل تساعد على إمكانية الإصابة بدوالي الطرفين السفليين وتتضمن هذه العوامل:

السن: تحدث دوالي الأوردة عادة ما بين سن 30 إلى 70 عاماً

الجنس: تتضاعف فرصة إصابة النساء عن الرجال . وذلك نتيجة التغيرات الهرمونية التي تحدث أثناء الحمل، قبل الدورة الشهرية وبعد سن انتهاء الدورة الشهرية، حيث إن الهرمونات الأنثوية تعمل على ارتخاء جدار الأوردة .

الجينات الوراثية ووجود قصة عائلية: الإصابة بدوالي الأوردة من الأمراض الوراثية، أي أن إصابة أحد أعضاء الأسرة بهذه الحالة يزيد من فرص إصابة الأفراد الأخرى أو الأجيال التالية .

البدانة: زيادة وزن الجسم يعمل على الضغط على الأوردة مما يزيد من فرصة الإصابة بالدوالي .

الوقوف لفترات طويلة: يؤدي الوقوف لفترات طويلة إلى ضعف تدفق الدم وبالتالي تزداد فرصة الإصابة بالدوالي

الحمل: بسبب ضغط الرحم الحامل على الأوردة الحوضية وبالتالي يسبب إعاقة صعود الدم القادم من الطرفين السفليين إلى القلب من خلالها .

أورام الحوض: بنفس الآلية حيث تضغط على الأوردة الحوضية .

التخثر الوريدي العميق في أوردة الساقين: أي تجلط الدم في أوردة الساقين الداخلية وما يتلوه من حدوث القصور الوريدي العميق كاختلاط لذلك .

وهناك العديد من الأسباب الأخرى للدوالي والتي تكون غالباً مسببة للدوالي الثانوية، وهي كثيرة منها ما يرتبط بما يسمى أمراض المناعة الذاتية أو أمراض الروماتيزم والتي قد تترافق مع وجود أعراض وعلامات أخرى ووحده طبيب الأمراض الباطنية هو الذي يقوم بربط هذه الأعراض مع بعضها والحصول على نتيجة مهمة بعد اللجوء إلى العديد من التحاليل الدموية والصور الإشعاعية وغيرها من الاستقصاءات .

ما أعراض وعلامات دوالي الساقين؟

لدوالي الساقين مظاهر متعددة منها الآلام المبهمة في القدمين أو الساقين، أو ظهور توسعات أو ارتسامات وريدية شعرية أو خيطية في الطرفين السفليين .

وكثير من المرضى يتقدمون بشكايات أخرى منعزلة أو متشاركة مع الآلام والتوسعات مثل الحرقة في القدمين، الحكة، ظهور تلونات بنية في جلد الساقين، أو حدوث تورم في القدم أو الكاحل، والطريقة العلمية الصحيحة لتشخيص الدوالي هي بإجراء دراسة بالأمواج فوق الصوتية - الايكو - لدى طبيب معتاد على إجراء هذه الدراسة بطريقة صحيحة .

ويمكن أن تتظاهر الدوالي بالأعراض والعلامات التالية في الطرفين السفليين:

الألم .

الثقل .

الحكة .

جفاف الجلد .

تهيج الجلد .

التشنّج العضليcramps .

التورم .

التوسع الوريدي (الدوالي) .

العنكبوت الوعائي .

الأوردة الشبكية .

صلابة الجلد .

التقرحات .

تصبغات أسفل الساق .

وكيف يتم التشخيص؟

يتم التشخيص من خلال القصة المرضية المفصلة والفحص السريري الشامل من الناحية الداخلية أولاً وفحص الساقين بشكل جيد ثانياً .

الخطوة التالية هي الأمواج فوق الصوتية أو الإيكو دوبلر والذي يجب أن يشمل جميع أوردة الساقين مع قياس قطر كل وريد بدراسة شاملة للأوردة السطحية والعميقة ووضع مخطط الجريان لكل وريد مع معرفة زمن ارتجاع الدم العكسي المرضي .

أما الصورة الظليلة للأوردة فلم تعد تستعمل عالمياً لسهولة إجراء الدوبلر وإعطائه المعلومات الكافية وصعوبة إجراء وقراءة الصورة الظليلة .

الخطوة الأخيرة تكون من خلال مقارنة القصة والفحص والدوبلر لأخذ قرار نهائي بالتشخيص ووضع الخطة العلاجية المناسبة لكل مريض على حدة .

وهناك عدد من الأمراض الأخرى التي تتظاهر بأعراض تشبه أعراض الدوالي منها الأمراض العصبية التي تتظاهر بخدر أو تنميل أو حرقة في الساقين والأخمصين كالتهابات الأعصاب المحيطية والتي لها الكثير من الأسباب الواسعة جداً كالداء السكري وقصور الكلية المزمن أو القصور الكبدي إضافة إلى نقص فيتامين B12 .

ومن الأمراض التي تؤدي إلى حدوث تورم في الساقين والقدمين أيضاً قصور القلب، حيث يكون القلب غير قادر على ضخ الدم بشكل كافٍ وبالتالي الركودة وتورم الساقين .

وإن نقص البروتينات المزمن خاصةً الألبومين يؤدي أيضاً إلى تورم في الطرفين السفليين كما نشاهد في الأمراض الهضمية والتي يحدث فيها سوء لامتصاص المواد الغذائية من الأمعاء كذلك يحدث نقص ألبومين الدم عندما يتم طرحه من الكلية بشكل زائد في بعض الأمراض الكلوية .

أيضاً فإن فقر الدم بأسبابه المختلفة والمتنوعة قد يؤدي إلى أعراض خدر وتنميل وتعب وآلام في الطرفين السفليين .

فنحن نلاحظ أن أعراض وعلامات الداء الوريدي في الساقين قد تتشابه مع الكثير من الأمراض المذكورة سابقاً .

وبشكل عام يمكن لكثير من الأمراض أن تسبب أعراضاً مشابهة لأعراض دوالي الساقين مثل:

أمراض الروماتيزم وأمراض النسيج الضام وبعض الأمراض العصبية كاعتلال الأعصاب المحيطية والذي قد يتظاهر بخدر أو نمل في الساقين، كما هو موجود عند مرضى السكري .

الأمراض القلبية التي تؤدي إلى تورم بأحد الساقين أو كليهما كقصور القلب وتراكم الماء والأملاح في الساقين قد يؤدي إلى أعراض مشابهة في حالات نادرة .

بعض الأمراض الهضمية التي يوجد فيها سوء لامتصاص المواد الغذائية ونقص في ألبومين الدم وبالتالي قد يؤدي إلى تورم في الساقين .

بعض أمراض الكلية فإنها تؤدي لتورم في الساقين أيضاً .

متى يجب اللجوء للطبيب؟

يجب أن لا يتردد المريض في اللجوء للطبيب فور ظهور أي عرض أو علامة تشير للإصابة بدوالي الساقين وذلك لوضع التشخيص الصحيح وتحديد السبب ووضع الخطة العلاجية الملائمة لكل حالة على حدة . كذلك يجب على مريض الدوالي أن يطلب المساعدة الطبية عن طريق الكشف الطبي لنفي وجود سبب خفي أو غير واضح للدوالي، فالطبيب هو الذي يمكنه تحديد السبب الحقيقي لوجود هذه الدوالي من بين الأسباب الكثيرة السابقة التي تم ذكره .

ما طرق علاج الدوالي؟

يختلف العلاج حسب نوع الأوردة المصابة وموقع الارتداد الصمامي والأمراض الأخرى المرافقة وحالة المريض العامة . وتتضمن الخيارات العلاجية:

الجوارب الضاغطة:

والتي يمكنها تحسين الأعراض ولكن من دون أي إمكانية لزوال أو شفاء الدوالي لأنها تساعد فقط على إغلاق الأوردة المتوسعة مما يؤدي إلى تحول مرور الدم إلى الأوردة العميقة الموجودة بين العضلات والتي تسمح آنذاك بضخ الدم للأعلى وتخفيف الأعراض . يتم اختيار الجورب المناسب للمريض بعد قياس أقطار الساق وتحديدها .

العلاج بالحقن المصلبة:

ويستعمل عادة لعلاج الدوالي المتبقية بعد مداخلات الترددات الراديوية أو الليزر أو في حالات التوسعات الشبكية أو الشعرية والتي لا يوجد فيها ارتداد مرضي في الوريد الصافن الكبير أو الصغير . يتم هذا العلاج في العيادة ومن دون تخدير مع القليل من الألم .

العلاج الجراحي:

كان العلاج الجراحي هو العلاج التقليدي للارتداد في الصافن الكبير أو الصغير إلى أن بدأ استعمال الترددات الراديوية والليزر . يحتاج العلاج الجراحي إلى دخول المشفى، وإلى تخدير عام، والى شقوق جراحية، وإلى عدة أيام من التعطل عن العمل والنقاهة .

العلاج بالإغلاق الوريدي بالترددات الراديوية أو الليزر:

منذ عام 2004 أصبح استعمال الترددات الراديوية والليزر لإغلاق الأوردة المريضة بالارتداد علاجاً معترفاً به، أما الآن فهو طريقة العلاج الأولى بعد أن أزاح العلاج الجراحي نهائياً عن مكانه بسبب الميزات المتعددة والنتائج الممتازة . يبدو العلاج بالترددات الراديوية أو الليزر متميزاً في حالات الصافن الصغير خاصة، حيث يمكن تجنب الشقوق الجراحية في الحفرة المأبضية، كما أنه يعطي نتائج متفوقة إلى حد كبير على العلاج الجراحي ويتم إجراء مداخلة الترددات الراديوية أو الليزر عادة خلال أقل من ساعة، من دون تخدير عام، ويستطيع المريض المغادرة على قدميه بعد المداخلة مباشرة . تتم العملية بعد وضع القليل من التخدير الموضعي، حيث يتم إدخال سلك الترددات الراديوية أو الليزر إلى الوريد من خلال الجلد موجها بالأشعة الصوتية بواسطة إبرة . يؤدي تشغيل جهاز الترددات الراديوية أو الليزر إلى تخريب بطانة الوريد المصاب نهائياً وإلى إحداث تخثر ينتهي بتليف الوريد المتوسع والى إلغاء الارتداد والركودة الوريدية .

وبالنسبة إلى مضاعفات العلاج بالترددات الراديوية الحرارية أو الليزر فإن تطبيق نظام عمل بروتوكولي صارم ومدروس حسب أفضل المعايير والشروط العالمية ووجود طاقم طبي متمرس ومتعاون ومتماسك وذو خبرة خاصة وطويلة في علاج الدوالي جعل من حدوث المضاعفات أمراً بعيد الحدوث . ولكن من الممكن تقسيم المشكلات أو المضاعفات إلى نوعين:

قليلة الحدوث

1- حدوث تصبغات بنية على مسار الوريد المعالج وتزول هذه التصبغات خلال أسابيع أو شهور في كل الأحوال وهي بطبيعتها مؤقتة وتحصل في المرضى الذين لديهم استعداد وراثي للتصبغ .

2- حدوث ارتكاس أو تفاعل تحسسي وهو أمر نادر الحصول وذلك لأن المواد المستعملة بسيطة التركيب أو خاملة .

3-تنميل وحكة مؤقتة .

4- حروق جلدية محدودة المساحة وهي من الاختلاطات القليلة جداً التي تحدث عندما يكون الوريد قريباً من الجلد ولا تتخذ الاحتياطات المناسبة لذلك وهي أكثر حدوثا مع استعمال الليزر .

شائعة

1- احمرار مؤقت أو كدمات بسيطة تزول تدريجياً وهذا يشاهد لدى معظم المرضى ويزول تلقائيا خلال أيام على الأكثر .

2- ألم خفيف على مسار الوريد المعالج وهذا الألم يستمر لمدة عدة أيام ويمكن تناول أي مسكن عادي من أجله .

ومن المهم الإشارة إلى أن هذا الألم لا يستدعي التوقف عن متابعة العمل أو الحياة اليومية . إجمالاً تعتبر معظم المضاعفات بسيطة ومؤقتة ويمكن تجنب معظمها باتباع نصائح الطبيب بالعناية بمكان المعالجة .

ومن ناحية إحصائية موضوعية فإن نتائج العلاج بالترددات الراديوية أو الليزر هي أفضل قطعاً من العلاج الجراحي خاصة إذا قام الفريق المعالج بدراسة المريض بشكل كامل لتحديد المكان المصاب بالتعطل الصمامي الوريدي المؤدي للدوالي، ولكن الأمانة العلمية تقتضى أن نشير إلى أنه ليس هناك أي علاج طبي مضمون النتائج تماماً والسبب في ذلك أن الإنسان هو نظام معقد للغاية ولا يمكن لأي كان أن يضمن نتائج أي تداخل أو علاج .

وبعد إجراء العلاج الكامل بالترددات الراديوية أو الليزر فإن حدوث أية دوالي هو دليل على بدء قصور صمامي جديد في وريد آخر للمعلوماتية فإن عدد الأوردة التي يمكن أن تصاب بذلك هي اثنان في كل ساق (صافن كبير وصافن صغير) وفي جميع الأحوال فإن السيطرة على الدوالي باستعمال الترددات الراديوية أو الليزر واستعمال الحقن للسيطرة على أي أوردة سطحية تبقى بعد الترددات الراديوية أو الليزر سوف يؤديان إلى نتيجة جمالية جيدة جداً إن معظم الدوالي التي تعالج تزول ولا تعود ثانية (بعكس انطباع بعض الناس) ولكن، كما سلف، فقد يظهر لدى المريض دوالي أخرى بمكان آخر بعد وقت قد يطول أو يقصر بحسب الاستعداد الوراثي عنده .

الأسئلة الأكثر شيوعاً عن دوالي الساقين

هل يؤدي الوقوف الطويل إلى حدوث الدوالي؟

الوقوف الطويل لا يؤدي بنفسه إلى حدوث الدوالي، ولكنه يزيد من سرعة ظهور الدوالي وأعراضها عندما تكون الإصابة والضعف موجودين في الصمامات الوريدية لأوردة الجلد الرئيسية وهي الصافن الكبير والصافن الصغير .

هل يؤدي الحمل إلى حدوث الدوالي؟

بعكس الوقوف الطويل الذي لا يؤدي إلى حدوث الدوالي منفرداً، فإن الحمل قد يؤدي بنفسه إلى ذلك لأن هرمون البروجسترون الذي يزيد في الجسم أثناء الحمل يؤدي إلى ارتخاء الصمامات كما هو الحال في كل الأربطة الليفية للبدن، وعند حدوث هذا الارتخاء الصمامي من الممكن بدء ارتداد الدم الوريدي إلى الأسفل، يعزز ذلك ارتفاع الضغط الوريدي في أوردة الطرفين السفليين بسبب ضغط رأس الجنين في الحوض على أوردتهما، وكذلك زيادة حجم الدم الجائل بشكل عام أثناء الحمل .

هل يجب أن نعالج الدوالي؟

بشكل عام فإنه ليس من الضروري علاج الدوالي لدى كل المرضى، إن المرضى الذين يحتاجون إلى علاج الدوالي هم المرضى الذين يعانون أعراض الدوالي المزعجة وعدم قدرتهم على تحمل هذه الأعراض، والمرضى الذين يشعرون بالإحراج من المظهر السيئ للدوالي ويرغبون في تحسين مظهرهم . ولكن يجب التنويه إلى أن الدوالي ليست فقط عبارة عن منظر غير مستحب موجود في الساقين لأنها قد تؤدي إلى قصور مزمن للأوردة مع ما يتبعها من اختلاطات وطبيبك هو الذي يقرر متى يستحق العلاج .

هل يفضل علاج الدوالي فور ظهور الأعراض؟

عندما تكون الدوالي بسيطة وعندما يطلب المريض العلاج في مرحلة مبكرة قبل حدوث توسع كبير في الوريد المصاب وفروعه فإن العلاج سهل وسريع باستعمال الترددات الراديوية بعد تأكيد التشخيص في مختبر الأوعية . ولكن لا داعي لأن يصاب باليأس أولئك الذين تحملوا الدوالي لفترة طويلة والذين يعانون من توسعات كبيرة، فمن الممكن أيضاً استعمال الترددات الراديوية أو الليزر لعلاجهم ولكنهم قد يحتاجون بعد مداخلة الترددات الراديوية أو الليزر إلى جلسات علاج بالحقن (الإبر المصلبة) أو لمداخلات جراحية محدودة تحت التخدير الموضعي . لذا يفضل علاج الدوالي فور وجود أعراض تدفع المريض إلى مراجعة الطبيب

ماذا يحدث فيما لو تركت الدوالي بدون علاج؟

إن الأوردة الدالية بشكل عام تسوء وتزداد مع الوقت ففي البداية يمكن أن يشعر المريض بثقل أو ألم بسيطين في الساقين وقد تزداد الأعراض شدة إلى أن تصل لدى بعض المرضى إلى مرحلة حدوث التقرحات الجلدية أو حدوث تخثرات مؤلمة أو نزوف من الأوردة المتوسعة، ولكن من الممكن ترك الدوالي دون علاج إن لم يكن هناك ازدياد في الأعراض والشكاوى وعدم وجود علامات للاختلاطات .

ما العلاج الحديث لدوالي الساقين؟

عندما تكون الدوالي بسيطة وعندما يطلب المريض العلاج في مرحلة مبكرة قبل حدوث توسع كبير في الوريد المصاب وفروعه فإن العلاج الأسرع والأسهل هو استعمال الترددات الراديوية أو الليزر، هذه العملية سهلة للغاية وتتم تحت التخدير الموضعي، ولا تحتاج إلى تنويم في المستشفى ويمكن للمريض العودة لعمله فوراً بعد المداخلة .

أيهما أفضل / أو اضمن العلاج الجراحي أم العلاج بالإغلاق الوريدي بالترددات الراديوية أو الليزر؟

الإجابة عن هذا السؤال واضحة في نسب استعمال الطريقتين في العالم المتحضر حالياً: لقد توقف استعمال الجراحة تقريباً نهائياً كعلاج أولي لعلاج الدوالي، وان كافة المرضى الذين يتم علاجهم الآن يخضعون لعلاج الترددات الراديوية أو الليزر . تبقى الجراحة موجودة كخيار في حالات محددة يختارها الجراح ولأسباب خاصة تابعة لوضع المريض . ولكن المعالجة بالترددات الراديوية أو الليزر هي الطريقة الأفضل حيث إنها لا تحتاج إلى إقامة في المشفى ولا إلى إجراء التخدير العام للمريض، إنما تتم تحت تخدير موضعي بسيط يغادر بعده المريض العيادة مشياً على قدميه .

من هم الذين يجب عدم علاجهم بالترددات الراديوية؟

الحوامل: حيث إنه يجب الانتظار لمدة 3 أشهر على الأقل بعد انتهاء الحمل حتى نفكر في علاج الدوالي ويمكن معالجة النساء بين الحملين .

المرضى الخاضعون لإجراء عمليات جراحية كبرى: أيضاً يجب الانتظار لمدة 3 أشهر على الأقل بعد مثل هذه العمليات أو إجراء الترددات الراديوية أو الليزر قبل العملية الكبيرة بشهرين أو أكثر .

المرضى الذين لديهم تثبيط في جهاز المناعة والذين لديهم خثار مع انسداد في الأوردة العميقة DVT .

المرضى غير القادرين على الحركة لأي سبب أيضاً هم غير مرشحين لعلاج الدوالي .

المرضى الذين يعانون من انسدادات شريانية .

متى تستخدم الإبر المصلبة في علاج الدوالي؟

تستخدم الإبر المصلبة في الحالات التي لا يوجد فيها إصابة في أحد الوريدين الصافنين، وفي حال استخدامها مع وجود مثل هذه الإصابة، قان الدوالي سوف تنكس ثانية، لذا فلا جدوى من العلاج بالإبر المصلبة في مثل هذه الحالات . وهذا هو ما نسعى لتشخيصه بشكل دقيق قبل تقرير نمط المعالجة الأمثل لكل مريض، من ناحية أخرى يشكل العلاج بالإبر المصلبة جزءاً مهماً من العلاج التكميلي بعد الترددات الراديوية أو الليزر أو بعد الجراحة خاصة في الحالات المتقدمة من الدوالي، حيث يمكن في هذه الأوضاع استعمال الإبر المصلبة للتخلص من المنظر السيئ الذي تخلفه هذه الأوردة المتبقية .

هل هناك طرق للوقاية من حدوث الدوالي؟

للأسف من غير الممكن تجنب حدوث الدوالي لدى الشخص الذي يحمل العوامل الوراثية المؤهبة، والحل الأمثل في مثل هذه الحالة إجراء الاختبارات الخاصة في مختبر الأوعية الدموية لتحديد وجود أو عدم وجود مرض في أحد الوريدين الكبيرين . لذلك فالكشف المبكر يساعد على تجنب حدوث التشوه في الأوردة تحت الجلد وذلك بإجراء المداخلة العلاجية الصحيحة باكراً، ولدى الأشخاص الذين يعانون من وجود ارتداد في أحد الوريدين الكبيرين فإن ارتداء الجوارب الخاصة يساعد على تجنب حدوث توسعات وريدية شديدة ولكنه لا يؤدي إلى شفاء المرض، إن ارتداء الجوارب في هذه الحالات يجب أن يكون طوال فترات النهار خاصة تلك التي يقضيها المريض واقفاً .

هل يمكن الكشف المبكر عن الدوالي في الطرفين السفليين؟

نعم بالطبع وذلك عن طريق الاهتمام بالموضوع وطلب الاستشارة الطبية المناسبة وعدم تأخيرها ومحاولة التوصل للسبب الدقيق المسؤول عن الوضع المرضي الموجود لدى كل مريض على حدة .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"