حصة العسيلي: أنا من جيل صنع مجد الإمارات

لآلئ
14:01 مساء
قراءة 9 دقائق

حصة حسن يحيى العسيلي إحدى السيدات الرائدات في دولة الإمارات، وهي من طليعة المتعلمات في الدولة، ومن جيل أسهم في بناء نهضة هذه الدولة، وهي منذ أن بدأت حياتها شعلة متوقدة من النشاط والحيوية، انطلقت كطالبة في مدرسة الزهراء بالشارقة، وأثناء دراستها عملت في إذاعة صوت الساحل ومن ثم تلفزيون الكويت من دبي وبعدها سافرت لإكمال دراستها في الكويت ومنها إلى مصر ومن ثم خدمت الدولة من خلال المعارض التي نظمتها وزارة الإعلام والثقافة، وما أن أنهت رحلتها في الوظيفة الحكومية حتى شقت طريقاً آخر في خدمة الوطن من خلال ترؤسها آنذاك مجلس سيدات الأعمال في الدولة، ومن خلال عملها الخاص في مجالها السابق نفسه وهو تنظيم المعارض والمؤتمرات المحلية والدولية .

ولدت في إمارة الشارقة في فريج السودان قرب حصن الشيوخ الكبير والمعروف حالياً بمتحف الحصن، في بيت جدي الشيخ يحيى العسيلي وهو المعروف ببيت أحمد العسيلي شقيق جدي يحيى، وقد تزوج بجدتي بعد وفاة جدي وشقيقه وهو والد عبدالله العسيلي المعروف في الشارقة، وكان جدي يحيى شيخ علم تتلمذ على يديه العديد من رجالات الشارقة البارزين أمثال المرحوم إبراهيم بن محمد المدفع والكثير من أبناء جيله ممن لا تستحضرهم الذاكرة الآن، وهو إضافة إلى كونه شيخ علم كان نوخذة وطواشاً ومن كبار تجار اللؤلؤ في الشارقة في عصره، وكان بيت العائلة الكبير ملاصقاً لبيت الشيخ صقر بن سلطان القاسمي وبيت ابن كامل الذي أصبح بعدها مبنى مدرسة الزهراء والتي درست فيها سنواتي الأولى في التعليم، وكان من جيراننا أيضاً بيت بن هدة السويدي وبيت بورحيمة وبيت العسم وبيت البريمي والكثير من أهالي الشارقة من سكان فريج السودان، وبعد وفاة جدي بمدة انتقل والدي إلى منطقة الرولة، وسكنا هناك، ومنطقة الرولة أخذت تسميتها من شجرة الرولة الشهيرة التي كانت مقصد الناس أيام الأعياد والمناسبات المختلفة، وكانت من معالم مدينة الشارقة القديمة، ولم نمكث في البيت مدة حتى طلبه الشيخ صقر بن سلطان القاسمي حاكم الشارقة آنذاك (1951-1965) من والدي وذلك لحاجته إليه لإنشاء مدرسة فيه، فقبل والداي الأمر بكل رحابة صدر لحبهما للعلم والتعليم، وعوضهما الشيخ صقر بأرض في منطقة الغوير فبنى والدي بيته هناك .

مدرسة الزهراء

كانت مدرسة الزهراء ملاصقة لبيتنا الكبير، ودرست في هذه المدرسة في المرحلة الابتدائية والتحقت بها في سنتها الدراسية الرابعة، حيث سبقتنا ثلاث سنوات كان يدرس فيها الجيل الأول والرائد من فتيات الشارقة المتعلمات أمثال الدكتور عائشة السيار وبنات جيلها اللواتي أصبحن رائدات في مجالهن الذي عملن فيه بعد إكمال دراستهن وتخرجهن وحصولهن على أعلى الشهادات التي عملن بها في العديد من المهن، وتقلدن فيها العديد من المناصب الرفيعة وخدمن هذا الوطن الغالي، ولهن مني كل تحية وتقدير، ومن ثم انتقلت مدرسة الزهراء إلى مبناها الجديد الذي يقع قرب دوار الساعة حالياً، وأصبح مبنى الزهراء القديم لمدرسة رابعة العدوية الابتدائية للبنات، وفي المبنى الجديد لمدرسة الزهراء درست المرحلتين المتوسطة والثانوية .

وكانت في الشارقة مدرستان متوسطة وثانوية، إحداهما للبنات وهي الزهراء وأخرى للفتيان وهي مدرسة العروبة، وكانت هاتان المدرستان قوتين تعليميتين كبيرتين، وكان الرعيل الأول من المدرسين والمدرسات فيها يتبعون منهجاً تعليمياً وتربوياً عالياً ويهيؤون المناخ التعليمي والاجتماعي المناسب للطلاب لتحصيل العلم والمعرفة والأخلاق والمبادئ العالية والرفيعة، وكنا كثيراً ما نجتمع مع طلاب مدرسة العروبة في المهرجانات والمناسبات التعليمية المختلفة، وكانت نظرتنا إلى الطلاب وكذلك نظرتهم إلينا نظر أخوة واحترام وتقدير وتوقير، وكل يرى في الآخ الأخ وابن العم وابن الوطن، وانعكس ذلك على قوة ومتانة العلاقات والصلات التي كانت بين طلاب مدرسة العروبة وطالبات مدرسة الزهراء ما نتج عنه مهرجانات وأنشطة طلابية كبيرة يندر أن يحدث مثلها في يومنا الحاضر لغياب العناصر السابقة التي ذكرتها والهمة والنشاط التي كانت عندنا وعند الهيئة التدريسية في المدرستين وأمثالها من مدارس زمان، وأذكر من هؤلاء الأخوة الأجلاء المرحوم تريم عمران، ود . عبدالله عمران، ومحمد عبدالله صفر وسيف ساعد وإبراهيم الناخي، ومن الأخوات الدكتورة عائشة السيار وآمنة الهاجري وشيخة أحمد المدفع ومريم أحمد المدفع وحمدة المدفع ومهرة ونوره القاسمي ونوره المدفع، وإنني كثيرة الاعتزاز والفخر أنني من جيل هؤلاء الذين صنعوا مجد الدولة وحملوا مشاعل النور التي أضاءت للأجيال التي جاءت بعدهم التي شاركت في صنع مستقبل هذه الدولة تحت ظل القيادة الرشيدة لصاحب السمو رئيس الدولة وإخوانه حكام الإمارات .

العدوان الثلاثي

في عام 1956 ميلادية جاءتنا وعبر صوت العرب من القاهرة، أخبار العدواني الثلاثي الغاشم الذي شنته بريطانيا وفرنسا وإسرائيل على قطر عربي شقيق وهو مصر، وما أن انتشر الخبر في الشارقة وما جاورها من إمارات حتى خرجت المظاهرات الصاخبة والغاضبة التي تندد بالعدوان والمعبرة عن الغضب العربي الذي تولد فينا منذ ثورة يوليو المجيدة في مصر، والتي قادها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وما ورثناه من آبائنا حيث أذكر أنه كان يتوافد على مجلس والدي العديد من رجالات الدولة وشعرائها أمثال المرحوم الشاعر راشد الخضر وطناف وكنا نستمع ونحن صغار لقصائدهم الحماسية وكذلك نستمع لأخبار صوت العرب وما تبثه من خطب الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، فخرجت في الشارقة مظاهرة طلابية كبيرة جمعت الأهالي وكل طلاب مدرسة الزهراء للبنات ومدرسة العروبة للبنين، وكنت أتقدم مظاهرة مجموعة من البنات، وكان الطلاب والطالبات يرددون خلفي الهتافات والنداءات التي أطلقها وأرددها، وقد حمل الطلاب والطالبات في هذه التظاهرة الكثير من اللافتات التي كتبها لنا مدرسونا ومدرساتنا، التي عليها خطت عبارات التنديد والاستنكار والرفض للعدوان الغاشم على مصرنا الحبيبة، وأذكر أنه كان يوجد مصور هندي يدعى دوراني قام بتصوير المظاهرة وكان لديه استوديو في سوق العرصة، وتوجهت مظاهرة الطلاب نحو المحطة وهو مطار الشارقة القديم حيث توجد شخصيات وقوة بريطانية هناك وقاموا بمحاولة إغلاق مجرى الفلج الذي يغذي المحطة بالمياه، ولكن المسؤولين عن المظاهرة ورجالات الشارقة الكبار أثنوهم عن عملهم وأرجعوهم إلى حرم المدرسة، وكذلك عدنا إلى المدرسة بعد أن عبرنا عن موجة الغضب التي شبت في قلوبنا وصدورنا من هذا العمل الإجرامي الذي لحق بقطر شقيق وحبيب شاركت فيه بريطانيا التي كانت موجودة بنفوذها وبعض قواتها في منطقة الخليج والإمارات التي تأثرت بما جرى لشقيقتها مصر العروبة والحرية والفداء .

الدراسة الجامعية

بعد أن أنهيت دراستي الثانوية في مدرسة الزهراء عام 1969 ميلادية، غادرت إلى دولة الكويت الشقيقة والتحقت بجامعة الكويت بكلية الآداب قسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية، ومنها غادرت إلى جمهورية مصر العربية والتحقت بكلية بنات عين شمس ودرست هناك وحصلت على دبلوم دراسات عليا قسم اللغة العربية وآدابها، وكانت دراستي في مصر حلماً يراودني كثيراً في يقظتي ومنامي، حيث كنت أتمنى الدراسة في مصر وفي قاهرتها العظيمة، التي فيها مختلف الثقافات والحضارات، التي أنجبت وترعرع فيها عظماء التاريخ، وفيها برز كبار الأدباء والمثقفون العرب أمثال الدكتور طه حسين وأحمد شوقي ونجيب محفوظ والكثير من عمالقة الفكر والأدب والثقافة والفنون، ومن معين هؤلاء أحببت أن أنهل ثقافتي وعلومي وأدبي وفكري وكسب المزيد من العلم والمعرفة، وكانت القاهرة بالنسبة لي بيئة جديدة ومختلفة في الكثير من الأشياء والنواحي، وهي ليست كالمجتمع الكويتي القريب منا كثيراً في عاداته وتقاليده وبيئته الاجتماعية، ومع كل هذا عشقت مصر وأحببتها كثيراً، وقد راودتني من قبل الأحلام والأماني لزيارتها والدراسة في جامعاتها والنيل من معينها الثقافي والأدبي الذي لا ينضب ويمتد في جذوره إلى آلاف السنين التي جمعت فيها ثقافات شعوب كثيرة وعديدة، وجعلت منها عالماً كبيراً مجتمعاً في وطن واحد جمعت فيه التيارات الفكرية المختلفة والأنماط الحياتية المتنوعة، وكانت مصر بالنسبة لي ولكل العرب ومن قصدها وسكن فيها واحة ظليلة ووارفة الظلال، وكانت لي منهل العلم والثقافة وهي بيتي الثاني ولي فيها أهل وأصدقاء لم ولن أنساهم ما حييت، فقد كنت أثناء فترة دراستي في مصر منذ عام 1971 ميلادية أعيش في كنف أسر مصرية كريمة وفاضلة مثل أسرة المحامي الدكتور عبدالقادر القط أستاذي الإعلامي وأسرة الأستاذة إقبال بركة رئيسة تحرير مجلة حواء، والعديد من أسر الأخوة والأخوات والأصدقاء في مصر المحروسة، وكانت فترة الدراسة في مصر المنعطف الكبير في حياتي .

وفي السنة الأخيرة من دراستي الجامعية العليا في مصر وهو عام 1975 ميلادية، نظمت دولة الإمارات أول معرض لها في القاهرة، وقد طلب مني جعفر الموسوى والمهندس محمد أمين شقفا أن أشارك وأساهم في تنظيم جناح الإمارات في معرض القاهرة الدولي، حيث كنت أدرس في مصر بإجازة دراسية من دائرة الإعلام، فلهذا طلبوا مني التعاون مع القائمين على المعرض، وكانت مشاركتي في تنظيم هذا المعرض السبب الذي دفع عبدالقادر داوود رئيس دارة المعارض في وزارة الإعلام لأن يعرض علي العمل في هذا القسم بعد إكمالي الدراسة، وكانت تلك البداية التي انتهت في العام 2000 ميلادية حين تقاعدت من العمل الوظيفي الحكومي وتفرغت لعملي الخاص وفي نفس المجال وهو تنظيم المعارض والمؤتمرات، وكانت في مشاركتي في تنظيم المعارض التي تمثل الدولة في الخارج مسؤولية كبيرة ملقاة علي وعلى كل منظم ومشارك فيها من أبناء الوطن، وأمانة ثقيلة على كل واحد حملها بكل صبر وإخلاص وتفانٍ لأنه ينقل صورة وطنه إلى العالم، والفرد مسؤول ومساءل على نقل وإبراز الدولة في هذه المعارض والمؤتمرات العالمية بأجمل وأكمل صورة .

إذاعة صوت الساحل

بدأت في العام 1965 ميلادية وأثناء دراستي في المدرسة العمل في إذاعة صوت الساحل التي أسستها المعتمدية البريطانية بدبي، وكان مقر الإذاعة في غرفة بث واحدة مقرها المحطة وهو مطار الشارقة القديم والمعروف الآن بمتحف المحطة بمنطقة القاسمية، وكنت أعمل في الفترة المسائية من الساعة الرابعة عصراً إلى الساعة العاشرة ليلاً، حيث كنت في الفترة الصباحية أدرس في المدرسة، وكان يعمل معي في نفس المحطة كل من المرحوم خلفان المر وأحمد المنصوري من أهالي دبي، ومحمد خوري الذي يعمل حالياً في أحد البنوك بالدولة، ورياض الشعيبي وهو موجود حالياً بدائرة إعلام دبي بالإذاعة والتلفزيون، وكنا نقدم نشرات الأخبار وبرنامج ما يطلبه المستمعون حيث كنا نبث الأغاني المتنوعة من خلال شرائط وبكرات قديمة تأتينا من القاهرة والبحرين والعراق والهند .

وعندما تأسس وانطلق تلفزيون الكويت من دبي الذي كان مقره في مبنى وزارة الإعلام والثقافة في منطقة القصيص بدبي، التحقت بهذه التلفزيون للعمل فيه كمذيعة تلفزيونية من العام 1969 إلى 1971 ميلادية وكان مديره آنذاك المرحوم محمد المهنا وهو من دولة الكويت الشقيقة، وكان يعمل معنا من الإخوة والأخوات الذين أذكر منهم جاسم غريب وسعيد الغيث وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء حينها ومحمد المطوع وسليمان الشطي وسهام العصيمي وفاطمة حسن ومديحة حسن وسلوان محمود وموزة خميس وسلطان السويدي مدير ديوان حاكم الشارقة سابقاً والكثير من الأخوة والأخوات .

أمير القلوب

لا أزال أذكر ذلك اليوم الذي جاءنا فيه خبر تولي المغفور له بإذن الله صاحب السمو الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، مقاليد الحكم في إمارة أبوظبي، وقمنا ببث الخبر من خلال إذاعة صوت الساحل، ولا أعرف سبب سعادتي الشديدة حينها لسماعي هذا النبأ، ودارت أحاديث طويلة هنا وهناك في المدينة عن هذا الشيخ وما يكنه الناس من أبوظبي إلى الفجيرة من حب وتقدير وتعظيم لهذا الرجل العظيم، وأذكر حينها أنني سمعت الكثير من الأحاديث التي ذكرته وذكرت سيرته والمواقف العديدة لهذا الشيخ الكريم والمعطاء والحكيم والنبيل التي تناقلتها الألسن التي لهجت بالشكر والثناء عليه، وتعديد خصاله الحميدة ومناقبه النبيلة وأخلاقه الرفيعة والعالية، وقصة الكفاح والصبر التي سار فيها مع الأهالي في منطقة العين والبريمي وكيف أنه كان يقصده الناس من الشرق والغرب يطلبونه ويسألونه فلا يرد أحداً منهم حتى لو وصل الأمر به لأن يقترض ليعطي وينفق على كل قاصد قصده بحاجته، وكيف كان يروي الناس لنا حينها وبعدها قصص اجتماعهم والتقائهم به وحديثهم معه وكيف يثنون عليه ويشكرون ويحمدون الله على أن منّ على جارة لهم وهي أبوظبي بمثل هذا الشيخ والزعيم الحكيم والنبيل وكيف أن خيره لم يقتصر على أبوظبي بل عم المنطقة كلها، فهو كالغيث المنهمل الذي يروي الفيافي والقفار دون تخصيص مكان عن غيره، وقد أفضى غير واحد بأن هذا الأمير الذي ملك القلوب وحكم أبوظبي سيصبح أميراً على المنطقة كلها من الفجيرة إلى أبوظبي، وهذا ما حصل وصدق حدسهم إذ أصبح رئيسا للدولة بعد أن سعى في توحيد تلك الإمارات والكيانات المتفرقة في دولة اتحادية قوية ومتماسكة كالجسد الواحد، فزايد هو زايد وهذا ديدنه لم يتغير أو يتبدل ولم تغيره الأيام والسنون، فهو كالذهب الصافي لا يغير أو يتبدل مهما قدم الزمان به، وقد من الله عليّ كثيراً إذ التقيت بسموه رحمه الله، وعلمت بأن ما قيل لي على كثرته ليس سوى قطرة في بحر، حيث وجدته الأب والقائد والناصح والحكيم، وله قدرة كبيرة وعجيبة على تغيير ما في الإنسان وإعادة تشكيل داخله، وهذه نعمة عظيمة من الله، حيث استطاع هذا الرجل العظيم صناعة التاريخ الحديث وتغيير مساره منذ أن اعتلى منصة الحكم في إمارة أبوظبي وترؤسه لاتحاد الإمارات الذي جعل منه أقوى اتحاد عرفه تاريخنا المعاصر ولا يكون ذلك لولا وجوده على رأسه ورعايته له والمحافظة عليه وعلى منجزاته ورسم طريقه ومستقبله ووضعه للأسس القوية والمتينة الكفيلة لبقاء كيان الاتحاد واستمراره على طول الأزمان إن شاء الله، حتى أصبح رمزاً وطنياً خالداً مع الأزمان ولم يصل إلى هذه الدرجة العالية من المحبة والمكانة السامية في قلوب الكثيرين من البشر إلا بصبره وكفاحه المرير لأجل مستقبل زاهر وآمن وسعيد لشعبه وأمته وكل البشر وكان حقاً كالغيث الذي يهطل على كل بقاع الأرض فيرويها ويحييها فينبت فيها كل زهر وشجر وثمر .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"