يوسف بن يعقوب: «الجاهزية» لا ينام

شكراً خط دفاعنا الأول
04:24 صباحا
قراءة 4 دقائق
حوار: عدنان عكاشة

مواصفات خاصة فكرياً ومعرفياً ومهارياً وجسدياً، أهلت «فريق الجاهزية» في القيادة العامة لشرطة رأس الخيمة لتولي المهام الميدانية وجهاً لوجه مع خطر انتشار «كوفيد 19».
فريق شرطي يصل الليل بالنهار من أجل عبور المرحلة الحساسة والظروف الاستثنائية الراهنة، في العالم أجمع، تحت مظلة الأهداف الاستراتيجية لوزارة الداخلية، بقيادة اللواء علي بن علوان، القائد العام لشرطة رأس الخيمة، وصولاً بالوطن وأبنائه إلى بر الطمأنينة والأمان، واستئناف التنمية والاستدامة وصون إنجازات الإمارات ومكتسباتها.
فريق لا يكل ولا يمل، ولا يعرف من الراحة والنوم إلا القليل، يضع نصب عينيه جملة من القيم والمفاهيم، من أهمها العمل بروح الفريق الواحد، وإشراك جميع عناصر فريق العمل في عملية صنع القرار.
العقيد ركن يوسف سالم بن يعقوب، رئيس فريق الجاهزية في شرطة رأس الخيمة الذي تشكل عند بدء الأزمة، قال إن عناصره لا تنام سوى ساعات محدودة، وهو ما بدأ منذ بداية الظروف الاستثنائية الحالية، «نعمل كفريق واحد منذ منتصف مارس/‏آذار على مدار أربع وعشرين ساعة يومياً، من أجل الإمارات وأمنها وأمانها ورخائها، وكل ذلك يهون؛ بل نقوم به بحرص ومتعة وشغف».
وقال العقيد ركن يوسف سالم بن يعقوب وهو يستضيف «الخليج» في غرفة العمليات في القيادة العامة لشرطة رأس الخيمة: «إن تداعيات الأزمة ومستجداتها سريعة للغاية وتحدياتها كثيرة، وأجمل ما يصف شعورنا ونحن نؤدي هذا الواجب، هو الاستمتاع بالنجاح وخدمة الوطن، وهي جملة قلتها لفريق العمل في انطلاقة المرحلة، ونحن جميعاً نفخر بأننا نعمل ضمن المنظومة الشرطية الأمنية في إدارة أزمة كورونا العالمية»، مشدداً على أن القيادة الميدانية يحب أن تتكيف مع الإجراءات والمعطيات المتغيرة، حيث «تأتينا كل فترة معطيات وتعليمات مستجدة، لا بد من أن ننسجم سريعاً معها ونواكب خطط مواجهة الفيروس».
وأضاف: «خضنا أزمات كثيرة في الماضي، لكنها كانت محدودة زمنياً، والأزمة العالمية الحالية هي أكبر تحدٍ نواجهه في حياتنا المهنية، لارتباطها بحياة سكان الإمارات وسلامة الوطن وإنجازاته ومكتسباته، ولصلتها المباشرة بالبشر والموارد والمؤسسات واستدامة عملها، الأمر لا يتعلق بصحة الناس فقط».

مسؤولية وطنية


العقيد الركن يوسف سالم بن يعقوب قال للفريق الأمني الذي يقوده في مواجهة «كورونا»: «اليوم نحن لسنا فقط من الشعب. نحن الآن مسؤولون عن أمن وسلامة ومستقبل هذا الشعب، وهذا الوطن، لكن لدينا أسر نعود إليها، ونحن أكثر عرضة لمخالطة المصابين بالفيروس خلال عملنا في الصفوف الأولى، وبالتالي نقل العدوى لأحبتنا، لا قدر الله».
وعن يوميات الفريق الشرطي في مواجهة كورونا، والجانب الآخر من هذا التحدي، واحتياطاته منزلياً، قال: «خصصت غرفة في منزلي لنزع ملابسي، ثم وضعها في صندوق غسل خاص، وغسلها لوحدها بعيداً عن ملابس بقية أفراد الأسرة، وأحضرت من السوق أداة تعقيم، سعرها في متناول عامة الناس، وهي عبارة عن أسطوانة لرش ملابسي ومدخل المنزل، حيث أعقم بها المنزل كل 3 أيام».


أسرة أمنية

على الصعيد الشخصي يعد يوسف بن يعقوب من أسرة أمنية خالصة ف«نحن 4 أشقاء كلنا نعمل في خدمة الإمارات وحماية حاضرها ومستقبلها وماضيها، عبر القطاع العسكري»، ويؤكد أنه تعلم من الأزمة الراهنة مع فريق عمله، الكثير من القيم والدروس أولها قيمة وأهمية حماية الصحة العامة، ودور العلم في التنمية والاستدامة.
وعن حيثيات العمل ضمن صفوف «خط دفاعنا الأول»، أشار العقيد يوسف بن يعقوب، إلى أن أول أسبوعين كانا مرهقين جداً، بسبب عدم وضوح طبيعية الفيروس وآلية انتقاله على مستوى العالم، ومحدودية المعلومات وقتها، وكوننا نواجه عدواً خفياً، مؤكداً أن الأزمة العالمية المتواصلة تحتاج إلى قرارات سريعة وحاسمة.

صلة رحم «عن بعد»


عن كيفية إدارة عناصر فريق المواجهة مع «كورونا» علاقاتهم الأسرية خلال هذه الظروف الاستثنائية، قال العقيد ركن يوسف سالم بن يعقوب : «التواصل مع العائلة والأقارب حالياً فقط عبر الهاتف، وحين نلتقي مرة واحدة أسبوعياً يكون التواصل من بعيد، في لقاء لا يتعدى عشر دقائق»، مشيراً إلى أن قلق الأهل والأقارب تجلى في بداية الأزمة، بتواصلهم الهاتفي الذي لا يكاد ينقطع مع سيل من النصائح الأخوية، قائلاً: «المشاعر ذاتها نتبادلها بيننا، كرجال شرطة وأمن إجمالاً، ومعنا وعلى رأسنا القائد العام لشرطة رأس الخيمة، ويشمل ذلك أفراد الشرطة العاديين والميدانيين، حتى إن ضابطاً زميلاً برتبة ملازم فاجأني ذات يوم حين طلب مني اصطحاب ثلاثة ضباط خلال العمل اليومي، في مواجهة كورونا، خشية الإرهاق وهو يرى كيف نعمل على مدار الساعة».
القائد الميداني للأزمات تحديداً، كما قال، يجب أن تكون لديه قدرات استثنائية في التواصل الذهني والبدني لفترات طويلة، وهو الأهم، وأزمة «كوفيد 19» تستدعي أن نغير روتين حياتنا كاملاً، ونتكيف معها.
ويرى أن مشاركة جميع الموظفين في عملية صنع القرار «من أهم محاور القيادة والإدارة والنجاح، وهو ما شرحناه لعناصر فريق العمل في بداية الأزمة، الأمر الذي يحفزهم على بذل مزيد من الجهود، برغبة كبيرة وشغف، ويخلق بيئة عمل نموذجية».
وأضاف: «لا يمكن النجاح في إدارة أزمة عالمية بهذا الحجم وهذه الحساسية والدقة، دون روح الفريق الواحد وقيم ومفهوم الإيجابية».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"