"الحقن التجميلية" أحلام محققة بأضرار مؤجلة

سوء استخدامها يتيح الوقوع في أضرارها
13:17 مساء
قراءة 13 دقيقة

في عالم لم يعد شيء فيه مستحيلاً، أصبحت ظاهرة الحقن التجميلية الحديثة كالبوتوكس، الميزوثيرابي، الفيلرز وغيرها، من الطفرات الحديثة والمنتشرة في مختلف أرجاء العالم، حيث أسهمت وبشدة في إلغاء دور وفاعلية مساحيق التجميل لتجعلها في المرتبة الأخيرة، محققةً بذلك الصدارة في عالم الجمال .

وبفضل التطور الهائل الذي حققه العلم في هذا المجال، سمح لهذه الوسائل بأن تكون الخيار الأسرع والأفضل عند المرأة، لما تتمتع به هذه الحقن من القدرة السريعة على إخفاء التجاعيد، وتمليس سطح الجلد والملامح، وإعطاء الوجه نضارة وشباباً، محاربة بها كابوس الشيخوخة الذي بات يطارد الكثيرات مع تقدم العمر، من دون أن يتساءلن عن مدى خطورة هذه الوسائل .

الحقن التجميلية هل هي مؤذية كما يدعي البعض أم لا؟ وهل يمكن استخدامها من دون التعرض للمخاطر التي يمكن أن تسببها؟ في التحقيق الآتي سنتعرف إلى حقيقة الحقن التجميلية وأضرارها الصحية .

تتعدد أنواع الحقن التجميلية، بين حقن البوتوكس الذي يستخدم في شل العضلات، وحقن التعبئة أو الفيلرز الذي يساعد على امتلاء الوجه وإخفاء العيوب الخلقية أو عيوب الزمن، أما الحقن الفرنسية أو الميزوثيرابي فهي مواد مختلفة التركيب، أحياناً تكون فيتامينات وأحياناً مواد مذيبة للدهون، تحقن داخل الجلد لتحدث الأثر المطلوب، وأنواع أخرى كالكولاجين وغيرها من الحقن التجميلية .

حقن البوتوكس

يعرف البوتوكس على أنه مادة بروتينية تحقَن في مستويات مختلفة من أنسجة الجلد، وتتعدّد أماكن استخدامها في البشرة لمعالجة زيادة التعرق في الإبط أو اليدين أو القدمين، ولمعالجة التجاعيد التعبيرية في الجبهة وحول العينين، ولرفع الحواجب لدى النساء دون الستين من عمرهن .

ومن فوائده أيضا أنه يعتبر دواء، على عكس المنتجات الأخرى التي تستعمل للحقن، حيث يدوم مفعوله ستة أشهر تقريباً أو أكثر، كما يمكن إعادة حقنه عند الحاجة ليدوم فترة أطول . أما عن الأضرار الصحية التي قد يسببها البوتوكس، فهي حدوث انخساف الحاجبين وسقوط الجفن المتحرك عند استخدام جرعة زائدة أو الخطأ في اختيار المكان المناسب، وحدوث خيبة أمل لدى الشخص المعني من عدم نجاح الحقنة في المكان المناسب، وظهور ابتسامة غير متماثلة، وقد يعاني المريض تسرب بعض اللعاب عند الحقن بالطريقة الخطأ في الفم، وحدوث مشكلات في النظام التنفسي في حال حقن الرقبة بكميات كبيرة من المادة .

حقن التعبئة "الفيلرز"

أما الفيلرز فهي مواد مرنة شبه سائلة أو جيلاتينية أو شحمية تحقن تحت الجلد لتملأ فراغاً موجوداً أو تعطي حجماً أكبر أو تعمل على تحفيز الجلد إلى إنتاج كميات جديدة من الكولاجين، والهدف منها هو ملء الخدود الغائرة والتجاعيد العميقة والسطحية ونفخ الشفتين أو الوجنتين، وبالتالي يحدث تحسين لمنظر البشرة وإزالة التجاعيد ومعالجة الخدود الجلدية بأنواعها، وكل هذا يحصل بوقت قصير وبطريقه آمنه وسليمة، ولحقن التعبئة عدة أنواع تختلف عن بعضها في طبيعة المادة المستخدمة مثل:

مادة الكولاجين

ومادة الكولاجين هي عبارة عن بروتين كبير الحجم له تركيب كيميائي معين، استخدم في هيئة الحقن لأول مرة لإزالة التجاعيد الصغيرة في الوجه عام 1977م، وفي عام 1981م استطاعت الشركات المتخصصة في إنتاج أول كولاجين بقري مستخلص من البقر النقي قابل للحقن في الإنسان وسمي ب (زايديرم1)، وفي السنوات التي تلت ذلك تم إنتاج أنواع أخرى تعطي أثراً لفترة أطول وسميت (زايديرم2 وزايبلاست) .

مادة الهيالورونيك

يعتبر حمض الهيالورونيك من المواد الموجودة طبيعياً في الجسم، فهو مكون أساسي في الطبقة التي تعطي البشرة مظهراً متماسكاً وممتلئاً . وتنخفض كميته مع التقدم في السن، فيتوقف بالتالي عن أداء وظيفة الدعم التي يؤديها بشكلٍ فاعل، ما يسبب التجاعيد . وتشير الدراسات إلى أن الجسم يفقد في سن الخمسين نصف كمية حمض الهيالورونيك التي كان يخزنها، حيث تم استخدامه في بداية التسعينات، من خلال خضوع ملايين الأشخاص لهذا النوع من الحقن في أكثر من سبعين بلداً . ويهدف استعماله في المقام الأول، إلى تقوية البشرة المتعبة والمجعدة ونفخها كي تظهر شابة من جديد . فأصبح منذ ذلك الوقت نجم المنتجات القابلة للتحلل والتي تستعمل في الحقن التجميلية، وهو يحتل المكان الأول وبلا منازع في مجال ملء البشرة وترطيبها وإعطائها حجماً أكبر .

أما الأخطار الناجمة عن مادة الهيالورونيك، فيكون أغلبها حالات استثنائية، حيث يسبب موتاً موضعياً في النسيج الحي، ينتج عادة عن خطأ تقني أو التهاب استثنائي وخطر، ويظهر هذا الالتهاب على شكل كيسٍ أو حبيبات خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون أمراضاً في مناعتهم الذاتية، أو الذين لديهم أنواع حساسية خطرة، وفي حال استعمال كمية كبيرة من المنتج أو حقن المناطق السطحية، يؤدي إلى حساسية في بعض المناطق، كالشفاه حيث يسبب الحقن ورماً يدوم من 12 إلى 24 ساعة بعد عملية إجرائه، وبالإجمال فإنه يختفي بعد انقضاء 48 ساعة وقد يدوم أسبوعاً في بعض الأحيان، حدوث زرقة في الجيوب السوداء، خاصةً على البشرة الرقيقة، وقد يخلق الورم جيوباً تحت العينين في حال الإفراط بعملية التصحيح أو في استعمال منتج كثيف جداً .

حقن الميزوثيرابي

تعد حقن الميزوثيرابي من التقنيات الحديثة التي انتشر استخدامها في طب التجميل والعناية بالبشرة والشعر، حيث تم اكتشاف هذه التقنية عن طريق طبيب فرنسي يدعى مايكل بستور عام 1952 ومن ذلك التاريخ انتشر استخدام الأطباء لها في أوروبا وأمريكا الجنوبية ودول العالم حتى وصل مستخدميها من الأطباء إلى أكثر من 15 ألف طبيب .

في البداية كانت استخدامات الميزوثيرابي مقتصرة على حالات خاصة مثل أمراض الأوعية الدموية وإصابات الرياضة وأمراض الروماتيزم، بعد ذلك توسعت الفكرة لتشمل جوانب التجميل المختلفة، خاصة برامج التخسيس وإذابة الدهون وعلاج السيلوليت وتساقط الشعر وبرامج نظارة وشد البشرة، ويكون هذا الحقن سطحي وبإبر رفيعة لعمق عدة مليمترات من سطح الجلد وذلك بمناطق فروة الرأس والوجه وعميق بأكثر من سنتمتر واحد لمناطق الدهون في الجسم .

أضرار على الجلد

وعن الأعراض التي قد تسببها حقن التجميل للجلد، يقول الدكتور أنورالحمادي استشاري ورئيس قسم الأمراض الجلدية بهيئة الصحة بدبي: هذه الإبر أو المواد حالها كحال أي مادة أو علاج إذا تم استعمالها في غير مكانها الصحيح ولغير الأشخاص الذين يحتاجون إليها من قبل أشخاص غير مؤهلين لحقن هذه المواد قد تنتج بعض الأعراض العكسية، فهذه المواد كلها تدخل الجسم عن طريق الإبر، فلذلك إذا كانت هذه الإبر غير معقمة فقد تكون مصدر عدوى لكثير من الالتهابات، كما أن حقنها قريباً من العين يؤدي إلى سقوط الجفن على العين مثل ما يحدث مع حقن البوتوكس، وهذا يحتاج إلى شهور لكي يرجع الوضع إلى طبيعته، ما يؤدي إلى انعزال هذا المريض أحياناً عن المجتمع بسبب الإحراج الشديد الذي يحدثه هذا العرض الذي يعطي إيحاء بالخمول والاستيقاظ للتو من النوم .

ويضيف: أما حقن البوتوكس، فإن استخدامها بشكل مكثف في الوجه وبشكل غير متناسق، يشوه من ملامح الوجه، وفي دراسة كورية حديثة أثبتت أن استعمال الحقن المالئة المعروفة بالفيلرز لإزالة التجاعيد قد يؤدي إلى انسداد الشريان الشبكي في العين وبالتالي إلى العمى الدائم .

تكورات مشوهة

ويشير إلى أن حقن الميزوثيرابي رغم رواجها الكبير في الدولة، فإنه لا توجد دراسات علمية موثقة تثبت فائدتها بشكل علمي فهي غير معتمدة على سبيل المثال في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا، كما أن حقن المواد المالئة أحياناً في الشفتين تؤدي إلى ترسبات على شكل تكورات صغيرة مشوهة للشكل، وهذا يضطر المريضة بعدها إلى الجري بين العيادات المختلفة راغبة في إزالتها . وعن المخاطر أو المضاعفات التي قد تحدثها مواد حقن التجميل في حال الاستخدام المستمر والمفرط لها، يقول: إذا تمت المبالغة في حقن الكمية، إضافة إلى استعمالها في غير المكان الصحيح، تزيد من حالات التورم الجلدي والالتهابات إضافة، وهذا هو الأهم، إلى الشكل الشاذ الذي قد يبدو عليه الشخص جراء المبالغة في كمية المواد المحقونة، وظهور كدمات حول العين، حيث تعد مناطق حول العين أكثر المناطق خطورة وحساسية، لوجود أوعية دموية سطحية لا تتحمل هذا الكم الهائل من المواد .

ويذكر أن التجاعيد تعد حالة طبيعية فسيولوجية يصل إليها الجميع في عمر معين، إلا أن بداية ظهورها تختلف من شخص إلى آخر بناء على الاستعداد الوراثي ولون الجلد والعرق، وقد تتأخر أعراض شيخوخة الجلد في أصحاب البشرة السمراء وعند الآسيويين مقارنة بأصحاب البشرة البيضاء، إضافة إلى بعض العوامل البيئية كالتعرض الطويل لأشعة الشمس والتدخين والنمط الحياتي أو الغذائي غير الصحي .

ولاتخاذ التدابير الوقائية والحفاظ على الجلد من استخدام الحقن التجميلية، يقول: في البداية يجب حسن اختيار المكان الذي تجرى فيه مثل هذه الحقن وعدم اللجوء إلى الأماكن غير المرخصة من الجهات الصحية، وفي المقابل يجب على الأطباء والعيادات التجميلية اختيار الحقن المتعارف عليها عالمياً وعدم اختيار المنتج بناء على السعر فقط، حيث معظم الحقن الحالية لا تتطلب اختبار حساسية إلا في حالة حقن الكولاجين التي قل استعمالها حالياً مع توافر حقن حمض الهيالورنيك التي تعد آمنة .

ويضيف: يجب الوقاية من التعرض المباشر لأشعة الشمس بالأخص في ساعات الذروة من الساعة التاسعة صباحاً إلى الثالثة ظهراً مع استعمال كريمات الوقاية من أشعة الشمس قبل التعرض لها، واتباع نمط صحي غذائي ورياضي باستمرار، وعدم الالتفات إلى الدعايات المضللة والمغرية، وإن كانت أسعارها رخيصة أو حتى مجانية فبعضها سموم إذا دخل المريض في هذه الدوامة فلن يخرج منها سليماً .

البوتوكس والتجميل

يقول الدكتور محمد أشرف استشاري جراحة التجميل: مع التقدم الهائل في عالم التجميل أصبح للحقن التجميلية أنواع كثيرة، هناك نوع يعمل على العضلات والأعصاب ويسمى بالنيوروتكسن أو البوتوكس، والنوع الثاني يعرف بالحقن العلاجية الميزوثيرابي، وحقن الفيلرز التي تعد أكثر الأنواع استخداماً .

وعن طريقة تفاعل البوتوكس في الجلد بعد الحقن، يقول: يعمل البوتوكس على شل العضلة التي تحقن، من خلال غلق الإشارة العصبية في الجزء الواصل بين العصب والعضلة حتى لا تعمل العضلة وتبقى مرتخية لمدة تراوح بين 4 شهور أو 6 شهور، بعد ذلك يذهب المفعول ويبدأ العصب باسترداد وظيفته، ثم ترجع العضلة بالعمل مرة أخرى، وهذا النوع من الحقن يعتبر مؤقتاً، وأغلب المناطق التي يتم حقنها بالبوتوكس، عضلات الجبهة وعضلات حول العينين، حيث يحدث في هذه المناطق ارتخاء للعضلات التي تعمل كسرات للتجاعيد، وهذا عادة يحدث فوق الأربعين، ويطبق في جلسة واحدة وبعدها يتم متابعة الحالة حتى يتم الوصول إلى النتيجة المرجوة، وقد نحتاج إلى جلسة أخرى نظراً إلى أن الاستجابة تختلف من شخص إلى آخر . ويذكر أن اختفاء التجاعيد بعد الحقن يعود إلى الكمية التي تم حقنها، وإلى المنطقة المحقونة، حيث من الممكن إبطال حركتها أو جعل الحركة خفيفة، وهذا يفضل إجراؤه حتى يظهر شكل المنطقة طبيعياً على أن يظهر الجزء المعطل، حيث يجب أن تقل حركة التجاعيد بنسبة 70%، ذلك لأن نسبة 100% قد لا تحقق الجمال المطلوب .

أما بالنسبة للآثار الجانبية التي قد تترتب بعد حقن البوتوكس بين الدكتور أنه قد يحصل انتفاخ في مكان الحقن وهي آثار جانبية مؤقتة تزول بعد فترة بسيطة وتمتد في بعض الأحيان إلى ساعات عند حقن عضل أو وريد، أما التأثيرات الجانبية طويلة الأمد فتكاد تكون نادرة وتحصل عندما يساء استخدام البوتوكس، كأن يحقن في مكان خاطئ فيخفف من حركة العضلة في المكان الذي تم حقنه، وقد تحدث أيضاً زرقة في مكان حقن الإبرة تبقى لمدة أسبوع بعدها يزول، وهذا يحدث مع أي نوع من أنواع الحقن، وقد لا تكون هناك أعراض في حال توفر الخبرة لدى الطبيب .

خطورة

وعن أفضلية الحقن الدائم أو المؤقت، يقول: الحقن المؤقت يبقى دائماً أفضل من الدائم حيث يكون للدائم أعراض جانبية، ومادة الكولاجين تعتبر من مواد الفيلر الدائمة التي تم وقف استخدامها وذلك لصعوبة امتصاصها حيث يلتصق بالأنسجة ولا يمكن إزالته، فإذا لم يتم امتصاصه يصبح الجلد عرضة للالتهاب، ومع التقدم اتضح أن الدائم يسبب مشكلات صحية منها الحساسية والالتهابات، فشاع استخدام المواد المؤقتة للفيلر لسهولة امتصاصها في الجلد .

الفيلر أكثر شيوعاً

ويعرف الدكتور الفيلر بأنه نوع من أنواع الحقن يعمل على ملء الأماكن الضعيفة، وله أنواع كثيرة والمادة الشائع استخدامها الهيالورنيك وهي مادة مصنعة شبيهة بالمادة التي تتكون بالجسم وبالتالي لا تسبب أضراراً، ويبقى مفعول المادة مدة ترواح بين 6 شهور وسنة ونصف السنة، وهناك أنواع جديدة تأخذ مدة أطول وهذه وظيفتها تملأ الأماكن المرتخية والنحيفة في الجلد، حيث تعمل على شد الوجه وجعله أكثر نضارة .

وعن توافر البدائل في مواد الحقن التجميلية، يقول الدكتور: يعتبر السيليكون ومواد كيماوية أخرى، من المواد التي كانت تزرع تحت الجلد جراحياً، والبديلة للفيلر، إلا أن الفيلر احتل المركز الأول في الاستخدام السهل له .

ويضيف: قد نستخدم الدهون الذاتية بديل للفيلر، والتي تقوم على أخذ الدهون من نفس الجسم وإعادة حقنها تحت الجلد، وفي الوجه، لتعطي امتلاء، وقد تأخذ مدة أطول في حال تعايش الخلايا الدهنية، ومن الخطر أخذها من جسم آخر، حيث تعمل مناعة الجسم على رفض دهون الجسم الآخر، إلا إذا كان هناك توافق أو تطابق بين الجسمين، وإذا تم إعطاء مادة تمنع دور المناعة، وهذا غير مفضل، حيث لا نستطيع أن نعرض المريض إلى أخذ أدوية مناعة .

ضرورة الاستشارة

تعد الاستشارة قبل الحقن وبعدها أمر ضروري جداً، لذا على المريض مناقشة أمر حقن البوتوكس مع الطبيب ومعرفة ما إذا كانت ستحل مشكلته أم لا، حيث يرتبط الأمر بنوع الجلد وسماكته ومدى عمق التجاعيد، والطبيب المختص يعلم مدى فعالية هذه الحقن ومدى الاستفادة منها .

وعن الفحوص التي يتطلب على المريض إجراؤها يقول: على المريض تزويدنا بالمعلومات المطلوبة عن تاريخه الطبي والأمراض التي يعانيها وما إذا كانت لديه مشكلات مع الأعصاب أو عضلات الوجه، إضافة إلى نوع الأدوية التي يتناولها، حيث تتطلب بعض الأنواع من الحقن التجميلية هذه الفحوص، مثل حقن الدهون الذي يعد من العمليات الجراحية التجميلية التي يجب وضع فيها مخدر، لذا يطلب من المريض فحص الدم للتأكد من أن فصيلة الدم جيدة ولا تحتوي على أعراض مرضية، وتحليل فيروسات للتأكد من خلو المريض من جميع الفيروسات التي قد تنتقل إليه عن طريق استخدام المعدات والآلات الجراحية . ويشير إلى أن أكثر الفئات استخداماً للحقن التجميلية النساء، أما الرجال فبنسبة 10%، وأكثر الحقن التي يتم استخدامها من قبل النساء هي البوتوكس والفيلرز، والميزوثيرابي التي لها أنواع كثير كالتي تجدد الجلد وتشده، ونوع يقلل الدهون تحت الجلد، وأغلب النتائج السلبية التي قد تترتب على هذه العمليات تكون إهمالاً من من قبل المريض، وجميع المواد التي تم ذكرها لا تسبب أضراراً في حال الاستخدام الصحيح لها .

كما يحذر من الذين يقومون بهذه العمليات أو من يدعون أنهم مهنيون، وهم أشخاص وهميون وغير مصرح لهم بالعمل في هذا المجال، ويتم اللجوء إليهم بحجة قلة التكلفة، لذا يجب التأكد قبل الإقدام على أي إجراء أن من سيقوم به طبيب مؤهل ومرخص .

العامل النفسي

وعن الجانب النفسي يقول الدكتور رعد الخياط استشاري ورئيس قسم الطب النفسي إن عملية الحقن التجميلية بأنواعها قد شاعت وانتشرت في هذه الأيام لسهولتها وإعطائها نتائج سريعة مقارنة بالعمليات الجراحية في هذا الخصوص، وبما أن الوجه هو مرآة الإنسان وواجهته والمعبر عنه مع الآخرين، وكما يقال إن الإنسان يسكن في وجهه، لذا كانت له هذه الأهمية والحرص على أن يبدو بأحسن صورة ممكنة وأن يعطي انطباعاً مقبولاً ومستحسناً بل وإعجاباً من الآخرين .

ويضيف: من الناحية النفسية نجد أن الناس يختلفون في رؤيتهم لشكلهم ومظهرهم، فانعكاس ذلك على الآخرين مرتبط بشخصية الفرد وحالته النفسية، فالواثق من نفسه والمعجب والفخور بها يكون عادة أقل اهتماماً بشكله الخارجي، أما الذي يكون انطباعه عن مظهره الخارجي أقل ثقة واستحساناً، فنجده أشد حرصاً على مظهره، واستعمال إضافات تزيد من مظاهر جماله، حيث تأتي الحقن التجميلية كمحاولة للقيام ببعض التغييرات التي قد تضيف لمسات جمالية وتلاقي استحسان الآخرين، فالعامل النفسي يلعب دوراً مهماً في طلبه والسعي إليه وثم تقبله والرضا به بعد ذلك .

ويشير إلى أهمية دور من يقوم بإجراء العملية، وكيف يستطيع أن يفهم نفسية المريض، ويهيئه لما قد ينتج عن العملية التي سيقوم بها، كما أن للجانب الاجتماعي دوراً مهماً أيضاً، حيث إن الوسط الاجتماعي الذي يعيش فيه الشخص ويتفاعل معه هو المستهدف من هذه العملية وما يحمله من انطباع واستحسان .

نوبات غضب واكتئاب

وعن احتمال إصابة الشخص بانتكاسة أو دخوله حالة نفسية في حال عدم تحقق رغبته المطلوبة يقول: إذا كانت نتيجة العملية على غير ما يتوقع الشخص (الأغلبية هم من الإناث ولكن للذكور حصتهم كذلك)، فقد تحصل حالة من الشعور بالخيبة والفشل وخاصة عند الأشخاص الذين يفتقرون إلى الثقة بالنفس مع ضعف الشعور بالذات، بل ربما قد ينتج عنه شعور معاكس لما هو متوقع، حيث يولد لديهم شعور بالإحباط ويشعرون بأن مظهرهم قد ازداد قبحاً، والذي يزيد الطين بلة، أن يكون توقيت العملية يخص مناسبة مهمة كالزواج أو الظهور أمام الناس في مؤتمر أو اجتماع أو أمام وسائل الإعلام .

ويذكر الدكتور رعد الأعراض النفسية التي يمكن أن تظهر على الشخص الذي أجريت له العملية، كالشعور بالخيبة والفشل مع علامات الشد النفسي والتوتر وقد تصل إلى مزيج من الغضب والاكتئاب وضعف الثقة بالنفس والشعور بالذات .، وتزداد الأعراض إذا كان الشخص يتأمل الكثير من العملية ويعيش في حالة من الحلم الوردي والذي لا يتحقق منه شيء أو يتحقق جزء بسيط لا يلبي الرغبة والطموح .

رهاب خلل البنية

هناك حالة مرضية في هذا الخصوص يجدر ذكرها تدعى dysmorphophobi وهو رهاب خلل البنية أو الشكل، حيث يعتقد المصاب أن هناك تشوهاً أو قبحاً في شكله الخارجي والوجه بصورة خاصة، وأنه لابد من إجراء تصحيح فيها وإن كان الخلل في الحقيقة هو في ذهن ومخيلة الشخص وليس في مظهره، ما يجعل أي إجراء جراحي أو تقويمي عديم الجدوى .

وللخروج من الحالة النفسية الآنفة الذكر يقول الدكتور: على المريض أن يأخذ الأمور ببعدها الحقيقي والواقعي وألا يأمل الكثير من العمليات التجميلية، وألا تعتبر وكأنها قضية مصيرية تعلق عليها الكثير من الآمال والتوقعات وألا يؤخذ المظهر على أهميته بمقاييسه وأبعاده الجسمية بقدر ما في جمال الروح والمشاعر والأحاسيس والسلوك المحبب، فالمبالغة في طلب التغيير في التفاصيل الكثيرة في الشكل تحول المظهر الخارجي وكأنه لإنسان آخر بمواصفات أخرى مختلفة، فعلى قدر الاهتمام يكون التوقع وعلى قدر التوقع تكون النتائج، والجمال لا يكون بالتفاصيل والملامح والمظاهر الجسمية فقط بل يكون بجمال الروح وحسن المشاعر ولطف السلوك .

لا علاقة

وعمّا إذا كانت الحقن التجميلية مسببة لأمراض سرطانية أم لا تقول الدكتورة سوسن الماضي الأمينة العامة لجمعية أصدقاء مرضى السرطان: ليس هناك علاقة بين المواد المحقونة في عمليات التجميل وبين احتمال الإصابة بمرض سرطاني، حيث لم تظهر دراسة بعد تفيد باحتمالية الإصابة بمرض سرطاني من جراء الاستخدام المفرط للحقن التجميلية، ولكن هذا لا يدعو إلى التهافت على عمليات التجميل بشكل عشوائي، فإن لم تكن هناك حاجة تستدعي العملية فلا يجب إجراؤها، حيث تعتبر هذه العمليات حديثة ولم يكتشف العلم لها أمراضاً بعد، ومن المؤكد أنه في السنوات المقبلة سيتم اكتشاف عمّا قد تسببه هذه المواد من أمراض، فالنظريات الطبية في حالة متغيرة دائماً، وما قد يكون آمناً الآن يتحول إلى خطر مقلق في المستقبل .

وتشير الدكتورة إلى مدى خطورة هذه المواد وما قد تسببه من آثار جانبية على مستخدمها كالالتهابات الجرثومية، والشلل المؤقت في الوجه، وأكدت ضرورة أخذ الحيطة والحذر عند إجراء العملية من خلال الذهاب للمختصين، واللجوء إلى العمليات في الحالات الحرجة وعند الحاجة فقط، وإجراء الفحوص اللازمة قبل العملية وبعدها .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"