التهاب المفاصل الصدفي.. وداعاً للراحة

خيارات علاج متعددة واستجابات مختلفة
03:01 صباحا
قراءة 5 دقائق
يُعتبر مرض صدفية المفاصل حالة مزمنة تؤدي إلى تشكيل بقع بيضاء وحمراء متقشرة على الجلد، ويمكن أن تتسبب هذه المناطق من الجلد غير الطبيعي في الحكة والإحساس بعدم الراحة، فوفقاً للكلية الأمريكية لأمراض الروماتيزم، فإن حوالي 15% من الأشخاص الذين يعانون الصدفية يعانون نوعاً معيناً من التهاب المفاصل، الذي يُعرف باسم التهاب المفاصل الصدفي. ومن الممكن لشخص غير مصاب بتغيرات الجلد الصدفية، أن يُصاب بالتهاب المفاصل الصدفي، وخاصة إذا كان شخص آخر في العائلة يعاني المرض.
الأسباب

تظهر أعراض مرض الصدفية نتيجة مهاجمة خلايا الجهاز المناعي لخلايا البشرة السليمة وأنسجة المفاصل، ما يؤدي إلى حدوث التهابات وتورم وآلام، تراوح بين النسبية والشديدة. ولم يعرف الأطباء حتى الآن سبب مهاجمة جهاز المناعة، لدى بعض الأشخاص، الأنسجة السليمة، على الرغم من أنهم يعتقدون أن العامل الوراثي قد يلعب دوراً في ذلك بسبب أن الصدفية والتهاب المفاصل المصاحب له، يميل إلى أن يصيب أفراد العائلة الواحدة. وإضافة إلى ذلك، قد تلعب العوامل البيئية دوراً مهماً، فالإصابات والعدوى أو التعرض لمسبب بيئي يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالتهاب المفاصل الصدفي، وخاصة في الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للمرض.
المهيجات

قد تظهر الأعراض وتختفي في مرض التهاب المفاصل الصدفي، وتعرف الفترة الزمنية التي تتفاقم فيها الأعراض بفترة النشاط، وعادة ما تحدث بسبب مهيجات معينة مثل العدوى الجلدية أو الجروح، إضافة إلى الإجهاد الشديد والطقس البارد وبعض الأدوية، كما يعتبر التعرض لدخان السجائر والاستخدام المفرط للكحول من العوامل المهيجة للمرض، فمعرفة هذه العوامل ضروري جداً للوقاية.
فيجب على الشخص المصاب بالمرض أن يراقب هذه المهيجات وغيرها من العوامل التي قد تسبب الأعراض. يوجد على شبكة الإنترنت الكثير من التطبيقات المتاحة، ولكن حتى مجرد تسجيلها على ورقة عادية ومن ثم مشاركتها مع الطبيب قد يفيد كثيراً في تحديد العلاجات الفعالة أو إجراء تعديلات بسيطة على نمط الحياة، فبالتالي يمكن أن تتحسن الأعراض.
هناك العديد من عوامل الخطر المرتبطة، إصابة إلى التهاب المفاصل الصدفي، ومنها العمر، فالأشخاص الذين تراوح أعمارهم بين 30 و50 عاماً، هم الأكثر عرضة للإصابة بالمرض، ومن الممكن أن يصاب الأشخاص من كل الأعمار بالتهاب المفاصل الصدفي. كذلك الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي بالمرض، هم أكثر عرضة للإصابة به. ويعتبر وجود الصدفية هو أكبر عامل خطر للإصابة بالتهاب المفاصل الصدفي، ففي معظم الحالات يحدث التهاب المفاصل بعد ظهور الطفح الجلدي للصدفية، على الرغم من إمكانية حدوثه، حتى قبل ظهور الطفح الجلدي.
الأعراض

تختلف أعراض التهاب المفاصل الصدفي من شخص لآخر، فقد تتفاوت من أعراض طفيفة إلى أعراض حادة جداً، وتشمل آلام المفاصل وتورمها وتصلبها وتورم أصابع اليدين والقدمين «ما يُعرف بالتهاب الأصابع»، وآلام في نهايات الأربطة وأوتار العضلات، إضافة إلى ألم في القدم وخاصة الكعب والإحساس بالتعب وآلام أسفل الظهر مع قلة النشاط والحركة، فضلاً عن التيبس الصباحي، كما يصاحب المرض تغييرات في شكل الأظافر واحمرار العينين.
والجدير بالذكر أن المرض يمكن أن يؤثر على أي مفصل، ولكن الأكثر شيوعاً إصابة مفاصل أصابع اليدين والقدمين، ومفاصل أسفل الظهر والمعصمين والركبتين أو الكاحلين. كما يمكن أن تحدث نوبات أو اشتداد في حدة المرض، بحيث تزداد الأعراض سوءاً وتسمى فترة الهيجان، ولكن في معظم الأحيان تقل الأعراض بين النوبات. وفي معظم الحالات، يتم تشخيص الصدفية قبل ظهور تصلب المفاصل والألم المرتبطة بالتهاب المفاصل، ورغماً عن ذلك، فإن بعض الناس تظهر لديهم أعراض التهاب المفاصل قبل أن يتم تشخيص الصدفية.
الأنواع

هناك 5 أنماط مختلفة من التهاب المفاصل الصدفي بناء على عدد ونوع المفاصل المعنية، ابتداء بقليل من المفاصل، والذي يؤثر على أقل من 4 مفاصل، إضافة إلى متعدد المفاصل الذي يؤثر على خمسة مفاصل فأكثر، والتهاب المفاصل ما بين السلاميات، ويؤثر على المفاصل الموجودة في أطراف أصابع اليدين، ويُسمى النوع الرابع بالتهاب المفاصل الحاد، وهو نوع منهك، ويسبب إصابات بليغة، حيث يؤدي إلى تدمير العظام الصغيرة للأصابع، أما النوع الأخير فيؤثر على عظام السلسلة الفقرية، ما يؤدي إلى التصلب وآلام الظهر والرقبة. عادة ما يكون التشخيص بناء على عدد المفاصل المتضررة، كما أن المفاصل تتأثر بالتساوي على جانبي الجسم.
التشخيص

ليس هنالك حتى الآن فحص محدد لتشخيص التهاب المفاصل الصدفي، حيث يجب على الطبيب استبعاد الأمراض التي تسبب أعراضاً مشابهة عن طريق سؤال المريض عن التاريخ المرضي وعمل الكشف السريري اللازم، ومن ثم عمل صور أشعة سينية للمفاصل المصابة، والبحث عن الأضرار المحتملة، كما يمكن أن يتطلب الأمر عمل رنين مغناطيسي أو أشعة مقطعية للحصول على تفاصيل أكبر عن المفصل. أما التحاليل المختبرية فتشمل أخذ عينة دم لفحص عامل الروماتويد لاستبعاد التهاب المفاصل الروماتويدي، وأخذ عينة من سائل المفصل للكشف عن بلورات حمض اليوريك الذي يمكن أن يتضارب مع مسببات مرض النقرس.
الجدير بالذكر أن أعراض التهاب المفاصل الصدفي قد تظهر وتختفي قبل استشارة الطبيب، ما يجعل التشخيص أكثر صعوبة. فمن الممكن أن يصاب المريض بعدد من نوبات الهيجان قبل تشخيص المرض، بالتالي يجب على المصابين بمرض الصدفية استشارة الطبيب فوراً عند حدوث أي أعراض بالمفاصل حتى يتم تقييم الحالة بصورة جيدة.
خيارات العلاج

يعتبر علاج الألم الهم الأول لمريض التهاب المفاصل الصدفي، حيث توجد خيارات متعددة وقابلة للصواب والخطأ، وتختلف الاستجابة لمسكنات الألم من مريض لآخر، كما تساعد التمارين الرياضية البسيطة مثل السباحة واليوجا على تخفيف الألم والمساعدة في علاج تصلب العضلات. هنالك العديد من الأدوية التي يمكن استخدامها لعلاج الأعراض ووقاية المفاصل من الضرر الناتج عن الالتهاب، ويعتمد اختيار الدواء على شدة الألم والورم وتصلب العضلات. وتعتبر مضادات الالتهاب غير الـ«إستيرويدية «NSAIDs» مثل الإيبوبروفين والـ«نابروكسين» الخيار الأول في علاج الحالات الطفيفة.
كما تستخدم مضادات الـ«روماتويد» والـ «DMARDs» مثل الـ«سلفاسلازين» والـ«ميثوتريكزيت» لتثبيط تلف المفاصل الناتج عن الالتهاب، ويعتبر استخدام مضادات الجهاز المناعي مثل الـ«إيزوثيوبرين» والـ«سيكلوسبورين» خياراً آخر لتخفيف الألم وأورام المفاصل، ويتم في بعض الأحيان استخدام مثبط عامل نخر الورم «ألفا» لتخفيف الأعراض، حيث إنه يعمل على إيقاف إنتاج المواد الكيميائية من جهاز المناعة، وهي المواد المسببة للالتهابات والأورام علاوة على فوائده في تخفيف وتسكين الآلام. وقد تسبب بعض هذه الأدوية آثاراً جانبية بليغة، وبعضها قد لا يصلح لجميع المرضى، فمن المهم جداً مراجعة الطبيب بصفة دورية وإطلاعه على جميع التطورات.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"