باحثة كويتية تحذر من حساسية القمح

مرض نادر وصعب التشخيص يهاجم الأطفال
13:49 مساء
قراءة 4 دقائق

أكدت باحثة كويتية أن مرض حساسية القمح هو مرض نادر وصعب التشخيص يهاجم الأطفال بشكل خاص، لافتة إلى أن اسمه العلمي هو (سيلياك) .

وقالت الباحثة سعاد الفريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) إن هذا المرض من أحدث أمراض الجهاز الهضمي مبينة انه زاد خلال الفترة الأخيرة .

وأضافت الفريح انه غالباً ما يتم تشخيص المرض في بداية ظهور أعراضه على انه مرض معوي أو نزلة برد مبينة أن أول اصابة يلحقها (سيلياك) بجسم المريض تكون في الأغشية المبطنة لجدار الأمعاء فيصيبها إصابة مدمرة فتتليف وتصبح غير قادرة على امتصاص الطعام ومن هنا تنجم الخطورة .

وأوضحت ان المرض يكثر غالباً لدى الأطفال في مرحلة الفطام لأنها الفترة المرتبطة ببدء تجربة الطعام بعد الرضاعة الطبيعية، إضافة إلى أنه يظهر في مرحلة المراهقة المبكرة وهناك حالات إصابة في أعمار مختلفة أيضاً .

وأشارت إلى أن عدم الامتصاص الغذائي للطفل المصاب يتسبب بنقص في احتياجات جسمه من كل المواد كالبروتين والكالسيوم والحديد وغيرها فيقل وزنه بصورة واضحة عن الطبيعي وينتفخ بطنه بشكل مبالغ فيه نتيجة لسوء الهضم الشديد الذي يتعرض له أو ازدياد الشهية الشديد أو نقص الشهية .

وبينت أن اكتشاف المرض يبدأ بملاحظة الأم لهزال طفلها وعدم استجابته لكل أنواع العلاجات التي يتلقاها داعية إلى إجراء التحاليل للتأكد من اصابة الطفل من عدمها بالمرض .

وأكدت أن التشخيص المبكر والتزام الأمهات بالامتناع تماماً عن إدخال أغذية القمح للطفل في الأشهر الأولى يشكلان ركناً مهماً في خطوات العلاج .

ودعت الفريح وسائل الإعلام إلى تسليط الضوء على هذا المرض ومسبباته وأعراضه وعلاجه كما طالبت الحكومة بتوفير الدعم الدوائي للحالات المصابة به وتوفير المنتجات الغذائية الخالية من الجلوتين التي تعتبر مكلفة بالنسبة لبعض المرضى .

يذكر أن مرض (السيلياك) نوع من الحساسية الخطيرة ينتج لدى البعض عند تناول دقيق القمح ومنتجاته بكل أنواعها بسبب حساسية الجسم الدائمة لمادة الجلوتين وهي البروتين الموجود في بعض الحبوب كالقمح والشعير .

* ما هي حساسية القمح (مرض سيلياك)؟

حساسية القمح (مرض سيلياك) هي حالة مرضية مزمنة تصيب الأمعاء الدقيقة وهي عبارة عن حساسية دائمة ضد بروتين الجلوتين الموجود في القمح، والشعير وبعض الحبوب الأخرى .

وعندما يتناول المريض الأطعمة المحتوية على الجلوتين فإنها تلحق الضرر بالزوائد المعوية (بروزات إصبعية الشكل تبطن الأمعاء الدقيقة) الموجودة في الشخص المصاب .

وتوجد للمرض مسميات أخرى وهي: (إسهال المناطق الحارة) والحساسية المعوية للجلوتين، وتعد حساسية القمح (مرض سيلياك) أحد أمراض المناعة الذاتية التي فيها يهاجم الجسم نفسه .

* ما أعراض المرض؟

تظهر أعراضه في أي عمر بعد إدخال الجلوتين في الأكل، وتشمل:

* الإسهال أو الإمساك المزمن .

* الانتفاخ وزيادة الغازات .

* سرعة الانفعال .

* صعوبة اكتساب الوزن .

* كما قد يعاني المريض من تأخر النمو والبلوغ .

* أنيميا نقص الحديد .

* سهولة تكسر العظام .

* كما قد تظهر نتائج اختبارات الكبد غير طبيعية، وقد يصاب المريض بطفح جلدي مزمن مصحوب بحكة (التهاب الجلد الحلائي)، ومن الممكن أن يوجد المرض دون أي أعراض .

* كيف يتم التشخيص؟

قد تمر سنوات على المرض دون تشخيص، وتعتبر اختبارات الدم الطريقة الأكثر شيوعاً للتوصل إلى التشخيص .

ويعتبر اختبار (الأجسام المضادة للترانسجلوتامينيز النسيجي) واختبار (الأجسام المضادة للاندوميسيم) اختبارين دقيقين وموثوق بهما ولكنهما غير كافيين للتشخيص حيث أنه يجب التأكد من تشخيص حساسية القمح (مرض سيلياك) من خلال تحديد وجود تغيرات في الزوائد المعوية المبطنة للأمعاء، ولرؤية هذه التغيرات يتم أخذ عينة من الزوائد المبطنة للأمعاء باستخدام منظار البطن . والمنظار عبارة عن أنبوب مرن يمر من الفم نزولا بالحلق والمعدة حتى تصل للأمعاء، حيث يتم أخذ عينة نسيجية صغيرة

* كيف يكون العلاج؟

العلاج عبارة عن الابتعاد عن الطعام المحتوي على الجلوتين مثل الخبز، الحبوب، الكيك والبيتزا وأيضاً الأطعمة المحتوية على الشعير والقمح، الأدوية والمنتجات المحتوية على الجلوتين وذلك مدى الحياة والشفاء التام متوقع بمجرد استبعاد الجلوتين من الطعام، وبالرغم من أن هذا النظام الغذائي يبدو صعباً ومربكاً إلا أنه يلقى نجاحاً .

ويستطيع الخبراء وأخصائيون التغذية مساعدة العائلات في التعود على هذا النظام الغذائي خلال شهور .

* مادا نتوقع بعد العلاج؟

تتحسن الأعراض خلال أسبوعين من بدء العلاج، كذلك تتحسن حالة عدم عمل اللاكتوز الناتجة عن الضرر اللاحق بالأمعاء . وبمرور 6 12 شهراً تختفي معظم الأعراض ويحدث شفاء تام للطبقة المبطنة للأمعاء وتتحسن حالة العظام ويعود النمو إلى طبيعته في الأطفال .

وتعد المتابعة المنتظمة مع خبراء التغذية وفريق العناية بالصحة ممن لديهم الخبرة في التعامل مع هذا المرض امراً مهماً للغاية، وذلك لضمان الاستمرارية على النظام الغذائي وكذلك لاكتشاف المضاعفات .

بالرغم من أن بعض هؤلاء المرضى قد يمكنهم إعادة استهلاك الجلوتين دون ظهور أعراض مباشرة إلا أن هؤلاء لا يمكن اعتبارهم قد تغلبوا على المرض أو شفوا منه ولذا يجب استبعاد الجلوتين من الطعام مدى الحياة .

* ما مدى انتشاره ومن هم الأكثر عرضة لخطره؟

يقدر أن حوالي شخص واحد لكل 100 200 شخص في أمريكا وأوروبا مصابون بالمرض، والمجموعات الأكثر عرضة للخطر تضم: مرضى السكر (المعتمدين على الأنسولين في العلاج)، مرض الغدة الدرقية المناعي، التهاب الجلد الحلائي، متلازمة داون، متلازمة ترنر، متلازمة وليام، وجود أفراد مصابين من الأقارب .

علماً بأن حساسية القمح (مرض سيلياك) قد تصيب أي شخص وإن لم يكن ضمن المجموعات الأكثر عرضة للخطر (المذكورة سابقاً) .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"