محمد الحوسني: دولتنا تعيش أزهى أوقاتها

المحافظة على الموروث أهم أسباب الرقي
04:06 صباحا
قراءة 4 دقائق
دبي: محمد ياسين

بين الماضي والحاضر عاصر كبار المواطنين بناء دولة الاتحاد، فبعد أن كان المواطن يكابد شظف العيش ومشقة العل في دول أخرى ليكسب رزق أولاه دار الزمان دورته، فأصبحت الإمارات من الدول الجاذبة لشعوب العالم إلى درجة أن أبناء أكثر من 200 جنسية يعيشون على أرضها ورغم كل هذا التنوع حافظ المواطن على موروثه الاجتماعي والثقافي، وأثر في الوافد بحسن خلقه ورقي تعامله وصار المواطن خير سفير لدولة الإمارات بصفاته الحميدة.

من هؤلاء الحاج محمد صالح الحوسني، الذي يبلغ من العمر 80 عاماً يحدثنا عن أبرز محطات مسيرته خلال مرحلتي ما قبل قيام الاتحاد وما بعده.
يقول الحاج الحوسني: لدي من الأبناء ستة والبنات 4 ومن الأحفاد 16 حفيداً تربوا على حب الخير وتقديم المساعدة للمحتاج من دون النظر إلى دينه أو عرقه أو جنسه، وهي عادة تربينا عليها وغرسها فينا آباؤنا وأجدادنا الأولون، ورسخها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، وإخوانه شيوخ دولتنا الحبيبة.
ويضيف: عملت بحاراً لنقل واستيراد البضائع من دول العالم المختلفة ومنها مواد البناء، كما عملت في مجال صيد اللؤلؤ في البحرين والكويت خلال فترة الصيف.
ويعود بذاكرته إلى ما قبل الاتحاد، قائلاً: كانت الحياة صعبة وكانت الرحلة بالسفينة تستغرق حوالي أربعة أشهر تمتد إلى ما قبل شهر رمضان المبارك، حيث يأخذ المواطنون إجازة عن العمل ويخصص الشهر الكريم للعبادة وصلة الأرحام والمجالس العائلية.


فرص تنافسية


ويتابع: عاصرنا الحياة البسيطة وصعوبتها وقلة الموارد وشح الكهرباء والمياه وبساطة المنازل، واليوم لدينا طرق متميزة ووسائل مواصلات فارهة ومساكن بها كل الإمكانات التي تلبي طموحنا، وقد تصدرت دولتنا دول العالم بفضل قادتنا وشيوخنا؛ وبات المواطن كبيراً أو صغيراً يمتلك فرصاً تنافسية.
عملت طوال حياتي مع العديد من أبناء الجنسيات المختلفة الذين يعملون في الإمارات وتعرفت من خلال تعاملي معهم على عادات شعوبهم، وكنا نتعلم من أبناء الجاليات العربية والأجنبية، كما أن الكثير منهم تعرف إلى العادات الإماراتية وأصبح يأكل مثل ما نأكل ويحاول البعض تقليد بعض ما يراه من تعاملنا في بعض الأمور.
وفيما يخص بعض الحالات الإنسانية التي مر بها قال: إن باب منزلي مفتوح لكل محتاج وكل طالب خدمة وقد ساعدت كثيراً من الأشخاص من دون النظر لدينهم أو جنسهم، وكفلت بعضهم ليحضروا زوجاتهم كما ساعدت آخرين في فتح مشاريع خاصة ليتمكنوا من توفير سبل العيش الكريم.


تعدد ثقافي


ويقول: المواطن يتميز بمحافظته على موروثه الاجتماعي والثقافي وعاداته رغم كل العادات والتقاليد المحيطة، ودولتنا دولة الخير تعيش أزهى أوقاتها فهي وطن المساواة والعدل ولذا تجتذب أفراداً من مختلف الثقافات للعمل والعيش فيها من دون تمييز
إن تنوع البشر وتعدد ثقافاتهم لم يؤثر على موروثنا الشعبي وتقاليدنا بل أثرنا نحن في العالم؛ عبر العمل الدؤوب الذي يقوم به شيوخنا حكام الإمارات، فتخطت دولتنا دولاً كبيرة ونهضنا خلال فترة وجيزة إلى مصاف الدول المتقدمة، ونعمل على بلوغ الفضاء، ووصل جواز سفرنا إلى الرقم واحد وغيرها من الإنجازات التي يراها العالم؛ حيث وظفت حكومتنا جميع الإمكانات لخدمة المواطن في كل المجالات وسخرت المؤسسات لخدمتنا.
إن دولتنا دولة السعادة والتسامح تستشرف المستقبل وتستعد له بسواعد أبنائنا شباب الوطن، ولم تدخر جهداً في توفير الرفاه لكبار المواطنين عبر برامج خصصت لإسعادهم والاستفادة من خبراتهم ومعارفهم، ومن ضمنها البرامج التي تنفذها وزارة تنمية المجتمع والقرارات التي أصدرها مجلس الوزراء بشأن السياسة الوطنية لكبار المواطنين.
أما شبابنا فإنهم يعيشون أزهى عصورهم في دولة تضع الاستثمار فيهم على رأس أولوياتها ولم توفر جهداً من أجل تحصيلهم العلمي والمعرفي فنحن محظوظون بقيادتنا الرشيدة.


بين صورتين


ويضيف: إن الصورة اختلفت كثيراً بين الماضي والحاضر، فقد كنا نسعى للعيش عبر العمل في مناطق مختلفة بمنطقتنا العربية ودول العالم، وكان المواطن ينتقل بين البحرين والكويت أو يعمل في دول عربية أخرى لكسب الرزق، واليوم يعيش في دولتنا الحبيبة أكثر من 200 جنسية حيث أصبحت الإمارات دولة يسعى الكثيرون إلى العمل فيها.
لم نمتلك في السابق حتى مواد البناء حيث كنا نعتمد على استيرادها من بعض الدول الإفريقية ومن مصر والعراق، واليوم بفضل قادتنا تمتلك الإمارات أكبر الموانئ وأفضل المطارات والطرق ونعيش رغد الحياة. ويشدد على أن أهم أسباب الرقي يتمثل في التمسك بالعادات والتقاليد الإماراتية والإرث الثقافي المجتمعي،وعلى أن يظل المواطن سفيراً لدولته من خلال التسلح بالعلم والمعارف والاستفادة من الإمكانات التي وفرتها القيادة الرشيدة من دراسة وابتعاث خارج الدولة وفرص للالتحاق بأفضل الجامعات العالمية.
ويقول: إن ما نعيشه اليوم هو نتاج ما قام به الآباء المؤسسون فهو غرس الماضي الذي ننعم به في الحاضر ونستعد للاستمرار في المستقبل بالعمل الجاد والتعلم المستمر، فبالعلم والمعرفة والقيادة الحكيمة تنهض الدول وتقوم الحضارات.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"