90 في المئة من الخليجيين يعانون نقص فيتامين (د)

13:37 مساء
قراءة 3 دقائق

أظهرت دراسة طبية اجريت في البحرين أن 90 في المئة من أبناء دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية يعانون نقص فيتامين (د) الذي يؤدي إلى عدد من الأمراض مثل ارتفاع ضغط الدم وهشاشة العظام .

وقال الدكتور وئام حسين المدير العام لمركز الخليج التخصصي للسكر والغدد الصماء إن منطقة الخليج تصنف كواحدة من أعلى المعدلات العالمية في نقص فيتامين (د)، مشيراً إلى انتشار الإصابات بين النساء الحوامل والمرضعات على اختلاف اعمارهن ومناطقهن الجغرافية أكثر منها عند الذكور .

أرجع الدكتور حسين ذلك إلى عدم التعرض الكافي لأشعة الشمس بسبب نمط المعيشة اليومية، إضافة إلى استخدام الكريمات الواقية التي تقلل من التعرض لاشعة الشمس، ما أدى إلى نشوء جيل يعاني انخفاض مستويات فيتامين (د) في الدم .

وأوضح أن النمط المعيشي للأفراد والاحتياطات التي تؤخذ للحماية من حرارة الشمس مسؤولة عن ارتفاع معدل انتشار نقص هذا الفيتامين، مضيفاً ان السكن في منازل ذات نوافذ ملونة والسيارات المظللة تقلل من التعرض لأشعة الشمس .

وقال إن معظم سكان المنطقة يمارسون أنشطتهم الخارجية بعد غروب الشمس ويبقون معظم الوقت في الأماكن المغلقة وهو ما يقلل تعرض الجسم لأشعة الشمس بشكل كاف .

وحذر من أن نقص هذا الفيتامين يتسبب في زيادة خطر الإصابة بالاضطرابات العظمية كالكساح عند الأطفال وتشمل أعراضه إعاقة النمو الطبيعي وتأخر ظهور الاسنان والإصابة بالهزال ولين العظام خصوصاً عظام الجمجمة لدى الرضع وحدوث تشوهات مستديمة في العظام لا يمكن علاجها .

وذكر أن نقص الفيتامين عند البالغين يؤدي إلى الإصابة بأمراض نقص الكالسيوم وانخفاض مستوى الكالسيوم والمعادن في الدم وبالتالي انخفاض الكتلة الكلية للعظام .

وأشار إلى وجود دلائل على ان نقص فيتامين (د) يزيد من خطر الإصابة بالسكري واضطرابات الغدة الدرقية والأمراض العصبية كالتصلب المتعدد واضطرابات المناعة الذاتية الأخرى كالتهاب المفاصل والتهابات الامعاء وأنواع معينة من السرطانات وأمراض القلب والسكتة الدماغية .

وأكد اهمية الفيتامين (د) الذي يساعد على امتصاص المعادن وترسيبها في العظام والمحافظة على كثافتها وتوفير خصائص مضادة للسرطان اذا أضيف إلى الكالسيوم وينظم ضغط الدم ويسهم في علاج بعض أمراض المناعة كالتصلب اللويحي المتعدد والصدفية وتقوية العضلات .

ومن جانبه يوضح الدكتور هشام السر أخصائي وجراح العظام في أبوظبي انه عندما لا يتعرض الجلد لأشعة الشمس تتعطل عملية التمثيل الضوئي التي تمتص الأشعة الفوق البنفسجية وتساعد الكلية على تكوين فيتامين د .

وأضاف أن هذه الظاهرة تنتشر في المناطق التي تكون ساعات الشروق فيها قليلة مثل كندا واسكندنافيا، لكن المثير للاهتمام هو انها انتشرت في دول آسيوية تحظى بكم وافر من أشعة الشمس مثل إيران ودول الخليج العربية حيث تتصدر السعودية القائمة في نسبة النقص، تليها الإمارات ومن ثم الكويت .

ورجح الدكتور هشام أن الزي السائد في هذه البلدان ألا وهو العباءة السوداء قد ساعد على زيادة نسبة النقص مع العلم بأن اللون الأسود بمتص أشعة الشمس ويمنع وصولها للجسم .

وأضاف، إنّ أحد العوامل المهمة التي أدت إلى النقص هي كثرة الأماكن المغلقة كمراكز التسوق التي يقبل عليها الناس بشدة ويقضون فيها معظم أوقاتهم فتمنعهم من قضاء وقت كاف في الأماكن المفتوحة .

ويؤكد الدكتور هشام السر أن نقص هذا الفيتامين في الجسم لا يؤثر فقط في قوة العظام فحسب، ولكن أيضاً على عضلات القلب، كما انه ينقص المناعة فيصبح الجسم عرضة للأمراض كالسكري بنسبة 40% وتصلب الشرايين بنسبة 40% . كما أن النقص الحاد لفيتامين د يضعف التركيز الذهني واللياقة البدنية ويزيد نسبة الاكتئاب وتدهور الحالة النفسية .

وأشار الدكتور السر إلى أن أسلوب الحياة العصري يقف عائقاً في طريق حل هذه المشكلة . وأتبع قائلاً إن الاعتماد على السيارات في التنقل بدلاً من العجلات الهوائية، وممارسة التمارين الرياضية في صالات التدريب بدلاً من الركض على الشاطئ في ساعات الشروق والغروب وهي أهم أوقات لامتصاص الجلد لفيتامين د من أشعة الشمس- هي كلها عوامل تمنع من التزود بفيتامين (د) .

وأضاف أن توتر الطلاب الذين يمرّون بمراحل دراسية كالجامعة والثانوية، يمنعهم من اتباع نظام غذائي ورياضي منتظم يساعدهم على دعم اجسادهم فيسيولوجيا وفيزيائيا وعقليا . فعلى الناس التركيز على التعرض للشمس وتناول الأسماك الزيتية ومنتجات الألبان .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"