الواقع الافتراضي.. طريق إلى «بيئتنا السعيدة»

موسوعة أطلقتها وزارة التغير المناخي والبيئة باستخدام أحدث التقنيات
23:34 مساء
قراءة 4 دقائق
دبي: محمد حمدي شاكر

تحاول وزارة التغير المناخي والبيئة دائماً أن تثبت ريادتها في مجال الحفاظ على البيئة، وجعلها نظيفة ومستدامة، بل إنها أطلقت مؤخراً موسوعة «بيئتنا السعيدة»، والتي تستخدم من خلالها تقنيات الواقع الافتراضي، و3 Dو5 D، بصورة مبتكرة تمكّن الأفراد تعلّم السلوكيات السليمة للعديد من القضايا كالمياه والطاقة والنفايات وجودة الهواء والتغير المناخي والاستدامة والبصمة البيئية، وذلك عن طريق العديد من أحدث الطرق المبتكرة وذلك لرفع الوعي البيئي وتعزيز السلوك الإيجابي تجاه البيئة.

في شرح لتلك المبادرة، وموعد تفعيلها في الوزارة، والمستهدفين منها، تقول المهندسة عائشة العبدولي، الرئيس التنفيذي للابتكار ومديرة إدارة التثقيف والتوعية البيئية بوزارة التغير المناخي والبيئة: «نستهدف جميع فئات المجتمع، نقول من خلالها، إن بيئتنا في الإمارات بيئة سعيدة، ونود أن يقولها كل مواطن ومقيم، وكل من تطأ قدماه أرض الإمارات،

كما نهدف إلى ترسيخ وتعزيز السلوكيات البيئية والتوعية بأهميتها في المحافظة على بيئة الدولة».

وتضيف العبدولي: «استخدمنا تقنية ال 5Dبصورة مبتكرة بحيث يكون على الجدار التفاعلي العديد الرموز للأسباب التي تساهم في تفاقم القضايا البيئية، مثل قطع الأشجار واستخدام وسائل النقل الجماعي والهدر الغذائي والنفايات والطاقة والمياه، بطريقة مبتكرة وغير تقليدية، حتى يمكن للجمهور استخدام الكتاب بصورة تفاعلية ومشتركة ليتمكن الأشخاص بالضغط على الرموز الموجودة على الجدار التفاعلي ليظهر لهم بطريقة غرافيكية شائقة، تبعات الإسراف في استخدام الموارد الطبيعية واستهلاكها بطريقة غير مسؤولة أو الإيجابيات التي تنجم عن الاستخدام المسؤول للموارد الطبيعية بطريقة ممتعة وتعليمية في الوقت نفسه، لتعزيز السلوك البيئي وتوضيح أثر الأضرار بالبيئة وأن يظهر للمشارك ردة فعل البيئة المحيطة على هذا التصرف إن كان صديقاً للبيئة، فكيف يكون تأثير ذلك عليها وإن كان التصرف مضراً بالبيئة كيف يؤثر ذلك عليها أيضاً بطريقة مؤثرة ترسخ في ذهن المشارك».

عدد كبير من الموظفين بإدارة التثقيف والتوعية بوزارة التغير المناخي والبيئة هم المسؤولون عن تلك المبادرة، بحسب العبدولي، فضلاً عن العديد من الخبرات التي تستطيع توصيل المعلومة بشكل أكثر سلاسة، إلى جانب فكرة التسهيل من خلال تقنية 5D.

وعن التقنية والمقصود بها وأماكن تفعيلها، والمشاركين الرئيسيين في المبادرة بشكل عام، تقول العبدولي: «المبادرة واحدة من المبادرات التابعة للوزارة، وكان تفعيلها من خلال أسبوع الإمارات للابتكار نهاية العام الماضي، وتمثلت في موسوعة (بيئتنا السعيدة) باستخدام تقنية 5D بصورة مبتكرة لتمكين الأفراد من تعلم السلوكيات السليمة تجاه قضايا المياه والطاقة والنفايات وجودة الهواء والتغير المناخي والاستدامة والبصمة البيئية، بطرق مبتكرة لرفع الوعي البيئي وتعزيز السلوك الإيجابي تجاه بيئتنا».
وتضيف: «هناك العديد من السلوكيات التي نهدف إلى ترسيخها من خلال تلك المبادرة، وأهمها فرز النفايات واستخدام وسائل النقل الجماعي واستخدام الأشخاص لسيارة واحدة بدلاً من استخدام كل فرد لسياراته الخاصة في التوجه للوجهة ذاتها، والتقليل من استهلاك الأوراق للمحافظة على الأشجار، والاستهلاك الحكيم للمياه والطاقة واستخدام الطاقة الشمسية وتشجيع استخدام السيارات الصديقة للبيئة وغيرها من التصرفات المسؤولة تجاه استدامة أكثر للبيئة.

أما بخصوص التشابه بين تلك المبادرة وبين«محطة R3» الابتكارية لاستخدام تقنية HTCFIVE ، توضح: «HTCFIVE تقنية للواقع الافتراضي، وهي تكنولوجيا تقوم على استخدام البرمجيات، لتوليد صور وأصوات وأحاسيس مشابهة للحقيقة، ضمن عرض ثلاثي الأبعاد (3 D)، فتستطيع التجوّل والنظر ضمن عالم متكامل بكل الاتجاهات والأبعاد وتم توظيفها ليعيش المشارك تجربة حقيقية في مكان تم تصويره على هيئة مدينة صغيرة ومن خلال تصرفه وإدارته السليمة للنفايات الموجودة في هذه المدينة، إما أنه يساعدها فتزدهر أو يتسبب في إلحاق الضرر بالبيئة المحيطة به (المدينة)، وتلك التقنية مختلفة تمام الاختلاف عن تقنية 5D.

أما فيما يخص محطة 3R، فهي كانت عبارة عن مسابقة تعليمية لفرز النفايات ويتخلل تلك المسابقة الرسائل التوعوية التي توضح أهمية فرز النفايات والطرق الممكنة لإعادة استخدام تلك النفايات في أشياء مفيدة للبيئة، من دون إلحاق أي ضرر بها، ومن دون التصرف فيها بشكل يؤثر على البيئة والمناخ بشكل عام».

استخدام تلك الطرق كان مجدياً بشكل كبير، وأوصلت الهدف المراد لأفراد المجتمع المستهدفين، خصوصاً من خلال المحاكاة الذاتية للتجربة، التي ساعدت بشكل كبير على تثبيت المعلومة وترسيخها داخل الأذهان، بحسب العبدولي. تضيف: «التعلم والاستفادة يكون بطريقة ذاتية وممتعة في الوقت نفسه، وهذا ما أردناه من خلال إدخال تلك التقنيات على الأشياء والمبادرات بالوزارة خصوصاً التي تصل إلى أفراد المجتمع بمختلف مستوياتهم التعليمية، فالمحاكاة مجدية للجميع كباراً وصغاراً، خصوصاً أنك تعيش التجربة وكأنك بالفعل بداخلها وليس مجرد رسائل توعوية مكتوبة أو مرئية، وسيتم تفعيل تلك المبادرات خلال العام الجاري 2017 ضمن مبادراتنا في يوم البيئة الوطني المقبل».

وعن انطباع المشاركين في تلك المبادرة ومن خاضوا التجربة تقول العبدولي: «جميع من شاركوا في مبادرة (موسوعة بيئتنا السعيدة)، أيدوا ضرورة استخدام تلك التقنيات الحديثة والطرق المبتكرة، في التوعية لسهولة تلقيهم المعلومات والاستفادة الحقيقية التي تمثلت في تجربة فريدة من نوعها، تم تقديمها للمرة الأولى على مستوى الدولة، بل وعلى مستوى المنطقة بالكامل».
وتؤكد العبدولي أنهم يسعون من خلال تلك المبادرات إلى الابتكار، وتوظيف التقنيات الحديثة في تثقيف المجتمع لما لها من تأثير كبير، مشيرة إلى أنهم يملكون عدداً كبيراً من الفعاليات والمبادرات التي تستخدم فيها مثل هذه التقنيات ستُطلق على مدار العام.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"