«مدينتي بيئتي».. ثقافة خضراء ومواد مستدامة

البلاستيك والورق والأسمدة العضوية أهم إنتاجاتها
02:59 صباحا
قراءة 5 دقائق
دبي محمد حمدي شاكر:

تعمل بلدية دبي على قدم وساق لتحقيق رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، التي تهدف إلى جعل الإمارة أكثر مدن العالم استدامة مع حلول العام 2020، خصوصاً مع إطلاق مشروع «ثقافة دبي البيئية»، إلى جانب مبادرة «مدينتي بيئتي» التي أطلقتها البلدية في فبراير/شباط 2012 والمستمرة حتى الآن.

تقوم المبادرة على احترام المحيط الحيوي الذي يعيش فيه الإنسان، وتسهم في خلق بيئة مشجعة لتعزيز نمو اقتصاد دبي الأخضر، وهي مظلة لكل المبادرات البيئية الصادرة عن بلدية دبي، التي تهدف إلى نفس الشيء، ولاقت الحملة نجاحات مرتفعة، منذ انطلاقها وحتى الآن.

وتهدف المبادرة إلى فكرة فصل المواد من مصدرها وإعادة تدويرها وتقليل كمية النفايات المنزلية التي يجري دفنها بنسبة تتجاوز نحو 35%، وإعداد استراتيجية لتوفير كمية من المواد تكفي لإنشاء صناعة وطنية قائمة على إعادة التدوير. وجاءت هذه المبادرة بعد دراسة مجموعة من المشاريع البيئية التي تهدف إلى المحافظة على البيئة وإشراك القطاع الخاص في تنفيذها. كما جرى توزيع حاويتين بلونين مختلفين على الوحدات السكنية في بعض المناطق المختارة، خصصت إحداهما للنفايات القابلة للتدوير، واعتمدت البلدية الرسومات والإرشادات التعريفية عليهما لتسهيل عملية الفصل. وتسحب الحاويات من المناطق عن طريق تشكيل فريق وبرنامج سريع ليلاً لسحب الحاويات من المناطق المستهدفة والعمل على إعادة تدويرها.

المهندس عبد المجيد سيفائي، مدير إدارة النفايات ببلدية دبي، يحدثنا لنتعرف الى تفاصيل المبادرة وإلى أين وصلت، وكيف تتم الاستفادة من النفايات المجمعة وأشياء أخرى. ويقول عن مراحل المبادرة: «المبادرة منقسمة إلى مرحلتين الأولى والثانية فقط، وليس مثلما يعتقد البعض أنها على 3، فالمرحلة الجديدة بمثابة إعادة توجيه للأولى، والمبادرة مستمرة حتى تنتشر في جميع أنحاء دبي وتقوم بتغطية كل الأماكن الحيوية».

ويضيف سيفائي: «هناك العديد من الاتصالات ترد إلينا عن طريق هاتف البلدية المجاني من عدة أشخاص من أماكن متفرقة بدبي يطلبون من خلالها تفعيل الخدمة ونشر الحاويات الخاصة بالمبادرة في مناطقهم، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على الوعي الكبير لدى الجماهير من مواطنين ومقيمين، الذين تفاعلوا مع المبادرة بشكل جيد، ومن جانبنا نعمل هذه الفترة على الانتشار في كل أنحاء الإمارة».

وعن حملات التوعية التي تقوم بها الإدارة وجمهورها المستهدف يقول: «في المراحل الأولى للمبادرة قامت البلدية فقط بالتعاون مع بعض الشركات أو من خلال العاملين بالإدارة لدينا، أما الآن فوقعنا شراكة مع إحدى الشركات الخاصة لعمل برنامج توعوي يساعد على انتشار المبادرة، في المناطق التابعة للمراحل الأولية، إلى جانب المدارس والأطفال، خصوصاً أننا نسعى من خلال (مدينتي بيئتي) أن نستهدف الأطفال والجيل الجديد ليعلم معنى الاستدامة بشكلها المطلوب وأن يكون لديه فكر بأهميتها في مجتمعنا».

ولم يكن الأمر سهلاً، في البداية، وكان لدى البلدية بعض المعوقات التي تغلب عليها أفراد الإدارة سريعاً، بحسب سيفائي. يقول: «في بداية أي مبادرة أو مشروع جديد يكون الأمر غريباً على الكثير من الأشخاص المستهدفين من المشروع، إلا أنه مع الوقت تغلبنا على هذا وأصبح كما أوضحنا أن الجمهور الآن من يسعى للتواصل معنا. وكانت أحجام الحاويات المجمعة للنفايات معضلة كبيرة إلا أننا استبدلنا بعضاً منها، وصنعنا حاويات مخصصة فقط للأشياء القابل إعادة تدويرها مجدداً».ويتابع، قائلاً: «لدينا في الإمارات عموماً، وفي دبي بشكل خاص، العديد من الأشخاص معتادي السفر بشكل مستمر، ومن هنا كان لديهم وعي أكثر بهذا الموضوع وتلك المبادرة التي رأوها في العديد من الدول الأوروبية، التي تهتم بالبيئة والاستدامة، وفكرة إعادة التدوير للحفاظ على بيئتها»، مشيراً إلى وجود تجاوب كبير من الجماهير الذين عبروا عن سعادتهم بشكل أكثر من ممتاز، إذ أجرت الإدارة استبياناً على عينة عشوائية من مناطق متفرقة بالإمارة لمعرفة مدى رضاهم وقبولهم بالخدمات المقدمة من المبادرة وكانت النتيجة جيدة بنسبة اجتازت ال80%، لافتاً إلى أن البلاستيك والورق من أهم المواد التي أعيد تدويرها، فضلاً عن بقايا المأكولات التي تفيد في الزراعات وبعض الأشياء الأخرى المتعلقة بالأسمدة.

مدينة ذكية وإمارة مستدامة

المهندس حسين ناصر لوتاه مدير عام بلدية دبي، يقول: «مبادرة ومشروع (مدينتي بيئتي) تستهدف كل فئات المجتمع المحلي خصوصاً القاطنين بدبي على قاعدة الشراكة في المسؤولية، وتغطي كل جوانب الحياة العامة في البيت والمدرسة والسيارة والمصنع والحديقة والشارع والمراكز التجارية والشاطئ وغيره، وتعزيز الانتماء للمكان على قاعدة الشعور بالمسؤولية والشراكة في المحافظة على مكتسبات التنمية المستدامة في دبي وأيضاً من خلال ترسيخ المعرفة والتفاعل الإيجابي والتحفيز المستمر، بما ينسجم مع خطة دبي 2021 بأن نجعل من دبي مدينة ذكية ومستدامة، كما تتوافق برامج الحملة أيضاً مع الاستراتيجية الوطنية للتثقيف والتوعية البيئية التي أقرتها وزارة البيئة والمياه.

وأوضح لوتاه: «ثقافة دبي البيئية ممثلة بحملة (مدينتي بيئتي) تعني أن تكون دبي أكثر مدينة مستدامة في العالم، وتستند إلى احترام المحيط الحيوي الذي نعيش فيه وسعادة الإنسان والمجتمع، وتسهم في خلق بيئة مشجعة لتعزيز نمو اقتصاد دبي الأخضر، وهي مظلة لكل المبادرات البيئية الصادرة عن بلدية دبي، لأن كل الأفعال البيئية ترمز إلى الهدف نفسه».

وعن المبادرة التي أطلقتها البلدية مؤخراً «ثقافة دبي البيئية» يقول: «تنطلق المبادرة تحت مظلة مشروع (مدينتي بيئتي) وتستهدف كل فئات المجتمع المحلي بالإمارة على قاعدة الشراكة في المسؤولية، وتغطي جوانب الحياة العامة في البيت والمدرسة والسيارة والمصنع والحديقة والشارع والمراكز التجارية والشاطئ وغيره، عبر ترسيخ المعرفة والتفاعل الإيجابي والتحفيز المستمر، بما ينسجم مع خطة دبي 2021 بأن نجعل من دبي مدينة ذكية ومستدامة، كما تتوافق برامج الحملة أيضاً مع الاستراتيجية الوطنية للتثقيف والتوعية البيئية التي أقرتها وزارة البيئة والمياه».

ورش متخصصة في مدارس دبي

المهندس صلاح أميري، مساعد المدير العام لخدمات البيئة والصحة العامة ببلدية دبي، يعبر عن سعادته بالنجاح الذي حققته الحملة منذ انطلاقها في فبراير 2012، يقول: «هناك بعض التحديات التي واجهتنا، أبرزها تطوير الثقافة والحوافز لدى الفئات المستهدفة، إذ ركزنا في المرحلة الجديدة من الحملة على نشر وترسيخ ثقافة «مدينتي بيئتي» في الأحياء السكنية من خلال الزيارات الميدانية، والترويج في المراكز التجارية والأعمال الفنية بالحدائق وورش العمل بالمدارس للأطفال، لتحفيز وتشجيع قاطنيها، بالإضافة إلى تمكين أطفال المجتمع من ثقافة التدوير والشراكة في المسؤولية في فرز النفايات بالمصدر عبر تنفيذ عدد من ورش العمل المتقدمة في مدارس دبي بأسلوب عصري يسمى ب(التعليم باللعب) نظراً لأهمية الطفل باعتباره عنصراً مهماً في تحقيق التنمية المستدامة».

ويشير إلى وجود فريق عمل متخصص سيزور نحو 12 مدرسة لاستهداف 1000 طالب على مدار العام الدراسي، وتركز ورش العمل على مبدأ التعليم باللعب لزرع أهمية ثقافة الفرز بالمصدر في عقول الأطفال من عمر مبكر بطريقة محببة بعيداً عن النمط التقليدي للدراسة.
ويضيف: مشروع «مدينتي بيئتي» يهدف بالأساس إلى تعزيز مشاركة مختلف فئات المجتمع المحلي بفصل المواد القابلة للتدوير من مصدرها وإعادة تدويرها وتقليل كمية النفايات المنزلية التي يتم دفنها بنسبة تتجاوز 35% والبدء بإعداد استراتيجية لتوفير كمية من المواد تكفي لإنشاء صناعة وطنية قائمة على إعادة التدوير، ومن المناطق التي شملتها هذه المرحلة البرشاء الثانية، والصفا الأولى، والبرشاء الثالثة، والصفا الثانية، وجميرا 1، أم سقيم 1، وجميرا 2، وأم سقيم 2، وجميرا 3، وأم سقيم 3، وأم الشيف، والمنارة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"