الصداع النصفي.. علامات تشخيصية وعلاجات فورية

00:51 صباحا
قراءة 6 دقائق
تحقيق: راندا جرجس
يعتبر الصداع العنقودي أكثر أنواع الصداع حدةً وشدةً في الألم، ويعرف أيضاً باسم الصداع النصفي، وسمى هكذا نسبة إلى نوبات الصداع المجتمعة والتي تحدث في نفس الوقت، كما يعرف بأنه اضطراب عصبي يمكن أن نميزه بأنه صداع قوي ومتكرر على جانب واحد من الرأس، ونمطياً حول العين، «الصحة والطب» تناقش الأسباب والأعراض وتطرح مع الخبراء والأطباء طرق العلاج والوقاية.. التفاصيل في هذا التحقيق:
عن الصفات التشخيصية للصداع العنقودي يوضح الدكتور خلدون عثمان مختص جراحة الأعصاب، أنه يبدأ في أواخر العشرينات من العمر، ويصيب الذكور أكثر من الإناث بنسبة تصل إلى الضعف، وتأتي نوبات الصداع على هيئة مجموعات من الصداع تحدث مرة أو مرتين في السنة، وتستمر النوبة لمدة شهرين أو ثلاثة أشهر، وتعتبر دورية الصداع العنقودي من أهم علامات التشخيص حيث إنّ دورات حدوث الصداع ومدة استمرار النوبة تقريباً ثابتة لا تتغير للشخص الواحد.
ويضيف قائلاً: إنّ الصداع النصفي المعروف لا توجد مقدمات لحدوث نوبة الصداع الخاصة به، سواءً بصرية أو عصبية، ويبدأ بطريقة حادة ومفاجئة ويتزايد الألم ليصل إلى أقصاه خلال عشر أو خمس عشرة دقيقة، ويقع الألم غالباً في منطقة العين والصدغ، ويشعر به المريض خلف العين وفوق وأسفل العين.
وتستمر نوبة الألم من خمس وأربعين دقيقة إلى الساعة، ويصف المريض هذا الألم بالفظيع أو غير المحتمل، ويضرب هذا النوع من الصداع المريض في فترات منتظمة، يحدث ذلك في يوم معين من الأسبوع لمدة أسابيع.
إشارات عصبية

ويقول د. خلدون عن العوامل المسببة للصداع العنقودي: إنّ النبض يزيد في الشريان الصدغي، مع زيادة تدفق الدم فيه بعد بداية نوبة الصداع العنقودي، ما يعني أن الإصابة تبدأ في الجهاز العصبي وليس بدايتها في الأوعية الدموية.
ويمكن تلخيص أسباب الصداع العنقودي، بحدوث إشارات عصبية عبر العصب الخامس، تبدأ من الخلايا المركزية على مستوى المهاد في المخ وتكون نتيجة هذه الإشارات تمدداً في الشرايين في الرأس، إلّا أنه قد يتغير من جهة إلى أخرى من الرأس عند حدوث نوبة جديدة.
ويشير الدكتور خلدون إلى أنّ شدة الأعراض تجعل المريض يعيش في خوف دائم من عودتها بعد اختفائها، خاصة إذا كان المريض يعلم بدورية حدوث الصداع العنقودي، ويؤدي الخوف والرعب الذي يتملك المريض، من احتمال عودة الصداع إلى حالة شديدة من الاكتئاب، والتي قد تنتهي بمحاولات الانتحار، ولذا يجب السرعة في العلاج وخاصة عند بداية النوبة ومن طرق العلاج :-
1- استنشاق الأوكسجين، ويكون عن طريق قناع الوجه لمدة عشر دقائق يؤدى إلى توقف نوبة الصداع العنقودي أو إلى تقليل شدة نوبة الصداع، ولكي يأتي استنشاق الأوكسجين بنتيجة طيبة، يجب أن يبدأ مبكراً عند بداية النوبة، ولذلك يجب أن تكون اسطوانة الأوكسجين مصاحبة لمريض الصداع العنقودي وجاهزة للاستخدام بصورة دائمة.
2- تناول الأدوية، ويظل عقار الارجوتامين هو الأقوى والأكثر تأثيراً في علاج حالات الصداع العنقودي، ويؤدي استنشاقه إلى توقف نوبة الصداع خاصة إذا استنشق خلال خمس دقائق من بداية النوبة، وحين يستخدم تحت اللسان يكون مؤثراً في 35 % من المرضى خلال أربع إلى تسع دقائق، وفي 65% من المرضى خلال عشر دقائق، ومن غير الممكن الوقاية الفعلية من الصداع العنقودي، إلاّ أن الابتعاد عن التدخين والكحول و المنبهات والتوتر يساهم من تقليل النوبات.
أسباب الإصابة

ويبين الدكتور هيلول كانتي بال، اختصاصي المخ والأعصاب، أنّ الصداع النصفي يعني الإصابة بصداع شديد، على جانب واحد من الرأس، ويتركز خلف العين وفي نطاق‬ ‫الجبهة والصدغ، وتكون الآلام ثاقبة أو حارقة ويمكن أيضاً حدوث احمرار‬ ‫لملتحمة العين على جانب الرأس المصاب، أو حدوث زيادة في إفرازات السائل الدمعي ورشح للأنف.
‬ ‫وغالباً ما يشعر المريض بالغثيان ويكون حساساً للضوء والضجيج، ‬و‫تستغرق مدة تتراوح‬ ‫من ربع ساعة إلى ثلاث ساعات، وتحدث في شكل نوبات شديدة على فترات‬ ‫متقطعة، حتى بعد الاستيقاظ من النوم، ويمكن للصداع أن يوقظ الشخص من نومه بعد ساعة أو ساعتين بعد خلوده للنوم. وتكون النوبات الليلية أشد من النوبات النهارية.
وفي حالات كثيرة، يكون السبب غير معروف، لكن آلام الرأس تحدث عند تشغيل العصب الثلاثي التوأم، الموجود في قاعدة المخ، حيث يؤدي إلى آلام في العينين، وإلى تنشيط مجموعة أخرى من الأعصاب التي تؤدي إلى عيون حمراء دامعة، واحتقان الأنف وإفرازاته، فكل هذه العوارض ذات صلة بساعتنا البيولوجية، التي تنظم ساعات نومنا ويقظتنا، حسب جدول زمني محدد، ونلاحظ أن آلام الرأس العنقودية، ليست بسبب التورم أو تمدد الأوعية الدموية، وربما يكون السبب الرئيسي، هو تبدل فصول السنة، فغالبية آلام الرأس العنقودية، تظهر في الربيع أو الخريف، نظراً لطابعه الموسمي.
القصة المرضية

فى بعض الأحيان يتم تشخيص الصداع العنقودي بطريقة مغلوطة على أنه نابع من حساسية أو من ضغط نفسي، ولذلك فإنّه منتشر عند المدخنين، وخلال حالة الصداع العنقودي، يكون المريض أكثر حساسية تجاه الكحول والنيكوتين، وما زال التاريخ المرضي والمعلومات الخاصة بهذا المرض، هو الوسيلة الأولى والفعالة في تشخيص نوع الصداع، ويمكن الحصول على التاريخ المرضي بمجموعة من الأسئلة توجه إلى المريض.
وتبدأ هذه الأسئلة، بمعدل حدوث الصداع، والمدة التي يستمر فيها حدوث الصداع، وعلاقة وقت حدوث الصداع بالوقت على مدار اليوم، ثم صفات هذا الصداع من حيث شكل الألم ومكانه، ثم يسأل عن الظروف والملابسات التي تساعد على حدوث بداية الصداع، وكذلك العلامات والإشارات التي تسبق حدوث الصداع أو تصاحبه.
ويؤكد د. هيلول أن الفحص الإكلينيكي يعتبر أحد المكملات للتشخيص، رغم ندرة العلامات التشخيصية أثناء الفحص في معظم حالات الصداع الحاد والمزمن.
ويشمل الفحص البدني والعصبي والحركي في منطقة الرأس والرقبة، في محاولة لإيجاد إحدى الظواهر المرضية التي تشخص أسباب الصداع المرضية. ومن وسائل التشخيص أيضاً الفحوص المختلفة مثل الأشعة المقطعية والفحص بالرنين المغناطيسي على الرأس والرقبة.
ويستخدم رسم المخ الكهربي في تشخيص حالات الصرع المصاحبة لحالات كثيرة من الصداع، وكذلك حالات الصداع الناتجة عن زيادة النشاط الكهربي للمخ، ويمكن التحليل الكيميائي للدم أن يظهر بعض الحالات المرضية، التي تؤدي إلى الصداع مثل: حالات الفشل الكلوي أو الكبدي وحالات الأنيميا.
العلاج الوقائي

ومن العلاجات المعروفة في علاج الصداع النصفى هي: التنفس من خلال قناع أوكسجين مدة عشرين دقيقة، ويمكن تلقي العلاج الوقائي الذي يقلل من فترة النوبات ويقلل من شدة الألم، وهناك الجراحة التي تتركز في تعطيل نشاط العصب الثلاثي، وتصلح الجراحة للأشخاص الذين يعانــــون مــــن الــــصداع العنقودي المزمن.
نصائح عملية
• الابتعاد عن التدخين والخمور.
• عدم الإفراط في تناول المسكنات.
• ممارسة الرياضة.
• النوم الكافي والمستقر وعدم السهر.
• التغذية المتوازنة.
حالة وراثية

ويبين الدكتور جبران حبيب السلمان، مختص الطب الباطني، أنّ الصداع العنقودي سمى هكذا، لأن نوباته تأتى للمريض ضمن دورات أو عناقيد عادة، وهو نوع من أنواع الصداع يسبب نوبات من الألم الشديد الذي يصيب ناحية واحدة من الرأس، وتأتي هذه النوبات وربما تستمر من عدة أسابيع إلى مدة أشهر، ويعتبر هذا الصداع حالة نادرة، وهو أشد أنواع الصداع ألماً.
وتستمر هذه النوبات من ساعة إلى ثلاث ساعات ويمكن أن يتكرر حدوث النوبات، من نوبة واحدة كل عدة أيام، إلى عدة نوبات في اليوم الواحد، وهو يصيب الرجال أكثر من النساء، ويبدأ عادة من سنّ الثلاثين تقريباً.
ويضيف الدكتور جبران، أنّ أعراضه تبدأ بنوبات فجائية ومن دون سابق إنذار خلال النوم، وعادة يكون ألم الصداع خلف إحدى العينين، وربما ينتشر إلى الوجه والرأس كلها والرقبة والكتفين، وغالباً ما يزداد الألم عند الاستلقاء مع وجود احمرار بالوجه، وانسداد بالأنف والتعرق بالإضافة إلى تدميع في العين أو احمرارها أو انسدال الجفن للجهة المصابة بالألم، وما تزال أسباب الإصابة به مجهولة.
وهناك بعض النظريات التي تبين أنّها حالة وراثية يتناقلها أفراد العائلة الواحدة، أو يحدث نتيجة قصور وظائف منطقة معينة بالدماغ، وهناك بعض العوامل التي تساعد على زيادة هذه النوبات مثل: تناول الكحول وبعض العقاقير، التعرض للحرارة، التمارين الرياضية.
ويؤكد د. جبران، أن التشخيص يعتمد بشكل أساسي على القصة المرضية، من حيث عدد تكرار نوبات الألم بالإضافة لأهمية الفحص السريري، والاستقصاءات الشعاعية تفيد لنفي الأسباب الأخرى للصداع عند بعض المرضى، ولا تعتبر التحاليل المخبرية ضرورية للتشخيص. وأمّا العلاج فيكون عن طريق إعطاء الأوكسجين بالقناع الوجهى بضغط 8 لتر في الدقيقة لمدة عشر دقائق، ما يفيد من إجهاض نوبة الألم وخاصة إذا أعطى في بداية النوبة.

إشارات تنبئ بالخطر

بالرغم من أن الألم يبدأ بشكل مفاجئ، إلا أنّ هناك بعض العلامات التي تسبق ظهور حالة الصداع العنقودي ومنها:-
• شعور بعدم الراحة أو شعور بحرقة خفيفة في جانب واحد من الوجه.
• تصبح العين في الجانب الذي سوف يظهر فيه الألم متورمة قليلاً أو مترهلة.
• بؤبؤ العين والأنسجة الوردية في زاوية العين الداخلية مع وجود التعرق المفرط.
• احمرار في الجانب الذي سيصيبه الألم في الوجه، وحساسيه للضوء.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"