مركز الفجيرة لتأهيل المعاقين بوابة تعليمية لرعايتهم

يقدم خدماته ل 70 طالباً وطالبة
03:16 صباحا
قراءة 5 دقائق
تحقيق: أمنية صدقي
حققت دولة الإمارات نقلة نوعية في مفهوم الرعاية الاجتماعية حينما انتقلت بمفهوم رعاية وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة، من إطاره التقليدي إلى معناه الحديث والشامل، والذي يكفل تلبية مختلف طموحات ومتطلبات هذه الفئة، ويضمن لهم مشاركة فعالة مع بقية أفراد المجتمع في جميع مناحي الحياة .
يعتبر دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع أحد الخطوات المتقدمة التي أصبحت برامج التأهيل المختلفة تنظر إليها كهدف أساسي لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة حديثاً، ويعد مركز الفجيرة لتأهيل المعاقين أحد المراكز التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية، وقد افتتحه صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، في نوفمبر/تشرين الثاني ،1996 ويتكون المركز من مبنى مجهز ومهيأ لتقديم خدمات رعاية وتأهيل متطورة على أيدي متخصصين في مجال ذوي الإعاقة بما يتماشى مع متطلبات واحتياجات هذه الفئة من المجتمع .
"الخليج" سلطت الضوء في هذا التحقيق على مركز الفجيرة للمعاقين وأهميته ودوره في خدمة ذووي الاحتياجات الخاصة، وضرورة دمجهم مع أفراد المجتمع، سواء في المدارس أو في توظيفهم .
أكدت عائشة عبدالعزيز النجار مديرة مركز المعاقين بالفجيرة أن المركز يعد بوابة تربوية تعليمية وتأهيلية لرعاية وتأهيل ذوي الإعاقة ويطمح إلى التميز والريادة في منطقة الساحل الشرقي، حيث يقدم خدماته إلى نحو 70 طالباً وطالبة من مختلف الإعاقات والأعمار مغطياً إمارة الفجيرة ومدينتي خورفكان وكلباء، من خلال تقديم الخدمات العلاجية والتعليمية والتأهيلية والمهنية، إضافة إلى التدريب على المهارات الاجتماعية والاعتماد الذاتي والتوافق النفسي الذي يسمح بالدمج التعليمي والاجتماعي أوالتوظيف، إلى جانب الخدمات الاستشارية النفسية والاجتماعية والتربوية لذوي الإعاقة بالمنطقة والمساندة التربوية التعليمية والعلاجية، سواء للحالات المسجلة أو الحالات الخارجية غير المنتسبة للمركز . ولفتت إلى أن سن القبول بالمركز يبدأ من 3سنوات وفق شروط وضعت من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية وهي: أن يكون من أبناء دولة الإمارات، وألا يكون شديداً أو متعدد الإعاقة لدرجة يصعب معها اكتساب الحد الأدنى من التعليم أو التدريب .

مرافق وخدمات متميزة

وأضافت أنه تتوافر في المركز تسهيلات ومرافق عدة وهي: صالة للعلاج الطبيعي، وغرفتا العلاج الوظيفي، ومختبر سمعي، ومختبر حاسوب، وغرفة موسيقى، صالة للألعاب الداخلية (سينما، ألعاب ترفيهية، ألعاب تربوية)، غرفة المصادر، إضافة إلى مسرح، إلى جانب الورش التأهيلية للطلاب .


عديد الجوائز

وأشارت إلى أهم إنجازات المركز وهي حصوله على جائزة خليفة للتميز التربوي (فئة المشارع المبتكرة مشروع تسنيم، وفئة معلم ذوي الاحتياجات الخاصة لسنة 2009)، وجائزة الناموس لأفضل المبادرات التطويرية والإبداعية (فئة الوحدة التنظيمية المتميزة لسنة ،2009 وفئة الموظف المتميز لسنة 2010)، وجائزة الأميرة هيا للتربية الخاصة (فئة مشروع التربية الخاصة المتميزة لسنة 2010)، وفئة معلم الموسيقى المتميز، وفئة المتطوع)، وجائزة الشارقة التربوية (فئة الطالب من ذوي الاحتياجات الخاصة لسنة 2008- 2009- 2010 - 2013- 2014)، إضافة إلى العديد من الجوائز الأخرى .


دمج ذوي الإعاقة

وعن عمليتي الدمج والتشغيل لذوي الاحتياجات الخاصة قالت النجار: "إن عمليتي الدمج والتشغيل لهما مفاهيم مختلفة وكل منهما يعتبر مشروعاً لديه خططته وطريقة تنفيذ خاصة به، فالدمج أحد الاتجاهات الحديثة للطالب الذي لديه الحد الأدنى للتعليم والقدرة على التطوير في مجال التعليم أي للطلبة المعوقين عقلياً بدرجة بسيطة، وقد تم دمج 40 طالباً في مدارس التعليم العام من مختلف الإعاقات، البصرية والسمعية والجسدية والذهنية التي تحول دون تعلمهم، حيث يتم توفير أفضل أساليب الرعاية التربوية والمهنية للمعوقين مع أقرانهم العاديين عبر ضمهم للمدارس مباشرة مع اتخاذ الإجراءات التي تضمن استفادتهم من البرامج التربوية المقدمة في هذه المدارس، أو ضمهم إلى المركز مدة سنة أو سنتين لتأهيلهم وتدريبهم، ومن ثم دمجهم في مدارس التعليم العام، ليحصلوا على حقهم في التعليم"، مشيرة إلى أن عملية الدمج تنبه كل أفراد المجتمع إلى حق المعوق في إشعاره بأنه فرد من أفراده، وأن الإصابة أو الإعاقة ليست مبرراً لعزل الطفل عن أقرانه العاديين وكأنه غريب غير مرغوب فيه .
أما التشغيل، فهو يبدأ من المرحلة الأولى لتدريب الطفل على المهارات من سن 4 سنوات إلى 12 سنة أو أكثر حسب وضعه، ثم من سن 12 إلى 14 ينضم إلى قسم التأهيل المهني لتهيئته للتدريب، حيث يتم إجراء اختبار قياس الميول المهنية لقياس قدراته ومعرفة رغبته حتى لايتم جبره على مهنة معينة، من ثم تدريبه على مهن مشابهة لميوله وقدراته داخل المركز، ثم ينقل للتدريب خارج المركز في مؤسسات المجتمع المحلي من أجل بلوغ هذا الهدف الذي يمنح الفئات الخاصة الثقة بالنفس، ويعمل على منحهم الفرص لإثبات الذات .
كما أشادت بالدور الفاعل لحكومة الفجيرة حيث إنها نجحت في توظيف 16 طالباً من ذوي الإعاقة الذهنية دفعة واحدة في عدد من الدوائر الحكومية والخاصة بطبيعة عمل مراسل وفي الاستقبال .
وأوضحت أن الأنشطة التي يقوم بها المركز في نهاية كل شهر للطلاب والتي تهدف إلى إبراز المهارات المكتسبة، والاطلاع على الإنجازات التي تم تحقيقها خلال الشهر، إضافة إلى وجود خطة إضافية متعلقة بالاحتفالات الوطنية التي تعزز الهوية الوطنية وترسخها .
وبينت أن المركز يطرح مبادرات مختلفة تقترحها المعلمات ويضعن أنشطة لهذه المبادرات لاعتمادها من قبل الإدارة وتطبيقها، حيث يتم حصر للإمكانات، وتكوين فريق العمل المناسب، والاطلاع على ممارسات خارجية، وإشراك ولي الأمر في المبادرة من أجل إبقائه على تواصل مع الابن والمركز، وفي نهاية المبادرة يتم تقييمها .
وأفادت بأن المركز أطلق العديد من المشاريع والمبادرات صبت جميعها نحو خدمة وتعزيز أهمية الشراكات الاجتماعية المؤسسية والفردية لمصلحة فئات ذوي الإعاقة واحترام الاستقلالية الفردية لتلك الفئات ومنها: مبادرة الهوية الوطنية، ومبادرة "اقرأ" وهي من إعداد 5 طلاب من ذوي الإعاقة الذهنية لتدريبهم على القراءة، ومبادرة قدراتي سر انطلاقي وهي مسابقات لتنمية موهبة المعاق وتشجيعه للاشتراك بالمسابقات التي تخص المعاق على مستوى الدولة، ومبادرة ترجمة التطبيقات الذكية تماشياً مع ما تسعى إليه الحكومة الاتحادية، حيث يتم ترجمة هذه التطبيقات بلغة الصم لذوي الإعاقة السمعية .
وشددت على ضرورة اهتمام الدوائر الحكومية والأندية الناشئة والرياضية وأندية الفتيات في احتواء المعاقين وسد أوقات فراغهم وعمل برامج خاصة بهم بعد خروجهم من المركز في عمر من 18 إلى 20 .


إرشاد فرعي وجمعي

وعن مهام ودور الاختصاص الاجتماعي بينت جميلة الملا الاختصاصية الاجتماعية بالمركز أن من مهامها دراسة وتشخيص وعلاج الحالات الفردية لكل طالب (الاقتصادية، الصحية، النفسية، الاجتماعية الغياب)، إضافة إلى عمليات الإرشاد الفردي والجمعي لتلك الحالات، والاتصال هاتفياً بأولياء الأمور، والزيارات المنزلية للحالات التي تستدعي ذلك وبترتيب مسبق مع الأسرة، حيث إنها تقوم بزيارة أسرتين شهرياً للتعرف إلى مستواهم المعيشي والاقتصادي والاجتماعي .
وأضافت أنها تعمل على اكتشاف حالات الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة والتي تحتاج إلى جهود علاجية لفترات طوال، ودراستها وتشخيصها ووضع خطط علاجية لها، وإعداد ملف خاص بكل حالة على حدة، كما تعمل على رعاية الحالات النفسية وتحويل ما يحتاج منها إلى خدمات تخصصية للعيادة النفسية ووحدة التخاطب والإرشاد والتوجيه الأسري بقسم التربية الخاصة .
كما أكدت أن المركز يقوم بالتركيز على متابعة الطلاب المتفوقين علمياً، وإشراكهم في المسابقات على مستوى الدولة، حيث حصل على جائزة الشارقة للتميز التربوي من عام 2008 إلى عام 2014 .
وأشارت إلى تميز معلمات المركز ومشاركتهم في جوائز وزارة الشؤون الاجتماعية . من جهتها، أشادت أم غلا المصابة (بالشلل الدماغي) بجميع أنواع الرعاية والاهتمام التي تقدم لتلبية حاجات هذه الفئة، مؤكدة أن المركز يوفر لابنتها حاجات تعجز الأسرة عن توفيرها، بهدف ضمان حقها في الحياة الكريمة . من ناحيتها، ناشدت أم عبيد المصاب (بالتوحد) وزارة الشؤون الاجتماعية إلى زيادة أعداد المعلمات، لأن المركز يعاني نقص الخدمات المساندة، كون أن مرضى التوحد بحاجة إلى مراقبة ودعم كبير حتى يتمكن الطالب من الاستفادة .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"