الحرب العالمية الثانية.. صانعة طفرة التكنولوجيا

أزمات مرت
03:51 صباحا
قراءة دقيقتين
الشارقة: مها عادل

الحرب العالمية الثانية أكبر مواجهة عسكرية في التاريخ، وأكبر مأساة من حيث عدد القتلى والجرحى والمشردين والمهجرين. استمرت 6 سنوات دامية منذ أن بدأت في الأول من سبتمبر 1939 وانتهت في 2 سبتمبر 1945، وامتدت معاركها عبر قارات العالم، وشارك فيها حوالي 100مليون مقاتل من 30 دولة انقسموا بين حلفين عسكريين كبيرين: الأول «دول الحلفاء» بقيادة بريطانيا وفرنسا وانضمت لهما بعد ذلك الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي، والثاني هو دول المحور التي تضم ألمانيا وإيطاليا واليابان.
بدأت الحرب بغزو هتلر، مستشار الرايخ الألماني، لبولندا، الأمر الذي رفضته بريطانيا وفرنسا وأعلنتا عليه الحرب فتقدمت الجيوش الألمانية بسرعة نحو أوروبا الغربية، وبفضل تكتيكات الحرب الخاطفة «بيلتزكريج» التهمت الدبابات الألمانية في أسابيع قليلة بلجيكا وهولندا وأسقطت فرنسا واحتلت باريس ووصلت إلى بحر «المانش» وتجهزت لغزو انجلترا، ولكن الهجمات الجوية على انجلترا تم صدها بنجاح، فضرب هتلر حصاراً بحرياً خانقاً على الجزر الإنجليزية، بينما تقدمت القوات الإيطالية في ليبيا نحو مصر في محاولة لاحتلال قناة السويس. وصمدت بريطانيا لعامين قبل أن تبدأ موازين القوى في التغير منتصف عام 1941 عندما أقدم هتلر على غزو روسيا ثم هاجمت اليابان الولايات المتحدة في بيرل هاربور، لتدخل كل من أمريكا والاتحاد السوفيتي الحرب ضمن صفوف الحلفاء، ويشتعل العالم كله بالحرب التي انتهت عام 1945 بدمار شامل في ألمانيا، وانتحار هتلر وسقوط اليابان تحت وطأة الهزائم البحرية في المحيط الهادي، ثم ضربات القنابل النووية على هيروشيما وناجازاكي.
أدت الحرب إلى مقتل حوالي 80 مليون شخص، وعانت دول كاملة في أوروبا وآسيا، الدمار التام بالإضافة إلى خراب مساحات شاسعة من المدن والأراضي التي دارت عليها الحروب في كل أنحاء العالم. ورغم المأساة التي خلفتها الحرب إلا أن بعض آثارها كان إيجابياً في تاريخ القرن العشرين؛ فقد شهدت التكنولوجيا طفرة كبيرة ظهرت آثارها في علوم الطيران والفضاء والاتصالات والتصنيع الشامل. كما تغيرت خريطة العالم وجرى تحرر المستعمرات التي كانت خاضعة للدول الأوروبية في إفريقيا وآسيا وظهرت عشرات الدول الحديثة، وحاول البشر أن يتعلموا من درس الحرب القاسي، فأنشأوا منظمة الأمم المتحدة لتعمل على حل النزاعات بين الدول عبر مسارات سلمية وتفاوضية بدلاً من اللجوء للحرب والدمار.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"