قراءات

02:31 صباحا
قراءة دقيقة واحدة

إعداد: محمد صالح القرق

لما اشتد الكرب على المسلمين في أحد المواقف في يوم اليرموك نزل عكرمة بن أبي جهل عن جواده، وكسر غمد سيفه، وأوغل في صفوف الروم، فبادر إليه خالد بن الوليد وقال: لا تفعل يا عكرمة، فإن قتلك سيكون شديداً على المسلمين، فقال: إليك عني يا خالد، فلقد كان لك مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سابقة، أما أنا وأبي، فقد كنا من أشد الناس على رسول الله، فدعني أُكفّر عما سلف مني، ثم قال: لقد قاتلت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في مواطن كثيرة، وأفر من الروم اليوم؟! إن هذا لن يكون أبداً.
ثم نادى في المسلمين: من يبايع على الموت؟ فبايعه عمه الحارث بن هشام، وضرار بن الأزور في أربعمائة من المسلمين، فقاتلوا دون فسطاط خالد، رضي الله عنه، (الفسطاط: مكان قيادة الجيش) أشد القتال، وذادوا عنه أكرم الذود.
ولما انجلت معركة «اليرموك» عن ذلك النصر المؤزر للمسلمين، كان يتمدد على أرض «اليرموك» ثلاثة مجاهدين أثخنتهم الجراح هم: الحارث بن هشام، وعياش بن أبي ربيعة، وعكرمة بن أبي جهل.

من كتاب «صور من حياة الصحابة»
للدكتور عبدالرحمن رأفت الباشا

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"