هشام نسيم: "الهجان" ملهمي في عبور “بحر الهلاك”

أول مصري يدخل "موسوعة جينيس"
12:38 مساء
قراءة 4 دقائق

المغامرة بالنسبة للمهندس هشام نسيم هي مرادف للحياة نفسها، فالرجل الذي دخل التاريخ باعتباره أول مصري يدخل موسوعة جينيس بعبوره بحر الرمال العظيم أو كما يطلق بحر الهلاك، كان قد أسس مجموعة أطلق عليها روح المغامرة لتشجيع رحلات السفاري، لكن المغامرة الأخيرة لم تكن تعني له مجرد استمتاع بمناظر طبيعية يخشى الجميع مجرد الاقتراب منها فقط ولكنها كانت محاولة لاقتحام موسوعة جينيس لينهي سنوات من الخصومة بين الموسوعة العالمية وأبناء بلده ويصبح أول مصري ينضم إليها.

غير أن البطولة وروح المغامرة لم تكن جديدة في حياة البطل، فهو نجل محمد نسيم أحد أشهر ضباط المخابرات المصرية، والذي كان لاعباً أساسياً في أسطورة رأفت الهجان الذي زرعته المخابرات المصرية في قلب إسرائيل.. استلهم نسيم الابن بطولات والده والهجان ليعبر بحراً من الرمال وصولا إلى جينيس.

تفكير نسيم الابن في عبور بحر الرمال العظيم، بدأ قبل 10 أشهر عندما تنبه إلى أن موسوعة جينيس تخلو من اسم أي شخص مصري على الإطلاق، حينها فكر أن يكون صاحب هذا الاسم، ليس بحثا عن مجد شخصي بقدر ما هو مسعى لرفع العلم المصري في الموسوعة الشهيرة.

يقول هشام: كوني ابن الراحل محمد نسيم ضابط المخابرات الذي كان أحد المحركين للبطل رأفت الهجان الذي زرعته المخابرات المصرية في قلب العدو الإسرائيلي وضعني في مأزق كبير، فالراحل وصل إلى مرحلة من الشجاعة والبطولة تجعل من الصعب مقارنتها بأي إنجاز آخر مهماً كان، ولكنني أبدا لم أيأس فحاولت جاهدا أن استلهم شجاعة والدي ومعه رأفت الهجان كي أحقق إنجازا يتحدث عنه العالم إلى أن هداني تفكيري إلى القيام بمغامرة كبيرة تقودني إلى موسوعة جينيس.

ولماذا اخترت عبور بحر الرمال العظيم على وجه التحديد؟

- بعد تفكير طويل قررت أن أخوض مغامرة جديدة وجريئة، وهذا ما وجدته في بحر الرمال العظيم باعتبارها منطقة غاية في الخطورة ولم يتمكن أحد من عبورها في وقت قياسي، كما أن بحر الرمال العظيم يعد من أصعب الموانع الطبيعية في العالم، ومساحته ممتدة من واحة سيوه في الشمال إلى هضبة الجولف الكبير في الجنوب.

وماذا كان موقف القائمين على موسوعة جينيس عند عرض الأمر عليهم؟

رد الفعل كان حذرا في البداية باعتبار الرحلة مغامرة خطيرة نظرا لطبيعتها التضاريسية الوعرة وامتلائها بالكثبان الرملية الصعبة، لكن تمسكي بموقفي وبعد مفاوضات ثلاثة أشهر تمت خلالها دراسة الفكرة والمغامرة وتحديد شروط التحكيم اللازمة وخط السير ونقطة البداية والنهاية اعتمدت الموسوعة اسما لهذه المغامرة وهو أسرع عبور لبحر الرمال الأعظم.

وكيف بدأت الرحلة؟

- انطلقنا يوم 5 مارس/ آذار من شمال هضبة الجولف الكبير، وقطعت مسافة 650 كم تقريبا حتى نقطة النهاية عند واحة سيوه في خمس ساعات و33 دقيقة فقط، ولولا العاصفة الرملية الشديدة التي بدأت في الكيلومترات المائتين كم الأخيرة لاختصرت من زمن المغامرة 40 دقيقة على الأقل.

ألم تواجه الفكرة اعتراضا من قبل المسؤولين المصريين في ظل خطورتها؟

- حصولي على موافقة موسوعة لم يكن نهاية المطاف، فقد واجهت عراقيل أخرى، في إنهاء إجراءات التصريحات المصرية من وزارتي السياحة والبيئة وموافقة القوات المسلحة والمحافظة، للقيام بهذه المغامرة، إلى أن أقنعت كافة الجهات بأهمية الخطوة، حتى وإن حملت قدرا من المخاطرة على حياتي.

ما أصعب لحظة خلال رحلة عبور بحر الرمال؟

- أصعب لحظة كانت عندما توقفت لرفع العلم المصري قبل الوصول إلى سيوه، فحينها كنت قد نجحت في خوض المغامرة، ورفع العلم هي المرحلة الأخيرة، وأتذكر أن دموعي غلبتني من السعادة، حتى أنني أمضيت 18 دقيقة كاملة في رفع العلم رغم أن هذه المدة الطويلة ساهمت في زيادة الفترة التي استغرقتها للوصول إلى نقطة النهاية، لكنني لم أستطع السيطرة على مشاعر السعادة والفخر بداخلي وقررت الاستمتاع بها أطول وقت ممكن.

وهل كان لطبيعة عملك في السياحة علاقة بخوض المغامرة؟

- بالتأكيد، فأنا بحكم عملي أدرك أن مصر مليئة بالأماكن الطبيعية الخلابة، ورغم ذلك تعاني الإهمال وعدم الاقتراب منها، فالصحراء الغربية على سبيل المثال غنية كثيراً بالتاريخ، وهناك العديد من الدراسات التي تمت على الصحراء والتي تؤكد أن الصحراء غنية، ويمكن استغلالها للترويج السياحي لمصر باعتبار أن سياحة السفاري والمغامرات أصبحت رائجة في العالم أجمع حاليا ويجب علينا الحفاظ على البيئة من أجل الترويج لهذا النوع من السياحة.

وهل لديك نية لخوض مغامرة جديدة من هذا النوع؟

- بالفعل أنوي خوض مغامرتين مستقبلاً.. الأولى تبدأ من محافظة الوادي الجديد وهي مغامرة فرعونية قديمة يعيد تقديمها والتي تتناسب مع العصر الحديث بالصورة التي تساعد على الترويج لمصر في تنفيذها لموسوعة جينيس، حيث تم عرضها على ممثلهم ورحب كثيراً بها والتي سيكون لها مردود كبير على مصر سياحيا وستكون في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل بعد موافقة القائمين على موسوعة جينيس عليها.

وماذا عن المغامرة الثانية؟

- المغامرة الثانية تنطلق من المحيط الأطلسي وتحديداً من المغرب وحتى الصين إحياء لذكرى ابن بطوطة، وسيكون هناك فريق من كل بلد يشاركه في العبور، وستكون بعد عامين يجري الآن الإعداد للرحلة بعد إعداد الدراسات اللازمة لها والتي تجري حاليا ثم يتم عرضها على موسوعة جينيس العالمية، وبعدها سأعلن الاعتزال لأنني سأكون حققت كل أحلامي في هذا الشأن.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"