حشوات الأسنان حماية وعلاج

01:10 صباحا
قراءة 6 دقائق
تحقيق: راندا جرجس

يعاني معظم الناس مشاكل الأسنان، وتعد أحد أكثر الأسباب شيوعاً لمعاناة البشر، وذلك بسبب زيادة مشاكل الأسنان والتسوس، وخاصة مع الإهمال وعدم العناية الكافية بها، وبالرغم من صعوبة خطوات الحشو والاضطرار لزيارة طبيب الأسنان مرات عديدة ولكن تبقى حشوات الأسنان هي الحل الأمثل الذي يلجأ إليه غالبية المرضى للتخلص من المرض الجرثومي (التسوس)، حيث تتحد البكتيريا في الفم مع اللعاب وبقايا الطعام منتجة مادة تقوم بالالتصاق فوق أسطح الأسنان، وحول أنواع الحشوات وكيف يختار المريض الحشوة المناسبة لحالته، تحدثت الصحة والطب إلى بعض أطباء واختصاصيي الأسنان.
أشارت الدكتورة كلير كاتو طبيب أسنان، عضو في جمعية طب الأسنان الأمريكية: «ADA» إلى أنه توجد أنواع عديدة من حشوات الأسنان منتشرة بالآونة الأخيرة، فقد يتم حشو الأسنان بالذهب، أو البورسلين، أو الفضة (الأملجم) والتي تتكون من زئبق مخلوط بالفضة، والقصدير، والزنك، والنحاس، أو بمواد تشبه لون الأسنان الطبيعي «الضوئية»، أو مواد بلاستيكية، أو زجاجية وتسمى هذه بحشوات الراتنج المركب.
وعن كيفية اختيار نوع الحشو المناسب قالت د. كلير: إن ذلك يعتمد ويتوقف على عدة عوامل في موقع التسوس وموقع السن في الفم، وتكلفة المادة «الحشوة»، وهي التي تختلف باختلاف نوع الحشوة، وأهم شيء راحة المريض حيث إنه ليس بالضروري أن تتطابق جميع الحشوات مع جميع الأشخاص والحالات، كما أن البعض ممكن أن تسبب لهم بعض أنواع الحشوات حساسية للأسنان وهذا السبب يعود لطبيعة السن، وفي هذه المرحلة تحديداً يأتي دور الطبيب والذي يحدد من خلال كشفه على الأسنان ومعرفة طبيعتها، وينصح المريض بنوع الحشوة الملائمة له، وليس بالضروري أن تتطابق كل أنواع الحشوات مع جميع الحالات والأسنان، فكما ذكرنا سابقاً أن الحشوات أنواع ومواد متنوعة تختلف في تركيبها ونسبتها، والأسنان أيضاً فهي متعددة الأنواع وتختلف بتطابقها وتماشيها مع أنواع الحشوات حيث إن بعض الحشوات قد تسبب حساسية لنوع ما من الأسنان.
وأبانت د. كلير أن أهم المشكلات التي تحدث و تلازم فترة تركيب الحشوات، ليست مشاكل صحية كبيرة وإنما ألم في منطقة السن خصوصاً عند زوال تأثير المخدر، وقد يستمر هذا الألم مع مرور الوقت ويشعر المريض بعدم الراحة، وحقيقة له عدة أسباب منها ألم عند القضم، حيث يكون الحشو مؤثراً في عملية القضم، لذا يجب على المريض الرجوع إلى الطبيب ليعيد له تهيئة الحشو، وربما ينتج هذا الألم عند تلامس الأسنان و يكون ألماً حاداً ويحدث نتيجة لاحتكاك جسمين معدنيين مختلفين خصوصاً عند تلامس تركيبة جديدة لأخرى قديمة، ولكن سريعاً ما يزول هذا الألم بعد فترة زمنية قصيرة.
وأضافت د. كلير: بأنه يجب أن يراعي المريض في بداية وضع الحشوة وخصوصاً في أول أيام من وضعها عدم استمرار الضغط عليها والتمهل في عملية المضغ، لأنه باستمرار قوة الضغط خلال المضغ يمكن أن يؤدي إلى تفككها وتساقطها، ولكن قد يعاني البعض تكسر الحشوات في الطعام قبل انتهاء العلاج مما يلزمه تجديدها، والذي يسبب ذلك عوامل عدة من أهمها رداءة نوع الحشوة، سوء تطبيق الحشوة أو تحضير الحفرة التي تطبق بها الحشوة، بقاء نقاط عالية في الحشوة أو ارتفاع في الحشوة، وضعف السن أو الضرس وخصوصاً بعد سحب العصب أو كبر حجم الحشوة وفي حال زاد حجم الحشوة عن ثلثي الضرس أو تم سحب العصب لا بد من تلبيس السن أو الضرس للمحافظه عليه، وكذلك إن عدم التزام المريض بالتعليمات من الطبيب بعد الحشوة قد يسبب المشاكل الصحية، ففي الحشوات الفضية الجانبية أو كبيرة الحجم يجب ألا يأكل المريض عليها بعد الحشو قبل ساعتين على الأقل.
وأوصت بأنه يجب اتباع النصائح العامة حول العناية بصحة الأسنان والحشو، وقبل كل شيء نحن نعلم ونؤمن بمقولة «الوقاية خير من العلاج»، وعليها فإن الاهتمام بصحة الفم والأسنان والفحص الدوري سوف يقينا ويبقينا بعيدين عن آلام الأسنان ومشاكلها، وينصح بالمتابعة مع الطبيب لعمل جلسات التنظيف بالإضافة إلى غسل الأسنان مرتين يوميا على الأقل واستخدام معجون أسنان يحتوي على الفلورايد، ولا ننسى أهمية استخدام الخيط الطبي لتنظيف الأسنان مرة يومياً.
وأوضح الدكتور بشير قلعة جي مختص تقويم الأسنان والفكين، جامعة باريس (VI) - فرنسا أن هناك عدة أنواع للحشوات ويختلف نوعها واختيارها بحسب نوع الأسنان ومدى تطابقها وملاءمة الحشوة لها، وهناك نوعان من الحشوات كلاهما يستخدم لمدة زمنية طويلة كـ 5 سنوات أو أكثر ويعتمد بقاؤها وصمودها على عادات الأكل الصحي وطريقة المضغ والاعتناء بها كعدم كسر شيء صلب بواسطة الأسنان وغيرها من الأمور التي تؤثر في ثباتها وهما:
1- الحشوات الضوئية وهي مواد حاشية تتميز بلونها الذي يطابق اللون الأصلي للسن، و سميت بالضوئية لأنها تحتاج إلى ضوء خاص لتصليبها (أشعة فوق بنفسجية ) وهي تكون على شكل سائل أو معجون.
2- الحشوات الرصاصية وهي عبارة عن خليط من الفضة والزئبق وبعض المعادن والذي يسمى بالأملجم.
3- بالإضافة إلى الحشوة المؤقتة وهي حشوة غير دائمة، عمرها الافتراضي شهر واحد فقط، ويستوجب على المريض استبدالها بحشوة دائمة تجنباً لتسوس الأسنان لأنها تكون التهابات قد تؤدي إلى خلع السن، وتستخدم الحشوة المؤقتة في حالات معينة مثل بعد علاج العصب، وفي حالات الطوارئ عند عدم وجود وقت كاف يستطيع فيه الطبيب وضع علاج دائم (حشوة دائمة أو تاج أو جسر)، وفي حالة التسوس العميق والتهاب العصب نتيجة لإزالة التسوس قرب العصب، ويستحسن في هذه الحالة وضع حشوة مؤقتة لأنها تحتوي على مواد تساعد عاج السن على إعادة بناء نفسه لحماية العصب.
وعن أهم المشكلات التي تحدث و تلازم فترة تركيب الحشوات قال د.بشير: إنه لا توجد مشاكل أو مخاطر معينة، فعادة يقوم طبيب الأسنان بفحص نوع الأسنان ويقرر بناء على معرفته بأنواع الحشوات وما الملائم لحالة السن والتسوس الذي أصابه، ولكن من المهم جداً في حال وضع الحشوة والشعور بعدم توافقها مع الأسنان، كأن تسبب ألماً عند احتكاك الأسنان ببعضها أو يشعر المريض بأن نسبتها وعلوّها لا يتطابق مع حد الأسنان وبالتالي سيؤثر لاحقاً في الإطباق، ولا شك أن تركيب الحشوة و نخر السن ونزع التسوس سوف يشعر المريض بقليل مــــن الألم خصوصاً عند زوال تأثير إبرة التخدير الموضعية ولكن سرعان ما يزول الألم بوصف مسكنات من طبيب الأسنان والانتباه إلى عملية المضــــغ وطـــحن الطــــعام خوفــــاً من تأثــــيرها في الحــــشوة قــــبل ثــــباتـــــــها.
وذكر د. بشير أنه يختلف اختيار الحشوة باختلاف نوعية الأسنان ونوع التسوس ومدى عمقه وهل إذا كان قد وصل للعصب أو قد أصاب الأسنان المجاورة، كما أن جميع أنواع الحشوات لا تتماشى مع جميع الحالات والأسنان، ولذلك الطبيب هو الذي يقرر نوع الحشوة الذي سيتم وضعها مع تأكده من تماشيها مع الأسنان، وعادة يختبر الطبيب مدى حساسية الأسنان من الحشوة فيطلب من المريض مراجعته في الأيام الأولى بعد تركيب الحشوة في حال شعوره بوجود ألم أو لمع في السن أو الشعور بأن الحشوة تتفتت وتتساقط.
ونصح د. بشير بأنه للمحافظة على حشوات الأسنان علينا اتباع إرشادات نظافة الفم والأسنان كتفريش الأسنان مرتين في اليوم على الأقل، واستخدام معجون أسنان يحتوي على الفلورايد، بالإضافة إلى ضرورة استخدام خيط الأسنان مرة واحدة يوميا، وزيارة طبيب الأسنـــــان بشــكل دوري لتنظيف الأسنان وللتأكد من خلوها من التسوس.
وعن حشوات الأسنان أبرز مشكلاتها قال الدكتور نيل ميشيل طبيب الأسنان: إن هناك أربع حشوات شائعة الاستعمال خلال هذه الأيام في عمليات حشو الأسنان وهما:-
• أولاً حشوة الأملجم أو الفضة: وتستخدم عادة في حشو الأسنان الخلفية، وهذه الحشوات متوفرة منذ 100 عام، فهي رخيصة وقوية ويمكن أن تستمر لفترات طويلة وتحتوي على مادة الزئبق، وقد تتحرك بعد عشر سنوات مما يتطلب إعادة وضع حشوات تجميلية أخرى.
• ثانياً حشوات الذهب: والتي ما زالت تستخدم في بعض الحالات وهي بديل تقليدي عن حشوة الأملجم وخصوصاً إذا كان المريض بحاجة إلى حشوات كبيرة في الأسنان الخلفية نظراً لقوتها وطول عمرها، وقد يستغرق وضعها عدة جلسات، كما أنها ليست من النوع المناسب لكل الأذواق وتكلفتها عالية، وقد تحتاج مثل حشوات الأملجم في بعض الأحيان إزالة الأنسجة الإضافية في السن لتكون ناجحة.
• ثالثاً الحشوات البلاستيكية القوية: ويمكن أن تأتي بألوان تشبه لون الأسنان، فرغم أنها ليست بقوة حشوات الأملجم والذهب، إلا أنها قد تستمر بالمتوسط لمدة 3-5 سنوات، ولكنها يمكن وضعها على طبقات رقيقة من الأسنان وعلى التجويفات الصغيرة كما يمكن المحافظة على نسيج الأسنان، كما تبدو أكثر جمالية فلا يمكن لأحد أن يلاحظ أن هناك حشوات.
• رابعاً حشوات السيراميك: وهي من الحشوات التي تستعمل بكثرة وتعتبر قوية وبديلاً ممتازاً عن الذهب وعالية القوة، وتعد هذه الحشوات هي الأكثر شيوعاً، وتحقق أداء جيداً وتبدو جميلة جداً، كما أنها من المركبات صعبة التركيب وقد تحتاج لعدة جلسات للتركيب، ولكن الآن ومن خلال الطبعات الرقمية ثلاثية الأبعاد وتكنولوجيا الطباعة الحديثة، أصبح من الممكن أن تصنع في نفس اليوم وتعتبر أصعب في التركيـــــب من البـــــورسلين لكنـــــها توفــــر القوة والجمال وذات تكلفة عالية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"