قراءات

04:13 صباحا
قراءة دقيقة واحدة
إعداد: محمد صالح القرق

زلزل الله أقدام المشركين، وقذف في قلوبهم الرعب، فركبهم المجاهدون قتلاً وأسراً وتشريداً.
عند ذلك سألوا قتيبة بن مسلم الصلح والفدية (أي: إنقاذ أنفسهم بالمال) فصالحهم، وكان في جملة أسرى الأعداء رجل خبيث النفس، مستطير الشر (أي: شديد الشر قويّه) شديد الأثر في تأليب قومه على المسلمين فقال لقتيبة: أنا أفدي نفسي أيها الأمير، فقيل له: وكم تبذل؟ فقال: خمسة آلاف حريرة صينية (أي من صنع الصين) ثمنها ألف ألف.
فالتفت قتيبة إلى وجوه الجند، وقال: ما ترون؟ فقالوا: ترى أن هذا المال سيزيد في غنائم المسلمين، ثم إننا بعد أن أحرزنا هذا النصر لم نعد نخشى بأس هذا الرجل وأمثاله، فالتفت قتيبة إلى محمد بن واسع الأزدي وقال: وما تقول أنت يا أبا عبدالله؟ فقال: أيها الأمير، إن المسلمين لم يخرجوا من ديارهم لجمع الغنائم، وتكديس الأموال، وإنما خرجوا مرضاة لله، ونشراً لدينه في الأرض، وقهراً لأعدائه.
فقال قتيبة: جزاك الله خيراً، والله لا أدعه يروع امرأة مسلمة بعد الساعة، ولو بذل مال الدنيا فداء لنفسه، ثم أمر بقتله.

من كتاب «صور من حياة التابعين» للدكتور عبدالرحمن رأفت الباشا.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"