«الدمـامـل» تســبب تســمم الــدم

01:21 صباحا
قراءة 6 دقائق
يعاني بعض الأشخاص من ظاهرة انتشار الدمامل في أماكن مختلفة من الجسم، ما يسبب لهم بعض الأرق والمضايقات، وقد تستمر هذه الدمامل عند بعض الأشخاص بصورة مستمرة تصل لعدة سنوات، وتحتاج إلى توضيح وتفسير، وهذه الدمامل تصيب جميع الفئات العمرية بلا استثناء، وتظهر الدمامل في الجسم على مدار العام، ولكنها شائعة الحدوث في فصل الصيف، بسبب زيادة درجات حرارة الجو التي تؤدي إلى حالة من التعرق والرطوبة، ومع وجود بعض الجراثيم والبكتيريا تحدث الدمامل، إضافة إلى أن هناك بعض الأسباب الأخرى سوف نشرحها بالتفاصيل في السطور القادمة.
الدمامل ليست خطيرة، وإنما يمكن علاجها بسهولة ويسر، غير أن هناك بعض الحالات التي تعاني من وجود هذه الدمامل رغم تناول العديد من الأدوية والمضادات، وفي بعض الحالات القليلة يمكن أن تؤدي هذه الدمامل إلى حدوث مضاعفات خطيرة، حال إهمالها وتركها تتعمق وتنتشر، فيمكن في هذه الحالة أن تؤدي إلى الإصابة بنوع من تسمم الدم، حيث يمكن للبكتيريا المسببة لالتهابات الدمامل والتي تتواجد في الدمل نفسه أن تصل إلى مجرى الدم، وبالتالي تنتشر في معظم أنحاء الجسم عن طريق الدم، ويحدث انتشار لعدوى الدمامل ويسمى في هذه الحالة التسمم الدموي، ويترتب على ذلك حدوث مضاعفات خطيرة، ومنها التهاب في نخاع العظام، وأيضاً التهاب في الغشاء الذي يبطن عضلة القلب، وأيضاً يحدث تسمم للدم نفسه، وتظهر بعض أعراض هذا التسمم، مثل ارتفاع مستويات ضربات القلب، والتنفس بسرعة شديدة وملحوظة، مع ارتفاع في درجات حرارة الجسم، ويمكن أن تقود تلك الأعراض إلى الانخفاض الحاد في الدورة الدموية وضغط الدم، وقد يصل الأمر إلى حدوث الوفاة نتيجة هذا الانخفاض الحاد، أو على الأقل تكون حياة الشخص معرضه إلى خطر كبير.
وتشير الدراسات إلى أن الدمامل عبارة عن ظهور التهابات في أماكن معينة من الجلد، تكون على هيئة بثور حمراء مؤلمة أو شكل حبة أو عقدة حمراء، ثم تتطور لتصبح كتلة صلبة، وتتكون وسط هذه الكتلة الصلبة بعض الصديد الأبيض وهو عبارة عن كرات الدم البيضاء التي خاضت معركة مع الأجسام المهاجمة لهذه البقع من الجلد للقضاء عليها، وتعتبر من الأمراض البكتيرية التي تصيب الجلد، مثل بكتيريا المكورات السبحية والعنقودية والذهبية وتحدث التهاب بكتيري، وقد تكون إصابة هذه البكتيريا في منطقة واحدة بالجسم ويسمى دمل موضعي، أو يمكن أن تصيب أكثر من منطقة في الجسم، ويظهر هذه الالتهاب في البداية على هيئة بقعة حمراء، وعندما تتكون رأس بيضاء لهذه البقعة الحمراء يمكن فتحها والتعامل معها طبياً، وهذه البقعة البيضاء تسمى القيح أو الصديد، وهي عبارة عن بعض البكتيريا مع بعض البروتينات وجزء من خلايا الدم البيضاء الذين سقطوا في معركة الهجوم على هذه البقعة من الجلد، ويحدث هذا الالتهاب في الغدد الدهنية أسفل طبقة الجلد وأيضاً في جريبات أو بصلات الشعر، وإذا كان الدمل أكثر عمقا واتساعا داخل البقعة المصابة من الجلد فيصبح خراجا، يحتاج إلى تدخل جراحي بسيط لإزالته.
كما توضح الدراسات أن هذه الدمامل تصيب الإنسان في جميع مراحل العمر، وكذلك النساء والرجال على حد سواء، وغالبا ما تكون هذه الدمامل أكثر انتشاراً في إمكان معينة مثل منطقة بين الفخذين والأطراف والوجه والرقبة والأطراف أيضاً، ويمكن أن تصيب هذه الدمامل أشخاصاً أصحاء وعلى درجة كبيرة من النظافة، وذلك نتيجة أن جلدهم يحمل بعض مكورات البكتيريا السبحية والعنقودية، حيث يمكن أن تتواجد هذه البكتيريا بطبيعتها في أماكن مثل تحت الإبطين وبين الفخذين وأيضاً في فتحات الأنف ثم يقوم الشخص بحك أظافره في إحدى هذه المناطق الموجود بها هذه البكتيريا، فتنتقل إلى بقية الجلد في إمكان أخرى عن طريق الأظافر ومع الاحتكاك المستمر في منطقة معينة، تتسلل هذه البكتيريا إلى بصيلة أو جريب الشعر، ثم تهاجم طبقات الجلد وتتصدى لها كرات الدم البيضاء وتحدث معركة فتموت الكثير من هذه البكتيريا مع موت بعض كرات الدم البيضاء بالإضافة إلى جزء من البروتينات الفاسدة فيتكون القيح والصديد الذي يظهر في قمة الكتلة الصلبة الحمراء.
وتبين الدراسات أن هناك عوامل أخرى كثيرة تسبب الإصابة بهذه الدمامل، ومنها أن بعض حالات مرضى السكري يمكن أن يصابوا بهذه الدمامل وخاصة في منطقة الرقبة، ويمكن أن يكون السبب نقص عنصر الحديد في الجسم، وهناك بعض الحالات التي يسبب فقر الدم إصابتها بهذه الدمامل، ويمكن أن تكون قلة النظافة مع تراكم العرق على طبقات الجلد وانتشار البكتيريا على سطح الجسم أحد الأسباب وقد يكون ارتفاع حرارة الجو مع احتكاك أنواع من الملابس بالجلد تسبب ظهور هذه الدمامل، وكذلك الأشخاص المصابون بمرض نقص المناعة في الجسم تظهر هذه الدمامل لديهم، أو بعض الحالات التي تتناول أدوية وعقاقير تثبيط المناعة، مثل من قاموا بزراعة فص كبد أو زراعة كلى، في هذه الحالة يصبحون أكثر عرضة لظهور هذه الدمامل، وهناك بعض الأدوية يمكن أن يكون لها دور فعال في ظهور هذه الدمامل، ومنها الأدوية الكيماوية التي تعالج حالات مرضى السرطان، وأيضاً أدوية البريدنيزولون لعلاج التهاب المفاصل أو القصور في الغدد الصماء، وكذلك معظم الأدوية التي تحتوي على الكورتيزون والتي تستخدم في علاج أمراض الحساسية والرمد والتهاب المفاصل، فهذه الأدوية قد تكون أحد العوامل والمسببات لظهور الدمامل، وبعض الأبحاث تضيف أيضاً مرضى الفشل الكلوي الذين يتعرضون أيضاً لظهور هذه الدمامل، وكذلك مرضى الكبد، كما أن بعض الاضطرابات والمشاكل التي تحدث في الجلد نفسه يمكن أن تسبب بروز هذه الدمامل، كالإصابة بمرض الصدفية والتهاب الجلد وظهور حب الشباب في مرحلة المراهقة، وفي بعض الحالات التي تظهر لديها هذه الدمامل نتيجة عمل الوشم على الجلد والإصابة بالبكتيريا، أو استعمال أدوات مصابة بهذه الدمامل فتنتقل البكتيريا إلى جلد الشخص السليم وتسبب ظهور بثور الدمل، وهناك أسباب أخرى مثل حدوث بعض الانسدادات في الغدة العرقية وتلتهب على اثرها، أو الإصابة ببعض الجروح والاحتكاكات في الجلد مع تلوث هذه الجروح، أو يمكن أيضاً أن تكون بسبب خلل في الشعر وعدم نموه بالصورة الطبيعية المناسبة، أو يمكن أن يؤدي دخول جسم غريب أسفل الجلد إلى ظهور هذه الدمامل، مثل تعثر الجسم في قطعة خشب رفيعة استقرت تحت الجلد أو شوكه صغيرة، أو قطعة حديد دقيقة جدا، كل هذه الأشياء تعرض صاحبها للإصابة بالدمامل. وتكشف الدراسات أن ظهور الدمامل عند الأطفال تكون غالبا بسبب عدم النظافة الجيدة، والتعرض للملوثات على اعتبار أن الأطفال هم أكثر فئة تتعرض للجراثيم والبكتيريا، نتيجة اللعب المستمر في كافة الأشياء المحيطة، ولمس ومسك الأدوات التي يمكن أن تكون ملوثة بهذه البكتيريا، كما يمكن أن تكون بسبب بعض الأدوية الكثيرة التي يتناولونها في هذه السن، وأيضاً نتيجة عدم اكتمال جهاز المناعة لديهم فيكون الأمر أسهل في الإصابة بهذه الدمامل، وذكرت بعض الدراسات أن الدمامل يمكن أن تظهر في الوجه وتسبب تورم مع سخونيه واحمرار في حالة ضعف المناعة لدى الصغار أو الكبار، بالإضافة أيضاً إلى حدوث ورم في العقد الليمفاوية، لأن ضعف المناعة يعطي الفرصة لمهاجمة هذه البكتيريا المسببة للدمامل في العمل بسهولة، وهذا ما يفسر إصابة مرضى السكري بهذه الدمامل، حيث يسبب داء السكري حالة من الضعف تصيب جهاز المناعة في جسم الإنسان ويصبح فريسة سهلة لظهور الدمامل، وقد تظهر هذه الدمامل في مناطق مثل الرأس والوجه وأسفل الرقبة وفي الأذن وحولها ومنطقة الذقن وبين الفخذين وفي المؤخرة أيضاً.

نصائح للوقاية والعلاج

أهم نصائح الوقاية الحفاظ على النظافة الشخصية بصورة كبيرة واستخدام الصابون في غسل اليدين جيداً، والاستحمام بصورة مستمرة على الأقل مرة كل يومين، ويمكن استخدام بعض الصابون الخاص لهذه الدمامل باستشارة طبيب، وكذلك يمكن استعمال مطهر للجسم، وبعض الكريمات والمراهم، مثل كريم ميوبيروسين الذي يعتبر من أفضل المراهم للدمامل الموضعية وكريم جنتاميسن قوي وفعال وبسعر مناسب للجميع، وإذا تطلب الأمر يمكن أن يتناول المصاب بالحبوب أو الدمامل بعض المضادات الحيوية، مثل سايبروفلوكساسين، وقد تستمر هذه العلاجات لمدة 9 أيام حتى تأتي بنتيجة كبيرة وجيدة، وقد يسبق هذه الأدوية إجراء مزرعة للبكتيريا لمعرفة أنواعها ومن ثم المضاد المناسب لها، وفي بعض الحالات يستخدم العلاج الطبيعي المنزلي مثل استعمال كمادات مياه ساخنة عدة مرات يومياً لعلاج الدمامل، وتغيير الملابس باستمرار نتيجة العرق الشديد، وتوصي بعض الدراسات بتناول الفواكه الطازجة والخضراوات، وخاصة الأطعمة التي تحتوي على فيتامين «سي» والتقليل من كمية اللحوم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"