يقظة اللون

03:14 صباحا
قراءة دقيقة واحدة

يعتبر الفنان رمبرانت أهم من رسم الوجوه، فلديه أكثر من سبعين لوحة رسمها لنفسه، وتمثل مراحل مختلفة من حياته، وتبرز التحولات النفسية التي مر بها، فقد كان شغوفاً بالوجه الإنساني، واعتبر أن أصدق تعبير عن الوجه، ينبع من أحاسيسه، فاتخذ وجهه مجالاً لإبراز الجانب النفسي، وعمل على أن يعبر عنه، فقد رسم رمبرانت العديد من البورتريهات لرجال وسيدات مسنات ومسنين، عندما اقترب من نهاية حياته، وحافظ على مزاج تأملي نلمسه في البورتريهات التي رسمها في تلك الفترة. لقد صاحبت حالات رمبرانت النفسية تعبيره الفني، فكانت صوره الشخصية حتى عام 1632 ذات ألوان فاترة فتور حياته، ولما دخلت زوجته في عالمه الفني اتسمت لوحاته بين عامي 1632 و1642 بيقظة اللون، وحركة النور، وعكست صوره الشخصية في هذه الفترة مسراته العائلية، إلى أن ماتت زوجته، فعاش للصمت الذي لازمه حتى نهاية العمر.

أما جويا، فهو أحد أعظم المصورين في أوروبا، ومن أوائل الفنانين الذين أدخلوا عنصر التحريف إلى الفن، محاولاً تجسيد الخصائص المميزة للجمال في مفهومه غير التقليدي، وفي عام 1794 بعد أن استقر في وظيفة جديدة بالقصر الملكي، قام بتصوير شخصيات الأمراء والنبلاء، فكان ينهي البورتريه في جلسة واحدة.

ووصلت الوجوه في رسوم جويا في مرحلته الأخيرة، إلى درجة التشويه التشريحي، معبرة عن تشويه النفس، ففلسفة الصورة هي الحصول على الشبه، لهذا فإن الحرص على الشبه، كان ولا يزال، شاغلاً للناس، فالصورة الشخصية بعد الموت هي شكل من أشكال الوجود، واستمراره بعد الموت.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"