سرطان المبيض

02:02 صباحا
قراءة 12 دقيقة
ترجمة محمد إبراهيم فقير
ظل سرطان المبيض، ومنذ فترة طويلة، يعرف بأنه القاتل الصامت . وفي الأغلب لا يكتشف هذا المرض حتى ينتشر في الجسم، كما أن نسبة النجاة منه لا تتجاوز 43% . وفي أغلبية الحالات لا تعيش المرأة التي تصاب به أكثر من خمسة أعوام بعد اكتشاف تعرضها له، وهذه المعدلات تعد من أدنى معدلات النجاة في الأمراض السرطانية .
وثمة أعراض معينة تشير إلى الإصابة به، ولذلك ينبغي التقصي عنها واكتشافها . ومؤخراً ظهر اختبار دم بسيط يمكنه الإسهام في رصد واكتشاف هذا المرض .
تشمل الأعراض المحددة التي يجب فحصها والتأكد منها: ألم في البطن، انتفاخ مزمن في المعدة، الشعور بالشبع والامتلاء بسرعة، غثيان ودوار وتغيرات في عادات استخدام دورة المياه .
وحينما يتم اكتشاف سرطان المبيض في فترة مبكرة، قبل أن يبدأ في الانتشار، يمكن معالجة 92% من المرضى، بيد أن الأمر المؤسف، هو اضطرار النساء للذهاب إلى الطبيب عدة مرات قبل أن يتم اكتشاف وتشخيص المرض .
وتقول الدكتورة كلير غرين، استشارية الأورام في مستشفى جامعة ساوثمبتون بالمملكة المتحدة والمتخصصة في سرطان المبيض: "هذا التأخير ينبغي ألا يحدث، أجراس الإنذار ينبغي أن تقرع وسرطان المبيض يجب أن يخطر على بال الأطباء بسرعة . وإذا تواصلت هذه الأعراض لفترة أسبوعين بعد أول مقابلة للمريضة مع الطبيب، فإن سرطان المبيض ينبغي أن يؤخذ في الاعتبار .
السرطان لا يأتي ويذهب، ولذا فإن الأشياء المهمة التي ينبغي التحقق منها هي أن الأعراض يجب أن تكون متواصلة ومنتظمة . بيد أن بعض الأطباء العموميين قد يهملونها . وكثير من المريضات يقال لهن إنهن يعانين متلازمة القولون المتهيج .
وتشمل التشخيصات غير الصائبة الأخرى التي تقال بالخطأ لمريضات سرطان المبيض، أنهن يعانين التهابات مجرى البول، سلسل البول، غازات، انتباذ بطاني رحمي، أو من متلازمة ما قبل الطمث .
كما أن النساء يفتقرن للتثقيف والتوعية بهذا المرض وأعراضه . فكثير منهن يعتقدن أن تمدد منتصف العمر هو المسؤول عن بطونهن الضخمة .
والبعض يعتقدن أنهن خضعن لفحص سرطان المبيض بإجرائهن لاختبار يسمى "اختبار اللطخة" . وفي الحقيقة يفحص هذا الاختبار سرطان عنق الرحم فقط .
ويقول العلماء إن تاريخ الإصابة الأسري بسرطان المبيض ينبغي أيضاً أن يؤخذ في الاعتبار بجدية .
وتشير إحصاءات إلى أن ما يقارب خمس مريضات سرطان المبيض ورثن جينات BRCA 1 وBRCA 2 معيبة، والخلل في هذه الجينات له علاقة بالتعرض لهذا المرض .
ويقول البروفيسور هاني جبرا، مدير مركز أبحاث سرطان المبيض في مستشفى هامرسميث بلندن، إن من المهم للغاية تثقيف العامة والأطباء العموميين بهذا السرطان وأعراضه .
ويمكن لفحص دم يقيس مستويات CA125 وهو بروتين تفرزه خلايا ورم المبيض يمكنها الإسهام في اكتشاف المرض .
وبالرغم من أن هذا الفحص الذي لا يكون دقيقاً في جميع الحالات، وبالرغم من أن بعض الحالات مثل الانتباذ البطاني الرحمي وحصوات المرارة، يمكنها زيادة مستويات CA125 يقول البروفيسور جبرا إن هذا الفحص يمكنه الإسهام في التوصل لتشخيص مبكر لسرطان المبيض .
ولكن كما تظهر تجارب أربع نساء في تحقيق الأسبوع، فإن التوصل إلى تشخيص الإصابة بهذا المرض يمكن أن يكون صعباً للغاية .
والنسوة الأربع، يعانين جميعهن السمات التشخيصية، لكنهن حصلن على تشخيص خاطئ تضمن مجموعة من الأمراض الأخرى، وبعواقب غيرت حياتهن في بعض الأحيان .

التشخيص الخاطئ: ضعف عضلات الحوض
فترة التشخيص: 3 أعوام .

لين هيل ( 50 عاماً)، شخصت إصابتها في مارس/آذار ،2012 وتقول: "عام 2009 بدأت أعاني مشكلة في أمعائي، كنت أحتاج للذهاب لدورة المياه 10 - 12 مرة في اليوم . وحينها قال لي طبيب استشاري إنني مصابة بمتلازمة القولون المتهيج، ونصحني بتغيير نظامي الغذائي، ولكن نصيحته لم تجد نفعاً، وأدرك الآن السبب . فقد كان الورم في مبيضي الأيمن يضغط على أمعائي، بيد أن أحداً لم يكن يدرك ذلك بالرغم من أن ثقل الورم أدى إلى تدلي أمعائي .
ونتيجة لهذا الهبوط، اضطررت لإجراء جراحة في فبراير/شباط 2011 . وعندما حاولت بعدها أن أذهب إلى المرحاض شعرت أن مثانتي لن تفرغ بطريقة سليمة .
وقد أخبرت طاقم المستشفى بما حدث لي وأجروا لي فحصاً بالأشعة المقطعية، لكنهم قالوا إن مثانتي بدت غريبة بسبب عطل أصاب جهاز الفحص . وأتضح لاحقاً أن العملية الجراحية دفعت الورم بالصدفة، وهكذا بات يضغط على مثانتي .
وقد اكتفى الطبيب بالقول إن عضلات قاع الحوض تحتاج إلى شد، وأحالني إلى معالج فيزيائي، وهذا التشخيص يبدو لي الآن مضحكاً .
وفي ذلك الوقت، كان من النادر أن أفرغ المثانة من دون استعجال وسرعة بالرغم من أنني كنت لا أزال في السابعة والاربعين من عمري . وكان اختصاصي المسالك البولية مقتنعاً بأن ضغط مثانتي ناجم من وزن جنيني الزائد .
ولكن الأعراض كانت تزداد سوءاً بالرغم من العلاج الفيزيائي الذي تلقيته، وكنت بعد تسعة أشهر من الجراحة أسرب البول بأقل مجهود أبذله كالانحناء نحو الأمام على سبيل المثال .
وكنت أعاني إرهاقاً شديداً أيضاً، لدرجة أنني كنت في بعض الأحيان أصل إلى المنزل وأزحف متعبة على السلالم نحو الفراش، إلى حد أنني لم أكن أتمكن حتى من خلع حذائي .
وقد عدت للطبيب لكي أخبره بأعراض البول، بيد أن كلامي كله لم يقرع أجراس الإنذار .
وبعد ذلك، بدأت أصدر أزيزاً مع تنفسي وكان ذلك بعد عام من العملية الجراحية . وفي أحد الأيام شعرت بضعف شديد واستدعيت طبيباً . وقال الطبيب إنني أعاني أزمة "ربو" وأمر لي ب"ستيرويدات" .
وبحلول ذلك الوقت، كانت معدتي منتفخة للغاية، وكنت أبدو مثل حبلى في الشهر الثامن من الحمل .
وفي الأسبوع التالي، ذهبت لمقابلة طبيبي، الذي أعتقد أنني قد أتعرض لجلطة في الرئتين وأرسلني لقسم الطوارئ في المستشفى . وبالرغم من ذلك، لم يفكر الطاقم الطبي في إجراء فحص بالأشعة المقطعية لمعدتي إلا بعد يومين . وفي الوقت الذي أخبروني فيه بأنني مصابة بسرطان سيظل ملازماً لي للأبد، قال لي الأطباء إنهم متأكدون بنسبة 90% من أن الكيس الضخم في مبيضي كان ورماً خبيثاً . وكان والدي معي، وللمرة الأولى في حياتي رأيته يبكي . والأمر الوحيد الذي كان يمكنني أن أفكر فيه في ذلك الوقت، كان ابني، لم يكن قد تجاوز سن الثامنة من عمره . كيف سأتمكن من إخباره بأن والدته مصابة بالسرطان؟
وقد قال لي الأطباء إن الورم كان بحجم ثمرة أناناس، وأن السرطان قد تمدد لمعدتي، وطحالي ورئتيي . وقال لي الطبيب الاستشاري إنه مندهش للغاية من عدم ملاحظة أي أحد لهذه الأعراض من قبل .
ثم أجريت جراحة، وبعد 8 أسابيع بدأت جلسات العلاج الكيماوي .
وتلقيت إضافة لهذه التدابير العلاجية، عقار أفاستين، (وهو دواء يمنع تفاقم السرطان)، وقال لي الأطباء إنه كان بالامكان أن أتعالج بسهولة وأعيش حتى أبلغ من العمر عتياً لو أن الورم السرطاني اكتشف مبكراً . والآن بات أقصى حلم لي أن أعيش حتى أرى ابني وهو يكمل المدرسة . فهل سأتمكن من ذلك؟ ربما، لا أحد يدري . أنا لا أشعر بغضب من عدم تمكن أي طبيب من تشخيص حالتي في فترة مبكرة، بل أشعر بإحباط . لأن وضعي الصحي كله كان سيكون مختلفاً تماماً .

التشخيص الخاطئ: متلازمة القولون المتهيج
فترة التشخيص: 10 أعوام

أنجيلا ديفيس (53 عاماً)، شخصت إصابتها في العام 2007 . تقول: "في العام 2001 كنت في عيادة طبيب النساء، وكان يعيد على مسامعي التشخيص والتوصيفات نفسها التي كنت أتلقاها طوال الأعوام الأربعة السابقة . والتي كانت تشخص أعراض ألم الحوض المضني، والإمساك، والإسهال وانتفاخ البطن، التي كنت أعانيها بأنها متلازمة القولون المتهيج، وكان الأطباء يقولون لي إن هذه الأعراض الرهيبة ستزول بمجرد إنقاصي لوزني . وفي تلك الفترة كنت أذهب إلى طبيبي العام كثيراً وأرجوه أن يجد لي حلاً يخفف معاناتي، لكنه كان يقول لي إن اكتسابي للوزن يعني أنني حتماً مصابة بمتلازمة القولون المتهيج، وهو مرض لا يوجد له علاج حاسم . لكنه عندما قرر إحالتي لطبيبة متخصصة في أمراض النساء بعد مطالبتي لفترة طويلة بذلك شعرت براحة وتفاؤل كبيرين، لكنها قالت إنها لن تقيم حالتي إلا بعد تمكني من إنقاص وزني بنحو 20 كيلوغراماً . وفي تلك الفترة كان وزني يفوق 130 كيلوغراماً، ولكن قبل ظهور الأعراض، كان في حدود 65 - 70 . وبعد فترة قصيرة، أجريت فحصاً بالموجات فوق الصوتية بيد أن مبايضي لم تكن ظاهرة فيه . وقد أدركت أن هذا الفحص لم يكن صحيحاً لأنني رأيت المبايض عندما أجريت الفحص نفسه حينما كنت أسعى للحصول على إخصاب مختبري أو ما يعرف بطفل الأنابيب . ولكن اختصاصية أمراض النساء قالت إن عدم ظهور المبايض، طبيعي . غير أنني اكتشفت لاحقاً أن السائل الذي كان بداخل جسمي حجب الرؤية، وقالت حينها إنني مصابة بانتباذ بطاني رحمي، وهو مرض يجعل أنسجة مشابهة للأنسجة الموجودة في بطانة الرحم تنمو في كل مكان .
وللعلاج من هذه الحالة، تلقيت حقناً لكنها عرضتنني لمخاطر الإصابة بتخلخل العظم، ولذلك لم أتمكن من مواصلتها . وقال لي الأطباء إنه ما من سبيل أمامي سوى تحمل الألم والتعايش معه .
وعلى مدار خمسة أعوام، كنت في كل مرة أقابل فيها اختصاصية أمراض النساء، أطلب منها أن تخبرني بما إذا كنت أعاني مرضاً خبيثاً، وفي كل مرة كانت كل واحدة منهن تنفي ذلك .
ثم كان يوماً في أبريل/نيسان ،2007 كان الألم فظيعاً ما أضطر زوجي لاصطحابي على عجل لقسم الجراحة في المستشفى . وبعد أن نقر الطبيب على معدتي، وشعر بالسائل بداخلها ولاحظ الأعراض التي كنت أعانيها، قال إن ثمة عارضاً صحياً خطراً وإنني يجب أن أذهب لوحدة الطوارئ .
وفي تلك اللحظة شعرت بخوف شديد سبب لي خدراً في جسدي، وقلت لنفسي ما الذي كان يحدث لي طوال هذه الأعوام؟
وفي وحدة الطوارئ، أظهر فحص آخر بالموجات فوق الصوتية مبايضي عبر السائل . وقال الأطباء إنها كانت تبدو مثل نبات الخرشوف الشوكي وخامدة ومتدلية نحو الأسفل، لكن أحداً منهم لم يفسر لي مغزى هذه المؤشرات . وفي اليوم التالي، فحصت مستويات CA125 في المستشفى وقد اتضح أنها كانت مرتفعة، ولذلك نقلت لمستشفى آخر .
وفي اليوم التالي خضعت لعملية تم فيها استئصال الرحم والزائدة الدودية والغشاء الشحمي للإمعاء . وشفطت 3 ليترات من السائل من معدتي . وعلى الفور تلاشى الألم، ونقص وزني بنحو 8 كيلوغرامات .
لاحقاً، وفي مقابلة مراجعة أجريت لي بعد 9 أسابيع، ذكر الأطباء السرطان للمرة الأولى . وقد ذهلت وبعد أن كنت أظن أنني بحاجة فقط لعملية استئصال الرحم، وقد استأصلته، لكن الأطباء قالوا إنهم أزالوا السرطان، وإنه كان من النوع البطيء النمو والأقل حدة، وأنني كنت سأموت لو كان من نوع آخر وكمن لفترة 10 أعوام .
وقد احتجت لمقابلة اختصاصي آخر، للإشراف على علاجي الكيماوي .
وبعد 6 أشهر عاد السرطان وتسلل للغشاء الذي يشكل بطانة تجويف المعدة . وقال لي الأطباء أنني لن أعيش أكثر من عامين، لكنني أصررت على إجراء مزيد من جلسات العلاج الكيماوي .
لكنه بعد ذلك تمدد في أمعائي وفي كبدي . وقد احتجت لتلقي 28 كورساً من العلاج الكيماوي، وسأبدأ في إجراء كورسات أخرى في الشهر المقبل .
وأنا طالما كنت على قيد الحياة، لا أهتم بعدد المرات التي أتلقى فيها الكيماوي . أنا غاضبة لأنني عرضت على كثير من الأطباء على مدار سنوات طويلة، كان يمكن لواحد منهم على الأقل، اكتشاف السرطان في مرحلة مبكرة . كانت سلسلة من الأخطاء الطبية المتباينة . هؤلاء الأطباء لم يروا سوى إمرأة بدينة ولم ينصتوا لي .

التشخيص الخاطئ : اضطراب الشهية
فترة التشخيص: 6 أشهر

كاز لوفيل (27 عاماً)، استمرت فترة تشخيصها ستة أشهر حتى عرفت اصابتها بسرطان المبيض، وتقول: "كنت كحال كثير من الفتيات المراهقات مغتبطة حينما فقدت بشكل مفاجئ نحو 6 كيلوغرامات من وزني في شهر واحد، لكنني فقدت بعد فترة قصيرة 12 كيلوغراماً، وبت نحيفة للغاية، وبالرغم من فقداني للوزن، فقد كان بطني يبرز نحو الخارج .
لم أكن في حمية غذائية، كنت فقط أشعر بانتفاخ وبغثيان طوال الوقت وفقدت شهيتي .
وقبل ذلك بشهرين توقفت دوراتي الشهرية، وافترضت أنها كانت غير منتظمة بسبب سني الصغير . لم أكن قلقة ولكن والدتي كانت تلح علي لكي أزيد تناولي للطعام .
وبعد بضعة أشهر قلت لوالدتي إنني لا أشعر بأنني على ما يرام، وأصرت هي على ضرورة عرضي على طبيب .
وفي البداية أعتقد الطبيب أنني أعاني مشكلة في المعدة وأوصى بخضوعي لتنظير، بيد أن نتيجة فحص المنظار كانت طبيعية .
ومن ثم عرضت على خبيرة تغذية . وكان من الواضح أن الأطباء يعتقدون أنني مصابة باضطراب الأكل، وشجعوني على تناول المزيد من الطعام . وقد حاولت، لكنني كنت أشعر بالغثيان حتى إذا أكلت قطعة مكسرات صغيرة . وبعد فترة، بدأت أتساءل بيني وبين نفسي عما إذا كنت بالفعل أعاني اضطراب الأكل، لأنني بدأت أدرك أن عاداتي الغذائية باتت غريبة للغاية .
وبعد إلحاح من والدتي ذهبت مرة أخرى للأطباء وعلى مدار عدة مقابلات، كانوا يرددون على مسامعي عبارة واحدة مفادها أن الأعراض التي أعانيها ناجمة من نظامي الغذائي أو من مشاكل في معدتي .
وبعد 6 أشهر من بدء ظهور الأعراض، لاحظ طبيب آخر حقيقة أن دوراتي توقفت قبل فقداني لوزني وأحالني لطبيبة متخصصة بأمراض النساء .
وأظهر فحص بالأشعة المقطعية أعقبه تنظير للمعدة، وجود ورم بحجم ثمرة برتقال في مبيضي الأيسر . وكانت تلك صدمة مروعة، بالرغم من أن الأطباء قالوا لي إن الورم اكتشف في مرحلة مبكرة، لم أكن أتوقع مطلقاً، أن أصاب بسرطان، خاصة في سن يافعة مثل سني .
وقد أزيل الورم وعدت لعملي بعد 3 أسابيع، كنت محظوظة للغاية لأن الأطباء قالوا إن السرطان لم ينتشر، ولذلك لم أخضع لعلاج كيماوي .
تجربتي كانت مخيفة، لأن وضعي كان سيزداد سوءاً لو لم يكن ذلك الطبيب قد أرسلني لاختصاصية الأمراض النسائية .

التشخيص الخاطئ: الإصابة بحساسية
فترة التشخيص: 5 أشهر

سو دافيسون (59 عاماً)، شخصت إصابتها في مارس/آذار ،2012 تقول: "بالرغم من وفاة والدتي في سن ال 66 بسبب إصابتها بسرطان المبيض، فإنني لم أكن قلقة من احتمال تعرضي أنا أيضاً لهذا المرض .
لكنني في أكتوبر/تشرين الأول 2011 - بدأت أسعل، وأصبت بضيق في التنفس وأزيز في صدري، وكنت أعاني متاعب في معدتي وانتفاخ . وبسرعة بت أبدو كامرأة حامل في شهرها التاسع .
وبعد بضعة أسابيع بدأت أشعر بآلام في جانبي الأيسر . ولذلك منحني طبيبي مضادات حيوية لمعالجة التهاب الصدر، لكنها لم تأت بفائدة تذكر . وقد قابلت على مدار الأشهر الأربعة التالية أربعة أطباء عامين، وفي كل مرة كنت أتلقى المزيد من المضادات الحيوية .
وبحلول تلك الفترة كنت أشعر وكأنني مصابة بإنفلونزا شديدة، وازداد الألم في جانبي وكنت أتناول كميات ضئيلة من الطعام لأنني كنت أشعر دائماً بالشبع والامتلاء . وأدركت أنني قد أكون مصابة بسرطان المبيض، بيد أن أحداً من الأطباء العامين الذين قابلتهم لم يأخذ في اعتباره هذا الاحتمال، بالرغم من إخباري لهم بظروف وفاة والدتي نتيجة إصابتها بهذا المرض .
وقد وصف لي الأطباء مضادات للحساسية لأن المضادات الحيوية لم تكن مجدية معي، وذلك بالرغم من عدم إجرائهم لاختبارات الحساسية وعدم إشارتهم لنوع الحساسية التي قد أكون مصابة بها .
وبحلول نهاية شهر يناير/كانون الثاني، كان الألم شديداً ولذلك طالبت بإجراء فحص بالأشعة المقطعية لي . وقد نقر الطبيب على معدتي وقال إنه لم يجد كتلاً أو أوراماً . وأن ما أعانيه قد يكون مشكلة في الأمعاء . وبعد ذلك لم أعد قادرة على تحمل المزيد .
وبعد أسبوعين، أجريت فحص الأشعة المقطعية، وبمجرد مشاهدتي لتعابير وجه الطبيب، أدركت أنني قد أكون مصابة بعارض صحي خطر . وقد قال الطبيب إنه لم يسبق له رؤية هذا الكم من الأكياس الدهنية والكتل .
وفي رسالة صوتية تتعلق ببيانات العملية الجراحية التي من المفترض أن أخضع لها، ذكرت إحدى الممرضات أن السرطان الذي أعانيه غير قابل للعلاج، وقالت إن الجراحين سيبذلون كل ما بوسعهم لإنقاذي . وفي تلك اللحظة لم أتمالك نفسي، ولم أتوقف من البكاء .
وفي مارس/آذار ،2012 خضعت لجراحة لاستئصال الرحم وجزء من بطانة معدتي . وبعد يومين، وعندما كنت أتهيأ للاستحمام، لاحظت أنني أحمل في جسدي كيس فضلات القولون مع أن أحداً لم يخبرني بأن جزءاً من أمعائي قد أزيل .
وبعد اختفاء السعال الذي كنت أعانيه، قال الأطباء إن خلايا السرطان عندما تتمدد لبطانة المعدة، يمكن أن تهيجها، والتسبب في مراكمة سائل ينحشر في الرئتين ويسبب السعال والأزيز .
خضعت لعلاج كيماوي، بيد أن فحوص أشعة مقطعية أجريت لي قبل عام، أظهرت تواجد السرطان في عضلات أردافي وحوضي، ولذلك كنت بحاجة لمزيد من هذا العلاج .
أنا غاضبة من الأطباء ومن نفسي أيضاً، لأنني وبالرغم من إحساسي بأنني أعاني مشكلة صحية خطرة، لم أفعل الشيء الكثير لإبرازها . وأنا محظوظة لأنني ما زلت على قيد الحياة، وأسعى لأن أعيش حياتي وكأنني لست مصابة بالسرطان .
4% هي نسبة النساء اللائي يعتقدن أنهن يعرفن أعراض سرطان المبيض .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"