الأورام الحميدة والخبيثة.. المعرفة جزء من العلاج

22:33 مساء
قراءة 5 دقائق
يعرّف الورم بأنه نمو غير طبيعي للخلايا، وهي في الغالب كتل تتشكّل عندما تخرج الخلايا عن نمطها وتنمو على نحو غير طبيعي، ولا يكون ذلك بالضرورة مرادفاً للسرطان، ويمكن أن تتشكل الأورام في أي مكان في الجسم وتنقسم إلى نوعين، نوع حميد، والآخر خبيث. يتميز النوع الحميد ببطء نموه وحركته، وغالباً ما يتمركز في مكان واحد ولا ينتقل من عضو لآخر، ولكن هذا لا يحول دون التأثير المحتمل الذي قد يتسبب به في الأعضاء المجاورة، وإذا ما تم استئصال الورم، فإنه عادة لا يظهر مرة أخرى بعكس الأورام الخبيثة. كما أن الأورام الحميدة تمتاز بعدم قدرتها على الانتشار، وسهولة استئصالها من دون التسبب بالأذى. أما النوع الخبيث فيمتاز بأنه ينتشر إلى مناطق أخرى في الجسم إن لم يتم علاجه مبكراً، كما أن لديه وتيرة سريعة في النمو.
تتميز الأورام الحميدة بشكل عام بعدم قدرتها على التحول إلى ورم خبيث أو سرطاني، بمعنى أنها لا تنتشر إلى الأعضاء والمناطق الجسدية الأخرى، أو تغزو الأنسجة القريبة منها كما هي حال الأورام السرطانية، وعادة ما تمتاز ببطء نموها ولا تشكل أي تهديد على حياة المصاب. في أغلب الأحيان لا تظهر أعراض مصاحبة للورم، إلا أن ذلك يعتمد على مكان الورم في المقام الأول، فعلى سبيل المثال، إذا ما نشأ الورم بمنطقة تجاور الأعصاب، فإنه حتماً يرسل أعراضاً وعلامات للتنبه للمرض، وذلك نظراً لموقعه في منطقة قد تشكل ضغطاً على عضو مهم وحساس في جسم الإنسان.
الأورام الخبيثة

تعتبر معظم الأورام الخبيثة سرطانية، حيث تنتشر لأعضاء ومناطق عديدة في الجسم من خلال القنوات الليمفاوية والأوعية الدموية، كما أنها تغزو الأنسجة القريبة منها، وقد تتجلى أعراض وعلامات الورم الخبيث أو الورم السرطاني في الشعور بالإرهاق الذي لا يزول حتى مع الحصول على قسط وافر من الراحة، وتعتبر هذه الحالة من أبرز الأعراض التي تصاحب المرض مع نمو الورم، وقد يظهر في المراحل المبكرة لبعض الأورام أيضاً كسرطان الدم. وتتجلى الأعراض كذلك في فقدان الوزن غير المبرر، وقد تظهر هذه الأعراض بشكل خاص لدى نوع معين من الأورام السرطانية، مثل سرطانات المريء، والمعدة والبنكرياس والرئة.
وغالباً ما يصحب تلك الأعراض نزيف غير معروف السبب، وهو ما قد يحدث في المراحل المبكرة والمتقدمة من المرض، ويشمل النزيف خروج الدم مع السعال، وهو ما يمكن أن يكون علامة على سرطان الرئة، أو وجود دم في البراز، ما يجعله يبدو داكناً جداً أو أسود اللون، وقد يكون ذلك علامة على سرطان المستقيم أو القولون، ووجود دم في البول الذي يمكن أن يكون أحد أعراض سرطان الكلية أو المثانة، وخروج الدم من المهبل في غير أوقات الطمث، ما قد يكون علامة على وجود سرطان في عنق الرحم أو بطانة الرحم، إضافة إلى خروج إفرازات دموية من ثدي المرأة، وقد تكون علامة على وجود سرطان في الثدي.
كما تتمثل أعراض الورم الخبيث في حدوث تغيرات في الإخراج، وقد يصاب الشخص بالإسهال أوالإمساك طويل الأمد، ويحدث تغير في حجم أو شكل البراز ما قد يشير إلى وجود ورم خبيث في الأمعاء، تتجلى أعراض المرض كذلك في الحاجة للتبول أكثر أو أقل من السابق، أو الشعور بالألم عند التبول، حيث قد يكون أحد أعراض سرطان المثانة أو البروستات. وقد ترتفع درجات الحرارة لدى الشخص المصاب، حيث يعتبر ارتفاع درجة حرارة الجسم من أكثر العلامات شيوعاً لوجود ورم خبيث، بيد أن هذه العلامة غالباً ما تحدث بعد انتشاره، فقد يصاب معظم مرضى السرطان بارتفاع درجات الحرارة.
ويعتبر ارتفاع درجات الحرارة عرضاً مبكراً لسرطانات الدم مثل الليمفوما واللوكيميا، وقد تحدث تغيرات في الجلد، وليس بالضرورة أن يكون ذلك مؤشراً إلى وجود سرطان جلدي، فهناك سرطانات أخرى قد تُفضي إلى أعراض جلدية، وتتضمن تلك التغيرات احمرار الجلد أو اصفرار الجلد والعينين، وتحول لون الجلد إلى اللون الداكن، والنمو المفرط للشعر على الجلد وظهور الحكة. أما عن التغير الذي قد يحدث في حجم أو شكل أو لون نمش أو شامة أو ثؤلول، فقد يكون ذلك مؤشراً إلى سرطان جلدي، مع العلم أنه يتوجب فوراً عرض الحالة على الطبيب المختص للحصول على علاج مناسب، خصوصاً إن تم اكتشافه مبكراً. أما عن وجود تقرحات لا تلتئم أو قد تنزف بشدة في أي منطقة في الجسم، فقد تكشف عن وجود ورم سرطاني لاسيما إن كان الشخص مدخناً أو مدمناً على الكحول، كما أن ظهور بقع بيضاء داخل الفم أو على اللسان يمكن أن تكون علامة على الصداف، وهو عبارة عن بقع بيضاء تظهر في الغشاء المخاطي، وهي مرحلة تسبق تحول المرض إلى سرطان الفم إن تركت من دون علاج، وعادة ما يكون السبب وراءها هو التدخين أو أي استخدام آخر للتبغ. وتظهر أيضاً علامات وأعراض قد تدل على وجود ورم خبيث، وتتمثل هذه الأعراض في السعال وخشونة الصوت، ففي حال استمر السعال لأكثر من أسبوعين، فإنه قد يكون علامة على سرطان الرئة، أما خشونة الصوت فقد تكون علامة على وجود سرطان في الغدة الدرقية أو الحنجرة.
وتتكون كذلك كتل يمكن تحسسها عبر الجلد، منها الكتل التي تنذر بوجود سرطان الثدي والعقد الليمفاوية والخصيتين والأنسجة الناعمة، خاصة وإن كان حجم الكتلة يزداد بشكل تدريجي، ووجود الألم قد يكون عرضاً مبكراً لبعض أنواع السرطانات التي تتضمن سرطان الخصية والعظام، كما أن الصداع الذي لا يزول مع العلاج يكون في الغالب ناجماً عن سرطان الدماغ، وقد يكون ألم الظهر كذلك ناجماً عن سرطان المبيض أو القولون أو المستقيم.
علاج الأورام الحميدة

في كثير من الأحيان، يكتفي الطبيب المختص بالانتظار برهة من الزمن لمراقبة الأورام الحميدة من دون اتخاذ أي إجراء علاجي، إلا أن تطور الورم قد ينجم عنه الكثير من المشاكل، وقد يتطور إلى ظهور أعراض تستوجب معها إزالة الورم جراحياً من دون التأثير في الأنسجة المجاورة، كما أن هناك أساليب علاجية أخرى للأورام الحميدة غير الجراحة، منها العلاج الإشعاعي، والعلاج الدوائي.
علاج الأورام الخبيثة

تتضمن الأساليب العلاجية للأورام الخبيثة العلاج الكيماوي، وهو العلاج بالأدوية والعلاج الموجه، أو ما يعرف بالعلاج الموجه الجزيئي، وهو نوع من أنواع الأدوية الذي يوقف نمو الخلايا السرطانية، ويهدف إلى مهاجمة الخلايا السرطانية بشكل دقيق، وينجم عن هذا الأسلوب العلاجي أذى طفيف للخلايا غير السرطانية. وتتضمن الأساليب العلاجية ما يعرف بالعلاج المناعي، وهو علاج يعتمد في المقام الأول على جهاز المناعة لمحاربة الخلايا السرطانية. ويتضمن كذلك العلاج الإشعاعي الذي يعمل على تدمير الخلايا السرطانية باستخدام جزيئات أو موجات عالية الطاقة. وأخيراً العلاج الجراحي، حيث يعتبر العمل الجراحي من أقدم الإجراءات العلاجية لمعالجة السرطان، وقد ساهمت التطورات الحديثة في الأساليب الجراحية في ارتفاع معدلات الشفاء لدى أعداد متزايدة من المرضى، وبطبيعة الحال يستهدف العمل الجراحي الوصول إلى موضع الورم من أقصر الطرق، وأقلها تأثيراً في أنسجة الجسم السليمة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"