الـ "يوسي ماس" برنامج تحويل شباب الغد إلى آلات حاسبة

يناسب الصغار بين 4 و12 سنة
01:36 صباحا
قراءة 7 دقائق

اكتسب البرنامج التعليمي يوسي ماس شهرة كبيرة في كل أنحاء العالم، كنظام فعال يساعد الأطفال في مراحل مبكرة من العمر على تنمية القدرات الذهنية ورفع معدلات التركيز والذكاء . وهو برنامج يعتمد على الجمع بين المفهوم الصيني القديم والأبحاث العلمية الحديثة لإجراء عمليات حسابية سريعة ودقيقة عن طريق استخدام العداد الصيني القديم . البرنامج البعض بأنه المرحلة الأولى لتنمية قدرات العبقري الصغير، لذلك لاقت المراكز التي تقدم هذا البرنامج التعليمي إقبالاً كبيراً في كل الدول العربية، في هذا التحقيق حاولنا معرفة المزيد عن البرنامج .

من داخل مركز سفينة نوح الذي يقدم دورات في البرنامج، تقول كاميليا كامل، معلمة اليوسي ماس: يوجد في كل الإمارات 23 مركزاً تقوم بتدريس البرنامج، وهو صمم لاستثمار السنوات الأولى من حياة الأطفال، والتي تكون خلالها 72% من القدرات الدماغية قيد النمو والتطور، حيث أثبتت الدراسات العلمية والعملية بأن أكبر قدر من النمو في العقل البشري يحصل قبل سن الثانية عشرة التي يظهر فيها الأطفال استعدادات للتكيف والتطور تسمح بالتداخل والنمو ما بين خلايا الدماغ .

وعن البرنامج، تقول: هو برنامج تعليمي يعتمد على العداد الصيني القديم المعروف بالإيبكس وهو آلة حسابية يدوية تحتوي على صفوف مزودة بخرزات يحركها الطفل بكلتا يديه، وفقاً لبرنامج علمي يساعد على تنشيط خلايا مراكز الجانبين الأيمن والأيسر من المخ تدريجياً وبشكل متوازن مما يجعل الطفل المتدرب قادراً على حل العمليات الحسابية بشكل أدق وأسرع من الطفل العادي .

وأضافت: هناك العديد من الدراسات التي أجريت على عدد من الأطفال الأذكياء أثبتت أن خلايا مخ هذا الطفل اليسرى واليمنى تعمل معاً، فمثلاً لو كنت استخدم يدي اليمنى في الكتابة فالفص الأيسر هو الذي يعمل والعكس، فالمعروف أن مخ الإنسان يتكون من شبكة مخية تتكون من نحو 100 مليار خلية، الأذكياء يمتلكون شبكات مخية تعمل خلاياها معاً بشكل سريع عكس أصحاب الذكاء المحدود، فخلايا المخ لديهم تعمل بشكل بطيء ومن هنا جاءت فكرة اليوسي ماس .

وأكدت كاميليا أن هذا النظام التعليمي أصله صيني لكن قام ماليزي بتطويره ومنحت أكاديمية المفهوم الشامل للنظم الحسابية العقلية بماليزيا شهادة الأيزو 9001 للجودة في نظم الإدارة من قبل بي إم تراد في المملكة المتحدة .

وعن دراسة اليوسي ماس قالت الدراسة عبارة عن 8 مستويات كل مستوى يتضمن عملية حسابية، مثلاً المستويان الأول والثاني يختصان بعمليات الطرح والجمع، والثالث والرابع والخامس تركز على عمليات الضرب والقسمة، والسادس والسابع يشملان الكسور والعلامات العشرية، والمستوى الأخير يشمل كل العمليات مع ملاحظة وجود عمليات الجمع والطرح في كل المستويات . ومدة المستوى 3 أشهر بمعدل حصة واحدة أسبوعياً أما سعر الدورة فهو في متناول الجميع لذلك يوجد لدينا في المركز أطفال من كل الجنسيات، وتدعمياً لهذا البرنامج المميز الذي يستطيع أن يخلق طفلاً عبقرياً في الرياضيات وكل مجالات الحياة توجد مسابقة سنوية على كل مستوى الإمارات في اليوسي ماس والطالب الذي يتأهل للمركز الأول يسافر للاشتراك في مسابقة عالمية في ماليزيا .

ذاكرة فوتوغرافية

توضح رانيا التجاني مديرة مركز الرياضيات السهلة لتنمية مواهب الأطفال في الشارقة، أن اليوسي ماس معناها النظام العالمي للحساب الذهني وهو أساساً نظام صيني تم تطويره في ماليزيا ثم أصبح نظاماً عالمياً لاقى إقبالاً من الناس في كل دول العالم، وهو قائم على منهج لتطوير قدرات الأطفال وطاقاتهم العقلية من خلال استعمال الحساب الذهني بعيداً عن الآلة الحاسبة أو اليد، والاعتماد على الايبكس الذي يقوي الذاكرة الفوتوغرافية للطفل . وتقول: بعد الاعتماد على هذا العداد في مراحل معنية نؤهل الطفل لحل أي عملية حسابية من خلال ذهنه واستخدام ذاكرته الفوتوغرافية، وطبعاً هناك سن محددة ومفضلة لتعليم الأطفال هذا البرنامج وهو من بين 4 سنوات إلى 12 سنة لأن الطفل في هذه المرحلة العمرية لديه الاستعداد لاستقبال وفهم أي شيء .

وعن أهم فوائد هذا النظام قالت التجاني: أولاً هو يزيد من معدلات التركيز والانتباه عند الأطفال، ويساعدهم على تنمية المهارات الحسابية والحياتية من خلال سرعة الفهم ورد الفعل السليم، وبالتالي يزيد من مهارات الطفل وقدراته الإبداعية، ولأنه يجعل الطفل مميزاً فهو يشعر بالتفوق الذي يدفعه دائماً لإظهار المزيد من صور النجاح والتفوق، والبرنامج يزيد قدرة الطفل على الإنصات والتركيز في ما يقال، ويجعله يتخيل الأرقام في ذهنه على أنها صورة وهذا يزيد من قدرته على التخيل . ومن خلال إعطاء الطفل عمليات حسابية معينة نريد حلاً لها في وقت محدد نستطيع أن نعلمه مدى أهمية وقيمة الوقت .

أضافت: هناك العديد من الأطفال ممن يحصلون على دورة اليوسي ماس في المركز يقولون لي إنهم يستطيعون حل أي مسألة حسابية في المدرسة قبل ذويهم لذلك أنا أشجع كل أم على الاهتمام بهذا النظام المميز الذي يناسب كل المستويات فلا يوجد لدينا طفل ذكي وآخر ضعيف لأنه برنامج مهاري مثل ركوب الدراجة نستطيع أن نتعلمها ونتقنها مع مرور الوقت .

وعن أهم الصعوبات التي تواجهها أثناء الدورة قالت: حتى نشعر بنتيجة لابد من مرور وقت يتراوح ما بين 6 إلى 9 أشهر لكن الأمهات للأسف يريدن النتيجة فورية وهذا لا يحدث في أي مكان في العالم لذلك أود أن أطلب من كل ولي أمر أن ينتظر المدة المحددة حتى يلمس بيديه العبقري الموجود داخل ابنه، كما أن هذا النظام يحتاج إلى متابعة دورية من ولي الأمر في المنزل معنا وخاصة أننا نعطي للطفل مجموعة من العمليات الحسابية ونطلب منه حلها في المنزل، ويجب ألا ننظر للبرنامج على أنه رياضي فقط، لأنه أشمل وأعم ويحسن من مستوى الطفل أكاديمياً في كل المواد لأن معظم موادنا الدراسية تعتمد على الحفظ وهذا البرنامج يصنع للطفل ذاكرة فوتوغرافية حتى للمواد المكتوبة .

سألنا مجموعة من أمهات أطفال اليوسي ماس لنعرف مدى تأثيره في مستواهم الدراسي، فقالت أم مهرة: ولدي أحمد في الصف الخامس يدرس الحساب الذهني في مركز سفينة نوح وكذلك أخته الصغرى شيخة التي تبلغ من العمر 7 سنوات . وعرفت عن هذا النظام التعليمي عام 2004 وكان اسمه عبقري الرياضيات وكان موجوداً في إمارة رأس الخيمة ثم انتقل إلى الشارقة، ومنذ 3 سنوات موجود لدينا في إمارة أبوظبي، وعرفت به من خلال الإعلانات فقررت أن أشترك لأطفالي فيه وخاصة أن الحساب الذهني طريقة قديمة جداً، وكان يستخدمه العرب وكانوا أيضاً يستخدمون العداد نفسه المستخدم الآن المعروف بالآيبكس وأعتقد أنه تطور عن طريق العرب والمسلمين .

تضيف: أولادي أذكياء إلا أنني لاحظت على أحمد وشيخة قلة التركيز قبل الالتحاق بالكورس، وأثناء متابعتي لها وجدت أن معدلات تركيزهما زادت وأصبح لديهما القدرة على الحفظ بسرعة وخاصة في مجال الرياضيات، كذلك اكتسبا السرعة في حل أي مسألة مهما كانت صعبة، وخاصة أنهم في المركز يعطونهما واجبات منزلية عبارة عن صفحة يومية يقومان بحلها ولا يستغرق الحل أكثر من 5 دقائق، وأكدت أن هذا النظام التعليمي مهم جداً وخاصة في ظل إدمان الأطفال للألعاب الإلكترونية الخطرة التي تدمر مخهم .

وأضافت أم مهرة: عندما اشتركت ابنتي مهرة في هذا البرنامج حصلت على جائزة حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز وكانت أيضاً الطالبة المميزة، لذلك أنصح كل أم يعاني ابنها من مشكلات دراسية أو أية مشكلات في الرياضيات ومستوى التركيز أن تبحث عن أقرب مركز متخصص في اليوسي ماس لتعلمه إياه .

أما ابنتها الطالبة شيخة حمد الزعابي 8 سنوات فقالت اليوسي ماس برنامج مفيد أدرس فيه كيف أنهي أي عملية حسابية بسرعة، كما أفادني أيضاً في بقية المواد الدراسية لأنه يجعلني أركز أثناء الدروس وأهتم بكل التفاصيل، واشتركت في مسابقة الكتابة والشطرنج وحصلت فيها على جائزة أصغر لاعبة أثناء بطولة اليوم الوطني للشطرنج . كذلك حصلت على المركز الأول في مسابقة الرسم عندما رسمت لوحة عن الاتحاد الوطني .

سحر ماهر ربة منزل قالت: ولداي كريم في الصف السادس وحمدي في الخامس يدرسان اليوسي ماس وعرفت به من خلال إعلان أرسلته لنا المدرسة تخبرنا بهذا النظام الجديد، فقررت الاشتراك في المركز حتى أصقل مهاراتهم، وسرعان ما لمست نتائج تقدمهما سواء من خلال المدرسة أو في البيت، فقد زادت سرعتهما في كل العمليات الحسابية، وأصبح لديهما حب المنافسة والتميز عن بقية التلاميذ في الفصل .

وأضافت: الأطفال لا ينظرون لحصة الرياضيات الأسبوعية باعتبارها درساً أكاديمياً، لأن نظام الدراسة فيه غير روتيني بل ممتع ومشوق وكأنه لعب يقبل عليه الأطفال وينتظرونه، وأنا كأم أتمنى وجود حصص خاصة في المدارس تهتم باكتشاف المواهب داخل التلاميذ وتنميتها مثلما يفعل برنامج الحساب الذهني .

اتفقت أم مطر مع هذا الكلام وأضافت: لا أعاني أبداً مع ابني أثناء المذاكرة منذ التحق بالبرنامج، بل زاد حبه واهتمامه بحل واجباته ومذكراته، ورغم أنني لا ألجأ لأي مدرس خاص إلا أن معدل تحصيله الدراسي ارتفع، وكذلك معدل تركيزه وسرعة الفهم ويستطيع حل أي مسألة رياضية في وقت وجيز وبشكل صحيح، وكثيراً يشرح لي أشياء لا أفهمها وخلال أسبوع واحد يستطيع حل أكثر من 14 صفحة رياضيات، إضافة إلى أن البرنامج يفيده في مذاكرته لبقية المواد الدراسية لأن أغلب المواد العلمية تعتمد على الرياضيات .

وأضافت أم مطر: الأجانب لديهم القدرة على المجازفة والرغبة في تجربة كل النظم التعليمية الجديدة، لكن نحن العرب لا نملك الجرأة لخوض الجديد لذلك نجد إقبال الجنسيات المختلفة على البرامج التعليمية، لذلك أنصح كل أولياء الأمور بخوض التجربة ومساعدة الطفل على إظهار جوانب التمييز بداخله، علماً بأن مسابقة سنوية تجرى في ماليزيا سنوياً لأفضل طفل دارس للبرنامج .

ومن داخل مركز الرياضيات السهلة لتنمية مواهب الأطفال في الشارقة، التقينا الوليد محجوب كرار، مستشار قانوني وهو ولي أمر 3 أطفال يدرسون البرنامج في هذا المركز . وقال: عندي ولدان ينهيان البرنامج قريباً، أما ابنتي الصغرى فمازال أمامها 3 مراحل، وهذا النظام التعليمي لا يمكن أن أصفه سوى بأنه أسلوب علمي وتعليمي مميز وعبقري يستطيع أن يكشف كل المواهب والقدرات الموجودة داخل الأطفال، لأنه ينمي قدرتهم الذهنية والعقلية، ويزيد من قدراتهم التحصيلية في كل المواد وخاصة الرياضيات، كما يستطيع مساعدة الطفل على سرعة الفهم وسرعة رد الفعل وكل هذه الأشياء لمستها في أولادي، وأضاف: أولادي يستطيعون حل كل المسائل الحسابية في دقائق معدودة مهما كانت مركبة وصعبة، ورغم أن المنهج المستخدم في البرنامج مختلف عن المنهج الدراسي في المدرسة لأنه قائم على العمليات الحسابية الأساسية إلا أنهم تفوقوا جداً في المدرسة، وبمجرد أن تذكر المعلمة الأرقام المكونة للمسائل الحسابية المطلوب حلها تجد لديهم الإجابة فوراً مثل الآلة الحاسبة .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"