قصور الدورة الدموية المخية مشكلة خطرة

23:08 مساء
قراءة 6 دقائق
يصاب البعض بمشكلة قصور الدورة الدموية المخية، وهي حالة مرضية خطرة لأنها تتعلق بوصول الدم إلى الدماغ وتغذية خلايا المخ، وفي حالة نقص إمدادات الدم للدماغ يحدث نوع من اضطراب في وظائف الدماغ عموماً، وهذا الاضطراب أو الخلل يتوقف على مدى درجة الضعف الذي وصلت إليه الدورة الدموية ناحية المخ، وهو مؤشر إلى الإصابة ببعض الأمراض الخطرة وحدوث مضاعفات جسيمة، مثل الإصابة بمشكلة بجلطات الدماغ وانسداد بعض الشرايين المغذية لخلايا المخ، وهو ما يؤدي إلى إعاقة تدفق الدم بشكله الطبيعي نحو هذه الخلايا، وبالتالي ضعف وصول الغذاء الكافي للدماغ للقيام بمهامه الحيوية في الجسم، فهو المتحكم والمنظم لكل أعضاء الجسم، ويمكن أن يكون الانسداد كبيراً فيؤدي إلى حدوث صدمة في الجهاز العصبي الرئيسي والإصابة بالسكتات الدماغية.
هذه المشكلة المرضية تصيب كبار السن، بسبب حدوث تصلب الشرايين وفقدان مرونتها نتيجة تأثير الشيخوخة، وتظهر هذه الحالة لدى الأطفال الصغار في حالة الإصابة بمرض المويا مويا، وهو اضطراب عصبي يحدث بسبب ضيق وانسداد بعض شرايين المخ والأوعية الدموية المجاورة لها، وفي هذا الموضوع سوف نتناول أسباب الإصابة بقصور الدورة الدموية المخية، والعلامات التي تظهر نتيجة ذلك، وطرق العلاج المتاحة للتخلص من هذه الحالة الخطرة.

نقص التروية

تعبر حالة قصور الدورة الدموية المخية عن نقص وصول الدم إلى أحد أجزاء الدماغ، وهذا النقص يكون في الشريان الدموي المغذي والذي تضرر بفعل الضيق أو الانسداد، مما يتسبب في حدوث خلل عصبي ناتج عن نقص التروية العابرة قريب الشبه مما يحدث أثناء الإصابة بحالة جلطات الدماغ، حيث يقل معدل الأكسجين وتقل العناصر الغذائية وترتفع نسبة ثاني أكسيد الكربون، وتتضرر خلايا الدماغ وتضعف ويصاب الدماغ باضطراب، وتحدث نوبات إقفارية عابرة أو صدمات، نتيجة توقف وصول الدم بصورة مفاجئة، وهناك صعوبة في تشخيص هذه المشكلة المرضية، نتيجة تشابه أعراضها مع الكثير من الأمراض الأخرى، ولذلك فهي تحتاج إلى طبيب ذي خبرة، مع عمل التحاليل والفحوص اللازمة لكشف هذه الحالة، وبالتالي النجاح في اختيار العلاج المناسب للمسببات، وفي حالة التأخر والإهمال في علاج هذه المشكلة، يصاب الشخص بمضاعفات خطرة مثل الإصابة بجلطات المخ وتورم الدماغ وكذلك السكتات الدماغية، ويمكن أن تسبب هذه الحالة حدوث إعاقة دائمة لدى الشخص المصاب، لذلك من الضروري سرعة كشفها والتعامل معها حتى يزول الخطر، لأن هذه المشكلة تقود إلى الوفاة بشكل سريع في حالة عدم علاجها.

الجلطات والسن

يوجد عدد من العوامل والأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بمشكلة قصور الدورة الدموية المخية، ومنها ارتفاع ضغط الدم المستمر والعوامل الوراثية، وأيضاً الإصابة بجلطات في الشرايين المغذية للدماغ، وفي حالة انتقال إحدى الجلطات عبر الدم إلى منطقة الرقبة والمخ، وحدوث أضرار في الأوعية الدموية نتيجة بعض الأمراض، وكذلك الإصابة بمرض السكري والتقدم في السن، ويحذر الأطباء من التدخين لأن المواد الناتجة عن التبغ تؤدي إلى تضيق الشرايين، وإعاقة تدفق الدم بصورة حيوية إلى الدماغ، وعدم ممارسة الرياضة وضعف الحركة والنشاط، وتناول الوجبات الدسمة والسريعة بانتظام والإصابة بالتخمة، ومن الأسباب زيادة ثاني أكسيد الكربون في الدم ونقص الأكسجين، وتناول الكحوليات وتعاطي المخدرات، وقلة اللزوجة في الدم وارتفاع نسبة الكوليسترول الضار والدهون الثلاثية في الجسم، واستعمال موانع الحمل سنوات طويلة وعند حدوث خلل في كهربة القلب، كل هذه العوامل تساعد على حدوث ضعف وقصور في الدورة الدموية المخية.

تعب وصعوبة الكلام

تتطلب حالة قصور الدورة الدموية المخية معرفة جيدة بالأعراض والعلامات التي تظهر نتيجة الإصابة بها، وذلك لسرعة اتخاذ اللازم وتدارك الموقف، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل تفاقم الموضوع، وخروجه عن السيطرة والدخول في مشاكل أخرى أكثر تعقيداً وأشد ضرراً على الصحة العامة، ومن هذه الأعراض الرئيسية: الإحساس بالتعب العام والإرهاق الشديد دون بذل أي نشاط أو مجهود يذكر، وتحدث بعض الاضطرابات في الأعصاب التي تضررت نتيجة مشكلة نقص التروية أو عدم وصول الدم بالشكل الكافي، ويعاني بعض الأشخاص صعوبة في الحديث والكلام، وخللاً في الحركة والقيام والتوازن، وتظهر أعراض أخرى مثل الشعور بالصداع الذي يؤثر في العين بدرجة ملحوظة، فيصاب بعض الأشخاص بحالة الرؤية المزدوجة مع عدم وضوح الرؤية، وهذه الأعراض تتشابه مع الكثير من الأمراض ولذلك لابد من التدقيق في الأعراض جيداً للوصول إلى حالة التشخيص السريعة، وبالتالي يصبح طريق العلاج سهلاً ويأتي بالنتائج والفاعلية المطلوبة، كما تتسبب هذه المشكلة في إصابة الشخص المريض ببعض الأمراض والأعراض النفسية الأخرى نتيجة الاضطرابات التي حدثت في خلايا ومراكز المخ، وبالتالي يتم التعبير عنها في صورة أعراض نفسية، تتوقف قوتها وحدتها على مدى التضرر الذي حدث لبعض خلايا الدماغ.

مضادات التجلط

ينجح علاج حالة قصور الدورة الدموية المخية إذا تم التوصل إلى السبب الحقيقي وتم التخلص منه أو علاجه، وبذلك تستعيد الدورة نشاطها وتدفقها الطبيعي إلى خلايا الدماغ وتنتهي كل الأعراض والاضطرابات، ويتمثل العلاج في تناول مضادات التجلط وتجمع الصفائح الدموية، وهي الأسبرين ومضادات التجلط والتي تعزز وتزيد من سيولة الدم، ويتم استخدام المركبات المذيبة للجلطات من خلال الحقن في الوريد، ويستخدم العلاج الجراحي لإزالة التضيق في الوعاء الدماغي، مثل قسطرة المخ لتوسيع الانسداد الشرياني المغذي للدماغ، وذلك بالتوازي مع علاج مرض السكري والعمل على ضبط معدل السكر في الدم، وعلاج ارتفاع ضغط الدم المتكرر والمزمن، وتناول الأدوية التي تقلل من زيادة نسبة الدهون والكوليسترول الضار بالجسم، وعلاج الخلل في النظام الكهربائي للقلب للأشخاص الذين يعانون هذه المشكلة، التي تعد من أسباب قصور الدورة الدموية المخية، ومن طرق العلاج أيضاً اتباع نظام غذائي صارم ينصح به الطبيب المعالج، والذي يحتوي على أطعمة غنية بالحمض الأميني أوميجا3، الذي يعزز من وجود الكوليسترول النافع في الجسم ويوازن الكوليسترول الضار، وممارسة نوع من الرياضة بشكل منتظم، والإكثار من تناول الماء باستمرار، وأخذ القسط الكافي اليومي من النوم مع الراحة، والابتعاد عن التوتر والضغط العصبي والنفسي والقلق، وعدم تناول الوجبات الدسمة والأطعمة السريعة التي تحتوي على دهون مهدرجة ومتحولة، والحفاظ على الوزن الطبيعي والمثالي للجسم، والإقلاع عن التدخين والتعرض للملوثات.

السكتات الدماغية

تكشف دراسة سابقة أن جلطات المخ تعتبر أحد الأمراض الناتجة عن قصور الدورة الدموية المخية، وتمثل 77% من حالات السكتة الدماغية، التي تسبب الوفاة في كثير من الحالات، وتعد السكتة الدماغية السبب الثالث لحدوث الوفاة في العالم، حيث تؤدي إلى وفاة أكثر من 4.2 مليون شخص على مدار السنة ومعظمهم من الدول النامية، ومرض السكتة الدماغية الذي كان يصيب الكبار انتقل إلى صغار السن، حيث تصل نسبة الإصابة إلى 13شخصاً بين كل 100 ألف، وهي نسبة كبيرة نسبياً، وتشخيص قصور الدورة الدماغية يتم من خلال أشعة الصبغة على شرايين الدماغ والأشعة المقطعية وأشعة الرنين المغناطيسي، بالإضافة إلى الفحوص التقليدية مثل رسم القلب وغيرها، ويعتبر استخدام الدعامات من أساليب العلاج التداخلي لمشكلة قصور الدورة الدموية المخية، من أجل توسيع الانسداد والتضيق الشرياني، وهي تفيد في استمرار حالة تدفق الدم وعودة الدورة الدموية إلى سابق عهدها داخل الدماغ، وهذه الأساليب العلاجية تقلل من ضرر هذه المشكلة المرضية، وتعمل على تعايش المصاب مع الحالة الجديدة باتباع نصائح وإرشادات الطبيب.

الثوم فعال

تشير دراسة حديثة إلى أن الثوم مفيد للغاية لتحسن الدورة الدموية، خاصة الأشخاص الذين يعانون ضعف الدورة الدموية المخية، أو عموماً، لأنه يتميز بعدد من الخصائص الطبية التي تساهم في تدفق الدم بشكل سريع ومستمر، وأجرى الباحثون تجربة على عدد من الأشخاص المتطوعين لمعرفة تأثير تناول الثوم بشكل منتظم في أداء الدورة الدموية، وتبين من النتائج أن الدورة الدموية لدى هؤلاء الأشخاص تحسنت لديهم على نحو أفضل بشكل ملحوظ، حيث تعمل بعض المواد الموجودة داخل الثوم على تهدئة وراحة الأوعية الدموية وصيانتها، كما يتفاعل إيجابياً مع كرات الدم الحمراء، ويساعد الثوم على زيادة إنتاج كبريتيد الهيدروجين الذي يؤدي إلى تحسين الدورة الدموية، كما أوضحت الدراسة أن تناول الثوم الخام يساهم في تقليل تراكم وترسب البروتين الدهني منخفض الكثافة في الدم، ويزيد من تحفيز الجسم على إنتاج الكولسترول النافع في الجسم، وللثوم دور جيد أيضاً في الحفاظ على ضبط وتنظيم ضغط الدم، وينجح في منع الصفائح الدموية من التجمع داخل الدم، ويستخدم لعلاج العديد من المشكلات والأمراض الأخرى.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"