“وادي ضيقة” من تهديد العابرين إلى وجهة سياحية

بحيرة تختزن 83 مليون متر مكعب
02:09 صباحا
قراءة 3 دقائق
مسقط - "الخليج":
ثلاثة آلاف زائر يستقبطهم هذا المعلم المهم يومياً، حيث يعد إحدى الوجهات للعمانيين والمقيمين، فضلاً عن القادمين إلى سلطنة عمان من الخارج في مواسم الأمطار، ويصل عدد زواره في الإجازات والمواسم السياحية إلى ما يزيد على خمسة وعشرين ألف زائر .
هو سد "وادي ضيقة" الهائل الذي تبدأ قصته مع المستكشف البريطاني الشهير "السير ميلز" أول من عبر الوادي في العصر الحديث عام 1844 واصفاً إياه في مذكراته بالمنحوتة الطبيعية الأبرز في شبه جزيرة العرب، حيث يعد عبور الوادي آنذاك مغامرة محفوفة بالمخاطر نظراً لوعورة الطريق والحواف الشاقولية الخطرة لأطرافه . تستغرق رحلة العبور ما بين ست إلى تسع ساعات سيراً على الأقدام تبعاً للحالة الجسدية والقوة البدنية للعابرين، ولا ينصح بعبور المنطقة في موسم الأمطار خوفاً من المفاجآت غير المتوقعة وربما غير السارة أيضاً، حيث يرتفع منسوب المياه في الوادي بشكل سريع يصعب التعامل معه .
ويعد سد "وادي ضيقة" في ولاية "قريات" بمحافظة مسقط من أكبر المشاريع في مجال السدود واستغلال المياه والانتفاع بها، كما يعد واجهة معمارية وسياحية تشتهر به الولاية، ومعلماً إنشائياً يقصده السياح من الداخل والخارج طوال أيام العام . ويواصل سد "وادي ضيقة" الواقع بقرية المزارع بولاية قريات جذبه للزوار وزيادة عدد مرتاديه بشكل ملحوظ خلال الأشهر الأخيرة من العام الحالي حيث بلغ عدد زوار السد في شهر مايو/ أيار الفائت 423 ألف زائر . وانتعشت الحركة السياحية في السد بعد امتلائه بالمياه ليصل إلى أقصى طاقته الاستيعابية وهي 100 مليون متر مكعب . وكان لامتلاء الوادي بالمياه الأثر الكبير في ارتفاع عدد الزوار أيضاً حيث ساهم في تنشيط الحركة السياحية في الولاية بشكل عام وبقرية "المزارع" على وجه الخصوص، فالمفيض الذي تكرر خلال هذا العام عدة مرات وحركة التصريف انعكست إيجابياً على زيادة عدد السياح في شهر مايو الفائت لمشاهدة المنظر الرائع للشلالات العالية التي تنساب من أعلى السد إلى الوادي، والاستمتاع بالأجواء المعتدلة في قرية "المزارع" التي تجمع بين البيئة الجبلية والزراعية يتوسطها مرور المياه وسيلانها . وتختزن بحيرة سد "وادي ضيقة" حالياً 83 مليون متر مكعب .
وبين الحين والآخر يتم فتح بوابة تصريف المياه لتغذية الخزان الجوفي للقرى الواقعة أسفل السد كقرية "حيل الغاف" وقرية "دغمر" المطلة على البحر، حيث تم تصريف 17 مليون متر مكعب للمرة الأخيرة بغرض التغذية الجوفية، ويحتوي سد "وادي ضيقة" على بحيرتين رئيسية وجانبية، حيث تقع البحيرة الرئيسية على مجرى الوادي بينما تقع البحيرة الجانبية عند المنخفض الواقع شمالي بحيرة التخزين الرئيسية لحجز المياه ومنعها من التدفق عبر الفجوة عندما يرتفع مستوى المياه في بحيرة التخزين . كما يتوفر عدد من الخدمات للزائرين كالاستراحات وحديقة السد والمرافق الأساسية كدورات المياه والمطاعم .
وتتسم القرى الواقعة أسفل السد بمنظر جميل بين سفوح الجبال المرتفعة والشريط الزراعي على ضفاف الوادي الذي يبهج الناظر حيث يتوسطه مجرى مياه الوادي الصافية التي تنساب بشكل مستمر، وتشكل المياه المنسابة من السد إلى أسفل الوادي لوحة طبيعية رائعة المنظر على هيئة شلالات تستمر أياماً عدة نظراً لامتلاء بحيرة السد، وتبلغ ذروة السياحة في السد خلال أيام الإجازات والمناسبات والأعياد وتغذي المياه المنسابة من المفيض الخزان الجوفي للقرى التي تعبر خلالها مياه السد والواقعة في أسفله كقرى "المزارع" و"حيل الغاف" و"دغمر"، كما ساهمت المياه المنسابة أيضاً في رفع منسوب مياه الآبار الواقعة بالقرب من مكان السد كفلج "حيل الغاف" الذي يعد من أشهر أفلاج ولاية "قريات" مما كان له الأثر الإيجابي في انتعاش الحركة الزراعية لهذا الموسم . ولتطوير الخدمات بالسد اجتمعت مؤخراً لجنة الشؤون البلدية بولاية قريات وناقشت المقومات السياحية بالولاية على وجه العموم وسد "وادي ضيقة" على وجه الخصوص، وتم تناول موضوع السد باعتباره الوجه السياحي الأبرز في الولاية الذي يستقطب الآلاف من الزوار والسياح سنوياً ما يضع المسؤولين في الولاية في موضع الاستعداد لتطوير المنشآت الخدمية للسد وللقرى الواقعه أسفله . وقامت اللجنة بزيارة ميدانية للسد وقابلت العاملين فيه وناقشت أبرز الاحتياجات التطويرية للخدمات التي يتطلبها الموقع لاستيعاب أعداد أكبر من السياح وتمت صياغة تقرير متكامل عن أبرز الخدمات التي بدورها ستساهم في تعزيز الجوانب السياحية للسد والمنطقة الواقعة أسفله، نظراً للإقبال المتزايد من قبل الزوار مما يشكل مطلباً لرفع الخدمات وتطويرها .
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"