«أديسون» يسبب الضعف العام وقلة الوزن

00:32 صباحا
قراءة 6 دقائق
يصيب مرض «أديسون» الكثير من الأشخاص سنوياً، ويحدث نتيجة القصور في وظائف الغدة الكظرية، ولذلك يطلق عليه أيضاً مرض قصور الغدة الكظرية أو القصور الكظري، ومنشأ هذا القصور ينبع من فشل قشرة الغدة الكظرية في إنتاج الهرمونات الستريودية التي تفرزها، وبخاصة اثنين من أهم الهرمونات الرئيسية الحيوية، وهما الكورتيزول والألدوستيرون.
مرض أديسون يمكن أن يولد مع الأشخاص، ويصبح خلقياً أو من العيوب التي يولد بها الجنين، وأيضاً يمكن أن يكون مكتسباً أثناء مسيرة الحياة، بمعنى أن الشخص يولد سليماً من هذا المرض ويتعرض لبعض مسببات هذا المرض، فيصاب به ويعانيه، وكذلك يمكن أن يكون من النوع الأولي أو الثانوي، ومن المعروف أن الغدة الكظرية توجد أعلى الكليتين، وسوف نوضح هذه الأنواع في السطور المقبلة ونقدم شرحاً تفصيلياً لمرض أديسون والأسباب التي تؤدي إلى الإصابة به، مع توضيح الأعراض التي تصاحب هذا المرض، وكذلك طرق العلاج الممكنة والمتاحة.
قصور أولي
يقسم مرض أديسون إلى نوعين أحدهما القصور الكظري الأولي، ومن خصائص هذا النوع أنه يتميز باضطراب في الإنزيم المسؤول عن إنتاج هرمون الكورتيزول وهذا الإنزيم واحد من ضمن خمسة إنزيمات أخرى، وأيضاً ينتج عن الخلل الذي يصيب نسيج الغدة، وحالة القصور الأولي، تظهر بحدوث خلل في ثلاثة اتجاهات فاعلة في الغدة، الاتجاه الأول خلل في إنتاج هرمون الكورتيزول وهذا الهرمون يعمل على تخفيف حالة الإجهاد، وتعزيز الاستجابة للتوتر، وتثبيط الاستجابات المناعية الضارة للجسم، أي تخفيف الالتهابات الناتجة عن تفاعلات جهاز المناعة، ويساعد على حدوث توازن ضغط الدم بالجسم، ويعمل على ضبط معدل السكر في الدم، عن طريق التوازن بين تكسير الإنسولين وإنتاج الطاقة، وأيضاً تنظيم عمليات الأيض في الجسم بين بعض المواد، والاتجاه الثاني خلل في إنتاج هرمون الإلدوستيرون، ومن مهام هذا الهرمون العمل إلى إحداث حالة التوازن بين الأملاح والسوائل في الجسم، أي يعادل بين معدلات الصوديوم والبوتاسيوم، ويحفز الكلى على التخلص من البوتاسيوم والاحتفاظ بالصوديوم، وبالتالي يصب في مصلحة ضبط ضغط الدم ووظائف القلب، والاتجاه الثالث هو الاضطراب في إنتاج الهرمونات الجنسية مثل الإندروجين للذكور والإستروجين للإناث؛ حيث يتم إفراز كمية أقل من الحالات الطبيعية، تؤثر في الأشخاص بصفة عامة.
قصور ثانوي
أما النوع الثاني وهو حالة القصور الكظري الثانوي، وهذا النوع يتعلق بنقص في إنتاج هرمونات الدماغ بسبب ضعف محفزات الغدة، وهذا النوع من الفشل الكظري يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالنوبة الكظرية الخطرة على حياة المريض، وتعتبر من الحالات الطبية الطارئة التي تستدعي الرعاية والعناية المركزة، وغالباً ما يحدث قصور الغدة الكظرية الثانوي نتيجة الإصابة ببعض الأورام في الغدة النخامية أو تعرضها للتلف من النزيف أو التلوث، ويمكن أن تصاب السيدات بحالة النزيف الحاد أثناء الولادة، الذي يتسبب في تلف بعض أجزاء من الغدة النخامية، أو تصاب الغدة النخامية ببعض الأورام الخبيثة، وفي بعض الحالات يكون السبب تعرض الشخص للعلاج الإشعاعي في منطقة الدماغ، وأيضاً عن طريق العلاج ببعض الأدوية التي تحتوي على المواد الستيرويدية لفترات طويلة من الوقت، وإصابة الشخص بالفشل الكظري الثانوي يعرضه لعدة مضاعفات، مثل زيادة الوزن بشكل ملحوظ، وتضعف عضلات الجسم وتترهل، وتظهر أي خبطات وصدمات بسيطة في صورة كدمات واضحة، وتزيد سرعة نبضات القلب، ويصاب الشخص بهشاشة العظام ومن ثم تعرضها للكسر من أبسط الصدمات وبسهولة.
خلل المناعة والدرن
يوجد العديد من العوامل والأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بمرض أديسون، ومنها الخلل الذي يصيب جهاز المناعة للشخص، وهو أحد أهم الأسباب التي تصيب عدداً كبيراً من إجمالي الحالات المريضة بهذا المرض، وبقية الحالات تكون بسبب مرض الدرن وبعض الأورام الليمفاوية أو ورم سرطاني، وأيضاً في حالة النزيف الكظري أو ما يعرف بالإصابة بمتلازمة وترهاوس فريدركسون، والسبب الأكثر وضوحاً في حالة القصور الكظري الخلقي، هو الخلل الوراثي الذي يصيب أحد البروتينات التي تساعد على إنتاج الهرمونات، وهذا النوع من مرض أديسون يظهر في الأشهر الأولى من حياة الطفل بعد الولادة، ومن أعراضه في الطفولة الضعف العام وانخفاض معدل السكر في الدم وألم مستمر في البطن، وانخفاض في كميات الصوديوم بالجسم، ويصل عند تفاقم المرض إلى حالات الإغماء ثم إلى الصدمة الكظرية التي تهدد حياة الطفل في حالة الإهمال وعدم العلاج، ويمكن أن يكون السبب خللاً في تكوين الغدة الكظرية، مثل عدم نضوجها ونموها بالشكل الكامل، أو في بعض الحالات تكون مكتملة، لكنها لا تنتج الكمية الكافية من الكورتيزول، أو تم تلف جزء كبير منها بسبب المرض، ويمكن أن يحدث المرض بسبب مجموعة من العوامل مثل قصور في الغدة الدرقية مع انخفاض في معدل الكالسيوم بالجسم، ومرض السكري من النوع الأول، والإصابة بمرض البهاق، والخلل في التطور الجنسي لدى بعض الأطفال، أو تناول الأدوية المضادة للتجلط والتخثر والتي تسبب نزيفاً داخل الغدد، ومن الأسباب أيضاً إصابة الغدة النخامية ببعض الأضرار أو الإشعاع.
ضعف عام وبرودة
تظهر بعض الأعراض التي تنتج عن الإصابة بمرض أديسون، ومنها الضعف العام ونقص الوزن والدوخة، والشعور بألم في المفاصل، ووهن العضلات واضطراب الجهاز الهضمي، وانخفاض في درجة حرارة الجسم، والإحساس بالبرودة بسبب ضعف مستوى عمليات الأيض في الخلايا، مع انخفاض ملحوظ في ضغط الدم، وارتفاع معدل البوتاسيوم في الجسم مقابل انخفاض الصوديوم، وجفاف الجسم الواضح، والإصابة بنفس أعراض انخفاض السكر، والرغبة الشديدة في تناول ملح الطعام، والإصابة بالاكتئاب وعدم الاتزان، وتصاب السيدات باضطرابات الدورة الشهرية، ويمكن التفرقة بين مرض القصور الكظري الأولي والثانوي ببعض الأعراض؛ حيث يظهر في أعراض القصور الأولي فقط، ومنها حالة من فرط تصبغ الجدل، ويتحول لون الجلد إلى اللون البرونزي الغامق، وتزيد إفرازات الأغشية المخاطية، والوزن المنخفض والنبض السريع، وفي حالة تطور المرض وتفاقمه يصاب الشخص بصدمة أديسون عند التعرض للإجهاد والضغوط الشديدة، وهذه الصدمة لها بعض الأعراض الأخرى، مثل الإسهال الشديد الذي يعقبه الجفاف، والإصابة بحالة من الغثيان والتقيؤ، والشعور بألم قوي أسفل البطن والظهر ويمتد إلى الأطراف السفلية، والارتباك وتشتت التركيز وتشوش الذهن مع حالة ذهول، ونقص حاد في الشهية، وانخفاض حاد في ضغط الدم، ثم يصل في النهاية إلى حالة فقدان الوعي تماماً، ومن الضروري في حالة الإصابة بصدمة أديسون اللجوء إلى العناية الطبية السريعة، واستدعاء الإسعاف فوراً لأن حياة المريض مهددة بالخطر.
بدائل الهرمونات
يرتكز علاج مرض أديسون على تعويض بدائل هرمون الكورتيزول؛ حيث يتم علاج القطور الأولي عن طريق جرعة من الهرمونات البديلة لكل من الكورتيزول مع علاج لحفظ الملح، وهو بديل للألدوستيرون، أما في حالة علاج القصور الثانوي، فيتم إعطاء المريض أدوية من هرمونات بديل لعائلة الكورتيزول فقط، ويعطى هرمون الكورتيزول على شكل حبوب مرتين يومياً، والفلودروكورتيزون وهو الهرمون البديل لنقص الألدوستيرون، ويوصي بعض الأطباء من تناول ملح الطعام، وفي حالة علاج صدمة أديسون يتم العلاج فوراً من خلال الحقن بالوريد لمحاليل الملح والجلوكوز وهرمون الكورتيزون، لأن هناك نقصاً حاداً في السكر بالدم وانخفاضاً شديداً في ضغط الدم وانخفاض ملح الصوديوم، وكلها عوامل خطرة على حياة المصاب وبتناول هذه الأدوية الحيوية تتحسن الحالة بشكل سريع، وفور قدرة المريض على التعافي من الصدمة يتم تناول العلاج عن طريق الفم، حيث يتم إنقاص جرعة الكورتيزون عن طريق الوريد، وتناول الهرمون التعويضي للكورتيزول والألدوستيرون من طريق الفم.

أكثر شيوعاً بين النساء

تشير الدراسات الحديثة، إلى أن مرض أديسون يحدث بنسبة 92% ،بسبب تلف في قشرة الغدة الكظرية، وهذا المرض يصيب ما يقارب من 8 ملايين و500 ألف شخص كل عام، ويؤثر بصفة أساسية في إنتاج 2 من الهرومونات المهمة هما الكورتيزول والألدوستيرون، والغدد الكظرية هما نوعان من الغدد صغيرة الحجم، ومرض أديسون يصيب الأشخاص في كل الأعمار، ولكنه أكثر شيوعا ما بين عمر 32 إلى 55 عاما، كما أثبتت بعض الدراسات أنه أكثر انتشار بين النساء عن الرجال، وأن أكثر من 75% من الحالات المصابة تكون بسبب مرض من أمراض المناعة الذاتية، ولاحظت الكثير من الأبحاث أن الكثير من الأشخاص المصابين بمرض أديسون يهملون في علاج حالتهم، بسبب عدم معرفتهم بأنهم مصابون بهذا المرض، لأن أعراض مرض أديسون تكون عامة ويمكن أن تحدث في كثير من الأمراض البسيطة والطفيفة، ولا تتطور هذه الأعراض بشكل يثير الانتباه، ما يؤدي إلى تجاهل هذه الأعراض وعدم الاهتمام، إلى أن يصاب الشخص بصورة مفاجئة بحالة قوية من المرض تسمى صدمة إديسون أو نوبة القصور الكظري الحادة، بعد تعرضهم للضغط النفسي الشديد أو الإجهاد والإرهاق والتعب أو غيرها من الأمرض.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"