رولان العمري: المشاهد غير وفي

تقدم "جريدة بلا ورق" وتحلم بمنتديات المرأة
13:32 مساء
قراءة 5 دقائق

الخلفية الثقافية الواسعة توفر لمقدمي البرامج هامشاً كبيراً من إيجابية التنقل بين برامج ذات مضامين مختلفة، وهذا ما ينطبق على المذيعة رولان العمري التي تقدم حالياً برنامج جريدة بلا ورق على قناة أبوظبي الإمارات. تجربة رولان الإعلامية في التقديم مميزة من عدة نواح لعل أهمها بدايتها من خلال برنامج رشة عطر النسائي على قناة اي آر تي، ثم انتقالها إلى البرامج الرياضية في قناة دبي ومنها إلى برامج الموضة على قناة أبوظبي ومن ثم برنامجها الحالي المشترك جريدة بلا ورق. في هذا الحوار تحدثت رولان عن مسيرتها في التقديم التلفزيوني وقضايا متصلة بالإعلام والحياة العائلية.

حدثينا أولاً عن مسيرة ما قبل دخولك مجال الاعلام؟

- درست الأدب الانجليزي وحصلت على ماجستير التدريس بريطانيا، بعدها قررت العودة إلى المنطقة، لأن أهمية الإنسان يحددها الناس الذين من ثقافتنا، ومشروع عودتي كان قائماً خاصة أن أختي كانت مقيمة في دبي وهذا سهّل علي بعض الأمور وشجعني أكثر. وأردت العمل في الاعلام لأن الأدب الانجليزي قريب جداً من هذا المجال.

غالبية الذين يدخلون الإعلام من باب اللغة الانجليزية يتخصصون بداية في الصحافة الورقية؟

- طالما أنك مسلح ثقافيا ولديك خلفية معرفية يمكنك اختيار أي قسم من الاعلام، الموهبة والارادة أيضا تلعبان الدور الحاسم، فمنذ بدايتي في العمل التلفزيوني قمت بإعداد غالبية برامجي.

ما الذي يميز العمل في التلفزيون غير الظهور على الشاشة؟

- نتعامل في التلفزيون مع جمهور أكبر وغير مستعد لهدر الوقت في قراءة الصحيفة بتفاصيل دقيقة، لكن في المقابل، المشاهد ليس له أمان وغير مخلص، يتخلى بسهولة عن البرنامج لينتقل الى آخر، نحن بحق في عصر السرعة حتى في تغير الجمهور.

وكيف تتعاملين مع عدم إخلاص الجمهور؟

- يجب ان أكون متجددة وأن تكون لدي بصمتي الخاصة في البرنامج الذي أقدمه، الكثير من المذيعين نجحوا في البرامج الاجتماعية وانتقلوا الى السياسية والرياضية وبعضهم من الفن إلى مجالات أخرى، ففقدوا هويتهم الإعلامية في طريقة التقديم.

لكن فقدان الهوية ينطبق عليك أكثر من غيرك إذا كان المعيار تغيير طبيعة البرامج المقدمة؟

- ينطبق علي شكلياً فقط، لا تنس أنني أملك خلفية ثقافية بالأساس، وانتقالي الى برنامج ثقافي هو مكاني الصحيح. قدمت برنامج لمسات ثلاث سنوات وبعد توقفه أصبحت القنوات الأخرى تستنسخه بأسماء أخرى. وقتها كان هناك فقط برنامج زينة على قناة الجزيرة، وأناقة على اوربت ولمسات على قناة أبوظبي. أحب أن أكون الرقم واحد، فالرقم 2 لا يعنيني كثيراً.

هذا يعني أنك شديدة الرضا عن عملك؟

- لم أعتبر يوماً أنني قدمت حلقة جيدة وممتازة، ولم أر أنني ناجحة كما أسمع من الناس، حتى لو أجمع الكل على نجاحي، أبقى قلقة على النسبة الصغيرة التي لا تعتبرني كذلك، بهذه العقلية النقدية أتعامل مع ذاتي وهذه صفة برج الجدي.

كيف تفرقين في رأي الناس بين المجاملة والحقيقة؟

- المجاملات أعتبرها تهذيباً، لكن لا يمكن أن آخذها كمعيار للنجاح. أعرف جيداً متى يجامل الناس، وأبحث عن نجاحي بنفسي بعيداً عن المجاملات والانتقادات، ولو كانت لدينا ثقافة نقدية يمكن الاعتماد عليها لكنا وجدنا متخصصين في النقد في كل المجالات.

ما الذي دفعك للانتقال من اي آر تي؟

- لم أقتنع بفكرة القنوات المشفرة التي كانت تتبعها اي آر تي، شعرت بحاجز كبير بيني وبين الجمهور في القناة المشفرة، والجمهور يرتبط بالقناة مادياً حسب قدرته على الاشتراك. التواصل تخلقه القناة المفتوحة والمتاحة للجميع، ففضلت الانتقال إلى قناة دبي الرياضية ونجحت فيها لدرجة أن قناة أبوظبي كانت في إعادة هيكلة وتحديث بداية سنة 2000 ويبحثون عن وجوه جديدة، وقتها كان مجموع الذين يقدمون المنوعات خمسة وعشرين مذيعاً ومذيعة غير الأخبار والبرامج الأخرى، أنا الوحيدة الباقية من تلك المجموعة حتى الآن.

في قناة دبي قدمت البرامج باللغتين العربية والانجليزية، لكنني خرجت منها لأن المشاهد يريد الرجل في تقديم الرياضة، وشعرت بأنني لن أحصل على الرقم واحد ففضلت الانتقال الى قناة أبوظبي.

وكيف كان مشوارك مع أبوظبي؟

- بدأت مع برنامج الفرسان ثم برنامج حياتنا ومعه برنامج لمسات الذي أعتبره ناجحاً في تغطية الموضة والأزياء، وأوليته أهمية خاصة. ومع الاطلالة الجديدة لقناة أبوظبي في العام الماضي تم اختيار مجموعة من المذيعين للعمل في قناة أبوظبي الامارات، فانتقلت من الأزياء والموضة إلى برنامج يومي ثقافي بحت جريدة بلا ورق.

وما الذي حدث لبرنامج جريدة بلا ورق؟

- بعد فترة البرنامج هدم وتم بناؤه من جديد، ولا يمكن مقارنته بما كان عليه، وأنا المذيعة الوحيدة التي بقيت من المجموعة السابقة. الآن أستطيع القول إنني أقدم برنامجاً ثقافياً اجتماعياً تراثياً. وأنا أفتخر بأن أكون جزءا من مواكبي نهضة البلد والمشاركين فيها.

لو عاد الخيار لك لتقديم برنامج ما الذي ستختارينه؟

- برنامج عن المرأة، إذ لدينا الكثير من المؤتمرات والمنتديات الخاصة بالمرأة، فهل كل الناس يستطيعون متابعة ما يجري فيها؟ بالطبع لا. والكثير من الحضور لا يفضل متابعة القضايا عن طريق تقارير الصحافة المكتوبة، لذلك أبحث عن برنامج ينقل المنتدى والمؤتمر إلى الاستوديو من خلال استضافة الشخصيات التي تتحدث في تلك المؤتمرات. لماذا لا نقدم برامج لتسليط الضوء على نجاحات المرأة غير المعروفة. ولا أنسى تقديم المرأة بصورتها الحقيقية البعيدة عن التضليل والتشويه والصورة غير اللائقة التي تظهر بها في العالم.

ماذا عن حياتك العائلية؟

- أنا متزوجة من آلان نوفل وهو بطل سباقات السرعة في الامارات والشرق الأوسط، ولدي ابنة دانة، وابني آدم عمره سنتان ونصف السنة. ونعيش في نشاط دائم.

وماذا عن الأصدقاء؟

- الأصدقاء لا يمكن صناعتهم وإنما يمكن أن نجدهم في كل مكان، أنا حذرة جداً وأحب حماية نفسي.

هل الوسط الإعلامي مخيف مثل الوسط الفني؟

- بل أخطر من الوسط الفني، لأنه بعيد عن الضوء.

هل يقلقك الارتقاء الوظيفي الدائم من كلام الناس على مبدأ من أين لك هذا؟

- لا، لأن في كل نجاح تطلع روحي ولا أصل بسهولة، وخطواتي بطيئة جدا، ونجاحي يكون بالقطارة.

هل أنت مبتسمة حقيقية على الشاشة أم تصطنعين الابتسامة؟

- أنا مبتسمة، لأنني أحب عملي.

في آخر مراجعة ذاتية، ما الذي أسقطته من حساباتك؟

- لأنني في مراجعة دائمة أتدارك الهفوات قبل ظهورها، وأعتقد أنني لم أعش فترة المراهقة من كثرة المراجعات التي كنت أستقيها من كلام المحيطين بي.

هل تحبين سماع مديح الناس لك؟

- أشعر بالحياء.

هل تأخذين برأي زوجك في البرامج التي تقدمينها؟

- نعم، ونتشاجر بسبب ذلك (تضحك) وهو من جمهوري رغماً عنه.

هل تتمنين أن يصبح أبناؤك إعلاميين مستقبلاً؟

- شرط أن يكونوا مثلي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"