عبدالله الشرهان: أحلم بإحداث تغيير في الأجيال المقبلة

مبتكر "حمدون" أول ثيمة كارتونية لطفل إماراتي
11:57 صباحا
قراءة 5 دقائق

كاد عبد الله الشرهان مصمم الشخصيات الكرتونية ومبتكر الشخصية الكرتونية الشهيرة حمدون خريج نظم المعلومات من جامعة الامارات، ان يئد موهبته في فن تصميم الشخصيات الكرتونية لاعتقاد خاطئ ساد محيطه آن ذاك بانها موهبة لا تمت الى صنوف الفن بصلة، الا ان ثمة مصادفة قادته الى زيارة إحدى الدول الاوروبية اكتشف خلالها انه ينتمي بموهبته الى احد اكبر الفنون المعروفة بقواعدها واصولها واساسياتها وهو فن الكاريكاتير، وهو الاكتشاف الذي كان بمثابة نقطة تحول وضعته على بداية الطريق نحو الانطلاق بموهبته نحو آفاق واسعة والتعمق في دراسة

هذا الفن بشكل ذاتي على مدى اربعة اعوام قام بعدها بعرض انتاجه من الشخصيات الكرتونية المنوعة على اصدقائه وذويه فشجعوه على التواصل مع دور النشر لتوسيع نطاق التعرف اليها وكانت تلك هي البداية حيث أصدر عدة إصدارات كرتونية مميزة في شكل قصص مصورة مثل سلسلة براحة وسلسلة أطفالنا وفقاقيع بجهوده الفردية في هذا الحوار نتعرف مع الفنان الشاب عبد الله الشرهان إلى الكثير من جوانب هذا الفن وتلك الشخصية التي كان لها الاسبقية في حمل ثيمة الطفل الاماراتي للمرة الاولى واستطاعت السيطرة على قلوب كل اطفال الامارات وربما منطقة الخليج

بداية كيف كانت فكرة شخصية حمدون كثيمة للطفل الاماراتي خفيف الظل؟

- بدأت تتولد لدي فكرة تلك الشخصية اثناء دراستي لهذا الفن في انجلترا وفقا للأسلوب الغربي في الرسم إلا أنني لمست ضرورة خلق ثيمة تحمل الهوية الاماراتية بكل تفاصيلها، ولكن تاجلت الفكرة لدي حيث كان من المفترض بحسب الدراسة النظرية ان تتميز الشخصية الكرتونية بألوان زاهية وبما ان الزي الاماراتي لا يخرج عن ألوان محايدة فقد وجدت شك في تقبل الناس لها، ومن هنا أجلت الفكرة قليلا، حتى مرت بي ظروف شجعتني على ابتكار الشخصية، وبعد ان انتهيت منها فوجئت بأن الواقع يختلف عن التنظير واحببتها كثيرا ومن ثم وضعتها ضمن الشخصيات الكرتونية التي ضمها موقعي على الانترنت، وبعدها بفترة فوجئت بها تنتشر كملصقات للزينة على السيارات والمحلات هنا وهناك وكايقونات على المنتديات المختلفة على شبكة الانترنت وانتشرت كالنار في الهشيم في كل امارات الدولة ولكن بمسميات مختلفة والجميع يجهل بالطبع مبتكرها ولعل الحظ لعب دوره هنا وكان سببا في انتشارها حيث انها كانت المرة الاولى التي تتوفر فيها شخصية كرتونية لطفل اماراتي

وكيف كان شعورك وقت انتشار الشخصية بهذا الشكل؟

- شعور متناقض حيث كنت اسعد لحب الناس لها، ولكنني في الوقت نفسه شعرت بالمسؤولية تجاه هذه الشخصية المحبوبة وبحتمية ان تحمل رسالة والا تكون مجرد ملصقات هنا وهناك

ومم استوحيت اسم حمدون؟

- اسم حمدون هو اشتقاق للاسم الإماراتي حمدان، ويسهل استخدامه بأية لغة كما أنه مشتق من الحمدانية أحد الأسماء التي تطلق على طريقة لف الغترة الإماراتية

ولكن اليوم تقوم هيئة ابوظبي للثقافة والتراث بتحويل حمدون إلى رمز للأصالة والتراث وثيمة يتم التواصل من خلالها مع الأطفال، فكيف جاء ذلك الاتفاق؟

- بدأ الأمر بمخاطبة من الهيئة لي عبر موقعي الالكتروني سو كوول معلنة رغبتها في شراء حق استخدام شخصية حمدون كثيمة يتم التواصل من خلالها مع الاطفال عبر انشطتها الثقافية المختلفة خاصة وان ثمة التقاء بين اهداف الهيئة واهداف الشخصية التي تحمل الهوية الاماراتية والتي وجدوا انها ستساعدهم في دعم ثقافة الطفل من ناحية بالاضافة الى هدفهم الاخر في رعاية المواهب الشابة وكان هذا الامر منذ عامين تقريبا ولكن لم يصل الامر الى حيز التنفيذ الفعلي قبل عام ،2009 حيث تم توقيع الاتفاق الرسمي بين الهيئة وبيننا كشركة حديثة تدعى اجيال للمشروعات الترفيهية والتي انشأتها بتمويل من صندوق خليفة لدعم وتطوير المشاريع الصغيرة والمتوسطة

وما طبيعة نشاط شركة اجيال؟

- هي شركة متخصصة في ابتكار وانتاج شخصيات ذات ملكيات فكرية خاصة، مثل الشخصيات المعروفة باربي، وهاللو كيتي، وفلة والآن حمدون في الامارات، وهو مجال جديد في السوق العربية، وقد شارك معي فيها مجموعة من الشباب الاماراتي الموهوب في مجال التصميم وهم مروان المزروعي وطه المنصوري ومحمد الشامسي وسيف غباش وقد بدأنا العمل فيها بحماسة منذ بداية العام الجاري .

نعلم انك فنان تشكيلي بالاساس فأي المجالين تفضل التشكيل أو تصميم الشخصيات الكرتونية؟

- لأنني أشعر بضرورة أداء رسالة ما للمجتمع الذي أعيشه، فضلت فن الكاريكاتير وتصميم الشخصيات لانني وجدتها الاقرب الى الناس وبوسعها توصيل الرسالة بسرعة، ومن ناحية اخرى اعتقد انه علينا توصيل ثقافتنا الى الغرب من خلال هذه الشخصيات المحببة للاطفال في مواجهة ثقافتهم التي يصدرونها إلينا عبر شخصياتهم الكرتونية المحبوبة هنا في الشرق الاوسط، ومن هنا يتحقق حلمي في تغيير شيء ولو يسير في الاجيال المقبلة .

ما مصدر الهامك عند ابتكار شخصية كرتونية معينة؟

- لابد للشخصية الكرتونية ان تحمل طابعا ومودا معينا، وفي هذا الشأن اعتمدت على الشخصيات التي تحيط بي من كل اتجاه، حيث يتمتع بعض الاشخاص بملامح مميزة واحيانا ادوار مجتمعية اسعى لتجسيدها في الشخصية الكرتونية بشيء من خفة الظل ومراعاة لتوفر نوع من الجاذبية والاثارة، وبالنسبة لشخصية حمدون فقد ابتكرتها بإلهام من الطابع العام للاطفال فهم يتمتعون بجاذبية شديدة وسحر خاص خلقه الله فيهم لكي نحتمل رعايتهم والصبر على تصرفاتهم وحاجتهم الشديدة الينا، وهو ما حاولت تجسيده في الشخصية ولعل تلك الجاذبية كانت وراء نجاح الشخصية وحب الاطفال والكبار لها على السواء

ما أهم أعمالك ومشاركاتك الأخرى خلاف حمدون ؟

- أهمها سلسلة براحة والتي نشرت في جريدة الخليج منذ ست سنوات تقريبا، ومن بعدها سلسلة اطفالنا في جريدة القافلة الاسبوعية السعودية، بالاضافة الى عدد من المشاركات والانشطة الاخرى ومنها مؤتمر التعليم بلا حدود عام ،2005 والمعرض الشخصي الاول لي عام ،2002 ومشاركتي في معرض اكسبو الشارقة عام ،2000 ومعرض آخر في ألمانيا عام ،2000 وملتقى طلاب جامعات دول مجلس التعاون في جدة عام ،2000 وغيرها من معارض

وماذا عن الجوائز التي حصلت عليها؟

- حصلت على المركز الاول في مسابقة مركز الفردان لدعم القضية الفلسطينية في الشارقة عام 2002 والمركز الثاني في بينالي جامعات الوطن العربي الأول في العين عام 2002 والمركز الثالث في المعرض المشترك لجامعة الإمارات وجامعة السلطان قابوس في دبي عام 2002 وبرونزية الأسبوع الثقافي لجامعات دول مجلس التعاون الخليجي (مجال الرسم) في مكة المكرمة عام 2001 والمركز الثاني في المسابقات الثقافية لجامعة الإمارات مجال الرسم والتصوير عام 2001 فضلا عن المركز الأول في المسابقات الثقافية لجامعة الإمارات في مجال الرسم والتصوير عام 2000 وذهبية بينالي كاناجاوا الدولي لرسوم الأطفال في اليابان عام 1996 وفضية بينالي كاناجاوا الدولي لرسوم الأطفال، في اليابان عام 1991 .

ما ملامح المسلسل الكرتوني المرتقب عرضه مع شخصية حمدون في اكتوبر/ تشرين الأول من العام المقبل؟

- مسلسل مرحبا الساع هو أول عمل موجه للأطفال الإماراتيين والعرب عموما بتقنية ثنائية الابعاد وحمدون هو الشخصية المحورية فيه ويتعرف الآخرون من خلاله إلى ثقافة وتراث الإمارات وهذا هو الهدف الأساسي وراء إنتاجه وتميز كل حلقة موضوع منفصل يربط بينهما خيط من الأحداث .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"