“اقرأ لترتقي” . . مشروع ذكي يحيي شغف المطالعة

برمجية تميز استيعابهم وقدراتهم على التركيز
00:43 صباحا
قراءة 4 دقائق
أبوظبي - إيمان سرور:
تنفذ مدرسة الاتحاد للتعليم الثانوي منذ عامين مشروعاً تربوياً رائداً بعنوان "اقرأ لترتقي" يضاف إلى مشاريعها التربوية والتعليمية، التي حظيت باعجاب المهتمين في مجلس أبوظبي للتعليم، الذين أكدوا ضرورة الاستفادة من تلك المشاريع النوعية التي تساعد الطالب على التحصيل وتحسين ادائه التعليمي، وتعمل على تجويد التعليم، حيث يستعد البرنامج للمنافسة به في مجالات المشاريع التربوية التطبيقية لجائزة خليفة التربوية العام المقبل، ومن المتوقع أن يتم تعميم هذا المشروع مستقبلاً على مدارس أبوظبي الحلقتين الثانية والثالثة للاستفادة منه في تنمية شغف القراءة لدى الطلبة .
قال سالم خميس مبارك مدير المدرسة إن البرنامج يدفع الطلاب نحو الانخراط في منظومة لقراءة غير منهجية، بهدف تعميق مداركهم وتوسيع آفاقهم في زمن يمتاز بالسطحية والسرعة والرقمية، مشيراً إلى أن فكرة المشروع جاءت بعد أن لمسنا ان القراءة لم تعد واحدة من الهوايات التي يعتز بها طلابنا، كما أن اهتمام الوسط التعليمي لم يعد كبيراً بها على الرغم من إدراكهم لأهميتها في صقل الشخصية، وتكوين الخبرة وزيادة المعرفة .
وأشار إلى أن قلة انشغال المعلمين بتشجيع القراءة بين أوساط الطلبة يتأتى من يأسهم بنجاعة أي حل يمكن أن يصرف الجيل الحالي عن تعلقهم بصرعات التقنية الحديثة، التي تطل علينا في كل يوم بأفكار تسلب ألباب الشباب، وتفقدهم تركيزهم في كل ما عداها، لذلك انطلقت فكرة المشروع الذي يقوم على برمجية حاسوبية تفحص استيعاب الطالب لكل ما قرأه، ويمنح الطالب عند قراءته لنحو25 كتاباً البطاقة الذهبية، وقد وصل بعض المتنافسين من الطلاب لقراءة 100 كتاب خلال العام الدراسي الحالي حيث تم تكريمهم بجوائز قيمة .
وحول أهداف مشروع "اقرأ لترتقي" أوضح خالد قطبي معلم غرف المصادر بالمدرسة، مستشار تطوير وتنفيذ البرنامج ان الاهداف تتمثل في تشجيع الطلاب على القراءة واكتشاف عوالم المعرفة، وتنمية دافعيتهم الذاتية نحو القراءة من خلال برمجية القراءة، وخلق اجواء المنافسة فيها بين الطلاب وتسريع قدرتهم عليها، وتحسين مستواهم في القراءة الصحيحة للجمل والمفردات، بالاضافة إلى تحويل المجتمع المدرسي إلى مناخ مشجع للقراءة، كما أن المشروع جاء أيضاً لإشراك أولياء الأمور والهيئة الإدارية والتدريسية ودمجهم فيه .
وأضاف أنه لتحفيز الطالب للمشاركة في البرنامج، فقد رصد معلمو مواد التربية الإسلامية واللغة العربية والعلوم درجات نشاط مميزة للمشاركين فيه .
وقال إبراهيم العوضي مصمم فكرة المشروع إنه تم تصميم المشروع على برمجية حاسوبية لها طرفان، الأول مدير البرنامج، ويقوم بإدخال جميع البيانات للحاسوب، التي تتمثل في أسماء الطلاب ومعلوماتهم والكلمات السرية التي يستخدمونها للدخول، وكذلك تصميم عناوين الكتب ومعلوماتها الببلوغرافية، والأسئلة التي تقيس استيعاب الطالب لمضمون الكتاب وعددها 10 أسئلة على الأقل، مشيراً إلى أن لمدير البرنامج كلمة سر واسم مستخدم يدخل من خلالهما الطالب إلى البرنامج ويغير في البيانات متى تطلب الأمر ذلك من حذف وتعديل وإضافة .
أما الطرف الثاني فيتمثل بالطالب المشارك في البرنامج من خلال التسجيل عند المدير، حيث يخصص له اسم مستخدم وكلمة سر يدخل من خلالهما لاختبار الاستيعاب الذي يتضمن خمسة أسئلة بخمس درجات يحمل كل سؤال أربعة، خيارات واحد منها صحيح، فإن أجاب الطالب عن ثلاثة أسئلة على الأقل يعتبر ناجحاً على اختبار الاستيعاب، وإلا فعليه الإعادة أو تبديل الكتاب .
ويشارك المعلمون في دعم البرنامج بكتابة الأسئلة والموضوعات ذات الاختصاص، وتحفيز الطلاب على المشاركة فيه، فيما يتمثل دور الإدارة في تحفيز الطلاب بالجوائز القيمة وشهادات التقدير خاصة الفئة التي تحرز تقدماً كبيراً، أما أولياء الأمور فيحرصون على تشجيع أبنائهم للمشاركة في البرنامج خاصة بعد اطلاعهم على فائدته في صقل ثقافة الطالب .

33 كتاباً

ويشترط البرنامج إدخال 33 كتاباً كمرحلة تحضيرية، وإدخال 10 أسئلة لكل كتاب ولكل سؤال أربع إجابات، كما تم تصميم بوستر الإعلان عن البرنامج وطريقته في التنفيذ، وبوستر آخر لتشجيع الطلاب على القراءة من خلال بعض الكلمات المضيئة المشجعة على القراءة .
ويتم إدخال 25 طالباً في الصفوف العاشر والحادي عشر والثاني عشر في البرنامج، والتواصل مع مدرسي اللغة العربية والإنجليزية للمشاركة في كتابة الأسئلة، وحث الطلاب على المشاركة وتخصيص جزء من درجات أنشطة الطلاب في هذه المواد للمشاركين بفعالية في هذا البرنامج .
ويتم الاعلان اسبوعياً عن اسماء مجموعة الطلاب المتفوقين في القراءة، وعدد الكتب التي قرأوها على لوحة اعلان المكتبة المدرسية بهدف زيادة حدة المنافسة بين الطلاب، كما يتم تكريم جميع الطلاب المشاركين والعاملين والداعمين للبرنامج في نهاية كل فصل دراسي، فيما يكرم البرنامج الطلبة المتفوقين في قراءة عدد الكتب خلال الفصل الدراسي ويخصهم بجوائز قيمة، كما تمنح درجات مشاركة لجميع الطلبة المشاركين في مواد اللغة العربية والإنجليزية حسب نوعية مشاركاتهم في البرنامج .
وقالت بدرية الرجيبي اختصاصية مصادر التعلم في مجلس أبوظبي للتعليم إن العملية التعليمية والتربوية شهدت تغييرات أسهمت في تحديث مفهوم المكتبة المدرسية لدورها المهم جداً في تعزيز المناهج الدراسية وترغيب الطالب بالقراءة، حيث أصبحت المكتبة تحتل مكانة مرموقة في صلب العملية التعليمية، ما جعلها شريكاً مباشراً في مجمل عمليات التطوير التربوي .
وأشادت ببرنامج "اقرأ لترتقي" لما له من فائدة في تزويد الطالب بالمعلومات وتطوير مداركه من خلال القراءة، لافتة إلى أن البرنامج نوعي وستكون الاستفادة منه أكثر إذا ما تم تعميمه على بقية مدارس الحلقتين الثانية والثالثة، مشيرة إلى أن البرنامج يحفز معلمي غرف المصادر على ابتكار المشاريع التي تساعد الطالب وتحفزه على القراءة والالتصاق بالكتاب وجعل القراءة عادة محببة لديه .
وذكرت الرجيبي أنه في عالم التطورات أصبح لزاماً على المكتبات أن تطور خدماتها لمواكبة العصر فقد أصبحت الأقراص المتراصة والوسائط متعددة التفاعلية والنصوص المقروءة آلياً وعبر الإنترنت جزءاً لا يتجزأ من المجموعة المكتبية التي أصبحت متوافرة عبر برمجيات محملة على الشبكات المحلية ومرتبطة أيضاً مع الإنترنت واصبح مستخدم المكتبة أكثر انسجاماً مع وجود الحواسيب حوله، مشيرة إلى أن ما يجري اليوم من تطوير تقني حديث للعملية التعليمية أدى إلى بروز الحاجة لتطوير المكتبة المدرسية باعتبارها جزءاً أساسياً من مكونات المدرسة .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"