د. عائشة السيار.. مسيرة حافلة بالبذل والعطاء

02:38 صباحا
قراءة 4 دقائق
الشارقة: مصعب شريف

تعتبر الدكتورة عائشة علي السيار، من الرموز الإماراتية في مجال التعليم، فهي من أوائل الإماراتيات اللائي أوقدن شموع العلم في فضاء الوطن، لتواصل مسيرتها حتى حصلت على درجة الدكتوراه، لترسي أساساً متيناً لتعليم المرأة في الدولة، ففور تخرجها في جامعة عين شمس بمصر، عادت لتباشر مهامها في وزارة التربية والتعليم، وتؤدي رسالتها في تعليم بنات الوطن، لتبدأ في تسطير مسيرة تضج بالبذل والعطاء، الذي توج باختيارها من الرموز الأوائل، لتكون الدكتورة عائشة السيار رمزاً من رموز الوطن.

في رحاب بيت يحتفي بالعلم والتعليم، أطلقت عائشة السيار، صرختها الأولى، لتكون من أوائل المنخرطات بالمراحل التعليمية كافة، في العام الدراسي 1953 و1954، ثم قطعت المراحل الابتدائية، فصلين في فصل واحد، الأمر الذي كان يشير إلى علامات نبوغ مبكرة، بدأت تظهر مع مرور الأيام، وتعاقبت المراحل التعليمية حتى أنهت درجة الدكتوراه عام 1983، بعنوان «التشكيل السياسي لدولة الإمارات».
بدأت المسيرة المهنية للسيار، فور تخرجها لتشارك، كأول مدرسة تاريخ وجغرافية، في مدرسة الزهراء الثانوية بالشارقة، لتواصل دراستها فوق الجامعية، وتحصل على ماجستير في التاريخ عام 1973، وبعد أن أكملت الماجستير، عادت لتستلم مكتب التأهيل في وزارة التربية والتعليم، وأوكلت لها في بداية عملها مجموعة من المهمات الأخرى مثل الخدمة الاجتماعية.
عقب حصولها على درجة الدكتوراه مباشرة، وصلت إلى أول وكيل وزارة لأنشطة التربية والتعليم عام 1983، ثم أصبحت رئيسة مجلس سيدات الأعمال.
تحفل مسيرة السيار بالكثير من محطات العطاء في مختلف المجالات التعليمية، وكان «محو الأمية»، يتصدر قائمة اهتماماتها، لتسهم في إعداد رسالة فيه، بإعداد كتاب «النهضة النسائية»، عام 1975، كما شاركت في مجموعة من المؤتمرات والمحافل الدولية، أبرزها المؤتمر الدولي للسنة العالمية للمرأة بالمكسيك عام 1975.
وتعتبر السيار أول سيدة تتقلد منصباً قيادياً في وزارة التربية والتعليم، بتأسيسها لقطاع الخدمة الاجتماعية والتربية الخاصة، منذ العام 1974، وفي العام 1986، أصبحت أول امرأة في منصب وكيلة وزارة لقطاع الأنشطة التربوية والمركزية بالوزارة، حتى العام 1988، ولم يقتصر دورها على الوزارة فقط، لتضطلع بدور فاعل في أنشطة الاتحاد النسائي العام، كما حصدت مجموعة من الجوائز والتكريمات، وفي مارس 2014 تم تكريمها في موسكو «جائزة اليمامة الفضية»، عن إنجازاتها في خدمة وطنها، ضمن عشر سيدات متميزات من جميع أنحاء العالم.

قائمة الأوائل

تم اختيارها من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي،رعاه الله، في قائمة الأوائل ال 43 في شهر أكتوبر 2014، فقد كانت أول فتاة تكمل الدراسة الجامعية في الإمارات؛ وحصلت على ليسانس الآداب، قسم تاريخ من جامعة عين شمس بالقاهرة 1968، ثم حصلت على الماجستير عام 1973، وحصلت على الدكتوراه عام 1983، عن التاريخ السياسي لدولة الإمارات العربية المتحدة.

وتعتبر السيار من الرائدات في مجموعة من الأنشطة أبرزها، إنشاء قسم التربية الخاصة عام 1981، والذي قدم برامج تعليمية وخدمات تربوية لفئات من الطلاب ذوى الإعاقة، وبطيئي التعلم، وإنشاء غرف المصادر الخاصة بهم، بالإضافة إلى برنامج المسابقات العامة، والذي يضم 50 مسابقة، شملت كل مجالات المنهج المدرسي، ولبت كل احتياجات وميول الطلبة، والبرنامج كان أنجح وسيلة تواصل بين الوزارة والمؤسسات المجتمعية والشركات والبنوك، التي دعمت هذا المشروع التربوي الطموح، وقدمت من خلاله مشاركة فعّالة في رعاية الطلبة والطالبات، إلى جانب برنامج التأهيل التربوي 1979-1992، وهو تجربة رائدة لإعداد كوادر وطنية للعمل بالهيئة التعليمية، وأمدت النظام التعليمي بالدولة، بخمسة آلاف مواطن ومواطنة، يؤدون دورهم بنجاح في مجالات: أمناء المكتبات والمختبرات، أمناء السر، ومعلم ومعلمة الصف، ورياض الأطفال، والتربية الفنية والأسرية، وساهمت في الاحتفالات الوطنية، وتقديم أوبريتات خاصة بالمناسبة، شارك في تنفيذها طلاب وطالبات المدارس من كل مدن الدولة، وهي: النخلة الوطن - الفارس والقلادة - الله يا وطن، ومسابقات الأولمبياد، لطلاب مجلس التعاون الخليجي بالتعاون مع مكتب التربية العربي لدول الخليج العربي، وأولمبياد الفيزياء العين، فبراير 1993، وأولمبياد الرياضيات 1994.

مناصب

تقلّدت مجموعة من المناصب في مختلف المؤسسات بالدولة، فهي عضو مجلس سيدات الأعمال بالدولة، رئيسة لجنة العلاقات الخارجية، والأمين العام لأندية الفتيات بالشارقة«1994-1999»، كما نالت عضوية اتحاد المؤرخين العرب، إلى جانب عضويتها للجنة الدائمة لوزارة التربية والتعليم، لدى اليونيسكو، حتى العام 1998، وعضوية المجلس الأعلى لرعاية الشباب، حتى العام 1986، وعضو اللجان المشتركة لتطوير وتنمية التعليم بين جامعة الإمارات ووزارة التربية والتعليم، «1989- 1992»، وعضو مجلس إدارة كلية الاتصالات الهندسية، منذ إنشائها، حتى العام 1998.

لها مجموعة من الأبحاث والدراسات والكتب المنشورة، أهمها: النهضة النسائية في دولة الإمارات، والمرأة والتنمية، بالإضافة للتربية الخاصة بين المفهوم والتطبيق، إلى جانب جماعات النشاط المدرسي، والقادم الجديد في مدارسنا، ودليل المعسكرات، والعوامل المؤثرة في التفوق الدراسي، والتخلف الدراسي، وكتاب اتجاهات الشباب.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"