العباءة السوداء نتاج تلاحق تطورات العصر

تطور الثوب الإماراتي في جلسة حوارية
03:06 صباحا
قراءة دقيقتين
أبوظبي- فدوى إبراهيم:
كشفت ريم المتولي المستشارة الخاصة في العمارة الإسلامية والفن العربي والإسلامي والتراث الإماراتي، عن كيفية تطور الثوب للمرأة الإماراتية خلال أكثر من 30 سنة، مشيرة إلى أن العباءة السوداء التي ترتديها المرأة اليوم جاءت نتيجة تلاحق التطورات العصرية السريعة التي شهدتها الدولة وانعكاسها على الملابس، مشيرة إلى أنه ليس هناك فكرة واضحة حتى الآن عن مصدر وجود العباءة السوداء الحديثة، فقد يكون ارتداؤها جاء لإخفاء ما تحتها من ملابس، أو استقدمت من الثقافة الإيرانية .
جاء ذلك خلال جلسة حوارية عقدت مساء أمس الأول، في جامعة نيويورك أبوظبي في جزيرة السعديات، بعنوان "تطور الثياب التقليدية للمرأة الإماراتية"، التي استندت إلى بحث معمق قامت به الباحثة المتولي في كتابها "سلطاني: تقاليد متجددة" الذي رصد أزياء المرأة الإماراتية التقليدية وكيفية تطورها من عام 1966 إلى 2004 .
ووصفت المتولي بدقة ما كانت ترتديه المرأة الإماراتية من أثواب ومكملاتها، وكيف أثر ظهور النفط والتطور المادي في تطور تلك الأزياء حتى اليوم، لافتة إلى أن التطور السريع والمتلاحق جاء بسبب هذه الظروف المادية والاجتماعية وعرضت مجموعة كبيرة من الصور القديمة خلال شرحها .
وأشارت المتولي إلى أن الزي الإماراتي كان يتكون من بضع قطع، منها البرقع، وتلبسه النساء بعد الزواج وليس للفتيات، ويأتي البرقع بأشكال وأحجام مختلفة وتعود بذلك إلى القبيلة وسن المرأة، والبرقع كان غرضه إبراز الملامح الأجمل للمرأة وتغطية عيوبها، ولكن لا بد أن يغطي الحاجبين والفم، والخطأ الشائع اليوم هو إظهار الحاجبين حين ارتدائه، وقد صاحب البرقع اليوم الكثير من التطوير، منه أنه أصبح قطعة كمالية جمالية مزينة باللؤلؤ ويظهر منه الفم والحاجبان . ومن القطع التي كانت ترتديها المرأة الإماراتية على رأسها "الوكاية" أي بمعنى الوقاية، وتستخدم لحماية رأس المرأة وتغطية وجهها، وغالباً يصنع من القطن من قماش أسود ويلف الجسم كذلك، وهو ما يقابل الشيلة اليوم، أما "المنقد" فهو شيلة منقطة تستخدم في الأعراس والمناسبات، بينما ظهر اليوم ما يقابلها وهو الحجاب "بو نفخة" أو "القمبوعة" . وأشارت المتولي إلى أن العباءة كانت في فترة الستينات تغطي الرأس وتزين بالحواف "بوهيلة" و"أم خدود" المزينة بالخطوط الذهبية .
وأوضحت المتولي، أن التطورات التي شهدها الزي الإماراتي على مر السنوات، قادته للتحول اليوم مثله مثل أي شيء يمر عليه الزمن ويشهد تحولات ترتبط بالبيئة بكافة جوانبها، وهو حال الأزياء في أي ثقافة في العالم .
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"